|
طريق الانتحار مفروشة بأوهامكم يا رجالات جبهة الناصرة
نبيل عودة
كاتب وباحث
(Nabeel Oudeh)
الحوار المتمدن-العدد: 5139 - 2016 / 4 / 21 - 22:29
المحور:
المجتمع المدني
طريق الانتحار مفروشة بأوهامكم يا رجالات جبهة الناصرة
*اقرار الميزانية هو انتصار للناصرة وهزيمة لمن يظن ان عرقلة النشاط البلدي تمهد الطريق لعودته الميمونة*
نبيــل عــودة
اهنئ في البداية أعضاء المجلس البلدي باقرارهم ميزانية بلدية الناصرة للسنة القادمة، واهنئ ايضا اعضاء المعارضة من الجبهة الذين لفتوا انتباه جمهور الناصرة للميزانية، ولما تضيفه من اموال للتعليم والشؤون الاجتماعية ومن مشاريع ستكون ذات قيمة للحياة الاجتماعية الثقافية والفنية لمدينة الناصرة واعني البدء ببناء "قصر الثقافة" في ساحة الملعب البلدي السابق (المدرسة الثانوية) الى جانب دار جديدة للبلدية كانت حلما لم ينفذ في عهدهم الطويل الممتد اربعين عاما وستجمع دار البلدية الجديدة داخلها كل أقسام البلدية بدل الشتات القائم اليوم. معارضتهم وغضبهم لم يفاجأني وانا الشيوعي القديم الذي قدم اكثر من نصف حياته في تسويق افكارهم حتى ارتكبوا بحقي وحق عشرات الرفاق المتنورين والمركزيين في حزبهم ، كل الأخطاء والتجاوزات غير الدستورية، حسب دستورهم نفسه ، لكنه دستور يمكن مغطه اذا كان المخالف زعيما ويمكن تحويله الى مقصلة اذا كان المخالف من صنف لا يستحق الزعامة. طبعا اثبتوا ان هناك نوعان من الرفاق، نوع درجة الف ونوع درجة صفر. حتى حلفائهم وعلى رأسهم رئيس البلدية الحالي علي سلام لم ينجو من عقليتهم التآمرية. المضحك ان هجومهم على علي سلام يجري بتجاهل مطلق ان علي كان جزءا مركزيا من ادارة البلدية في أيام جبهتم.. بدل ان يعيدوا التفكير والحسابات ويعترفوا بضلالهم الذي قادهم الى هزيمتهم القاسية، نجدهم يواصلون التفكير بنفس الأسلوب الفاشل، ويواصلون التصرف بنفس العقلية المهزومة. مبروك عليهم. ما يجري وما جرى هذا الأسبوع جعلني اعود قليلا الى مراجعة بعض الحقائق. السيد شريف زعبي يتهم ادارة علي سلام انها سببت عجزا في ميزانية البلدية بملايين الشواقل. هذا المنطق يذكرني بالرفيق ستالين وحكاية البايب الذي فقده. كان ستالين يحب تدخين البايب، ويبدو انه حصل على بايب انكليزي فاخر جدا. فقد ستالين البايب المفضل لديه.. كان على ثقة ان البايب سُرق منه في الكرملين. بناء على شكوكه، اللص لا بد ان يكون من الحاشية المقربة. أعطى علماً بالأمر لقائد المخابرات الرهيب لافرينتي بيريا وطلب منه العثور على البايب بأي ثمن. بيريا الرهيب الذي اعدم الملايين من المواطنين بأوامر ستالين وبدون أوامر ستالين واعدم قادة بارزين من الحزب ايضا، ونفي ملايين الى سيبريا وعذب الملايين بدون رحمة، بدأ بالتحقيق والاعتقالات والتعذيب بحثا عن بايب ستالين... في هذا الوقت وجدت الشغالة التي تهتم بغرفة نوم ستالين البايب تحت سريره، أعلمت الرفيق ستالين انها وجدت البايب الضائع.. ستالين سارع بالاتصال بالرفيق الرهيب بيريا ليعلمه ان مسألة البايب حلّت فقد وجده.. بيريا لم يصدق، قال: كيف يمكن ان تجده يا رفيق ستالين ولدي ستة معتقلين من قيادة الحزب اعترفوا انهم سرقوا البايب المفضل لديك؟! طبعا بيريا اعدم فيما بعد بتهمة العمالة للمخابرات الأمريكية.. رغم انه شغل منصب رئاسة الحكومة السوفييتية في فترة خروتشوف واتهم بدس السم لستالين!! هذا الأسلوب هو الذي يسود حتى اليوم صفوف الحزب الشيوعي، وربما كل ما تبقى من بقايا أحزاب شيوعية... هذا الفيروس انتقل للجبهات وخاصة لجبهة الناصرة كما نشخص ذلك من تصرفاتهم. اذن الجميع خونة ما عدا الزعيم. واجب العضو تنفيذ ما يقوله الزعيم. الزعيم هو المفكر. الزعيم هو القادر على التخطيط السياسي. الزعيم هو وحيد عصره. الزعيم هو المستقبل حتى لو صار متران تحت التراب. عبادة الزعيم هي نهج ورثته الأحزاب الشيوعية من الستالينية. مات ستالين لكن فكره يسود عقلياتهم وتنظيمهم. عشرات الرفاق المتنورين ماركسيا وفلسفيا وايديولوجيا واعلاميا وفكرا وأدبا وتنظيما سياسيا جرى التخلص منهم باساليب القرصنة. هكذا وصف سالم جبران في قصيدة لم تنشر كيف جرى "التخلص منه": "عندما تدافعوا إلى المنصّة/ مثل قبيلة مندفعة إلى الثأر،/فيهم العربيد والمهرّج /فيهم اللاعق والسارق /فيهم السكران والنصّاب / فيهم الحثالات التي تطرب لصوت تصفيقها/ فيهم الهتّافون المحترفون / فيهم مشلولو التفكير العاجزون عن الحلم–/ قرّرت أن أنزل عن المنصّة/ لا مهزوما ولا هاربا / بل رافضا أن أشارك في المهزلة!!" ويضيف سالم جبران برؤيته التنويرية: " لم أستبدل حلمي بحلم آخر/ بل نفضت عن حلمي الغبار" بصراحة وبحب اقول لكم يا رفاقي السابقين اني حزين من اجلكم ، حزين لتفكك حزبكم فكريا وايديولوجيا، حزين لواقع صحافتكم واعلامكم ، حزين لفقدان كوادركم للتثقيف والتنوير الذي كان زنبرك حياتنا في الحركة، ليتكم تأخذون بنصحية قائد شيوعي بارز ، صحفي ممتاز، ومفكر حقيقي ثوري، وشاعر كبير هو سالم جبران وتنفضوا الغبار عن حلمكم. ستجدون اذرعنا مفتوحة لكم، ستجدون ان عودة الولد الضال هي نقلة نوعية تجعلكم أقرب لجماهير شعبكم. ثار غضبكم لأن ميزانية بلدية الناصرة أقرت فاستبدلت الكلام بالأيدي؟! يا للعار على من جعلوا تفكيرهم الحزبي قبل مصالح مدينتهم وأهلهم. الكذب لن يفيدكم . تدعون ان علي سلام سبب عجزا ماليا لبلدية الناصرة. الحقائق لا تخفى بكلمات.. وحبل الكذب قصير .. اقصر من لسانكم.. أي لسان تختاروه!! هذه هي الحقيقة لمن يريد ان يعرفها، والعرب تقول "ان الشمس لا تغطى بعباءة". حتى تاريخ (31 – 12 – 2013) كان مجموع ديون بلدية الناصرة (166.82.000) مليون شيكل. الانتخابات الأولى التي أجريت يوم(22.10.2013) أين ضمن وجود العجز الذي عرضناه سابقا. الانتخابات المعادة للرئاسة اجريت في (03- 11 – 2014) أيضا ضمن الفترة التي تشملها الميزانية البلدية القائمة بعجزها وديونها. هل من يظن ان سنتان من بلدية يديرها علي سلام قادرة على سد عجز اربعين سنة من ادارتكم؟! موقف الجبهة هو تطبيق لما قاله مع الأسف المهندس رامز جرايسي بعد ظهور نتائج الانتخابات المعادة للرئاسة، قال:" "سنبني جيلًا جديدًا يقود الجبهة في المستقبل وقد نجحت السلطة بما فشلت فيه منذ عام 1975". هل يلمح لمؤامرة؟! اذا كان هذا هو الأسلوب لبناء جيل جديد، فانتم بطريق الانتحار!! [email protected]
#نبيل_عودة (هاشتاغ)
Nabeel_Oudeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فكرة افنان القاسم الرائدة لمؤتمر عربي عالمي
-
حكايات نصراوية
-
قصص فلسفية – الحلقة السادسة
-
قصص فلسفية – الحلقة الخامسة
-
قصص فلسفية – الحلقة الرابعة
-
عيد البشارة عيد كل النصراويين
-
علي سلام شريك بالمؤامرة الصهيونية..!!
-
حجج صبيانية وراء التصويت ضد ميزانية بلدية الناصرة
-
قصص فلسفية - الحلقة الثالثة
-
من يخدم قرار إضراب يوم الأرض?
-
قصص فلسفية – الحلقة الثانية
-
إذاعة الشمس والإعلام العربي في كتاب للمعهد الإسرائيلي للديمق
...
-
صفحات من تراثنا الفلسطيني
-
وداعا للفنان، الرسام والمسرحي سهيل ابو نوارة
-
بمناسبة عيد الأم: ستبقين أمي...
-
فلسفة مبسطة: أمباتيا، اباتيا واتاراكسيا ..
-
قصص فلسفية - الحلقة الأولى
-
فلسفة مبسطة: علم المنطق
-
8 ﺁﺫﺍﺭ 2016 في ظل القمع للمرأة ف
...
-
فلسفة مبسطة: طالبوا الإله ..
المزيد.....
-
الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
-
أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
-
معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد
...
-
منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية
...
-
البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني
...
-
الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات
...
-
الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن
...
-
وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ
...
-
قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟
...
-
أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|