أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي ماضي - اكلت يوم اكل الثور ألأبيض














المزيد.....


اكلت يوم اكل الثور ألأبيض


علي ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 1390 - 2005 / 12 / 5 - 10:32
المحور: حقوق الانسان
    


يُحكى إنّ ثلاثة ثيران ،اسود ،وأحمر وأبيض ،كانت ترعى سويةً،وكان اسدٌ يتحين الفرص ليمارس حقه البايلوجي في الحياة .ولكن عقبة إنّ الثلاثة كانوا دائما معاً تعرقل على الدوام من ان تكمل الحياة دورتها.ليعلن ألأسد تخليه عن منطق الغاب ،ويلجئ الى الحيلة والخديعة . فيوهم الثورين ألأسود وألأحمر من ان الثور ألأبيض بلونه الفاتح مصدر خطرٍ دائم ،وإنّهما سيعيشان الى ما شاء الله لو انهما تخليا عنه .وهكذا يصبح الثور ألأبيض لقمة سائغة للأسد ،وبعد فترة ليست بالوجيزة اعاد ألأسد الكرّة مع الثور ألأسود ،لياكل الثور ألأحمر ،وفي المرة الثالثة كانت الطريق سالكة جدا لياكل الثور ألأسود ،وكانت امنية الثور ألأسود ألأخيرة ان يعتلي اعلى قمة تل ويصيح بأعلى صوته أكلتُ يوم أكِلَ الثور ألأبيض.

ونستطيع القول إنّ شرفَ العراقيين جميعا أُنتُهِك مع شرف اول إمرأة عراقية انتُهكِ شرفها في زمن النظام المقبور ولم يحرك أحد ساكناً،وحقوق ألأنسان في العراق انتهكت مع اول انسان عراقي أُنتُهكت حقوقه ولم يُحرك احد ساكناً . مقلدين ذلك المجتهد الذي كان يرفض أن يعلن الجهاد على الرغم من انتشار الظلم والفساد ، الى ان صفعه احد المارقين على قفاه ،حينها صرخ باعلى صوته الله اكبر الآن حل الجهاد.

لست ادري لماذا فهمنا التغير الحاصل في العراق وكأنه تبادل للأدوار ليصبح الجلاد هو الضحية والضحية هي الجلاد . فما ان تحصل على مبرر تجمل به ما تريد ان تفعل حتى تباح المحذورات ويصبح فعلك جهادا في سبيل الله. وما كان قبيحا بالغد يصبح مقبولا اليوم بل مستحبا . من كان يمارس اعمال التعذيب في ألأمس كان جلادا ومن يمارسها اليوم اصبح بطلا مذهبيا ًيُشار له بالبنان.فمن المؤلم ان اسمع صرخات الشارع الشيعي وهي تنادي اقتلوهم بلا محاكمة ،اية حقوق انسان ؟!تلك التي تتكلمون عنها ،انهم ارهابيون . وهي ذات الصرخات التي كان يعج بها الشارع السني خلال حكم الطاغية صدام ،اقتلوهم انهم عملاء ....نعم فالعين بالعين والجروح قصاص .مفاهيم البداوة القاسية دنست روح الرحمة في هذا التشريع ،فاصبح مبررا للقتل والتطاول على حقوق ألأنسان.

وكأن الصراع ليس من اجل حرية ألأنسان وكرامته وحقوقه بل من اجل المبررات ،فما ان تحصل على مبرر حتى تكون مؤهلا لأن تضع ألأنسان وحقوقه وكرامته في سلة المهملات. كما يروي تاريخنا الأسلامي من ان احد السلاطين صنع منبرا من جثث الكفرة وامر المؤذن ان يؤذن من فوقها فرحين مستبشرين بما اتهم الله . ولا كأنّ هذا الفعل قبيحا بذاته ولو زينته بمبرات اديان الدنيا كلها.

انا ضد الا رهاب ، وضد الظلامية،وضداصحاب الحقائق المطلقة ،التي لايأتيها الباطل من بين يديها أو خلفها ،وضد اقصاء ألآخر ،ولكن ذلك لايعني ان اقبل بوجود سجون سرّية غير خاضعة لوزارة العدل ،اعتقل ألأرهابي ،وليكن ذلك بشكل علني ،اجلد ألأرهابي بقوة الدليل لابسادية التعذيب .

علينا ان ندرك جميعاً ان التغير في المعادلة العراقية لا يكمن بقلب طرفيها ،وإنّما يكمن في التصحيح النتيجة ،ليأخذ ألأنسان مكانته كقيمة عليا ،بغض النظر عن انتمائه الطائفي او العرقي.

إنّ الممارسات القمعية وانتهاك حقوق ألأنسان وأنشاء السجون السرية ‘إن مرّت بسلامٍ على مرتكبيها ستكون بمثابة الثور ألأبيض ،وإذا كان ألأرهاب مُبرِراً هذه المرة فسيكون سبُّ السلطة والتطاول على رموزها مبررَ المرّة المقبلة ،ودور الثور ألأسود سيكون قادمٌ لا محالةَ.



#علي_ماضي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نقيم وننتخب؟
- ما نحتاجه ألآن
- الشروع في قلع الطبوع
- العالم ألآخر
- ثلاث وصايا سيدي المواطن
- هل تتعامل القوى اليسارية والعلمانية بموضوعية مع المسرح السيا ...
- لابداية من القمة
- لماذا نشوه التأريخ
- نقطة الحيود
- إننا..نصنع تأريخاً
- العولمة


المزيد.....




- منظمة ايرانية تمنح جائزة لمقررة الأمم المتحدة لحقوق الانسان ...
- شبح المجاعة يهدد غزة وإغلاق المعابر يمنع المياه عن 90% من ال ...
- غزة: مؤشرات على عودة شبح المجاعة مع استمرار إغلاق المعابر وم ...
- الاحتلال: اعتقال أكثر من 100 فلسطيني خلال الأسبوع الماضي بال ...
- لازاريني: انهيار الأونروا سيحرم جيلا كاملا من الأطفال الفلسط ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتقال أكثر من 100 مطلوب في الضفة الغربية ...
- اليونيسف: 90% من سكان غزة لا يحصلون على المياه
- برنامج الأغذية العالمي: باكستان تواصل عرقلة دخول شاحنات المس ...
- لازاريني: انهيار الأونروا سيحرم جيلا كاملا من أطفال فلسطين م ...
- اعتقال نحو 100 متظاهر مؤيد لفلسطين بعد اقتحام برج ترامب في ن ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي ماضي - اكلت يوم اكل الثور ألأبيض