|
ممثلو المراصد الثقافية الكردية- أي كاتب أنت، أي كردي تكون-
ابراهيم محمود
الحوار المتمدن-العدد: 1390 - 2005 / 12 / 5 - 11:13
المحور:
الصحافة والاعلام
في بريدي الالكتروني، تسلمت رسالة من الأخ الشاعر الكردي عزيز خمجفين مشكوراً طبعاً، تخص الملتقي الثقافي الكردي الأول في دولة الإمارات العربية، والذي انعقد في 2-12/ 2005، ثم قرأتُ نص الرسالة ذاتها تماماً ، في موقع Rojava الأنترنتي الكردي. يبدو أن النص المذكور يشكل خلاصة مقروءة عن الملتقى الثقافي الكردي- العربي ذاك، والذي تم من خلال مؤسسة ( سما) الثقافية الكردية هناك. لا يمكنني بدايةً إلا أن أعبّر عن تقديري للملتقى والنتيجة التي حققها، وشكري للذين رتبوا لأعماله والذين شاركوا فيه، بغية إرساء لبنات حوارية كردية – عربية، وبالعكس. غير أن للموضوع بعداً آخر، وهو بعد، يظهر لكم هو بعيد ذاك الملتقى عن مرتقاه ومبتغاه من جهة الدقة والتدقيق، وهو البعد الخاص بالذين يرتبون لأنشطة من هذا النوع، ويعقدون ولائم، وحتى يحصدوا غنائم، باسم أي نشاط كالذي تقدم( أحدد مفهوم الوليمة والغنيمة من خلال المشترك، أو المدعو إلى النشاط ذاك). ثمة ملاحظات بدايةً، تتعلق بأصولية الداعين إلى الملتقى( أحدد الأصولية عبر ربطها بالأصول المعتمدة في أضيق معانيها وحتى الجانب الوصولي فيها)، قبل البت في الحوار العربي – الكردي، ومن قبل الكرد، وفي مدينة عربية، مشهود لها بالفورة الثقافية كفورتها النفطية، وحاجته( أي الملتقى) إلى ميزانية خاصة، حيث لا يعدم وجود الكرد الغيارى، كما هو ملاحظ، أنى كان كردي، وأنى تنفس كردي، وأنى انفلق كردي، للاهتمام به. إذا كنا نريد ممارسة الضحك على اللحى، فلا أسهل من أن ينبري الكثيرون، وهم موجودون متواجدون موجِدون في كل مكان تحت الضوء، لتدبيج معلقات: علاقات، تبرز شمائل الحوار المذكور، وخصائل التواجد المشترك، فالتاريخ يجمعنا في أكثر من منعطف، وهناك لتأكيد ذلك أكثر من مقتطف، والدين الاسلامي الحنيف حنيفية الموجّهين لـه، يوحدنا تحت عباءاته الكونية، فلا خلاف ولا اختلاف ، إنما ائتلاف واعتراف متبادل، وكل حديث عن خلاف، هو، كما ظهر ويظهر، دق للإسفين البكوي بين الأخوة في الدين الواحد، أعني في دين ثلاث وسبعين فرقة في الحد الأدنى، وكأن كل الذي نشمه من روائح اللحم الأخوي الشائط والمتفحم والكردي في الأصل، في أتون الدين الواحد، ليس لـه أي علاقة بالأخوة التي يشهد عليها الله في سدرة منتهاه، كأن اللهاث المشهود لـه في عربية موقعه ومربعه ومرتعه، وفي أكثر من جهة عربية واسلامية مؤيدة، لا محل له من الإعراب فيما تقدم. ( فالمؤمنون أخوة)، ولكن الكرد استثناء، تيمناً بالقاعدة ( الرائعة) أخلاقياً: لكل قاعدة استثناء، ضداً على المحاولة الكردية المتواضعة( الأخ الكردي الصغير بين أخوته الكبار: العرب والفرس والترك استعطافاً أو استلطافاً أو استظرافاً)، وليس استخفافاً بالتأكيد، للتأكيد الموازي على أن الكردي كائن تاريخي جغرافي إنسي بلحمه وعظمه ونفَسه، كما تشهد وقائع الجغرافيا قبل فظائع التاريخ، وكما تقرر مرويات الحياة اليومية في الجوار، داخل سرديات التقسيمات الجغرافية من مفارقات جور الأخ الكبير( وهم في الأصل ثلاثة على الأقل، وليس واحداً، ارتكازاً على مفهوم الوحدة المثلى) في الأخ الصغير، كأن كل ذلك غير مرئي مطلقاً. ورغم ذلك، لا بأس من تقدير النظر إلى الأمام، رغم التخوف من مقالب ومتاعب الإمام. أقول قولي هذا، وأنا منذ البداية أصطدم( باعتباري معروفاً، أو كما روّج عني صِدامياً، وربما صدَّامياً في الوسط الثقافي الكردي ، بأكثر من مقياس ريختر صـ: دامي)، بالذي تصدَّر أو تخلل النشاط، تعريفاً أو توصيفاً لمؤسسة( سما) الكردية أباً عن جد، كما في محاولتها لرأب الصدع داخل البيت الكردي العربي المشترك، وبالسهولة المتصورة الفائقة، رغم وجود الكردي خارج بيته، حيث مقدم الحفل يقول ( إن ( سما) سفينة ثقافية تسير في بحر هائج لتخترقه وتذيب الجبال الجليدية، وتحطم بالتآخي الجدار الوهمي الذي بنته يد الفوضى في هذا العالم )، هل ثمة ما هو أكثر إثارة للضحك على اللحى( الكردية المنافحة قبل كل شيء) مما تم إيراده؟ هل نحن في مجال عروض إنشائية، للتسابق بالبلاغة العربية، ومن لدن كردنا الذين يريدون تأكيد أخوتهم العربية بتجويد الحرف العربي وركوب مطية الخيال عربياً؟ أي هزء أكثر من الحديث عن ( يد الفوضى هذه)؟ فلنبترها إذاً، ولكن أي يد إذاً ثانية؟ وقبل ذلك : الجدار الوهمي؟ أهذا ما كان مطلوباً من كاتبنا الكردي العربي المسلم الحنيف، ليتم لعن دقاق الإسفين ومشجعه ومروجه والمتاجر باسمه ومستعيده، ليكون الاسلام بمسلميه براء في براء، من كل سيئة مدبلجة، مركَّبة منسوبة إليه؟ وما يخص قول رئيس المؤسسة المستحدث في ذاته وبذاته، وهو يدعو إلى ضرورة تدارك خطورة الوضع الراهن في ظل العولمة ببناء ثقافي مشترك....؟ وكأن الذي تم على يديه حتى الآن يبرز مدى نفاذ فكره في العولمة وقدرته على التفريق بين خيطها الأبيض و خيطها الأسود، ليكون الاسم ذاك، محل تعليق: ملتقى أم مرتقى أم منتقى؟ وهذا ليس تلاعباً لفظياً، من خلال الذين تم الاتصال بهم، وما يخص موقعهم الثقافي، والجانب الدعوي فيهم راهناً ولاحقاً. أجدني مركّزاً على ملاحظات تتعلق أولاً بالحوار الكردي – الكردي، وكيف يتم التأهيل للمشاركة المماحِكة في الملتقى الثقافي الكردي – العربي، الكردي- الفارسي، أوالكردي- التركي ، أو ... الخ. ترى من هم الذين يعملون على تنظيم أو إقامة أنشطة من النوع المذكور؟ هل يمكن لأي كان أن يقوم بعمل من النوع ذاك، دون التساؤل أو السؤال عما كتب فيه، عما كان ليكون الكاتب الكردي الجدير بالتقدير حقاً؟ سيقال: شكراً لمن قام ويقوم بعمل كهذا، نعم، وأنا أقول كذلك، ولكن: وفق أي اعتبار، وكيف يتم اصطفاء الذين يتقدمون للمشاركة في عمل يتطلب وعياً في مستواه؟ هل بات تجاهل أو تحديد ماضي أي كان، أو البحث فيه، من اختصاص الساعين إلى السوء وأصحاب السوابق والشبهات، أم أن ذلك يشكل ضرورة معرفية ووقائية ليكون المرجو في مستوى الرجاء فعلاً؟ هل يمكن لأي كان ، أن يقدم نفسه ممثلاً باسم الكرد وللطرف الآخر، بينما رصيده الثقافي الفعلي، هو أقرب إلى الصفر، إن لم يكن صفراً في جوانب كثيرة من الموضوع المثار؟ ما الذي يشفع لأحدهم كي يكون جديراً بحمل اسمه المعرفي، والظهور إزاء الآخر، أم أن التزكيات الكردية الكردية، صارت تنافس شقيقاتها العربيات قبل كل شيء، إن لم تكن بازَّة إياها في أكثر من مكان وزمان، مقارنة بظروف كل طرف؟ كما ومثلما علقنا على ندوات وأنشطة ثقافية عقدت في أمكنة كثيرة: في آمد ودهوك سابقاً وغيرها، هاهو الخطأ يتكرر هنا، لكأن ارتكاب الخطأ الكردي هو عين الصواب الكردي، لأن المعنيين به، لا يدركون حصافة الصراط المستقيم الكردي الميمون، إلا من خلاله، وتأكيداً على كيفية النيل من الذين يحاولون التحدث في وضح النهار وليس في عتمة الليل؟ لو يملك المعنيون الأُول بالملتقى المذكور الجرأة النسبية، كغيرهم من الذين سبقوهم طبعاً، لذكروا من هم الذين تم الاتصال بهم هنا وهناك، ووفق أي لعبة بهلوانيات موزعة، ليكون الملتقى منتقىً ومرتقى أكثر من كونه ملتقى بالفعل؟ دائماً يكون الرصيد الثقافي، الاجتماعي، المعرفي، التاريخي، السلوكي معاً، عوناً للشخص لتقرير مصيره كاتباً، ومؤكد انتمائه الكردي، أو مشروعية التحدث باسم الكردي، وهو معني في الوقت نفسه بالآخر ثقافة وتاريخاً كذلك، أم بات الرصيد الثقافي محل شبهة ومطاردة؟ نتحدث باستمرار عن المواقع الثقافية الكردية، نريد حواراً، لكن من يحاور من، وكيف؟ وكيف يكون الاعتراف بأحدهم كاتباً يكون من حقه أن يتكلم أمام الملأ، لأن ثمة ما يسنده تاريخاً وانتاجاً ومعاناة مجتمعية، ليكون كذلك؟ أم أن هذا ادعاء وتزييف لما أثير حتى الآن؟ ربما يضحك أحدهم في سره، وهو يعلم من أعني بقولي في الحالتين، ليكن ذلك، وعلي أن أحدد ما يخصني في علاقات علاَّقات مما تقدم، وكيف يتم الاتجار بالثقافة، أو تجييرها، أو التعتيم عليها، أو التحدث باسمها بمراوغة مشهودة، ليقال عن الذي ينتقد مكوكيتها وصكوكية غفرانها المحتسبة هنا وهناك، عن أنه لا يعرف إلا ماهو شخصي، ولا يدرك إلا الذاتي الضيق، وأكون مثل هذا الكائن الذي يبحث عن ذلك الصوت الذي يدرك قوامه ومقامه، لا وصائية إنما من خلال وقائع يمكن ذكرها بدقة. لا بأس أن يقال ما يراد له أن يقال وأنا أكتب بالطريقة هذه، وهنا أقول متسائلاً: كيف يكون النقد، أو كيف تكون المحسوبية المنشودة، ويكون النقد بالمقابل؟ من جهتي، وفي مساري النقدي، لن أتوقف عن انتقاد كل هؤلاء الذين يريدون تأكيد أنفسهم قيمين على الثقافة، أي ثقافة، والكردية فيها ضمناً، ليكونوا مقرري مصيرها، ومن يمكنه أن يكون مثال ومنال الصالح أو الطالح، ومن لا يمكنه أن يكونه كذلك، وهو بأمس الحاجة إلى السكوت، لئلا يلفت الأنظار إلى عورته الثقافية وما هو أبعد منها. هنا لمَّحت، وإذا اقتضت الضرورة الثقافية السلوكية، سأصرّح، بحضور الشهود من تحت إبطيّ من أعنيه هنا وهناك.
#ابراهيم_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل كان د. نورالدين ظاظا خائنا حقاً؟- صورة طبق الأصل عن وثيقة
...
-
التفكير معاً، أما التكفير فلا يا شيرين
-
بؤس الأدب الكردي في بئس النظرة العربية
-
أهل الكتابة
-
رسالة مفتوحة إلى شهداء: عتقاء حريق سينما عامودا
-
- ردا على محمد عفيف الحسيني -بصدد مهزوم المشيخة الأدبية
-
المشيخة والعقدة المشيخية
-
-سردية بلا ضفاف- سليم بركات في رواية : ثادريميس
-
إبراهيم اليوسف الكردي الممنوع من الصرف
-
رسالة عزاء إلى الارهابيين ومن معهم من إرهابي مضاد ... على خل
...
-
بين حجب الموقع وحجب الانسان
-
سلامات يامحمد غانم ولكن
-
من يثير الدولة في سوريا:في ضوء أحداث القامشلي؟
-
القامشلي،وحدث القامشلي
-
محمد غانم يأكل من خبزالتنور الكردي
-
عزائيات لكاوا والأم الكرديين
-
من يحدد مصير الشعوب؟
-
فتنة المثقف الصدامي
المزيد.....
-
الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس
...
-
الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو
...
-
غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني
...
-
انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
-
خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
-
عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ
...
-
روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا
...
-
عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
-
مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات
...
-
السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية!
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|