فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري
(Fayad Fakheraldeen)
الحوار المتمدن-العدد: 1390 - 2005 / 12 / 5 - 11:17
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
تدفع الشعوب العربية اليوم فاتورة حسابها التي تأجلت طويلاً في غفلة عن عيون العصر.. العصر الذي يحمل عناوين كبيرة أهمها:
العولمة والديمقراطية وحقوق الإنسان...
العولمة من جملة ما تعنيه، أنه لم يعد ممكناً البقاء داخل (صحرائنا)... نعيش على التمر واللبن واللحم القديد... مع عبيدنا وجوارينا ونغمات (الموصلي) وصوت (دنانير)، أي الإرث المجتمعي الذي نحمله عن أجدادنا وننقله إلى أحفادنا في حلقة مفرغة... نعيد إنتاج ذاتنا وكأننا الوحيدون الذين يقطنون في هذا الكوكب... رغماً عن (النفط والسياحة) اللذين لم يفتحا لنا أبواباً معرفية لدخول العصر أكثر من تغيير (الجمل) بسيارة (الفورد) والاستعاضة عن (أبي نواس) برسائل الـ (SMS) بحيث ظلت الديمقراطية غريبة ومنبوذة.. تحاول التسلل بشكل (غير شرعي) إلى بلادنا العربية لأنها لم تحصل على (فيزا) من سفاراتنا الموزعة في أنحاء الأرض.
أما شرعة (حقوق الإنسان) فلم تكن أكثر من نشرات سياسية ممنوعة شأنها شأن الأفلام الإباحية ومجلات (البلاي بوي) في نظر الرقيب العربي.
فاتورة الحساب العربية باهظة وفاحشة... وأبعد من التصور.. أضحينا في أدنى السلم العالمي حضارياً، التقدم العربي يسمى عالمياً: بتقدم التخلف.. والأهم أننا اليوم لم نعد (يهود التاريخ) بل أصبحنا مهددين بالانقراض... شأننا شأن مستحاثات المتاحف والمخابر... والسلاحف العملاقة.
* * *
هناك قصة قصيرة للأطفال من الأدب العالمي تتحدث عن راعٍ ضاق ذرعاً بكباشه الذين يقضون معظم وقتهم بالقتال فيما بينهم، على الكلأ والمرعى.. والإناث، حيث كانوا يتسببون بخرق نظام الراعي وخلق فوضى بين القطيع.. فضلاً عن الدماء التي تسيل من رؤوسهم بسبب قرونهم الطويلة والحادة.. ولحل هذه المشكلة قام الراعي بنشر قرون تلك الكباش، وكان هذا الحل سحرياً بمفعوله بحيث أعاد النظام إلى القطيع ولم يعد يرى دماء تسيل من تلك الرؤوس!!
إلا أن الذئب أتى يوماً.. وقضى على القطيع عن بكرة أبيه الذي لم تنجده كباش بلا قرون!!.
إنها قصة للأطفال.. ليس إلا!!
والغريب أن هذه القصة غير مترجمة إلى اللغة العربية أبداً.. ربما لأنها للأطفال؟!!
#فخر_الدين_فياض (هاشتاغ)
Fayad_Fakheraldeen#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟