أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضيا اسكندر - حَدَثَ في سورية – قصّة حقيقية














المزيد.....


حَدَثَ في سورية – قصّة حقيقية


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 5141 - 2016 / 4 / 23 - 13:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(أبو محمد) بائع متجوّل في مجموعة قرى ساحلية تتبع لناحية البهلولية. يبيع الأقمشة بمختلف أنواعها من ملاحف وشراشف ووجوه مخدّات بالإضافة إلى ما يحتاجه الأهالي من سلع متنوعة: (مصّاصات متة، خيطان، إبر، حبكات للشعر..) يطوف ببضاعته على درّاجة متنقّلاً من قرية إلى أخرى. يبيع بالدّين ويسجّل ديونه على دفتر صغير مبيّناً اسم المدين والقرية التي ينتمي إليها. وغالباً ما يدوّن الأسماء بألقابها كأن يكتب (أبو سليمان – القرّامة – 1000 ليرة شرشف).كان أبو محمد رجلاً محبوباً من جميع سكان القرى التي يعرض بضاعته فيها. فهو دمث الأخلاق، مرح، يتمتع بطيبة قلّ نظيرها.
في أحد الأيام يتعرّض إلى حادث سير ويفارق الحياة. عندما سمع أهالي تلك القرى بالخبر المأساوي هبّوا حزانى للقيام بواجب التعزية. وكل من كان بوسعه السفر إلى قريته البعيدة من رجالٍ ونساء أبدى استعداده للمشاركة. حيث كان يقطن في قرية تتبع إدارياً لمدينة جسر الشغور.
لدى وصولهم بثلاث حافلات إلى مكان التعزية، رحّب ذوو البائع بالمعزّين الذين ينتمون إلى طائفة أخرى أيّما ترحاب. وألقى أحد أقارب البائع كلمة تأبين شكر خلالها المعزّين وخصّ بالذكر أهالي القرى الساحلية الذين لم يكتفوا بتجشّم عناء السفر للمشاركة وحسب، بل وقاموا بجمع كامل الدَّين الذي كان بذمّتهم وقدموه لزوجة الفقيد. وكم كان مؤثراً عندما ذكر المؤبّن أن ما سبق أن سجّله البائع المرحوم على دفتره الصغير وتم جمعه حسابياً، يعادل تماماً ما قدّمه المعزّون الساحليون لزوجة المرحوم وقيمته (300) ألف ليرة.
نعم هذا هو شعبنا الطيب الذي كان بهذه المنظومة من الأخلاق، وهكذا كانت العلاقات الاجتماعية بين أطياف مجتمعنا السوري قبل الأزمة. والذي سيكون مستقبلاً بأحسن منها، بعد أن ننتهي من الاستبداد والظلم والفقر وكمّ الأفواه.. التي شوّهتنا جميعاً.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «دَقَّة قديمة..»
- في أسباب ضعف اليسار
- مرشّح غير شكل!
- الرّاحل الذي نَفَدَ بِجِلْدِه!
- سْتوووبْ.. أوقِفوا التصوير!
- الشَّبح
- كيف نقضي على الإرهاب؟
- المِظَلّة
- طلب استقالة
- هل يمكن القضاء على الإرهاب بمعزل عن الحلّ السياسي؟
- حوارات نقابية
- -داعش- والحب
- ماذا حصدنا من الفيتو المزدوج؟
- الصحافة السورية وملفات الفساد
- هل العلمانية دواء للصراع الطائفي؟
- يحدثُ في سورية
- في الباص
- عذراً.. لن أترشّح!
- فوق الموتة.. عصّة قبر!
- وصيّة


المزيد.....




- 85 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- السعودية وإيران تبحثان تعزيز التعاون في القضايا ذات العلاقة ...
- “احجـز مكانك قبل الغلـق”رابط تسجيل الاعتكاف في المسجد الحرام ...
- 85 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الجيش الإسرائيلي يمهد لإدخال 250 يهوديا لزيارة ضريح حاخام دا ...
- خطوات التسجيل في الاعتكاف بالمسجد الحرام شهر رمضان 1446
- علماء ينتجون -فئرانًا صوفية- في خطوة لإعادة حيوان الماموث إل ...
- متحف السيرة النبوية بالسنغال.. تجربة تفاعلية تكشف تفاصيل حيا ...
- رابط تسجيل الاعتكاف في المسجد الحرام 1446 والضوابط المفروضة ...
- مستعمرون يقتحمون الأقصى بقيادة يهودا غليك


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضيا اسكندر - حَدَثَ في سورية – قصّة حقيقية