ظاهرة إدرام النار في الجسد

أسامة عريوي

الحوار المتمدن-العدد: 5143 - 2016 / 4 / 25 - 08:33
المحور: المجتمع المدني
    

ظاهرة إدرام النار في الجسد

لنفتح القوس أولا ولنطرح السؤال ،لماذا الإحتجاج بإحراق جسد لا حول له ولاقوة؟جسد لا علاقة له بالذنب ،جسد مجرد جسد ليس إلا ،جسد عنف وجسد لم يهتم به وجسد عليل ،جسد يرغب في حقه يرغب في التقويم،لماذاتحرق هذا الجسد ؟؟؟؟

أسئلة كثيرة تطرح أسئلة لا نبتغي لها جواب ،لكن هي باب للدعوة للتفسير من أجل التعليل فقط، وليس أي تعليل،تعليل لا باب فيه للجزم أو القطع،في الأمس مرأة ثم بعد ذلك معاق واليوم مول الطاكسي ،وقبل هذا بكثير فلان وفلان وفلانة وعلان ،هؤلا ء كلهم جنات في حق أجساد بريئة لا تستحق الحرق ،حرقو أجسادهم بلا حنان ،هنا نطرح كذلك سؤال، لماذا هذا الجسد الغير المذنب ؟هل هذا الجسد هو في الحقيقة من يستحق الحرق ؟

حرقو أنفسهم وتركو المجال لأجساد فاسدة تربو وتنمو وتتسرطن وتقوى ويزداد ثأثيرها،وإذا ازداد الثأثير ضمنت المكانة وشد الوثاق ،ولا مبالات لمن يحترق ،نفتح ألف قوس وقوس ونطرح ألف سؤال ،ما السبب ولماذا هذا ومن المسؤول ؟لا يعقل أن لا يكون هناك أي سبب،والذي يقدم على هذا الفعل هو مواطن سوي في عقله وليس أحمق أو معتوه .

مواطن عادي يشهد له بالرسانة والإعتدال ،لكن ما علمتنا السوسيولوجيا ،هو وظع الظاهرة في سياقها الإجتماعي ،ومحاولة معرفة المتغيرات التي يمكن أن ثأثر فيها ،لكن إذا حاولنا تطبيق هذا، هل بالفعل سنتوصل إلى تفسير مقنع يمكن البناء عليه والنسج على منواله؟؟؟

أجساد حرقت ولم يبقى سوى الرماد ،نسائل الرماد ،وكيف يمكن لنا أن نخاطب هذا الرماد؟
حرق الجسد وذهب معه بالمعنى والحقيقة ،لكن الحقيقة في الحقيقة واضحة وضوح الشمس في قارعة النهار ،الحقيقة في أذهان أجساد حية كانت هي السبب ،الحقيقة هم،وهم الحقيقة يبقى يصاحب من يعرف هذه الحقيقة ،ميشيل فوكو له كتاب في هذا الإطارعنوانه "هم الحقيقة ".

هذه الكوابيس المزعجة، هي في الحقيقة مزعجة ،وفي الآن نفسه هي إشارات وإشعارات ودعوة للإلتفاتة ولإعادة النظر،هي كذلك إتبات للوجود رغم الموت والإحتراق ،لكن دعوة للنظر في الحالات التي تعد العتاد للإحتراق يوما ما ،هي دعوة للتشييد والبناء فوق رماد هذه الأجساد المتفحمة ،بناء بطعم الإنسانية ،الإنسان المواطن بكل ما يحمل مفهوم المواطن من معنى ،ليس بلغة المواطن الكلاسيكية البئيسة ،ولكن بلغة السلطة السياسية الحديثة .

أسامة عريوي.

#أسامة_عريوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات