أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليديا يؤانس - صراع الصمت














المزيد.....

صراع الصمت


ليديا يؤانس

الحوار المتمدن-العدد: 5139 - 2016 / 4 / 21 - 23:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"هل تسمعيىن أشواقي عندما أكون صامتاً؟
إن الصمت يا سيدتي هو أقوي أسلحتي ..
هل شعرت بروعة الأشياء التي أقولها عندما لا أقول شيئاً؟"
التوقيع: نزار قباني

الكلام رائع ولكن في بعض الأحيان يكون الأروع منه هو الصمت!

بدون شك الكلام ترجمة لما يدور بالعقول، وقالوا في المثل: وزعوا الأرزاق ماحدش عجبه رزقه، ولكن لما وزعوا العقول كل واحد عجبه عقله!

طبعاً شئ رائع إن الإنسان يُثمن نفسه، ويعتبر نفسه أفضل من كل الناس!

ولكن ما المقياس علي صحة العقول وما تحتويه من أفكار ومعلومات وثقافات؟
المجنون شايف نفسه أعقل خلق الله!
الجاهل شايف إن ماحدش يفهم أفضل منه!
إللي حفظ له آيتين في أي كتاب ديني، إعتبر نفسه، ديان لخلق الله ومن المدافعين عن الله!
الآن 99% من الناس يتكلمون، ويرفعون حناجرهم عالية، سواء عن علم أو بدون علم ولكن فقط لتمجيد "الأنا" بداخلهم!
الغالبية العُظمي من الناس في عصرنا هذا يريدون أن يتكلموا هُمّ فقط ، وأن يصمُت الآخرين!

نعم، لكي يحترم الإنسان ذاته وإمكانياته الفكرية، يجب أن يصمُت، أمام الغوغاء واللاعقلانية والأفكار الموتورة والعقول المريضة، وإلا سوف يبذل طاقته الفكرية وامكانياته الجسدية فيما لا طائل من وراءها.
نعم عزيزي، لأنك إذا جادلت الأحمق صرت جاهلاً وأحمق منه.


الشخص الذي يمتلك مواهب فكرية أو أدبية أو علمية أو فنية، في الغالب يعرف قدر الآخرين، كما يعرف قدر نفسه، أنه علي إستعداد لقرع الحُجة بالحُجة، ومُناقشة ودحض الفكر بالفكر.

ولكن في هذه الأيام، الدُنيا هاصت، كثر الكلام، إتحنجل ضعاف النفوس لكسب صيت علي جثث الأبرياء، نصبوا الشباك، صوبوا السهام، إصطادوا نفوساً بريئة، تراشقت الإتهامات، ماتت الضمائر وحلت جحافل الشر، فوضعوا القوانين الظالمة، وأصدروا أحكاماً صادمة في غيبة من العدالة، ووقفت الأجهزة العليا وقفة صمت رهيبة!

كُمِمْت الأفواه، كُبلت الأيادي، سُجنت العقول وراء القضبان، أُرسلت رسائل مُشفرة للذين خارج القضبان، فهل يكون هذا هو صراع الصمت؟

قال نزار قباني:
"في بلاد يُغتال فيها المُفكرون ويُكفر الكاتب وتُحرق الكتب ... في مجتمعات ترفض الآخر وتفرض الصمت علي الأفواه والحجر علي الأفكار وتُكفر أي سؤال ... كان لابد أن أستأذنكم ان تسمحوا لي ... فهل تسمحون لي".

نعم، أنه صمت رهيب للأجهزة العليا بالدولة ..
صمت بالإجبار للعقول في غياهب السجون ..
ولكن هل هذا نذير بالصمت لمن هم خارج السجون؟

أنه صراع الصمت، بين النضال الفكري والسلام الأمني، ولكن الساكت عن الحق هو شيطان أخرس!
إذا لم تناضل من أجل حقك الفكري الآن، قد تدور عليك الرحي، وتضيع أنت وفكرك أيضاً في ظُلمات صمت السجون.
ولكن بالرغم من ذلك هناك بارقة أمل، كما يقولها "لوروابراونلو": هناك لحظات يكون الصمت فيها أعلي صوتاً من الكلام.



كثيراً ما يحاول الإنسان ان يُفاضل بين الكلام والصمت، ولكن تصعُب المُفاضلة علي مستوي الحدث، فما يصلح معه الكلام قد لا يجدي معه الصمت والعكس صحيح.

وعلي ذلك قالوا في المثل: "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب".
أي لا تنطق بالكلام، إلا إذا كان كلامك أفضل من الصمت، وأن تلجأ للصمت عندما يكون من تُكلمه إقل من مستوي الكلام.


من المُلاحظ أن معظم الحُكماء والعُظماء والقديسين، قد فضلوا الصمت واضعين أمامهم مقولة الحكيم: "كثرة الكلام لا تخلوا من معصية".
ويحضرني هُنا ما قاله القديس أرسانيوس مُعلم أولاد الملوك، بعبارته المشهورة: "كثيراً ما تكلمت فندمت .. وأما عن سكوتي فما ندمت قط".

عزيزي القارئ، أروع ما في الصمت أنه لغة العظماء، لا تقلق إذا كانت الظروف قد أجبرتك علي الصمت، فقد يكون سلاح الصمت أقوي من سلاح الكلمة.

عزيزي، ثِقْ أنهُ حينما تتكلم فأنت كتاب مفتوح لكل عابر سبيل يقرأ، ولكن حينما تصمُت فأنت لُغز يحاولون فك أسراره!



#ليديا_يؤانس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية كاترين المصرية وديرها
- حياتي تحت قدميه
- مَنْ يُقاضي القاضي؟
- هرمزد المُدهش
- الدون جوان
- أعجوبة الفاتيكان
- ليس له مثيل
- ساغرادا فاميليا
- إنت مصري .. طُظ !!!
- الورود السوداء
- إيفان كريسماس
- الحُصان الأحمر
- وإِنتَّ بِتَحبْو !!!
- نجمة الميدان الأحمر
- إفرزوا الجُثث
- دقت ساعة الصِفر
- مين المجنون؟
- وبعوده يا عايده
- ليتوانيا و تل الصلبان
- محبة بحبة تمر!!!


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليديا يؤانس - صراع الصمت