أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - البلد رايحة علي فين ؟















المزيد.....

البلد رايحة علي فين ؟


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 5138 - 2016 / 4 / 20 - 07:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سؤال محيرني ومطير النوم من عيني ومخلّي علي قلبي صنافير ومأجج تيران أيامي، هي البلد رايحة علي فين؟ مين عنده الجواب.. لا أدري ولا غيري يدري، غير جواب الكاتب الساخر الراحل جلال عامر: مش كنت تسأل قبل ما تركب !
جدل بين الناس من يفهم ومن لا يفهم الكل يناقش والكل يفتي، الأغلبية يقولون أن صنافير وتيران جزيرتان مصريتان. هما ضمن خارطة مصر منذ وحد مينا القطرين. كان البحر الأحمر بخليجية بحرا مصري السيادة طوال عصر الفراعنة، والبلاد علي الضفة الشرقية المقابلة مجرد قبائل متفرقة لا شأن لها بالبحار ولا دراية لها بالجزر، وكذلك أنشأ الفراعنة قناة سيزوستريت لربط النيل بالبحر الأحمر تبيانا لمدي أهميته في التجارة بين مصر وبلاد بنط وجنوب اليمن. حتي بعد أن وقعت مصر تحت الاستعمار الهيليني والروماني كان البحر الأحمر بخليجيه وجزره بحرا مصريا خالصا. وأيام نهضة مصر تحت حكم الوالي محمد علي باشا واستقلاله بمصر عن الباب العالي العثماني، كان البحر الأحمر بخليجيه وجزره وولابة الحجاز ضمن الحدود المصرية. وعند وضع اتفاقية الحدود الشرقية المبرمة بين مصر والدولة العثمانبة أول أكتزبر 1906م قام الجيش المصري باحتلال مواقعة في جزيرتي تيران وصنافير تأكيدا للسيادة المصرية عليهما بعد الاستقلال الكامل عن الدولة العثمانية وطبقا لما تم الاتفاق عليه في تلك المعاهدة. ومنذ أن انتهت العلاقة بين مصر والدولة العثمانية ظلت الجزيرتين مصريتين". ولم تكن المملكة العربية السعودية قد تأسست أصلا في ذلك الحين إذ أنها أصبحت دولة عام 1932م". وبعد حركة الضباط 23 يوليو 1952م كانت الجزيرتان مصريتان وعليهما نقطة جمارك وتفتيش مصرية لجمع الضرائب علي السفن المارة ومنع السفن الحاملة للأسلحة المتوجهة للدولة الصهيونية ومنعها من العبور. بعد العدوان الثلاثي 1956م تواجدت قوات دولية علي الجزيرتين لتسمح بعبور السفن لإسرئيل، وكان ذلك موضوعا سعوديا للتهكم ومعايرة مصر علي أنها غير قادرة علي بسط السيادة علي جزيرتيها، مما دعا عبد الناصر في أواخر مايو 1967م قبيل النكسة بعدة أيام علي طلب سحب القوات الدولية واستكمال السيادة المصرية علي الجزيرتين، وغلق المضيق علي السفن الإسرائيلية مما عجل بالحرب (الخامس من يونيو1976م). وبعد حرب 1873م، واتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل بكامب ديفيد 1979م استعادت مصر لكل ترابها ونصت الاتفاقية علي وضع الجزيرتين ضمن المنطقة ج بسيناء اعترافا دوليا بمصريتهما ووضعت قوات دولية لحفظ السلام عليهما.
أما من يدعون أن الجزيرتان سعوديتان فهم قليل من المطبلين والمزمرين وكذابي الزفة والمتقربين من السلطان وملتقطي الفتات من علي كل الموائد، وهم ملكيون أكثر من الملك يؤمنون أن السلطان حين يقرّر فقراره الحكيم غير قابل للخطأ، ولهم حجج واهية لا تزيد عن أقوال بأنهم سمعوا أن ملك السعودية طلب من الملك فاروق 1950م بعد انشاء الكيان الصهيوني أن يضع حماية مصرية علي الجزيرتين السعوديتين خوفا من اسايلاء الدولة الصهيونية عليهما، دون إبراز ما يثبت هذا الزعم أو مساندات تثبت صحته، وغيرها من أقوال بين ملك السعوية وسفيره بالقاهرة يطلب فيها أن يطالب مصر برد الجزيرتين دون أي مستند قانوني. والعجيب في الأمر أن الأقلية دعاة قطع جزء من جسد الدولة المصرية وإعطائه للسعودية يتهمون الأغلبية المطالبة بالحفاظ علي سلامة تراب مصر وما تركه لنا الأجداد سليما كاملا لنسلمه للأجيال القادمة سليما متكاملا، يتهمونهم بالخيانة والعمالة وانعدام الوطنية. منطق مقلوب وفاسد لا أدري كيف صار المفرط في أجزاء من الوطن وطنيا والمحافظ علي كامل تراب الوطن خائنا، مما دعاني لنرديد مقولة هي البلد رايحة علي فين ؟ دون أن أدري ولا غيري يدري، مع دعائي وصلواتي أن يحفظ الله أرض الكنانة التي ذكرها جل جلاله في كتبه المقدسة وأنا أثق أنه وحده القادر علي ذلك.
حتي الكلام وإبداء الرأي وحرية التعبير أصبحت حرام وممكن توديك السعودية حدف خمس سنين وغرامة 5000 جنيه وانت لا تدري أي ذنب جنيت، أصل الحكاية لامؤاخذة عندنا قانون اسمه قانون ازدراء الأديان.. وسبحان الديان !.
لي صديق من البوسنة يعني مسلم والحمد لله، سألني وهو يعلم أنني مسيحي لا مؤاخذ، بلغة انجليزية مكسرة: لما بتروح الكنيسة بتصليّ بأي لغة ؟ أجبته ولو اني مش عارف هدف السؤال: طبعا أنا أصلّي بلغة بلادي اللغة العربية ولكن الجيل المولود في المهجر مثل كندا يصلّون باللغة الإنجليزية. سأل مرة أخري: بأي لغة كتابكم المقدس مكتوب ؟ أجبته: كتابنا المقدس مكتوب بكل لغات العالم، وفي صلواتنا كل واحد يصلّي باللغة التي نشأ عليها وإن كان في المهجر يصلي بلغة بلد المهجر إذا كان يجيدها. عاد وسأل مرة أخري: يعني ليس من الإجبار أن تصلي باللغة الأصلية التي كتب بها كتابكم المقدس؟ قلت له: ليس هناك إجبار علي الصلاة بلغة دون أخري، ولكن لماذا كل هذه الأسئلة؟ أجابني: نحن المسلمون والحمد لله(قال الهمد لله باللغة العربية) نصلّي باللغة العربية وأنا شخصيا لا أجيدها ولا أفهمها، هل من الممكن كونك تجيد العربية أن تشرح لي معني بعض الأيات التي أرددها كالببغاء في صلواتي؟ قلت له أسمعني، فقرأ الفاتحة بطريقة مضحكة وخاطئة نطقا ولو كان في الكُتّاب لجُلد للّحن في القراءة والخطأ في القواعد. قلت له أنا أعلم أن القرآن الكريم مترجم للغات عديدة.. أليس من ضمنها لغتكم؟ أجابني: نعم لدي مصحف كامل باللغة البوسنية. قلت له لماذا لا تصلي باللغة البوسنية طالما لديك مصحف بلغة بلادك؟ أجابني: الإمام قال لنا الصلاة وتلاوة القرآن لا تجوز ولا تقبل من الله سبحانه وتعالي (نطقها بالعربية سبهانه وتألي) إلا باللغة العربية لأنها اللغة الأصلية للقرآن، لذلك أنا أحفظ بعض الآيات أستعين بها في صلاتي. قلت له مازحا: هذا خطأ تسبب فيه السلف الصالح ربما كون الإسلام نشأ في الجزيرة العربية وحين غزا العربان البلاد المجاورة ودخول أهلها الإسلام خوفا من القتل أو تلافيا لدفع الجزية أو طواعية، وكون الغزاة هم السادة وأهل البلاد المفتوحة هم العبيد، كان لا بد من أن تكون الصلاة بلغة السادة وليست بلغة العبيد، أو ربما ظنا منهم أن الله سبحانه وتعالي لا يجيد اللغات ولا يعلم غير العربية.
لآأدري كيف وصل هذا النقاش المرح بين صديقين إلي بعض من يجعلون من الحبة قبة ويضخمون القول ويأولونه كما يشاءون. التف المئات من الأشخاص البعض منهم أعرفهم وفيهم أصدقاء والأغلبية لا أعرفها ولا أدري من أين أتوأ، الكل يحملون السلاح الأبيض والبنادق ومن لا بملك سلاحا يحمل الحجارة والهراوات، يتصايحون ويكبّرون يطلبون مني المثول أمامهم لقتلي والتمثيل بجثتي نظير تطاولي علي الذات الإلهية وازدراء الدين الإسلامي. نظرت إليهم من النافذة طالبا منهم الهدوء فعاجلني أحدهم بطلق ناري أصاب كتفي فصرخت من الألم لأستيقظ من غفوتي وأم العربي توبخني بنظراتها النارية الساخطة.







#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوميدية اختطاف الطائرة المصرية
- أنفاق الفوضى تشتد إظلاما
- مصر ومخططات الأبالسة (الأخيرة)
- مصر ومخططات الأبالسة 8
- مصر ومخططات الأبالسة-7
- مصر ومخططات الأبالسة-6
- نقيضان لا يجتمعان الدين والسياسة
- مصر ومخططات الأبالسة-5
- زمن عزّت فيه المعجزات
- مصر ومخططات الأبالسة-4
- أنا أحلم والكل يحلم أيضا
- مصر ومخططات الأبالسة-3
- مصر ومخططات الابالسة-2
- مصر ومخططات الأبالسة
- صعيدي من جرجا في بلاد الفرنجة
- الشيخ شيبة وفنجال القهوة
- غزوة المعممين
- السيد أفندى خلقة
- أمراضنا المزمنة هل آن أوان التخلص منها ؟
- أحداث فرنسا الملتهبة


المزيد.....




- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - البلد رايحة علي فين ؟