|
إلى أين تسير عجلة الإصلاحات في المنظمة الدولية..؟؟
خالد أبو أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 1389 - 2005 / 12 / 4 - 13:39
المحور:
الصحافة والاعلام
يبدو أن دعوات إصلاح (الأمم المتحدة) قد ضاعت وسط ركام الأحداث المتسارعة فيما يرى آخرون وهم الأغلبية أن الإصلاح في المنظمة الدولية يصطدم بمعوقات الهيمنة الدولية في ظل تنامي قوة القطب الواحد المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية والمهيمن على مجمل الأوضاع في القرية الكونية والتي أصبحت بفشل العولمة سهلة الانقياد. والأمم المتحدة هذا الاسم الذي وضعه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق فرانكلين د. روزفلت، واستُخدم للمرة الأولى في »إعلان الأمم المتحدة« الصادر في ١ كانون الثاني/يناير ٢٤٩١، خلال الحرب العالمية الثانية، تبدو أي (المنظمة الدولية) أضعف من أي وقت مضى برغم قرب المسافات بين دول العالم في أحلك الظروف التي تحتاج فيها الشعوب لدور فاعل حقيقي للأمم المتحدة نسبة لزيادة الكوارث الطبيعية فضلا عن الحروب ونيرانها المشتعلة في أكثر من مكان في هذه القرية. والأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الغاني الجنسية والذي يتحدث الإنكليزية والفرنسية وعدة لغات أفريقية بطلاقة هو الأمين العام السابع للأمم المتحدة، والذي كان قبل تعيينه بهذا المنصب وكيلا للأمين العام لشؤون عمليات حفظ السلام، أضفى على منصب الأمين العام ثروة من الخبرة والخبرة الفنية التي اكتسبها طوال ما ينوف على ثلاثين عاما من الخدمة في المنظمة العالمية، الأمر الذي أكسب المنظمة الدولية قوة في الاعتبار والمكانة الأدبية التي يمكن ان تجعل المنظمة الدولية حاضرة في الملمات الدولية بشكل أكثر فعالية. وفي الآونة الأخيرة ومع اتساع رقعة مهام المنظمة الدولية برزت إلى السطح دعوات الإصلاح من كافة الدول في العالم علاوة على دعوات الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بشأن الإصلاحات داخل المنظمة وهذه لم تأت من باب الإصلاح الحقيقي المنشود وفي الغالب كانت تأتي من منطلق وضع العراقيل أمام الأمين العام كوفي عنان ومحاولة إشغاله بشكل دائم في قضايا انصرافية بعيدة كل البعد عن جوهر الإصلاح وإعطاء المنظمة الدور الكبير في عالم يسوده الخراب والدمار والقتل. وفي وقت سابق من الآن بدأ كوفي عنان يعمل بعيدا عن التوجهات الأمريكية التي كانت ولا زالت تريد للمنظمة الدولية أن تكون ألعوبة في يد بيت الطاعة الأمريكي، ولا يتأكد ذلك الا من رؤية أحداث بعينها مثل القرار الذي اعتمده الكونغرس الأمريكي والقاضي بقيام الولايات المتحدة بتقليص مساهماتها المالية في ميزانيات الأمم المتحدة الى النصف في حال لم تعمل الأمم المتحدة على إقرار وتنفيذ جملة من الإصلاحات الإدارية والمالية من ٩٣ إجراء تم تضمينها جميعها في نفس نص القرار. وقد تابع العالم قاطبة الاتهامات بالفساد للأمين العام كوفي عنان والكشف عن فضائح التجسس الأمريكية من جانب والبريطانية من جانب آخر والذي أكدته مصادر متعددة ومختلفة جعلت الأمانة العامة للأمم المتحدة تعيش حالة من عدم الاستقرار النفسي والمعنوي سيما وان إرهاصات عديدة كانت تتكشف لوجود ما يمكن أن يسمى بمؤامرات ضد كوفي عنان حتى يتم إرجاعه لبيت الطاعة الأمريكي. وتنطلق عملية الإصلاح في المنظمة الدولية من أن الأمم المتحدة التي أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية قد ساعدت الكثير من الدول خاصة النامية على نيل الاستقلال« ولم يكن بالإمكان أن تحصل الدول على استقلالها بدون جهود الأمم المتحدة، ومن هنا تأتي الرغبة الأممية في استمرار الدور الإنساني المتعاظم الذي لعبته المنظمة، وبالرغم من أية مآخذ فإنها قد أدت دورها مع وجود ما يسمى بسيطرة عدد من الدول القليلة على قرارات أعلى جهاز بالأمم المتحدة وهو مجلس الأمن بما يخالف ما يسمى بديمقراطية العولمة فى منظمة تجمع كل دول العالم وعلى أساس من المساواة. بينما يؤكد المراقبون أن الإصلاح في المنظمة الدولية سيأخذ وقتا طويلا وموضوع العضوية الدائمة لبعض الدول يأتي كجزء مهم في إطار العملية الشاملة للإصلاح مشيرين إلى أن مصر الدولة الإفريقية الأولى في الاستحقاق للحصول على العضوية الدائمة، بينما لا تزال هناك قضايا شائكة تجعل أمر الخلافات حول الإصلاح الأممي أمرا بعيد المنال. وموقف العرب من إصلاح المنظمة الدولية هو الأضعف في حلقة الدعوات الدولية ولا يخرج عن نطاق تصريحات كل دولة على حدا إلا أن أن وزراء الخارجية العرب في احد لقاءاتهم في سبتمبر الماضي من هذا العام بالقاهرة ناقشوا مشروع قرار مصري حول إصلاح الأمم المتحدة تمهيدًا لرفعه للقادة العرب ويدعو مشروع القرار إلى إصلاح الأمم المتحدة وتعزيز دورها في حفظ السلم والأمن الدوليين، فضلاً عن التمثيل العربي في مجلس الأمن، كما يدعو مشروع القرار إلى احترام مبادئ المساواة في التعامل، وسيادة الدول، وعدم جواز التدخل في شؤونها الداخلية، باعتبار أن هذه المبادئ تمثل حجر الزاوية في العلاقات بين الدول، على حد تعبير المصدر الدبلوماسي المصري الذي أعلن الخبر عبر عدد من القنوات العربية من بينها (قناة العربية). في المقابل، »يبدي الأوربيون ميلا للدفاع غير المباشر عن عنان، بالإشادة بدوره ومخططاته لإصلاح الأمم المتحدة. وإن كان المسئولون الأوربيون أكثر تحفظا في تصريحاتهم، فإن »روبين كوك«، وزير الخارجية البريطاني السابق، كان أكثر الأوربيين جرأة في كشف الأبعاد السياسية لفضيحة النفط مقابل الغذاء حيث صرح للجارديان بأن الحملة الأمريكية ضد عنان تستهدف التخلص من مشروعاته لإصلاح الأمم المتحدة، وأضاف أن الولايات المتحدة وبريطانيا هما أصحاب برنامج النفط مقابل الغذاء، وقد توليت بنفسي ذلك وقت أن كنت وزيرا للخارجية، ولم يكن لعنان أي علاقة بالبرنامج، سوء حظه فقط هو الذي جعله سكرتيرا عاما للأمم المتحدة آنذاك«. ويشير »كوك« إلى أن الرئيس العراقي السابق »صدام حسين« كان يقوم بتهريب النفط العراقي على نطاق واسع، من خلال الأردن وتركيا (حلفاء أمريكا) وبعلم أمريكا وبريطانيا اللذان كانا يسيطران تماما على مناطق حظر الطيران العراقي في الشمال والجنوب، وتراقبان كل التحركات والتهربات في المنطقتين. وخلاصة القول ان خلافات المحاور الدولية يمكن أن تأخذ طريقها إلى الحل فيما لو اتفقت الدول الأعضاء على تحديد مفهوم الإرهاب، والالتزام بـ (السيادة الوطنية) والعدالة ورفض المعايير المزدوجة في المجتمع الدولي وإذا بقي مجلس الأمن يعيش ازدواجية العضوية الدائمة والمؤقتة، وامتيازات الدول دائمة العضوية، فان شيئا لن يحل على مستوى إصلاح الأمم المتحدة وتصبح عجلة الإصلاحات في الأمم المتحدة تسير نحو طريق محفوف بالمخاطر. وفيما يتعلق بالجانب الذي يلي مجلس الأمن الدولي فقد حظيت حركة المطالبة بتعديل مجلس الأمن على دفعة كبيرة حين اشتملت عليها خطة كوفي عنان لتطوير المنظمة الدولية باعتبار ان مجلس الأمن، وهو أداة المنظمة الرئيسية في صنع القرارات بالتالي يعكس توازن القوى في العالم بعد الحرب العالمية الثانية، وهو ما تنظر إليه الكثير من الدول على أنه يتجاهل حقائق الوضع الدولي الراهن في القرن الحادي والعشرين حيث تبدلت موازين القوى السياسية والاقتصادية كما تبدلت التحديات التي تواجه الإنسان في الكرة الأرضية الأمر الذي يؤكد ضرورة إيجاد نظرة ورؤية جديدة لعمل المنظمة الدولية. تقول الدول الأربع التي تحث على تعديل نظام مجلس الأمن وتوسيع عضويته، إنها على ثقة من وجود دعم قوي لاقتراحها في التصويت عند إجراء العملية الانتخابية في المجلس، وتطالب كل من الهند، وألمانيا واليابان والبرازيل بتوسيع عضوية المجلس من ٥١ عضوا إلى ٥٢ مع زيادة عدد الدول دائمة العضوية في المجلس إلى ست دول بدلا من خمس. والحقيقة أن طلب توسيع عضوية مجلس الأمن يخدم الشعوب الفقيرة بحيث يتم توسيع مناقشة قضايا أكثر إلحاحا عبر لقاءات المجلس بعيدا عن الهيمنة الأحادية، كما يعتقد الكثير من الدول التي ترغب في توسيع العضوية الدولية لمجلس الأمن أن توسيع وزيادة الأعضاء هو الضمانة الوحيدة بإزالة مفهوم السيطرة والهيمنة واستغلال مجلس الأمن والمنظمة الدولية في تحقيق أطماع الدول التي تريد السيطرة وإخضاع العالم لقراراتها، مما يبشر بعهد جديد أكثر أمنا واستقرارا.
#خالد_أبو_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم
...
-
الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
-
تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
-
بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م
...
-
موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو
...
-
بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا
...
-
شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ
...
-
بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت
...
-
بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|