أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - كُلكم أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد















المزيد.....

كُلكم أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 5136 - 2016 / 4 / 18 - 19:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نعيش في هذه الأيام حالة من الفقر الروحي والقيمي والأخلاقي ينساب داخلنا ويتغلغلنا بشاعة وقبحاً ويزداد يوماً بعد يوم، وللأسف نمارس كل شيء عدا إنسانيتا. كثيراً ما أتساءل أي صعوبة هى في أن نعيش السلام ونتعايش به، ويكون خطوة في سبيل السلام العالمي- لماذا لا يعيش كل منا سلام داخلي بينه وبين نفسه؟ سلام داخل أغوار كل نفس، هذا السلام هو أصل السلام الخارجي-السلام مع كل من حولي، سلام مع كل بني البشر. هذا السلام هو الذي يبعث على حب الحياة ويمنحنا البهجة والأمل والمحبة . سلام ينبع من داخل القلب وينزع الاحقاد والبغضاء. هذا السلام الذي يشعرك بالأمان مع كل من حولك بغض النظر عن ظروفهم وكنيتهم ومعتقدهم ولونهم ودينهم ولغتهم وفكرهم وتوجهاتهم ، تتعايش معهم في سلام. سلام داخلي تكون فيه متصالحاً مع نفسك ومتسامح مع روحك، راضٍ عنها وعن ما تقوم به من أفعال، سلام فيه تشعر أن الآخر جزء منك تفرح لفرحه وتحزن لحزنه وتتشارك معه في كل شيء وماتحبه لنفسك تحبه لغيرك. تحب نفسك وروحك كما هى كي تستطيع أن تحب من حولك كما هم عليه. إن كرهت غيرك فثق أنك تكره نفسك لأنك لن تستطيع أن تحب من حولك وأنت تفتقد حبك لروحك ونفسك ولكن ليس إلى حد الأنانية. تخلع عنك رداء الكراهية والتعصب الأعمى الذي هو الطامة الكبرى. الأديان جاءت كي توحد البشر لأن أصل الدين واحد، فإن كان الدين هو سبب الاختلاف فثق أنه ليس بدين حق. فالتّعصّبات الدّينيّة كانت من أعظم الأسباب الّتي أورثت الحروب قديمًا وما زالت للأسف . أنّ العداوة والصّراع بين أهل الأديان والمذاهب المختلفة لم يكن سببها الدّين الحقيقي بل سببها فقدان الدّين الحقيقي والاستعاضة عنه بالتّعصّبات وبالتّقاليد وبالتّفاسير الباطلة. إنّ الدّين يجب أنْ يؤلّفَ بين القلوب والأرواح، ويؤدّي إلى زوال الحروب والمنازعات من وجه الأرض، ويجب أنْ يخلقَ الرّوحانيّة والحياة والنّورانيّة في كلّ إنسان. وإذا ما أصبح الدّين سببًا في العداوة والكراهية والاختلاف، فحينذاك تكون اللاّدينيّة خيرًا منه، ويكون ترك هذا الدّين هو التّديّن الحقيقي بذاته، إذ من الواضح أنّ المقصود بالدّواء هو الشّفاء، فإذا كان الدّواء سببًا في زيادة المرض فتركه أحسن وأولى. وكلّ دين لا يؤدّي إلى المحبّة والاتّحاد فهو ليس بدين. منذ أوّل تاريخ البشريّة إلى يومنا هذا كفّر أتباع الأديان المختلفة في العالم بعضهم بعضًا ونسب بعضهم الباطل إلى البعض الآخر، وأخيرًا قام بعضهم بمعاداة البعض الآخر بكلّ وسائل الجّفاء والبعاد. لاحظوا تاريخ الحروب الدّينيّة تروا أنّ الحروب الصليبيّة كانت إحدى هذه الحروب العظيمة، وقد دامت مائتي سنة، كان الصّليبيون خلالها يتغلّبون حينًا، فينهبون المسلمين ويأسرونهم، وحينًا كان المسلمون ينتصرون، فيقومون على سفك دماء الصّليبيّون المعتدين وإبادتهم. وكانت الحرب سجالاً مدّة قرنين بين شدّة وضعف، إلى أنْ رَحَلَ أصحاب تلك المذاهب الأوروبيّة عن الشّرق، وتركوا البلاد خرابًا يبابًا كما تترك النّيران أكوام الرّماد، ورجعوا إلى بلادهم، فشاهدوا أممهم في منتهى الفوضى والاضطراب والهياج. وخلاصة القول سمّيت هذه الحروب الصّليبيّة بالحروب المقدّسة، وكانت هناك حروب دينيّة كثيرة أخرى. فقد كان للمذهب البروتستانتي 900 ألف شهيد نتيجة النّزاع والاختلاف بين المذهبين الكاثوليكي والبروتستانتي، وكم من أرواح أزهقت في السّجون، وكم من الأسرى عوملوا بقسوة لا هوادة فيها ولا شفقة. وكان كلّ ذلك يجري باسم الدّين. واعتبر المسلمون والمسيحيّون اليهود شياطين أعداء الله ولعنوهم وآذوهم وقتلوا كثيرين منهم وأحرقوا بيوتهم أو نهبوها وأسروا أطفالهم، وكذلك اعتبر اليهود المسيحيّين كفّارًا والمسلمين أعداء هدموا شريعة موسى، فكانوا يتربّصون بهم الدّوائر انتقاما، وهم إلى يومنا هذا يسبّونهم ويلعنونهم. فعندما طلع حضرة بهاءالله(المظهر الإلهي صاحب العقيدة البهائية) من أفق الشّرق طلوع الشّمس المنيرة للآفاق أعلن بشارة وحدة العالم الإنسانيّ، وخاطب عموم البشر متفضّلاً: "كلّكم أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد". فالشّجرة شجرة واحدة لا شجرتان رحمانيّة وشيطانيّة، لذا يجب أنْ يعامل بعضنا البعض الآخر بمنتهى المحبّة، فلا تعتبر طائفة طائفة أخرى شيطانًا، بل يجب علينا أنْ نؤمنَ أنّ جميع البشر عبيد الله وكلّ ما في الأمر أنّ بعضهم غافلون تجب تربيتهم، وبعضهم جهلاء يجب تعليمهم، وبعضهم أطفال تجب تربيتهم حتّى يصلوا مرحلة البلوغ. فهم مرضى فسدت أخلاقهم، ولا بُدّ من معالجتهم حتّى تتطهّر أخلاقهم. والمريض لا تجوز عداوته بسبب مرضه، وكذلك لا يجوز الابتعاد عن الطّفل بسبب طفولته، ولا يجوز احتقار الجّاهل بسبب جهله، بل تجب معالجته وتربيته وتنشئته بمنتهى المحبّة، ويجب بذل الجّهد حتّى يرتاح البشر في ظلّ الله، ويعيشوا في منتهى الرّاحة والاطمئنان والسّرور الموفور والسلام. فلنعيش جميعنا بالسلام والمحبة وكفانا المصائب والبلايا في العالم والضيق الاقتصادي والمشاكل الآخرى التى نعيشها رغماً عنا. حبي لكم جميعاً .
هو الله
إلهى إلهى قد اشتد الظلام الحالك على كل الممالك واحترقت الآفاق من نائرة النفاق،واشتعلت نيران الجدال والقتال فى مشارق الأرض ومغاربها، فالدماء مسفوكة والأجساد مطروحة والرؤوس مذبحوحة على التراب فى ميدان الجدال، ربَّ..ربِّ ارحم هؤلاء الجهلاء وانظر إليهم بعين العفو والغفران ،وأطف هذه النيران حتى تنقشع هذه الغيوم المتكاثفة فى الآفاق حتى تشرق شمس الحقيقة بأنوار الوفاق وينكشف هذا الظلام ويستضيئ كل الممالك بأنوار السلام. ربِّ أنقذهم من غمرات بحر البغضاء ونجّهم من هذه الظلمات الدّهماء، وألف بين قلوبهم ونوّرأبصارهم بنور الصلح والسلام، ربِّ نجّهم من غمرات الحرب والقتال وأنقذهم من ظلام الضلال وأكشف عن بصائرهم الغشاء،ونوّر قلوبهم بنور الهدى وعاملهم بفضلك ورحمتك الكبرى ولا تعاملهم بعدلك وغضبك الذى يرتعد منه فرائص الأقوياء. ربِّ قد طالت الحروب واشتدت الكروب وتبدّل كل معمور بمطمور. ربّ قد ضاقت الصدور وتغرغرت النفوس فارحم هؤلاء الفقراء ولا تتركهم يفرّط فيهم من يشاء بما يشاء. ربِّ أبعث فى بلادك نفوساً خاضعةً خاشعةً منورة الوجوه بأنوار الهدى منقطعة عن الدنيا ناطقة بالذكر والثناء ناشرة لنفحات قدسك بين الورى، ربِّ أشدد أزورهم وأشرح صدورهم بآيات محبتك الكبرى، ربِّ أنهم ضعفاء وأنت القوى القدير وأنهم عجزاء وأنت المعين الكريم، ربِّ قد تموّج بحر العصيان ولا تسكن هذه الزوابع إلا برحمتك الواسعة فى كل الأرجاء، ربِّ أن النفوس فى هاوية الهوى فلا ينقذها إلا ألطافك العظمى. ربِّ أزل ظلمات هذه الشهوات ونوّر القلوب بسراج محبتك الذى سيضيئ منه كل الأرجاء، ووفق الأحباء الذين تركوا الأوطان والأهل والولدان وسافروا إلى البلدان حباً بجمالك وانتشاراً لنفحاتك وبثاً لتعاليمك، وكن أنيسهم فى وحدتهم ومعينهم فى غربتهم وكاشفاً لكربتهم، وسلوة فى مصيبتهم، وراحة فى مشقتهم ورواء لغلتهم وشفاء لعلتهم وبرداً للوعتهم. أنك أنت الكريم ذو الفضل العظيم وإنك أنت الرحمن الرحيم. (ع.ع)



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قدوم العصر العظيم
- لغة عالمية من أجل وحدة العالم الإنساني
- المرأة مكانتها ومساواتها بالرجل
- موعود الأمم وعلامات مجيئه
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية6-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية5-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية4-6
- تخلُّف العالم العربي...أسبابه وسُبل الخروج منه2-2
- تخلُّف العالم العربي...أسبابه وسُبل الخروج منه.1-2
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية3-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية2-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية 2-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان - وجهة نظر بهائية 1-6
- يونس والحوت
- نظرة على قصة سيدنا نوح وسفينته
- الوحدة الإنسانية من منظور روحاني3-3
- الوحدة الإنسانية من منظور روحاني2-3
- الوحدة الإنسانية من منظور روحاني1-3
- التحوّل الروحاني للإنسان
- هل البهائية دين


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - كُلكم أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد