رياح الإدمان العاتية

بنواحي هناء

الحوار المتمدن-العدد: 5143 - 2016 / 4 / 25 - 20:31
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

الهروب من الواقع الأليم عبر رياح الإدمان على المخدرات بكل أنواعها، ما هو إلا هروب إلى مملكة الشر، يتحول المدمن إلى عبد للمخدرات يفعل ما بوسعه للحصول عليها حتى وإن كلفه ذلك ثمنا باهظا.
يسعى وراء النسيان والمتعة الوهمية إلى حين تلقي به في عوالم النسيان، حتى يضيع عمره في بناء عوالم الخيال الذي ليس له وجود ولن يتحقق إلى في عالم الوهم، حيث يتحول إلى أسير لا يستطيع أن يفك قيده الذي قيد به نفسه وقيد به عقله، حيث يصبح مسلوب الإرادة.

ويعرف أنه لا يمكنه الخلاص إلا بمعجزة، ولن يتمكن من الفرار من قبضة الإدمان إلا إذا مات وحمل على الأكتاف ، أو أن يفقد عقله كليا و يجوب الشوارع والأزقة ، أو إذا حكم عليه بالسجن لمدة طويلة جدا ، أو إذا صادفه الحظ وتمكن من علاج نفسه ذلك العلاج الذي يأخذ وقتا طويلا .
لماذا كل هذا الحمق القاتل ؟ نأسر أنفسنا بأنفسنا في سجن المتاهات و المعاناة ، ونبحث على الخلاص، تلك الطريق قاتلة أنجازف بحياتنا وأحلامنا من أجل متعة أو من أجل مشكلة واجهتنا ، فالمشاكل كلها لها حل مادمنا قادرين على التفكير السليم وألا نحاول الهروب من مشكل صغير إلى متاهة لا حصر لها من المشاكل التي لن نجد لها حلا أبدا ، والتي قد تلقي بنا في سجون الإنكسار والضعف ، ولنكون بذلك قرأنا على أروحنا السلام ،حيث تموت الروح والقلب ما يزال ينبض ، لتعيش الروح معلقة في برزخ الجسد لا هي من الأحياء ولا هي من الأموات، تبقى حائرة في أمرها أتترك الجسد لكي يرتاح هنيهة ؟ أم تلازمه وتساعده على تخطي ما أوقع فيه نفسه بيده ؟ حتى الروح أنهكها ذلك المخدرالذي يجعل الموت يطاردها في اليوم مليون ألف مرة تلك الروح لا ترغب في أن تتركه وحيدا من دون سند ، من دون دعم ، لهذا تصرخ الروح وتتدرع إلى خالقها ليتخلص ذلك الجسد من الإدمان ففي خلاص الجسد خلاصها حتى هي ، كلاهما عملة لوجه واحد
وكلاهما يكملان بعضهما البعض.

وأخيرا إستجاب الخالق لدعوة الروح التي أنهكها تمرد الجسد وها هو هذا الأخير عاد يبتعد تدريجياً عن ذلك الرصاص القاتل ، المدمر الذي أودى بحياة بعض أحلامه إلى الهلاك، والبعض الآخر تمكن من إسعافها في اللحظة الأخيرة لتتمكن بعض الأحلام من النجاة من قبضة الإدمان الذي عصف بجل أحلامه الربيعية ، لكن مادام الجسد تخلص من الإدمان فسيتخلص من جميع الرواسب السلبية التي إستوطنته، وسينعم أخيرا ً بالهدوء والسكينة .

#بنواحي_هناء (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات