أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد طولست - هل الإنتحار فعل لاأخلاقي ، أم هو موقف يستحق التقدير والاحترام؟














المزيد.....

هل الإنتحار فعل لاأخلاقي ، أم هو موقف يستحق التقدير والاحترام؟


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5142 - 2016 / 4 / 24 - 18:07
المحور: حقوق الانسان
    


لقد إحتد الإختلاف بين جلسائي في المقاهي أثناء مناقشة قضية ما أقدمت عليه "مي فتيحة" التي احرقت نفسها قبل أيام دفاعا عن كرامتها، وتحول إلى موضوع يناقش إقدام الإنسان السوي على الارتماء في أحضان الموت، وخطورة يلاقيه المرء من آلام مع ذاك المجهول الذي يفر منه الجميع ، وتطور الحديث حول الأسباب والدوافع العميقة التي تجبر المرء على التخلي عن الحياة حين تضن عليه بأبسط الحقوق الحياتية ، من كرامة ، وحرية ، ولقمة خبز.
لأحيانا كثيرة تكون مناقشة بعض الحقائق والوقائع السائد لدي قطاع لا بأس به من المجتمع ، صعبة وقاسية للغاية، وخاصة في مجتمع يكتفي الكثير منه ، باختزال الإنتحار بكل أشكاله في أنه فعل اللأخلاقي واللديني ، وتصهف من يقدم عليه ، في فئة جاهلة الخارجة عن الدين ، وتحملها مسئولية فعلها الذي لا جزاء له -حسب نظرتها السطحية -غير جهنم خالدين فيها، ولا تشفع لها عندها ، احتجاجيته الفردية وتضحيته بإحراق جسده ،التي اطاحت بالكثير من قلاع الفساد والمفسدين، كما حدث في تونس مع الرئيس زين العابدبن بن علي، الذي لم يجرؤ أحد قط على زعزعته من على الكرسي الذي تربع فوقه ثلاثة وعشرين عاما، كلها ظلم وقهر وحرمان ، فزلزلته النار التي احرقت جسد الـ "بوعويوي".
كما اعتبر بعض المشاركين في النقاش ، بأن الإنتحار ما هو إلا موقف تدميري إرهابي إفنائي، نابع من لحظة عدمية متعالية لظاهرة نفسية نفسانية مرضية، و أنه تأثير فيزيولوجي لعوامل جوية مناخية مرّ بها ومعها كل الذين أحرقوا أنفسهم ،وهم في حالة من الاضطراب العقلي أو الضيق النفسي اضطرهم إلى فعل ذلك الفعل الشنيع .
واعتبره فريق ثالث من جلسائي ، أنه موقف إبداعي تغيري يستحق التقدير والاحترام، وأن المنتحر يستحقون منا الشفقة والتعاطف بل والإحساس بالذنب نحو ما أجبروا عليه من أفعال لا مسئولية لهم فيها.
ورغم يقيني بأن القيام بحرق النفس هو عمل ينطوي على كثير من المخالفات الشرعية والوطنية والإنسانية، وأنه فعل مرفوض شرعا وعقلا وأخلاقا، ويقع في حكم الجرائم المنهي عنها شرعا والتي لا يجوز ارتكابها تحت أي دافع ولأي سبب كان، لأنه طريقة موت فظيعة ومؤلمة جدا، لا يتمناها الإنسان السويّ حتى لألد أعدائه، ولأن الجسد أمانة ووديعة بين يدي الإنسان، وهو مسؤول على الحفاظ عليها ولا يحق له الإساءة له لأي سبب كان". لقوله سبحانه وتعالى: "وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً "النساء29 ..
فإنه من التجني، أن نلوم العاطلين والفقراء المسحوقين على يفضلون الموت طوعا - رغم فظاعة الموت حراقا أو غرقا- على وطأة القهر والتعدي على الكرامة ، وخاصة بين من تعوزهم قدرة وقوة الوقوف في وجه ذلك الظلم والقهر والإهانة الناتجين عن الحرمان من الحق، والذين أحسوا به، كما أنه من العار اعتبار ما قدموه من تضحية بالنفس ليحي غيرهم حرا أبيا، أفعال عدمية لا تعكس شجاعة، وليس إلا دليل جبن وفشل وانعدام رغبة الشباب في الاستمرار في الحياة ، حتى قط ما كيهرب من دار العرس.
وكان الأجدر بالمنتقدين، قبل أن يلوموا من يموت تشوقا لاحتضان الحرية والكرامة والحياة ، الرغبة الإنسانية المشروعة، أن يفهموا بأن عمق الألم وحجم المعاناة وكمّ القهر والإهانة وضياع الحقوق، والتقلب بين أحضان الفقر والظلم ، هو أكبر وأفظع من الموت حرقا أو غرقا ، وهو أجطر الجرائم التي ندد بها القرآن الكريم وجميع الكتب السماوية، ونهى عنها لأنها السبب الرئيس في نشر كل الأوضاع السيئة السوداء ، وظروف القهر والفقر التي تصيب اللبيب بالحنون ، كما يقول الشافعي رحمه الله: "لا تستشر من ليس في بيته دقيق لأنه مدلّه العقل"، أي ذاهب العقل .
وعليهم لوم من يتحمل مسؤولية ما وقع ويقع في عالمنا المتخلف في كل شيء، الذين يسيرون شؤون الناس حسب أهوائهم وإجراءاتهم المضحكة الاستغفالية –كتصريح السيدة الوزيرة الحقاوي التي نفت وجود الفقر في المغرب ،خلال كلمة لها في البرلمان -التي لا تحل مشاكل ولا تخفف من أزمات، بقدر ما تزيد من ثقل أعباء وهموم المواطن اليومي



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من -خربوشة- إلى -من فتيحة-!!
- لماذا نكره الاصطفاف في طوابيرالانتظار ؟
- واقع حرية الرأي وقوى الإسلام السياسية!!
- قضية خولة وبوتازوت ، هي معركة قيم !!
- حضارية التظاهرات واستفزازيتها !!
- التأسلم- الموضة الجديدة !! 3 تابع
- تهنئة بميلاد مرصد دولي للإعلام وحقوق الإنسان..
- التبسم واجب اجتماعي ودرب من دروب المناعة النفسية!!
- -التأسلم- الموضة الجديدة !! 2
- -التأسلم- الموضة الجديدة !! 1
- عظمة المرأة ليست في الأمومة فقط !!
- بداية الإصلاح محاسبة الرؤساء !!
- لكراسي تخطف الأبصار وتعمي الأنظار!!!
- ظاهرة التعصب الكروي !!
- علاقة لا تحركها شيء سوى الحب والارتباط الروحي
- سلامة تدبير الشأن المحلي في صدقية المنتخبين .
- هل يكفي العرب، يوم واحد للكذب؟
- اللي تسنينا براكتو دخل لجامع بلغتو-
- لقد تخلفوا عن لحظة تاريخية حاسمة!؟
- الخطاب السياسي المغربي المطلسم !!


المزيد.....




- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد طولست - هل الإنتحار فعل لاأخلاقي ، أم هو موقف يستحق التقدير والاحترام؟