يحكى أني تعرضت لعملية نصب من قناة الجزيرة

هادي ماهود

الحوار المتمدن-العدد: 380 - 2003 / 1 / 28 - 05:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

يحكى أن مركباً مثقلاً باللاجئين عبر البحر بأتجاه الشواطئ الأسترالية طلباً للآمان وإن البحر إغتال الأحلام وإبتلع المركب في التاسع عشر من أيلول عام 2001 فتحولت أشلاء أكثر من 350 إنسان معظمهم من العراقيين الى طعام للأسماك ووحوش الماء.                                 
ويحكى أني طرقت كل الأبواب بحثاً عن دعم لتوثيق تلك المأساة ففشلت. عرضت المشروع في موقع( العراقي )عسى أن يهتز ضمير ما. وفي التاسع والعشرين من تشرين الثاني 2001 تلقيت الرسالة الألكترونية التالية: إسمي أحمد التميمي، أنا مخرج سينمائي مستقل، أعمل مخرجاً ومنتجاً وتقني في السينما والمسرح والتلفزيون، قرأت موضوعك ويسعدني جداً أن أساعدك وأضع خبراتي بين يديك. أنا من أصل عراقي كندي الجنسية، أعيش في كندا. أتمنى أن نعمل معاً في هذا المشروع.                                                                                  

عندها شعرت أن شخصاً ما على هذه الأرض جاء ليساعدني في تحقيق هذا الهدف، فتتابعت رسائل التميمي الذي طلب مني الشروع بكتابة السيناريو لعرضه على جهات هو على صلة بها فربما سيدعمون المشروع، بدأت بكتابة السيناريو وبعثت أجزاءه تباعاً لأحمد الذي أخبرني بأنه يعمل لحساب شركة إنتاج ضخمة جداً في الأمارات وإن تلك الشركة أبدت إستعدادها لأنتاج المشروع لكنها تعتمده كمخرج وعليه فهو الذي سيخرج الفيلم وأبقى أنا كاتب للسيناريو ومدير للأنتاج في أستراليا وإندنوسيا فقبلت على الفور فما يهمني هو أن تظهر تلك المأساة للملأ وأن توثق تلك الفجيعة العراقية.                                                                                     كنت أتلقى وعوداً تتبعها وعود من أحمد التميمي بأن التصوير سيكون في الشهر القادم أوبعد أسبوعين وكدنا نفقد شهود المأساة الناجين من الكارثة المتواجدين في جاكارتا فأبلغت التميمي بأنه يجب أن يسرع وإلا فأني سأتبنى المشروع لوحدي فقال من يضمن بأن الناجين مازالوا    
هناك، فأعطيته أرقام هواتف أصدقائي المتواجدين في جاكارتا وهم على إتصال يومي بالناجين فطلب مني إبلاغهم بأنه سيتصل بهم لبحث الموضوع ، فأكد أصدقائي له إستعدادهم اللامحدود للتعاون معه.
كان مقرراً أن أسافر قبل كادر العمل الى إندنوسيا لترتيب الأوضاع بأعتباري مديراً للأنتاج لكني تلقيت مكالمة فيما بعد من المدعو التميمي يبلغني بأن حلم تنفيذ المشروع قد تحقق وأنه وكادر العمل موجودون في إندنوسيا وقد بدأوا فعلاً التصوير لكنه لم يخبرني حتى تلك اللحظة بهوية الشركة التي يعمل لحسابها وعرفت من أصدقائي بأنهم من قناة الجزيرة  يقودهم أسعد طه الذي أعاد صياغة التعليق بما يتماشى مع أسلوب برنامجه(يحكى أن) وسياسة القناة المعلنة أما التميمي فقد صور بدقة مارسمته له في السيناريو هذا مانقله لي أصدقائي الذين رافقوهم منذ اللقطة الأولى حتى إنتهاء التصوير وعندما سألت التميمي وماذا عني قال أن السيناريو الذي كتبته لم يمّس! ولاأدري كيف يسافر فريق عمل وتصرف ميزانية لذلك العمل إن لم يكن على أساس سيناريو معد مسبقاً تحسب من خلاله أدق التفاصيل .أكد أصدقائي بأن التميمي قال لهم بأنه وفريق عمله جائوا كي ينفذوا سيناريو صديقهم هادي ماهود وهذا مادفعهم للتعاون اللامتناهي مع التميمي وفريقه.                                                                               

في 24/6/2002 كتبت لمدير عام قناة الجزيرة محمد جاسم العلي محذراً من بث الفيلم دون الأشارة الى إسمي بأعتباري كاتباً للسيناريو وإلا فأن الجزيرة ستكون متورطة في سرقة جهدي فتلقيت رداً من العلي بتاريخ 10/9/2001 يؤكد بأن أسعد طه معد ومقدم برنامج       
( يحكى أن ) يكتب شخصياً كل حلقات البرنامج أما حادثة غرق المركب أو أي حادث جلل آخر لايمكن أن تحتكر من قبل جهة بعينها أو شخص واحد وإنما تكون متاحة لكل من يشاء!. وهذا حق يراد به باطل فقد سرقتني قناة الجزيرة وأنا أحتفظ بكل رسائل التميمي التي تشير لعلاقتي بالموضوع منذ البداية حتى التصوير في إندنوسيا وقد تعرضت الى عملية نصب وإحتيال من قبلهم تتنافى مع كل القيم الأخلاقية الأنسانية  والمهنية.أعرف جيداً أن القانون لايحمي المغفلين لكني كنت بصدد قضية إنسانية وكارثة عراقية.                                                           

 

#هادي_ماهود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات