أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - آخر معجزات المجلس الأعلى : أسقطنا خيار الحرب ونطالب باستخدام القوة !















المزيد.....

آخر معجزات المجلس الأعلى : أسقطنا خيار الحرب ونطالب باستخدام القوة !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 380 - 2003 / 1 / 28 - 05:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


                                                                   
  تساوقا مع ارتفاع نغمة الحل السلمي للقضية العراقية ، تلك النغمة التي كانت لأيام قليلة خلت كفرا صريحا  ودفاعا عن النظام الدكتاتوري في اعتقاد دعاة الحرب والمحرضين على إحراق العراق من أجل الحلول محل  ذلك النظام  ، هذه النغمة التي اضطر الأمريكان أنفسهم الى ترديدها مسايرة للجو الشرق أوسطي والدولي العام وتساوقا أيضا مع إقدام العرّاب الأمريكي على دفن نتائج مؤتمر لندن الذي عقد على أسس المحاصصة الطائفية والعنصرية ودفن معها أوهام الذين راهنوا على " إخلاص " الأمريكان لبديلهم ، تساوقا مع هذه الرياح الموسمية أقلعت سفينة " المجلس الأعلى   للثورة الإسلامية  في العراق " مساء أمس نحو ميناء الحل السلمي ترفرف على ساريتها رسالة سلامية أين منها الروح السلامية لرسول اللاعنف "المهاتما غاندي" موجهة الى الرؤساء  العرب والمسلمين في " قمة أنقرة " القريبة ( مع أن الأمر يتعلق باجتماع وزراء خارجية تلك الدول في اسطنبول )  تدعوهم الى الأخذ بمبدأ السلام وخيار الحل السلمي ..الخ
  غير أن المتمعن  في فقرات  الرسالة المجلسية لا يلبث أن يصاب بالخيبة والدهشة والذهول  حين يشعر بأن محرري الرسالة يضحكون على عقول الناس ويحاولون استغفال الجميع  إذ إنهم  يقدمون  باليد اليمنى خيار السلام وباليسرى المطالبة با ستخدم القوة على طريقة كوسوفو !
وحرفيا ، فقد ورد في تلك الرسالة قولهم ( بعد أن أسقطنا من خياراتنا الحرب كمشروع مطروح لحل المشكلة العراقية نستعرض فيما يلي الخيارين الآخرين ورؤيتنا في تفعيلهما خصوصاً فيما يتعلق بخيار التطبيق الشامل للقرارات الدولية والذي يمثل خيارنا واتجاهنا السياسي العام.
ويشتمل هذان الخياران على ركيزتين أساسيتين:
الأولى: ممارسة الضغوط السياسية والدبلوماسية المذكورة في تفعيل القرارات الدولية.
الثانية: استخدام القوة لإيقاف عمليات القمع كما حدث في كوسوفو.  )
  كيف تمكن كاتب الرسالة الهمام من جمع ( إسقاط خيار الحرب كمشروع مطروح لحل القضية العراقية ) وبين مطلبه ( باستخدام القوة كما حدث في كوسوفو ) ؟ وإذا ما علمنا أن ما حدث في كوسوفو لم يكن مباراة في  كرة القدم بل تدميرا همجيا ليوغوسلافيا راح ضحيته الآلاف من أبناء كوسوفو أنفسهم بنيران القنابل الأمريكية " الذكية " ومدفعية ميليسوفيج " الغبية " يتضح لنا أن قيادة المجلس الأعلى - وقد رأت أن الموضة السياسية السائدة تتطلب الصراخ بشعارات السلام والخيار السلمي - سارعت الى فعل ذلك ويجريب حنجرتها "المتعودة  دائما  " على جميع أنواع المقامات في القرار والجواب عسى أن يقتنع رؤساء قمة "أنقرة " بعمق إيمانها بالسلام فلا يغمطونها حقها حين توزيع "عظام الحكومة القادمة "  ولكنها ربما أرادت أن تكون أكثر ذكاء مما ينبغي ويحتمله السياق السياسي فحشرت بين طيات الشعار السلمي مطالبتها باستخدام القوة على طريقة كوسوفو .
  إن هذه الوثيقة السياسية التي أصدرها المجلس الأعلى ستظل  أنموذجا نادرا على التدليس والتناقض  في الأدب السياسي العراقي منذ إنجاز مسلة حامورابي وحتى الآن  ولكنها تعكس ،شاء أصحابها أم أبوا ، الدلالات  الأكيدة  التالية :
- صدقية التيار الوطني المعارض  للنظام وللحرب والذي رفع بشجاعة وثبات خيار التغيير السلمي الشامل منذ بدايات المأساة العراقية .
- فشل وانسداد الأفق أمام دعاة الحرب والمحرضين على تدمير العراق بواسطة الحصار والحرب وانهيار البرنامج السياسي الذي توصلوا إليه في مؤتمر لندن .
- انعدام البعد الأخلاقي  في الخطاب السياسي  لعدد من فصائل المعارضة العراقية مما جعلها تساوي بين النقائض والمتضادات ،وتتحرك وسط رقعة سياسية شاسعة يحدها شعار السلام من جهة ، والدعوة الى الحرب واستخدام القوة من جهة أخرى ، إضافة الى تفريطها المبكر وشبه المجاني بكل مظاهر السيادة الوطنية التي بلغت درجة تسليم أسرار البلد العسكرية الى الأمريكان وعرض النفط العراقي للبيع علنا على الشركات العالمية ، والتنازل عن آبار نفط عراقية لدول مجاورة  ، والاستعداد لعقد معاهدة سلام مع الكيان الصهيوني ، وتقسيم الشعب العراقي على أسس طائفية وعنصرية .
- مأزق المشروع الأمريكي العاجز عن السيطرة على العراق وتصريف شؤونه في حال  شن الحرب وتدمير العراق وإسقاط النظام  المستبد ورعب الأمريكان  من الخسائر المتوقعة  بين صفوف قواتهم إن هي نزلت الى الأرض العراقية فعلا ومن احتمالات الغرق في أوحال حرب طويلة الأمد ينتهي بإخراج الشرق الأوسط كله من الهيمنة الأمريكية والغربية .
- انتهاء وتلاشي  "المجلس الأعلى " كدور وكحزب سياسي وكرموز دأبت على التنازل عن قرارها الخاص وبالتالي عن استقلال وسيادة العراق  للدول المجاورة  " إيران تحديدا " وللقوى الأجنبية المهيمنة التي تقودها اليوم الولايات المتحدة .
 ملاحظة أخيرة نختم بها تعليقنا على هذه الوثيقة المجالسية ونقول فيها : أن الفرز قد اشتد اليوم ليس بين التيار الاستقلالي الوطني والآخر التابع والمفرط بل وحتى داخل مكونات كل تيار على حدة ، ففي داخل الحركة الإسلامية العراقية – مثلا - اكتمل الفرز  بين التيار الاستقلالي الوطني الحريص على عراقية القرار والمصالح الذي  تقوده الجبهة الإسلامية الموحدة التي تضم ثلاثة أحزاب إسلامية و هي مقربة من سماحة الشيخ محمد مهدي الخالصي وبين التيار " الإسلامي "  الآخر الذي يمثله أصحاب رسالة " أنقرة " ، وبين هذين التيارين تموج  وتتلجلج أجزاء  ومكونات وسيطة بدأ الوقت ينفد أمامها  وعليها حسم وحزم خيارها : مع العراق أم مع الأجنبي ؟ مع الحرب أم مع التغيير السلمي ؟ أما محاولات التسويف و خلط الماء بالنار على طريقة " المجس الأعلى " فلن تقود إلى إلا التلاشي والضياع ومراكمة الآثام .




#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة .الجزء التا ...
- لا للتحريض العنصري ضد الكرد وغيرهم !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة . الجزء الث ...
- مصير قيادة النظام و مصير العراق بأكمله : إجبار صدام حسين عل ...
- تحية للآنسة إيمان !
- تعليق أخير على بهلوانيات الحزب الشيوعي العمالي !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة .- الجزء ال ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة ! الجزء الس ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة . الجزء الخ ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة / الجزء ا ...
- العراق لن يكون - سعودية - ثانية في المشرق العربي !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة الجزء الث ...
- إتلاف الإتلاف : نحو إعدام عقوبة الإعدام في عراق الغد
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة .الجزء ال ...
- خرافة العنف الدموي في العراق في ضوء العلوم الحديثة - الجزء ...
- الابتزاز والقمع لا يشرفان المواقع العراقية على الإنترنيت !
- مؤتمر لندن ليس المرجعية الصحيحة للمعارضة العراقية !
- المثقف والحرب :كيف نظر الكاتب والفنان الأمريكي -بول بولز- ال ...
- ملاحظات سريعة أخرى حول النسب القومية والطائفية
- إيضاحات الى السيد راضي سمسم


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - آخر معجزات المجلس الأعلى : أسقطنا خيار الحرب ونطالب باستخدام القوة !