|
لأجل التحول إلى منظمة ثورية فاعلة
المنتدى الاشتراكي - لبنان
الحوار المتمدن-العدد: 5142 - 2016 / 4 / 24 - 02:58
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
كنا نهدف، منذ سنوات – حين قررنا خوض تجربة الاندماج، بين كل من التجمع الشيوعي الثوري والتجمع اليساري من أجل التغيير – إلى سلوك السبيل الكفيلة بتحولنا من حالة قصور القدرة على التأثير التي "تميِّز" شلةً (أو اكثر)، إلى منظمة ثورية فاعلة، تغذُّ السير نحو كسب موقع أساسي لها، في حركة الجماهير، على الطريق إلى إنضاج عملية التغيير الجذري، في بلدنا، لبنان؛ هذه العملية التي فشلت المنوَّعات التنظيمية المختلفة، ذات الهوية الستالينية، في الأساس (كالحزب الشيوعي اللبناني، بخاصة، ومنظمة العمل الشيوعي، قبل انفراطها العملي، وغيرهما من ممثلي اليسار الإصلاحي)، في الاضطلاع بها بنجاح، على امتداد عقود طويلة شهدت نمواً كثيفاً للصراع الطبقي. وقد جاءت السيرورة الثورية، التي نشهدها، منذ حوالى خمسة اعوام ونصف، في منطقتنا العربية- المغاربية، مع إشعاعات أكيدة لها، في الشرق القريب، ولكن أيضاً، عبر العالم، لتؤكد مسألةً بالغة الأهمية، وهي ان هكذا سيرورةً لن تأخذ مداها الحقيقي نحو النصر المكتمل، من دون ان يكون هناك تدخّل واضح ومؤثر من قبل الثوريين/ات في مساحات الصراع الايديولوجي والسياسي الحاصل، للتأثير في مسارها وفي تنظيمها، وفي البنى الفكرية والابعاد الطبقية التي عليها ان تتحرك في إطارها، في مواجهة البناء الطبقي والفكري للطبقة الحاكمة ولنظامها البرجوازي.
فضرورة الحزب الثوري، هي اساسية في بناء القيادة الثورية لحركة الجماهير، ولقد أصاب ليون تروتسكي، في النص الذي كتبه للمؤتمر التأسيسي للأممية الرابعة، في العام 1938، تحت عنوان "البرنامج الانتقالي"، حين اعتبر، آنذاك، أن "المقدمات الموضوعية للثورة البروليتارية ليست ناضجة وحسب، بل أخذت تتعفن"، ليضيف مباشرة، بعد ذلك: "إن الأزمة التاريخية التي تعانيها الإنسانية تتلخص في أزمة القيادة الثورية".
وهذا ما لاحظه تروتسكي في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي - في معرض تشديده على الحاجة القصوى لتلك القيادة (الحزبية تحديداً)، من اجل نجاح الحالات الثورية، الموضوعية، في التحول إلى ثورات ظافرة -، وذلك حين رأى، في كتابه "تاريخ الثورة الروسية"، أن البخار كان "يتبدد لأنه لم يكن هناك أسطوانة تحصره عند النقطة الحاسمة". وقد علَّق المفكر والقيادي الماركسي الثوري الراحل، أرنست ماندل، في نص هام له بعنوان "لينين ومشكلة الوعي الطبقي البروليتاري"، على تلك الصورة، بالكتابة: "طبعاً إن القوة المحركة هي، في النهاية، قوة التعبئات والنضالات الطبقية وليس الأسطوانة بحد ذاتها. بدون هذا البخار، ليست الأسطوانة أكثر من أنبوب فارغ، ولكن من دون الأسطوانة، حتى البخار الأكثر قوة يتبدد ولا يبلغ الهدف".
وهذه العلاقة ما بين الاسطوانة والبخار هي انعكاس لجدلية قائمة ومركزية في واقع السيرورة التاريخية، وهي العلاقة ما بين العفوية الجماهيرية (البخار) والتنظيم (الاسطوانة).
فنظرتنا للحزب هي "أنه يتشكل نتيجة لعملية جدلية، تتلاقى فيها الحركة العفوية للجماهير الثورية، مع التنظيم، والتوجيه من المركز، ولا ننظر إليه باعتباره شيئاً عائماً في الهواء، يتطور في ذاته وبذاته. سوف تصل إليه الجماهير عندما تصبح ظروفها مؤاتية، حين تصل الموجة الثورية إلى ذروتها" (غرامشي، دفاتر السجن). فالحزب الثوري الذي نطمح إليه يجب أن يجمع بين دقة النظرية ووضوحها، والانضباط التنظيمي، إلى جانب المرونة التكتيكية.
لذلك فإن القيادة الثورية لا يجب "ان تكون قيادة "جامدة" تعتمد على التكرار الآلي للصيغ العلمية أو النظرية، بل عليها ان تضمن ان لا يكون هناك تناقض ما بين توجهاتها السياسية، وعملها الفعلي على الأرض، من جهة، ومقالاتها النظرية المنشورة في دورياتها، من جهة أخرى. "فاكتساب ثقة الجماهير لا يتم بشكل تلقائي او اسقاطي، بل على التنظيم الثوري أن ينغمس في حركتها، وان يعمل من خلالها، "لمنح الجماهير وعياً "نظرياً" بكونها هي صانعة القيم التاريخية والمؤسسية، وأنها هي من يؤسس لنظام جديد. هذه الوحدة بين "عفوية" حركة الجماهير و"القيادة الواعية" و"الانضباط التنظيمي" هي، على وجه التحديد، العمل السياسي الحقيقي للطبقات المضطهدة بوجه مضطهديها" (انطونيو غرامشي، دفاتر السجن)، وهذا هو المسار الذي من خلاله يصنع الحزب الثوري شرعيته، في فعل قيادة الحركة الجماهيرية، من اجل التغيير والتحوّل الثوري للمجتمع.
وكنا سعينا، خلال التجربة المنوه بها، أعلاه، لاعتماد ما رأينا فيه الوسائل والأساليب التي من شأنها المساعدة في عملية التحول المطلوبة. فمنذ ما قبل بدء عملية الاندماج، وفي حين كانت بدأت خطوات حثيثة للتقارب في ما بيننا، ولتنسيق عملنا، تمهيداً لتتويج ذلك بعملية الاندماج المنوَّه بها، كنا قد شاركنا معاً، في مسعى توحيد اليسار اللبناني، بمجمله، مهما يكن بدا ذلك مفخَّخاً، وطوباوياً، بل أقرب إلى الاستعصاء، عبر التجربة التي انطلقت في شتاء العام 2008، ولكنها انتهت، للأسف، إلى الفشل. علماً بأننا كنا الطرف (الطرفين، عملياً، آنذاك) الأكثر جدية وإخلاصاً، خلالها، عبر ما قدمناه لإنجاح تلك المهمة (ومن ضمن ذلك، المواظبة الدقيقة على حضور اجتماعات اللجان، وبخاصة لجنة صياغة النصوص البرنامجية، والضغط على ممثلي القوى اليسارية المشاركة الأخرى لأجل الالتزام قدر الإمكان بحضورها، لا بل صياغتنا نحن، حصراً، الجزء الاكبر من تلك النصوص)، والطرف الوحيد ايضاً الذي حاول، بعد ثبوت ذلك الفشل، استخلاص الدروس، ليس فقط عبر الندوة التي اقمناها، في قصر الأونسكو، لهذه الغاية، وتخلَّف عنها الحزب الشيوعي اللبناني، بعد أن كان أمينه العام، آنذاك، وافق، في مرحلة أولى، على الإسهام فيها، شخصياً، بل أيضاً عبر الخطوة التوحيدية الوحيدة التي بدت ممكنة، لاحقاً، ألا وهي العمل على تسريع توحيد اليسار الثوري.
هذا وسنحاول، في هذا النص التمهيدي، أن نطلق النقاش، في الهيئة العامة لـ"المنتدى الاشتراكي"، حول عناوين أساسية بقدر ما نكون دقيقين في تحليل تفاصيلها، واكتشاف الاجوبة المناسبة عما تطرحه من تحديات، وتعيين الرؤية السليمة لمَحاورها، نكون نضع انفسنا، ولو بصورة أولية، على الطريق إلى الخروج من حالة مراوحة مديدة في المكان (وإن مع تقدم عددي فعلي، في السنوات الاخيرة، يتنامى حالياً بصورة أسرع نسبياً مع نزول جماهير واسعة من الشبيبة الساخطة على واقع النظام القائم، إلى الشوارع والساحات)، وذلك في مرحلة حساسة جداً تتطلب الإسراع قدر الإمكان في الارتقاء، من جانبنا، إلى مستوى المهام الجسام التي يطرحها الواقع الراهن. هذه العناوين سنقصرها، حالياً، على ما يلي:
أولاً: مفاهيم أولية في رؤيتنا الراهنة للتنظيم الثوري
ثانياً: المعوِّقات المستمرة لتحولنا من شلة إلى تنظيم منسجم وفاعل
ثالثاً: النظام الداخلي- البنية التنظيمية الانتقالية المتصورة
أولاً: مفاهيم أولية في رؤيتنا الراهنة للتنظيم الثوري
أوضحنا أعلاه الاهمية القصوى للحزب الثوري، في عملية إنضاج العملية الثورية، وفي الآن عينه، إنجازها. ولكننا حريصون، ايضاً، على إبراز الرؤية الخاصة بنا للحزب المنوَّه به، في مواجهة تلك الخاصة بالستالينيين، على اختلافهم، بمن فيهم الستالينيون الجدد. ففيما يتعلق بنا، كثوريين، ضمن واحد من بلدان المنطقة العربية، التي تشهد اليوم سيرورة متناقضة (في تراوحها بين الصعود الثوري وأشكال متنوعة من الثورة المضادة)، ولكن مميزة جداً، ستكون لها ارتداداتها العظمى على العالم بأسره، يهمنا ان نشدد على مفاهيم ثلاثة نرى أنها ينبغي أن توجهنا في رؤيتنا لنسختنا من التنظيم الثوري، ألا وهي التالية:
أ- المركزية الديمقراطية
ونحن لا ننظر إلى هذه المقولة، حصراً، في العلاقات داخل المنظمة الثورية، بل أيضاً في العلاقة بين هذه الاخيرة وحركة الجماهير الواسعة، معتبرين أن جوهر فهمها لا ينفصل إطلاقاً عن طبيعة الدور الذي يمكن ان تلعبه المنظمة المشار إليها. حيث أن هذا الدور لا يرتهن فقط بالرؤيتين، النظرية والبرنامجية، اللتين قد تمتلكهما هذه، بل ثمة ارتهان جذري أيضاً، في الوقت ذاته، بالرؤية التنظيمية للأداة المفترض ان تتوسلها الحركة الجماهيرية، سواء في تفجيرها للعملية الثورية، او في مواصلتها لها، إلى حين إنجاز مهامها. وهي الرؤية التي كان التزم بها الحزب البلشفي، في روسيا، قبل ثورة اكتوبر1917، كما بعدها، ولا سيما حتى مؤتمره العاشر، في آذار/مارس 1920.
وهكذا، ففي مواجهة النزعات الفوضوية، التي كانت تدعو، على الدوام- ولكنها تزداد تعنتاً، في عصرنا الراهن، على هذا الصعيد– إلى أقل قدر من التنظيم، وبالتالي إلى ما يشبه انعدام المركزية، في الحياة التنظيمية، نعتقد أن ثمة حاجة قصوى، حتى في هذا العصر، للالتزام بقدر كاف من المركزية يتيح للمنظمة الثورية أن تتمكن، عبره، من ضمان ممارسة فاعلة، سواء في المراحل ما قبل الثورية، أو، بوجه اخص، في الفترات الحاسمة، وخلال اندفاع حركة الجماهير لتغيير ظروف حياتها تغييراً ثورياً.
ومن جهة أخرى، وبالتلازم مع تمكُّن مركز تنظيمي من أن يتخذ القرارات المناسبة، في الوقت المناسب، ويتوقع تنفيذها، بقدرٍ كافٍ من الدقة، وإن أيضاً مع ترك المجال قائماً لإبداع القاعدة، في عملية التنفيذ تلك، وفي علاقة هذه الاخيرة بحركة الجماهير، ينبغي التركيز على القطب الآخر في المقولة التي نحن بصددها، ألا وهو الديمقراطية، تحديداً. ونحن سنكتفي بالإشارة، في هذا المجال، إلى الحقين الاساسيين، اللذين ينبغي الدفاع عنهما، باستبسال، ومن دون أي تنازلات محتملة، فضلاً عن ضمانهما، بلا انقطاع، لكل أعضاء المنظمة الثورية، ألا وهما حقا التكتل والاتجاه1، وذلك مع التشديد كذلك على مسألة النص عليهما، صراحةً، ومن دون أي التباس، في أنظمتها الداخلية. وهو ما يجب أن يحصل، تالياً، في أي ورقة تنظيمية، او نظام داخلي2، لـ"المنتدى الاشتراكي".
هذا ولا بد من التنويه بأن هذه الديمقراطية، بما هي جوهر للعلاقة داخل المنظمة الثورية، لا يمكن ان تنفصل بتاتاً عنها، في العلاقة بالجماهير، المفترض ان تكون هي بالذات صانعة الانفجار الثوري، والمسؤولة الأساسية عن عملية التغيير (وهو ما يؤكده كارل ماركس، بالذات، في الفكرة التي طالما شدد عليها، ألا وهي أن "تحرر الطبقة العاملة إنما هو نتاج الطبقة العاملة نفسها"). إن وجود الديمقراطية، الحتمي، في العلاقات التنظيمية الداخلية، شرط حاسم لوجودها في العلاقة بين المنظمة تلك والحراك الجماهيري. وهو ما ينبغي التمسك به بأكبر قدر من الإصرار والانضباط والدقة.
ب– العمل العربي
لقد أثبتت التجربة، على امتداد التاريخ المعاصر، وصولاً إلى اندلاع الحراك الثوري العربي الأخير، قبل أعوام خمسة، ونصف العام، تقريباً، أن عملية التغيير الثوري، في هذا البلد العربي أو ذاك، لا يمكن أن تنفصل عنها في باقي بلدان المنطقة، وذلك لأسباب عديدة، تتعلق بالتاريخ المشترك، واللغة، والمصالح الآنية، ولكن أيضاً التاريخية، والمصيرية، وما إلى ذلك. فمن الواضح أن الحراك المذكور يتعرض لانعقاد أواصر حلف مضاد للثورة، تشارك فيه الطبقات المسيطرة، على امتداد المنطقة المشار إليها (فضلاً عن القوى الأخرى، المعادية لشعوبنا، وجماهيرنا، عبر العالم)، في مسعىً من الانظمة القائمة، هناك، لإفشال العملية الثورية، أو تشويهها، بصورة أو بأخرى، وبحسب خصوصيات هذا البلد او ذاك. وهو ما يعني، بالتالي، ان حلف تلك القوى المناهضة للثورة، يجب ان يواجهه حلف ٌ مضاد آخر، مناصر للثورة، وعامل من أجل انتصارها. على أن يعبر عن ذلك، بسلسلة من الخطوات تتراوح بين أشكال متواضعة من التنسيق، والمشاركة، وأشكال أخرى أكثر تقدماً قد تصل في مداها الاعلى إلى توحيد المعركة، لأقصى الحدود، ضمن منظور وحدوي واضح، لاحقاً، يتوخى قيام اتحاد لبلدان المنطقة، يتم التوافق على طبيعته، من خلال الأساليب الديمقراطية، التي تأخذ بالحسبان موقف سكان هذا البلد أو ذاك، وآراءهم، عبر استفتاءات صادقة وحرة، بالكامل.
هذا ولقد بدأنا نمارس هذا التصور، وهذه القناعة، بأشكال متعددة، ربما يكون أكثرها وضوحاً، إلى الآن، المجلة العربية، "الثورة الدائمة"، التي صدر، حتى هذا الحين، ستة أعداد منها، بإسهامات متعددة من مجموعات ثورية، في بلدان عربية عدة؛ فضلاً عن إصدار بيانات ومواقف مشتركة فيما بين هذه المنظمات، حيال احداث كبرى، في المنطقة، بوجه أخص، يمكن ان تشمل لاحقاً أحداثاً مماثلة، عبر العالم. علماً بأنه يُفترض أن نسعى لبذل أقصى الجهد، في المدى المنظور، بالتأكيد، لسد النواقص التي لا تزال تعتري إصدار المجلة المنوه بها، وبوجه اخص توزيعها توزيعاً جماهيرياً. كما ينبغي ان نضع في التنفيذ، في اقرب وقت ممكن، مشروعنا لانعقاد مؤتمر لكل المجموعات التي تشكل حالات منظمة، ثورية، حقاً، بغرض دراسة أشكال تطوير عملنا المشترك الراهن، والارتقاء به، فكرياً، وبرنامجياً، وحتى تنظيمياً، إلى المدى الذي يخدم تصورنا لوحدة النضال الثوري، في منطقتنا، بوجه اخص، وانطلاقاً من ذلك، عبر العالم. علىى أن نعمل لاستيفاء شروط تحولنا إلى أداة اساسية، بين ادوات عديدة غيرنا، في السنوات القادمة، لانتصار ثورة عربية3 شاملة، في مدىً غير بعيد.
ج– العمل الأممي
إن الطبقات الرأسمالية الحاكمة، ولا سيما في المراكز الإمبريالية، كانت تحاول، ولا تزال، على الدوام، ان تنظم معركتها المشتركة ضد الطبقة العاملة، والجماهير المعدمة، والمستبعدة، والمقصاة، في بلدانها، كما عبر العالم، وتنسق أبسط خطواتها في هذا الخصوص (أنظر إلى الاجتماعات المتواترة لحكومات الإمبرياليات الثماني، وللحكومات العشرين!...الخ). وهو ما استدعى، منذ القرن ما قبل الماضي، ان تنشأ الامميات المختلفة، لتنظيم صراع المقهورين، والمستغَلين، والمحرومين، ضدها.
هذا وثمة اليوم حاجة قصوى لتجاوز الافشال السابقة، على صعيد الحركة العمالية العالمية، وما كانت بنته من تجمعات ومنظمات عالمية، سياسية، ونقابية، وما إلى ذلك، في الطريق لبناء أممية ثورية جماهيرية، لا بد من ان توكل إليها عملية إزالة العالم القديم، وبناء عالم آخر جديد، يكون عالم العدل الاجتماعي، والحقوق الإنسانية، والكرامة، والحياة السعيدة للجميع.
ونحن، في "المنتدى الاشتراكي" (لبنان)، نعتبر أن عملنا لبناء منظمة ثورية فاعلة، في بلدنا، لا يمكن إلا ان يترافق مع عملنا، أيضاً، مع كل أصحاب هذه القناعة، عبر العالم، وسواء في صفوف اليسار الثوري، المتآلف مع هكذا تصور، أو في صفوف يسار أوسع، ( ...)، للانفتاح على هذا الأفق الحقيقي، وممارسة الأعمال التي يمكن أن تسهِّل إنضاج واقع من هذا القبيل.
في كل حال، إن إنجاحاً جدياً لهكذا مساعٍ لا يمكن أن يحصل، حقاً، إلا بقدر ما ننجح في تعيين المعوقات المستمرة لتحولنا من مجرد شلة عاجزة، نسبياً، إلى حالة مختلفة، جذرياً، والعمل على تذليلها؛ وذلك بالتلازم مع تصوُّر بنية تنظيمية انتقالية مناسبة.
ثانياً: المعوِّقات المستمرة لتحولنا من شُلَّة إلى تنظيم منسجم وفاعل
مثلما من الخطأ الجسيم أن نضخم الجهود المبذولة، حتى يومنا هذا، لإحداث هكذا تحوُّلٍ، فإنه لمن العبث ان نبخس بالكامل إيجابيات تجربتنا، والإنجازات، مهما تكن متواضعة، التي لازمتها.
ويمكن الحديث، في المجال الاول، مجال الإيجابيات، عن أكثر من إنجاز، بين اهمها النجاح في إصدار ستة أعداد من المجلة العربية، "الثورة الدائمة"، في السنوات الاخيرة، بإسهام من عدة تنظيمات، من أكثر من خمسة بلدان عربية- مغاربية، في المشرق كما في المغرب. فضلاً عن صدور عدد، على الاقل، من المجلة اللبنانية، "المنتدى الاشتراكي"، وصولاً إلى الانتشار الواسع لمجلة المنتدى اليومية الالكترونية "المنشور"، التي تعد من اكثر المجلات اليسارية قراءة في لبنان، حيث يصل عدد قارئيها الى اكثر من ٧ آلاف قارئ شهرياً، بالإضافة إلى إصدار عددين ورقيين من المنشور.
كما يهم ان نشير إلى دور اساسي للمنتدى، وأعضائه، في التحرك الجماهيري الكبير، في شتاء-ربيع 2011، لأجل إقامة دولة ومجتمع علمانيين. تماماً مثلما لن يكون نافلاً التنويه بمدرسة التكوين وما انجزته من لقاءات، لأجل التكوين النظري والسياسي، وبناء الكادر. هذا عدا جملة من الندوات السياسية، التي شارك في إعطائها رفاقٌ من أكثر من بلد عربي، عدا رفاقاً من داخل المنتدى بالذات. كل ذلك، من دون نسيان النشاطات الجماهيرية (اعتصامات ومظاهرات، وما إلى ذلك...)، التي لعب المنتدى دوراً مركزياً في إطلاقها، ولا سيما في ما يخص التضامن مع الثورة السورية، ومن ضمن ذلك الاعتصام أمام السفارة السورية، والتعرض لعدوان شبيحتها. فضلاً عن اكثر من نشاط تضامني مع النضالات العمالية، وبوجه اخص عمال شركة الكهرباء، في بيروت، وعمال شركة أنابيب المستقبل، في عكار، التي يملكها فؤاد المخزومي، وعمال شركة سبينس، لأجل التثبيت، وفرض اعتراف وزارة العمل بنقابتهم، وما إلى ذلك. ناهيكم عن التحركات التي شاركنا فيها في مجالات تحرر المرأة، ومناهضة كل اشكال التمييز الجنسي. وصولاً إلى الدور الفعال والمتنامي الذي قمنا به في إطار الحراك الشعبي الكبير، انطلاقاً من قضية النفايات، بادىء ذي بدء، وصولاً إلى باقي الشعارات والمطالب بخصوص طبيعة كامل النظام، بما هو نظام رأسمالي طائفي مفرط في الفساد، متناقض مع كل المطالب الشعبية في العلمانية والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
أما في مجال السلبيات، فربما السبحة تصبح اطول وأبرز، بوضوح، ما يكشف الثبات عند واقع الشلة، أكثر بكثير مما الارتقاء إلى مستوى التنظيم المنسجم والفاعل، الساعي إلى، والقادر على، تثمير نشاطاته تلك، والاستفادة منها، في كسب الأعضاء وبناء الكوادر، ولا سيما تلك العمالية منها. وهو ما لم يحصل يشكل مُرْضٍ، وإذا حصل أحياناً فبصورة جزئية لأبعد الحدود. ما يعني ان جهوداً كثيرة تذهب هباءً، ويجب بالتالي الوقوف عند ذلك، لاستخلاص دروسه، والبحث عن وسائل تجاوز هذه المشكلة، والتغلب عليها، عبر البحث الدؤوب عن طرق التعامل المناسبة مع نقاط الضعف الفعلية التي نعانيها.
وما يمكن استخلاصه، على صعيد النشاط الجماهيري هذا (العمالي، هنا، بخاصة)، يمكن ان نراه أيضاً في ما يتعلق باستثمار عملية النشر، ولا سيما على صعيد منشورات المنتدى. وهنا يظهر بوضوح كيف أننا نعاني اكثر من مشكلة، تتمثل في بذل جهود كبرى حقيقية، في الكتابة والإصدار، وملاحقة الكُتَّاب، من دون الاهتمام الكافي بإيجاد الوسائل والطرق، والأعمال، المناسبة، لأجل الاستفادة من مردودها الأولي، المتمثل بالصدور، في القيام بعملية توزيع مكثفة، أولاً، ولكن ايضاً بالسعي لبناء علاقة جدية، سياسية، وحتى تنظيمية، قدر الإمكان، بمن يجري بيعهم هذا العدد أو ذلك، من هذه المجلة او تلك. فضلاً عن أهمية ذلك، ولو بصورة أقل، نسبياً، في تأمين التمويل الذاتي لنشاطات المنتدى، انطلاقاً من بيع المجلة، او ايٍّ غيرها من ادبيات المنتدى.
وبالطبع، ثمة أهمية كبرى للعجز الفادح عن إنجاز ما سميناه عملية تكوين الكادر، وبالطريقة المناسبة. حيث عجزنا، اولاً، عن ضمان حضور كل، أو أقلُّه، معظم رفاقنا، ورفيقاتنا، قبل كل شيء، (فضلاً عن اصدقائنا وصديقاتنا السياسيين/ات)، لجلسات التكوين،على مستوى كامل التنظيم، التي انعقدت بالفعل، ولكن بحضور ناقص جداً، فيما عدنا، فأوقفنا تلك الجلسات، كلياً او بصورة شبه كلية، في ما بعد، قبل أن نعود فنتبنى الاشكال الجديدة من المدارس، التي باتت موجودة في أكثر من مدينة ومنطقة، ولا سيما في بيروت وصيدا، وصور. هذا مع العلم بأن لمدرسة التكوين اهمية قصوى، على مستوى بناء الكادر، من جهة، ولكن أيضاً على صعيد إحداث الاندماج الحقيقي بين رفاق ورفيقات يأتون/ين من تجربتين مختلفتين، وهم/ن بحاجة إلى تعارف، على الارض، أولاً في تلك المدرسة، وثانيا ً(وهذا ما سنوضحه الآن) في الهيئات المشتركة التي كان علينا ان نبنيها بالفعل، ولم يبدأ العمل عليها، إلا منذ وقت غير بعيد.
أجل، لقد كان الاكتفاء بالتواجد المشترك الذي يتم في اوقات متباعدة جداً، كلما انعقدت جمعية عمومية، حصراً، مسألة بالغة الخطورة. وجاء ذلك ليعكس حالة شبه مَرَضية، في حياتنا التنظيمية، تتمثل في غياب العمل المشترك، وأي تمرس فيه، عبر مصهر الكفاح اليومي، او شبه اليومي، ضمن هيئات قاعدية، سواء كانت خلايا، او لجاناً او حلقات، او اي شيء آخر، من هذا القبيل. وهو ما نسعى حالياً للخروج منه، كما أسلفنا.
أخيراً وليس آخراً، ثمة حاجة للاعتراف باننا لم نتعامل كذلك، بالطريقة المطلوبة، مع موضوع الموقع الإلكتروني للمنتدى، الذي يكسب، في ايامنا هذه، بما هو "مكان" يتمكن اي مهتم/ة من الدخول إلى تفاصيله، ومحتوياته، للتعرف على كامل خلفيتنا الفكرية والسياسية، فضلاً عن طروحاتنا البرنامجية ونشاطاتنا ومواقفنا، ما يتيح له/ا القدرة على المفاضلة والخيار، وبالتالي يختصر مهام الاستقطاب والكسب، بالنسبة إلينا. إن تفعيل الموقع مسألة جوهرية، وذلك عبر إضافة اكثر من رفيق، إلى من هم مكلفون، إلى الآن، بالمسؤولية عنه، وبمتابعة دقيقة للرفاق الذين سيتولون هذه المهمة، من الآن وصاعداً، وذلك في اللجنة المركزية، أولاً، وفي الهيئة العامة، كلما اجتمعت.
وبالطبع، فثمة مشكلة أخرى لا تزال تساهم في إعاقة عملنا، هي المتمثلة بافتقادنا مركزاً لنا يمكن ان يلعب دوراً أساسياً في إطلاق عملنا، بصورة أكثر فعالية، وتسريعه، وتكثيف أعمال الاستقطاب، وتسهيلها، بحيث يسهم ذلك في حدوث تحولات نوعية، على صعيد حياتنا التنظيمية الداخلية كما على مستولى علاقتنا بالحركة الجماهيرية. علماً بأننا أطلقنا حملة تبرعات لهذ الغاية أفضت إلى تامين التغطية المالية المناسبة لهكذا مركز، فيما لا نزال نفتش عن المكان المناسب.
ثالثا: النظام الداخلي- البنية التنظيمية الانتقالية المتصورة
ملاحظة أولية: الهوامش جزء لا يتجزأ من النظام الداخلي، ويلزم اعتمادها بدقة، مثلها مثل باقي بنود هذا النظام.
أ – ممَّن يتألف المنتدى، وكيف يقاد
1. العضوية:
يتألف المنتدى الاشتراكي من جميع الاعضاء المنتسبين/ات اليه. ويكون انتسابهم مشروطاً بموافقتهم على منطلقاته النظرية وخطه السياسي، والعلاقات الرفاقية المبنية على الاشتراكية الثورية، ويشتركون في نضالاته من خلال التزام منظم؛ كما أنهم يدفعون اشتراكاً تحدده الهيئة التنظيمية المنضوي في إطارها، على ان لا يقل عن أجر يوم عمل لكل شهر.
في حال تقديم طلب انتساب مجموعة، أو مسؤول سابق في تنظيم آخر، أو عضو سبق فصله من المنتدى، فالقرار بشأن ذلك يجب أن يصدر عن اللجنة المركزية بنسبة الثلثين.
تخضع لتوجيه المنتدى لجان وحلقات من الأنصار الذين يؤازرون التنظيم، من دون ان تنطبق عليهم شروط العضوية المبينة أعلاه.
2. الهيئات التنظيمية:
- الهيئة العامة، أو المؤتمر
- مجموع الاعضاء المنتسبين يشكلون/ن الهيئة العامة، أعلى سلطة تقريرية، وتشريعية، في المنتدى. وتجتمع الهيئة العامة، مرة واحدة، كل عامين (المؤتمر العادي). او بصورة استثنائية، بقرار من اللجنة المركزية، أو بنتيجة اقتراح يقدمه 20٪ من اعضاء الهيئة العامة، على الأقل، وذلك كلما حدثت تطورات هامة في الوضع السياسي، أو مستجدات تلزم الاعضاء بأخذ قرار جديد، أو إعادة النظر في قرار سابق. والاجتماع الأخير، بما هو مؤتمر استثنائي، لا يعطل مواعيد المؤتمرات العامة العادية. هذا ولا يمكن تأجيل المؤتمر العادي عن مهلة السنتين إلا بموافقة ستين بالمئة من أعضاء المنتدى، بواسطة استفتاء تجريه اللجنة المركزية.
- يحق للهيئة العامة أن تغيّر وتعدل في النظام الداخلي، والاستراتيجية السياسية، والوثيقة الفكرية، في مؤتمراتها، على اساس التصويت المباشر والعلني.
- قرارات الهيئة العامة الخاصة بتعديل ما يتعلق بالقواعد التنظيمية الأساسية، والوثيقة الفكرية، تتخذ بموافقة ثلثي الاعضاء، على الاقل؛ اما القرارات الخاصة بانتخابات اللجنة المركزية والاستراتيجية السياسية وحجب الثقة عن اللجنة المركزية فتتخذ على اساس الاكثرية البسيطة.
- ينبغي انعقاد مؤتمر تداولي، في كل عام لا يكون مطروحاً ان ينعقد فيه مؤتمر عادي، علماً بأن المؤتمر التداولي لا يتمتع بصلاحيات هذا الاخير من حيث القدرة على تعديل النظام الداخلي، أو التقرير السياسي، أو انتخاب اللجنة المركزية.
- اللجنة المركزية
- تنتخب الهيئة العامة لجنة مركزية مؤلفة من 6 اعضاء، وذلك في مؤتمرها العادي، على أن لا يحق لأي من أعضاء ل.م. أن يبقى في هذا الموقع لأكثر من دورتين متتاليتين، بدءاً من المؤتمر القادم. هذا مع العلم أنه يحق لكل مؤتمر أن يحدد عدد أعضاء اللجنة المركزية الذين سيتم انتخابهم خلاله.
- تنتخب الهيئة العامة أيضاً ثلاثة أعضاء احتياطيين، على ان يكون تصويتهم استشارياً في حال دعوتهم للانضمام إلى هذا الاجتماع أو ذاك من اجتماعات اللجنة المركزية، بقرار من هذه الأخيرة. وعند شغور مركز في اللجنة المركزية، بسبب استقالة من يشغله، أو فصله، أو أي طارىء قاهر، يجري ملء المركز بصورة ثابتة أو مؤقتة، بتعيين أحد الاعضاء الاحتياطيين من جانب اكثرية سائر الأعضاء الأصيلين في اللجنة.
هذا ولا يحق للجنة المركزية ملء مراكز يزيد عددها عن عديد الاعضاء الاحتياطيين. وفي حال شغور أكثر من العدد المقابل للأعضاء الاحتياطيين، يتم الانتخاب لسد الشواغر، من جانب الهيئة العامة، عن طريق مؤتمر استثنائي لهذه الغاية، إلا إذا لم يعد باقياً أكثر من شهرين لانعقاد المؤتمر العادي، فيتم انتظار هذا الأخير.
- وتحتفظ الهيئة العامة بحق حجب الثقة عن اللجنة المركزية في المؤتمرات الاستثنائية (مثلما تكون الحال في المؤتمرات العادية)، وذلك بنسبة 51% من أعضاء المؤتمر. وفي حال حجب الثقة، تتنحى اللجنة المركزية، ويعاد انتخاب لجنة اخرى.
- يحق الترشح لعضوية ل. م. لكل الرفاق مكتملي العضوية، في المنتدى الاشتراكي، أي الذين تجاوزوا مرحلة التدرج، التي تسبق اكتمال العضوية هذا، وأمضوا، بالتالي، مدة سنة، على الاقل، في خلية.
- على اللجنة المركزية ان تجتمع مرة كل اسبوعين على الاقل، ويعمم محضر الاجتماع على جميع الاعضاء المنتسبين/ات، وتعتبر قرارات اللجنة المركزية نافذة على جميع اعضاء المنتدى، في الفترة بين مؤتمرين، أياً يكن طابعهما (أي عاماً، أو استثنائياً).
- تحضِّر اللجنة المركزية ندوات سياسية، وفكرية، مرة كل شهرين، على الاقل، تكون إما مفتوحة، او مغلقة (اي للأعضاء ومن يتم التوافق على دعوتهم/ن من خارج المنتدى).
- يحق للجنة محاسبة الاعضاء، لعدم تلبيتهم للمهام التي تعهدوا بالقيام بها، ويحق للاعضاء محاسبة اللجنة المركزية، على أدائها. وعلى هذه الأخيرة إبلاغ القاعدة التنظيمية بجميع الاعمال والمهام التي قامت بها، او بتلك التي لم تقم بها، في حين كان ذلك على جدول اعمالها.
- يحق للجنة المركزية تمثيل المنتدى سياسياً امام الاطراف السياسية والنقابية، ويحق لها تكليف أي من الاعضاء بالتمثيل السياسي. على اللجنة المركزية والاعضاء الامتثال لمقررات مؤتمرات الهيئة العامة التي تقرَّر فيها المبادئ، والسياسات العامة والاستراتجية، مع الحفاظ على حق اللجنة في التقرير في المسائل اليومية والمباشرة.
- جميع قرارات اللجنة المركزية تتخذ من خلال التصويت الاكثري البسيط، إلا في حال وجود حالات استثناية وارد ذكرها في هذه الورقة التنظيمية.
- الخلايا واللجان القطاعية
في اطار انتقالنا من مجموعة سياسية الى تنظيم سياسي، علينا في هذه المرحلة الانتقالية ايجاد الآليات المناسبة لتأطير الاعضاء الحاليين كما الجدد في اطر تنظيمية يتم من خلالها تفعيل النشاط السياسي اليومي للاعضاء.
ومن هنا لا يمكننا فصل مسألة الاستقطاب والتثقيف الاولي عن مسألة تنظيم الخلايا واللجان القطاعية في المنتدى. فالاستقطاب الاولي طبقاً للتجربة على الارض لا يمكن ان يتم سوى من خلال البدء بتكوين خلايا على اساس جغرافي، بانتظار نضج إمكانية نشوء خلايا مختصة في مرحلة لاحقة من تطور عملنا، بحيث يمكن ان تظهر عندئذ، أيضاً، خلايا من هذا النوع. بينما اللجان القطاعية4 يجب ان تلحق انشاء الخلايا من خلال كونها أطُرَ متابَعَةٍ للرؤية السياسية لعمل المنتدى، في القطاعات المختلفة، التي يكون له حضورٌ فيها، وقدرة على التدخل ضمنها.
وفي واقع المنتدى الحالي يجب على عملية الاستقطاب ان تهدف بشكل مباشر الى تنظيم خلايا تنظيمية للاعضاء الجدد يتوزع من خلالها العمل، كسيرورةٍ للتثقيف السياسي، ولنقل الخبرة العملانية والتكتيكية للاعضاء الجدد، كما للتدخل المباشر في حياة القطاعات المعنية، وهمومها، ومشكلاتها، انطلاقاً من برنامج المنتدى واهدافه.
وتتكوَّن الخلايا، إذاً، وحتى إشعار آخر، على اساس جغرافي يُحدَّد تبعاً للواقع اللوجستي للاعضاء (القدرة على التنقل، المسافات، القدرة على الاجتماع). وهي تتألف من اعضاء المنتدى كاملي العضوية، والاعضاء الذين هم في مرحلة التدرج، ويتابَع من خلالها وبشكل دوري (كل اسبوعين على الاقل) عملُ اعضاء المنتدى.
اما الاعضاء الذين هم ناشطون/ات ضمن اطر الحملات والتحركات السياسية في القطاعات المختلفة، فعليهم نقل خبراتهم/ن في العمل السياسي الى الخلايا التنظيمية، وخاصة الاعضاء الجدد، من خلال تنظيم نقاشات سياسية، بالاتفاق مع الخلايا، حول القطاعات التي ينشط فيها المنتدى، كما حول رؤية المنتدى لكيفية التعاطي مع هكذا قضايا.
ومن ثم من خلال عملية النقاش والتنظيم والتثقيف هذه يمكن أن تنشأ لاحقاً مجموعات عمل قطاعية تكون مسؤولة عن عمل المنتدى في هذا القطاع أو ذاك. وهذه المجموعات تكون ممثلة في اللجنة المركزية، وعليها منذ انشائها تقديم تقارير شهرية عن عملها الى اللجنة المركزية، على ان تشكل هذه التقارير، جنباً إلى جنب مع تقارير اللجنة المركزية المادة الثابتة، ضمن النشرة الداخلية5 للمنتدى الاشتراكي.
على كلٍّ من الاعضاء في المنتدى الانضمام الى احدى الخلايا التنظيمية، وعلى كل خلية تنظيمية عند تشكيلها الفعلي انتخاب مندوب/ة عنها (أو أمين/ة سر) يمثل هذه الخلية، ويربط عمل الخلية مع اللجنة المركزية، في كامل الامور التنظيمية والسياسية. والمندوب/ة هو/هي المكلف/ة بنقل التقارير الى اللجنة المركزية، وكذلك بالاشراف على تنفيذ المهام التي يتم الاتفاق عليها ما بين اعضاء الخلية التنظيمية، كما المهام المتفق عليها مركزياً. وإن اخطأ او اخطأت يحاسب او تحاسب، من خلال الاجتماعات الدورية للخلية. ويمكن للاعضاء المنتسبين الى الخلية انتخاب مندوب/ة جديد/ة، في اي اجتماع لهذه الأخيرة، وذلك بالنصاب المطلوب لمشروعية اجتماع الخلية (النصف + ١ من الاعضاء).
هذا وعلى الخلية أن تتولى تنظيم نفسها(مهامها وعملها وماليتها)، بما تراه مناسباً، ضمن السياسة العامة للمنتدى الاشتراكي، وتحت الإشراف المباشر للجنة المركزية، التي تتلقى تقريراً مفصلاً عن هذا العمل كل ثلاثة أشهر. والخلية، الهيئة القاعدية في المنتدى، التي تنتخب بالاقتراع السري أمين/ة سر هو المسؤول عن الاتصال باللجنة المركزية، كما سبق ذكره اعلاه، تنتخب كذلك مسؤولاً مالياً.
ب- الاستقطاب ومدارس التكوين الإعدادية
- تتولى اللجنة المركزية مهمة الإشراف على الاستقطاب، وعلى عملية التكوين الاعدادية، بحيث تعمل على اعداد برنامج تثقيفي اعدادي، وتحضير اجتماعات تثقيفية، وحلقات إعداد اولية للاعضاء الجدد، ومتابعتهم. وبعد انتهاء هذه الدورات الاعدادية، ومرور هؤلاء الأعضاء بفترة تدرج لا تنقص عن الستة أشهر، كحد أدنى، كما لا تتجاوز العام، كحد أقصى، ضمن الخلايا، يصبحون اعضاء كاملين في المنتدى، يلتزمون بالخط العام، النظري والسياسي، للمنتدى الاشتراكي، وبالنضال في صفوفه، وبهَدْيٍ منه، فضلاً عن دفعهم اشتراكاً مالياً منتظماً6.
- هذا مع العلم أن ل.م. تمتلك صلاحية اختصار مدة التدرج، في الحالات الاستثنائية الخاضعة لتقديرها، من مثل حالة رفاق مميَّزين من حيث تجربتهم وكفاءتهم الفكرية والنضالية.
- بالاضافة الى ذلك، على جميع اعضاء المنتدى متابعة بعض الناشطين او الناشطات، الذين/اللواتي يبدون اهتمامهم بالمنتدى، او الذين يرى الاعضاء انهم/ن من الاشخاص الذين/اللواتي يجدر استقطابهم/ن، ثم يحال هؤلاء الى اللجنة المركزية، من اجل ضمهم لمدرسة التكوين الاعدادية ومن ثم فرزهم الى الخلايا التنظيمية.
ج- مدارس التكوين المتقدمة، وبناء الكادر
مدارس التكوين المتقدمة (ومدارس الكادر) هي عبارة عن سلسلة دورية من الندوات وحلقات النقاش السياسية والفكرية، المستمرة، التي تقوم بتنظيمها اللجنة المركزية للمنتدى، على مدار العام، وتتناول مواضيع فكرية عامة، او خاصة، او مسائل سياسية، عامة او خاصة. ويتحدد ما إذا كانت حلقات النقاش هذه مفتوحة (للاعضاء وغير الاعضاء)، او مقفلة (للأعضاء فقط)، بحسب الموضوع، والحاجة او الضرورة.
ويتم من خلال المدارس المذكورة العمل، بشكل اساسي، على تحفيز القراءات والدراسات الماركسية، والفكرية والعلمية العامة، وتشجيع الاعضاء على الكتابة، وعرض ما تعلموه (وتعلمنه)، من خلال قراءاتهم/ن وابحاثهم/ن، ونشاطهم/ن على الارض، لتتم مناقشته مع باقي الاعضاء.
ومدارس التكوين المتقدمة تعتمد على تدوير عملية تقديم المواضيع، بحيث ينتدب احد الاعضاء لتحضير موضوع معيّن بناء على قراءات مقترحة، وبمساعدة من اعضاء آخرين/ات من الهيئة العامة، او من اللجنة المركزية، ليتمكنوا/ن من تقديم الموضوع بشكل جيّد، في حلقات النقاش.
أما مدارس الكادر فيتولى تقديم عروضها أعضاء في اللجنة المركزية. ويمكن الاستعانة أحياناً برفاق من تنظيمات رفيقة، في مواضيع ترتبط بتجربتها، أو بسبب امتلاك هؤلاء قدرة خاصة على تقديم تلك العروض، بما يغني معارف الرفاق ويساعد في فتح آفاق إضافية أمام تلك المعارف.
يمكن أياً من أعضاء المنتدى أن يقترح إضافة موضوع او اكثر يجده مفيداً للعمل القاعدي، أو القطاعي، أو لتدخُّل المنتدى عموماً في العمل الجماهيري، في هذه اللحظة أو تلك من تطور هذا العمل، إلى البرنامج العام الذي سبق أن اقرته اللجنة المركزية.
يحق للجان القطاعية والخلايا اقتراح تحضير حلقات نقاش للهيئة العامة للمنتدى، بشرط جدولتها وإقرارها، بالاتفاق مع اللجنة المركزية، وتعتبر هذه الحلقات بمثابة حلقات نقاشية، من ضمن مدارس التكوين المتقدمة.
وأخيراً، ثمة أهمية كبرى، أيضاً، لتشجيع جميع الرفيقات والرفاق، في المنتدى، على التثقيف الذاتي، الذي يتم بمبادرات ذاتية من جانبهم/ن، مع العلم بأن ذلك يُستحسن ان يتلازم مع تقديم اللجنة المركزية، باستمرار، لوائح بالقراءات التي تعتبرها ذات فائدة،على هذا الصعيد. أكثر من ذلك، يُفترض ان تلعب منشورات المنتدى، المحلية ("المنتدى الاشتراكي"- حين يجري تفعيله لاحقاً - و"المنشور")، والعربية ("الثورة الدائمة")، دوراً أساسياً، أيضاً، في عملية التثقيف هذه، عبر استحداث زاوية دائمة، أو شبه دائمة، لعرض الكتب والكتابات الجديدة الهامة، في هذا المجال.
د- اطر المحاسبة
1- التدابير الانضباطية هي التالية:
بخصوص الخلايا: اللوم، التجميد، الحل.
بخصوص الافراد: اللوم، التجميد، الفصل.
2- إذا تم اتخاذ ثلاثة إجراءات لوم بحق رفيق/ة، لا يمكن ان يتخذ بحقه/ا إجراء أقل من التجميد خلال مهلة سنة من اتخاذ اول قرار لوم.
بعد تجميد رفيق/ة، لا يمكن إلا اتخاذ إجراء انضباطي أعلى بحقه/ا.
مرور ستة أشهر على إجراء انضباطي يلغي تأثيره على إجراءات انضباطية لاحقة.
3- تتخذ اللجنة المركزية الإجراءات الانضباطية بحق الهيئات، وتتخذ الخلية الإجراءات الانضباطية بحق الافراد، باكثرية الثلثين، وبالاقتراع السري. ولا يصبح إجراء الفصل نافذاً إلا بعد موافقة اللجنة المركزية.
4- يجب إعلام المتعرض للمحاسبة قبل اتخاذ القرار بحيث يتاح له هكذا الدفاع عن نفسه. وله حق مواجهة متهميه أمام الهيئة التي تتخذ القرار. ويحق لمن يتخذ بحقه إجراء انضباطي أن يراجع الهيئات الاعلى، ومنها المؤتمر (أكان عادياً أو استثنائياً)، ولا سيما إجراء الفصل، خلال ثلاثة أشهر من اتخاذ الإجراء.
آلية حل النزاعات في المنتدى الاشتراكي
لجنة حل النزاعات وآليتها في المنتدى الاشتراكي أمر ضروري وينبغي أن تشكل واحداً من أُسُس سياساتنا وتصرفات أعضاء المنتدى، كون المنتدى تنظيماً طوعيَّ الانتساب، الناجم عن المدارس التكوينية وعن وعي وادراك الأعضاء بالمبادىء والاستراتجيات والتكتيكات التي تُقَر ويُعمَل بها بطريقة ديمقراطية. لهذا الهدف، علينا إدراك أهمية العمل اليومي والمستمر على تكوين أنفسنا وبعضنا على السياسة والتصرف غير القائم على التمييز الطبقي، أو العنصري، أو الذكوري، أوالطائفي، أو المذهبي، وما إلى ذلك بشكل عام، حرصاً على عدم تحول العلاقات الرفاقية الى ديناميات مراقبة بوليسية وممارسات فوقية والتصرف الدوغمائي، والميليشياوي والعصبوي. لذلك، على لجنة حل النزاعات أن تدرك أن التوصية بعقوبة الفصل هي العقوبة القصوى بعد أن تدرس كل الاحتمالات الأدنى، وأن تأخذ بعين الاعتبار ان الشخص قابل للتغيير، وأن تختار طول الوقت التوصيات التي من شأنها ان لا تقصي، بل تساهم في اعادة تكوين الأطراف المتنازعة باتجاه مبادئنا الاشتراكية الثورية.
آلية حل النزاعات هي أساسية أيضا ضمن المركزية الديمقراطية، بحيث تتيح لكل رفيق/ة اللجوء إليها لمعالجة أي اشكال أو أزمة يمكن أن تطرأ خلال ممارسة أي رفيق/ة لعمله/ها داخل المنتدى. وهذه الآلية هي الوعاء المناسب لطرح هذه القضية، بحيث يشكل حل النزاعات المكان الآمن الذي من المأمول أن يُحلَّ فيه أي نزاع من أي نوع كان، وهي فرصة على الأعضاء استعمالها قبل اللجوء إلى أطر أو مساحات خارج المنتدى الاشتراكي. هذه الآلية تستخدم بعد أن تصل محاولات حل النزاعات داخل هيئات المنتدى (مثلا الخلايا، هيئة تحرير الثورة الدائمة، هيئة تحرير المنشور) إلى حائط مسدود، بحيث يتم الانتقال مباشرة الى اللجنة المركزية، ومن ثم لجنة حل النزاعات بحال انتهاك الخصوصية، أو تشهير بالسمعة، او حصول تحرش جنسي او عنف.
نتوقع في هذه الآلية أن يلتزم الرفاق والرفيقات بسياسة المنتدى الاشتراكي، خلال العلاقات فيما بينهم/ن وتجاه الآخرين من خارج التنظيم. وبشكل تفصيلي أكثر نعتبر من أساسيات هذه الآلية أن تكون التصرفات الشفهية والخطية نابعة من التزام عميق بأسس الاشتراكية الثورية الرافضة لأي عنصرية أو طبقية أو طائفية، أو مذهبية، أو ذكورية أو أي تحرش أو اعتداء، خاصة التحرش الجنسي، الشفهي أو الجسدي أو العنف اللفظي أو المادي.
لجنة حل النزاعات تشكلها اللجنة المركزية برضى من الأطراف المتنازعة. فيكون الهدف من لجنة حل النزاعات العمل على المحافظة على الوئام والسلام والوحدة الرفاقية للمنتدى الاشتراكي، وتعزيزهذه الحالات خلال أي نزاع يطرح أمامها؛ بحيث من غير المقبول أن لا تتاح لأي عضو الفرصة لعرض قضيته داخل المنتدى الاشتراكي. ولجنة حل النزاعات مسؤولة أمام اللجنة المركزية التي تشكلها وأمام الهيئة العامة خلال المؤتمر العام والاستثنائي، بحيث تقدم تقريرها مع احترام الخصوصية والسرية عندما يقتضي الأمر ذلك، أي بطلب من الأطراف المتنازعين.
لجنة حل النزاعات ليست جسماً قضائياً أو أمنياً، بالمفهوم البرجوازي، وليست مهمتها التقرير أو البحث في القيمة المكونة لهذا الشخص أو ذاك، والحكم عليه على هذا الاساس (مظهره/ا الخارجي، السمعة الشائعة، أو أي حكم مسبق)، انما تفصل في مدى ابتعاد مضمون القضية المعروضة عن مبادئ الاشتراكية الثورية، المعروضة في الفقرة ما قبل الاخيرة.
تشكل اللجنة المركزية لجنة حل النزاعات لكل قضية على حدة، وينتهي عملها فور صدور قرار عن اللجنة المركزية، بناء على تقرير لجنة حل النزاعات.
هذه الآلية انبثقت من حاجة وواقع، وهي موضع اختبار وقابلة للتغيير بحسب الحاجة.
الآلية:
1. ي/ترسل المشتكي/ة رسالة بريدية الكترونية إلى اي عضو في اللجنة المركزية يضمنها عرضاً لقضيته مع ما يكفي أو يتوفر من أدلة أو قرائن لقضيته. على هذا العضو المبلَّغ، المنتسب للجنة المركزية، أن ي/تجتمع فوراً مع المشتكي/ة للتأكد انه/ها حاول/ت الوصول الى حل داخل الهيئات التنظيمية المنضوي فيها (اذا رأى ذلك مناسباً)، وان يتفقا على تفاصيل الآلية واساليب المحافظة على الخصوصية والسرية (اذا استدعت القضية المعروضة ذلك).
2. تعين اللجنة المركزية لجنة حل النزاعات من 3 أشخاص خلال مهلة أسبوع من تاريخ إرسال الرسالة المشار إليها بالبند رقم (1)، برضى من الاطراف المتنازعة، وتكلفها بالقضية. ولا يحق للجنة المركزية تعيين أشخاص من خارج المنتدى الاشتراكي. في حال تم الاعتراض على مشاركة احد الأشخاص في لجنة حل النزاعات، على المعترض/ة أن ي/تقدم اسباب اعتراضه/ها. مهلة الطعن بأحد أعضاء لجنة حل النزاعات (لانحيازه مثلا) هي 3 ايام من تاريخ تبلغ الرفاق أو الرفيقات المعنيين/ات قرار تشكيل لجنة حل النزاعات. وأمام اللجنة المركزية مهلة يومين لتعيين عضو جديد.
3. تبحث لجنة حل النزاعات بمضمون القضية وتجتمع بالطرفين كل على حدة، في البداية، على أن تجتمع بهما معاً، بعد ذلك، وتدرس الأدلة المعروضة.
4. من حق كل طرف تقديم أدلته، وإبراز إثباتاته، ولائحة الشهود الى لجنة حل النزاعات، ومن حق الاطراف المتنازعة طلب تنحي أي عضو من اللجنة حين توجد ادلة على الانحياز. وتعين اللجنة المركزية، عندئذ، عضواً برضى الاطراف (وتكون المهل لتقديم الطعن والتعيين من اللجنة المركزية هي نفسها الواردة في البند رقم 2).
5. تستمع لجنة حل النزاعات إلى أقوال الشهود.
6. تجتمع لجنة النزاعات لكتابة تقريرها؛ وبعد أن تجهزه ترسله للجنة المركزية التي عليها الالتزام في قرارها بخلاصات لجنة حل النزاعات، من حيث المبدأ، إلا إذا وجدت أن العقوبة المقترحة مُبالغ بها، فيكون عليها عندئذ رد القضية إلى لجنة حل النزاعات، بحيث تعيد هذه النظر في العقوبة، وذلك لمرة واحدة لا أكثر.
7. على لجنة حل النزاعات ان تدرك أن التوصية بعقوبة الفصل هي العقوبة القصوى، بعد أن تدرس كل الاحتمالات الأدنى، كما يجب أن تتوخى في عملها ككل، الامتناع عن أي إساءة لاستعمال الحق.
8. عندما يرى أي طرف متنازع في قرار اللجنة المركزية أي انحياز، يحق له طلب اعادة تشكيل لجنة حل النزاعات لمرة واحدة وأخيرة، بحيث تتبع هذه اللجنة نفس المسار المحدد في النقاط السابقة، وتلتزم بالمهل نفسها.
مهلة الطعن بقرار اللجنة المركزية هي 5 أيام، تبدأ من تاريخ تبلغ العضو قرار اللجنة.
ملاحظات:
يجب أن لا تتجاوز مهلة عمل لجنة حل النزاعات مدة الأسبوعين، أو 15 يوما، و تحتسب المهلة من تاريخ تشكل اللجنة، إلى يوم تسليم تقريرها إلى اللجنة المركزية.
ترسل كل المراسلات عبر البريد الالكتروني.
--
الهوامش:
1. يتمثَّل حق التكتل بإمكانية التجمع داخل الحزب، أو أي شكل تنظيمي حزبي، على أساس آراء ومواقف محددة، مخالفة لتلك الخاصة بالقيادة، بما يشبه حزباً داخل الحزب، له نشرته الداخلية، ويخضع أعضاؤه لانضباط في التصويت ضمن المنظمة الأم. علماً بانه يبقى لقيادة هذه الأخيرة أن تنتدب ممثلاً لها في اجتماعاته، بمعنى انه يكون تكتلاً علنياً، حيث أن التكتلات السرية خاضعة للحظر.
هذا في حين يعني حق الاتجاه تلاقي أعضاء في المنظمة، من هيئات مختلفة، على اساس آراء ومواقف مخالفة لتوجهات القيادة الحزبية، ولكن من دون خضوع هؤلاء لاي انضباط إلزامي في التصويت، ومن دون وجود نشرة داخلية خاصة بالاتجاه، حيث ان اعضاء هذا الاخير يمارسون حقهم في الإبداء الحر لآرائهم ومواقفهم، والدفاع عنها، في النشرة الخاصة بالحزب او المنظمة. كما يكون للاتجاه، كما للتكتل، الحق في التمثُّل، على اساس حجمه النسبي، ضمن اللجنة المركزية (ل.م.)، ولكن ليس في الهيئات التنفيذية، بالضرورة، كالمكتب السياسي، اوما يماثله.
وتتشكل الاتجاهات والتكتلات، عادةً، على اعتاب انعقاد المؤتمرات الحزبية، ويتم حلها، ذاتياً، بعد ذلك. (يمكن الاطلاع، بصورة اكثر تفصيلاً على مضمونهما، في الملف عن المركزية الديمقراطية، الوارد في العدد 35 من مجلة "المناضل"، الصادر في العام 1978، ويتضمن ثلاث مقالات، في هذا الخصوص، لكل من المؤرخ اليساري الفرنسي، فيليب روبريو، والمفكر الشيوعي الفرنسي الراحل، لوي ألتوسر، والمفكر والمناضل اليساري الثوري، اللبناني الاصل، جلبير الاشقر– كتب مساهمته، آنذاك، باسمٍ مستعار. يُطلب الملف من الهيئة الإدارية للمنتدى).
2. هذا ونكتفي، مؤقتاً، بما هو وارد في هذا النص بالذات، من مبادىء وتوجهات تنظيمية، على أن يتولى المؤتمر اللاحق الذي سينعقد، من حيث المبدأ، في خريف العام 2017، وضع نظام داخلي متكامل للمنتدى الاشتراكي.
3. المقصود ثورة تشمل شتى البلدان المنتسبة إلى الجامعة العربية، وتضم قوميات شتى، فضلاً عن العربية. ونحن نطلق عليها صفة "الثورة العربية"، انطلاقاً من تصورنا للمهام المفترض أن تضطلع بها، على طريق الاشتراكية، في كامل المنطقة التي تشملها، او معظمها، وفقاً لإرادة شعوبها ومكوناتها السكانية. مهام سيكون بينها، حتماً، إنجاز حل ثوري لموضوع الأقليات القومية، على أساس حق تقرير المصير.
4. تتشكل اللجنة القطاعية من الرفاق/الرفيقات، في الخلايا، الذين/اللواتي يعملون/ن، بوجه أخص، في هذا او ذلك من القطاعات (كالقطاع العمالي، او الطلابي، او النسائي، الخ...)، التي يتواجد فيها هؤلاء، أو اي قطاع غيرها يتم التواجد فيه، لاحقاً. وتكون علاقة هذه اللجان، مباشرة، باللجنة المركزية، التي تشرف على عملها، في حين تشارك الخلايا في نقاش هذا العمل، ويمكن أن تتقدم بتوصيات بهذا الصدد إلى ل. م.
5. سوف تصدر النشرة الداخلية، بصورة دورية، كل شهرين، أو عند الاقتضاء، وذلك باسم" النشرة". وهي تضم، عادةً، القرارات والتوجيهات الصادرة عن ل. م.، فضلاً عن مساهمات الرفاق والرفيقات القاعديين/ات، سواء تضمنت اقتراحات محددة، في شتى مجالات الحياة التنظيمية، والعمل القطاعي، والحملات، على اختلافها، أو آراء هؤلاء ووجهات نظرهم في المستويات المختلفة(النظري، والسياسي، والتنظيمي، الخ...)، فضلاً عن الانتقادات الصادرة عنهم/ن لعمل الهيئات (ولا سيما عمل ل. م.). ويصبح صدور "النشرة" أشد كثافةً، في الاشهر الثلاثة التي تسبق المؤتمرات العادية، وفي الشهرين اللذين يسبقان المؤتمرات الاستثنائية. علماً بانه ينبغي أن تتم المحافظة على الطابع السري لهذه النشرة، بحيث لا يتم تداولها خارج الرفاق الاعضاء.
6. حتى إشعار آخر، يكون هذا الاشتراك موحداً، على اساس ستين ألف ليرة، سنوياً، كحد أدنى. علماً بأن هذا الاشتراك لا بد من ان يتحول، لاحقاً، بقرار من المؤتمر الذي سينعقد، في خريف العام 2017، إلى اشتراك نسبي، على اساس الدخل الفعلي للرفيق/ة، لا يقل عن الخمسة بالمئة من هذا الدخل.
يمكن ان يدفع الرفاق/الرفيقات مبالغ إضافية، على شكل تبرعات، بين الحين والآخر، يحددونها بانفسهم، فضلاً عن سعيهم/ن الدائم للحصول على تبرعات من أصدقائهم/ن، ومعارفهم/ن.
#المنتدى_الاشتراكي_-_لبنان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لأجل دولة علمانية ديمقراطية تحقق العدل الاجتماعي والحرية وال
...
-
في الذكرى الثالثة لبدء انتفاضة الشعب السوري، أو السيرورة الث
...
-
الثورة العربية، أمام الجدار الطائفي اللبناني، وعوائق أُخرى
-
لبنان: معاً لحماية الحريات الديمقراطية ضد الفاشية الصاعدة
-
رسالة إلى اللقاء اليساري العربي
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
/ عبد الرحمان النوضة
-
اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض
...
/ سعيد العليمى
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
-
نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|