نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 5136 - 2016 / 4 / 18 - 13:34
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
رقصات هنغارية في الناصرية
نعيم عبد مهلهل
في سبعينيات القرن الماضي اعلنت الفرقة السمفونية العراقية عن اقامة حفل موسيقي ولأول مرة على مسرح بهو البلدية في الناصرية .
فرح الذين يعشقون الموسيقى الكلاسيكية في المدينة وربما هم اقل من مئة ذواقٍ لها ، وبالرغم من هذا كانت اوساط المثقفين تتذوق هكذا نوع من الموسيقى ، لذلك سارع الكثير لاقتناء بطاقات الحفل والتي كان ثمنها ربع دينار .
كان من بين فقرات الحفل الذي تم تعليقه في واجهة البهو في لافتة عريضة قبل العرض بأيام فقرة مكتوب عليها رقصات هنغارية . وهي اصلا واحدة من اجمل معزوفات الموسيقار الالماني يوهانس برايمز .
لكن البسطاء من اهل المدينة اعتقدوا انها رقصات سوف تؤدى من قبل نساء هنغاريات ، فهبوا لشراء التذاكر على أمل انهم سيتمتعون بأفخاذ وخصور الفتيات الأوربيات بعد أن اصابهم الملل من خصر سامية جمال ونجوى فؤاد وتحية كاريوكا.
أبتدأ الحفل واكثر من نصف الحاضرين هم من هؤلاء البسطاء الذين ينتظرون الفصل الراقص للهنغاريات . لكنهم تفاجئوا بأن الامر ليس سوى عزف لايفهمون منه شيئا ولم يطربهم هذا العزف الموسيقي كما تفعل معهم اغاني حضيري وداخل حسن وخضير حسن مفطورة ، فيما كانت متعة المثقفون كبيرة عندما ساد الاصغاء والاعجاب خيال من انتشى من العزف الجيد للفرقة.
وعندما شعر البسطاء من الحاضرين بأن الربع دينار ذهب هواء في شبك واغلبهم حصل عليه بالكاد في عمل يوم في مسطر الطين راحوا ينغصون الحفل الحفل من خلال التصفيق في نهاية كل جملة موسيقية او فاصل لايكون فيه التصفيق ضروريا مما يضطر المايسترو ووفق التقاليد الى الانحناء للجمهور وهو يرد على تحيتهم بالرغم من الامتعاض الذي صبغ وجهه.
تكررت انحاءة الموسيقار حد الذي لم يعجب احد هؤلاء البسطاء وكان ثملا في انتظار السيقان الهنغارية أنه مل َوضجر من انحاءة المايسترو الذي كان يعطي ظهره الى الجمهور في بعض انحناءاته حتى صاح وهو جالس : يمعودين هاتو له حقنة من غالب الصيدلي.
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟