محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1389 - 2005 / 12 / 4 - 13:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
1) كيف يرد المثقفون الدين ؟ سؤال قد يثير الغرابة، و لكنه في نفس الوقت، قد لا يكون غريبا. لأن الدين تم تهريبه بواسطة الأدلجة، و من هنا كانت مشروعية السؤال. لأن الذين عملوا على تهريب الدين، و استفادوا من تهريبه في تجييش المغفلين الذين لا يملكون القدرة على التفكير، و لا يستطيعون التبعية، هم من المثقفين الذين استغفلوا الأميين، و استدرجوا الرجعية، و الرأسمالية العالمية، و الصهيونية، إلى دعمهم، و تأييدهم من أجل محاربة الاشتراكية، و الاشتراكيين، و الفكر الاشتراكي، و الممارسة الإيديولوجية، و التنظيمية، و السياسية الاشتراكية، و العمل على الإطاحة بالأنظمة القائمة، على أساس تحقيق الاشتراكية في البلاد العربية، و في باقي بلدان المسلمين. و التخلص من القادة الاشتراكيين، بدعوى مساهمتهم في نشر الكفر، و الإلحاد، خدمة للمصالح الرجعية، و الرأسمالية العالمية، و سعيا إلى تحقيق التطلعات الطبقية للبورجوازية الصغرى، التي ينتمي إليها المثقفون. و من هنا كانت مشروعية غرابة السؤال : "كيف يرد المثقفون الدين ؟" لأن هؤلاء المثقفين هم الذين قاموا بتهريب الدين لحاجة في نفس يعقوب كما يقولون.
لكن السؤال الذي يستدرجنا إلى طرحه، و نحن نناقش مشروعية طرح السؤال، "كيف يرد المثقفون الدين ؟" هو من هم المثقفون الذين قاموا بتهريب الدين ؟ و حتى لا نظلم المثقفين بصفة عامة، علينا أن نميز بين :
ا ـ المثقفين الذين لهم مكانتهم الفعلية في ميدان الثقافة، و لهم شخصيتهم الثقافية، و يؤثرون، فعل،ا في الساحة الثقافية، و يعملون، فعل،ا على إنتاج القيم التي تنفذ إلى بناء المسلكية الفردية، و الجماعية .
ب ـ المثقفين الذين لا يدرون من الثقافة إلا التشكل الفردي و الجماعي وفق نمط معين، و من أجل إنتاج ممارسة معينة، لتجييش مجتمع معين، سعيا إلى تحقيق أهداف معينة، تتمثل بالخصوص في تحقيق التطلعات الطبقية للبورجوازية الصغرى المريضة
كما يمكن التمييز بين :
أ- مثقفي السلطة، و مثقفي الطبقات الحاكمة، الذين يعملون على إنتاج القيم الثقافية، على مقاس ما تريده السلطة، و ما تسعى إلى تحقيقه الطبقة الحاكمة.
ب- المثاقفين الثوريين، أو المثقفين العضويين، أو المثقفين الجادين، الذين يرتبطون بالجماهير الشعبية الكادحة، و يعملون على جعلها تمتلك الوعي الطبقي، الذي يؤهلها لخوض الصراع الطبقي، بمفهومه الحقيقي و في مستوياته الإيديولوجية، و التنظيمية، و السياسية، و الفكرية، و الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية.
و انطلاقا من هذا التحديد، فإن المثقفين الذين يتحملون مسؤولية تهريب الدين إرضاء للطبقة الحاكمة، أو للسلطة، أو سعيا إلى تحقيق التطلعات الطبقية، ينتمون إما إلى المثاقفين ،الذين يدعون امتلاكهم للثقافة، و إما إلى مثقفي السلطة، أو مثقفي الطبقة الحاكمة. لأن تهريب الدين، عن طريق أدلجته، من مصلحة هؤلاء جميعا. و هو ما يحيلنا إلى التساؤل :
فما هو الفرق بين الدين و أدلجة الدين ؟
و ما هو دور الادلجة في تهريب الدين ؟
و ما دور المثقفين المرتبطين بالسلطة، و الطبقة الحاكمة، و المتثاقفين، في تهريب الدين ؟
و هل يصح أن تطرح بعض الجهات سؤال : حتى يرد المثقفون الدين ؟
و ما هي ضرورة طرح السؤال : كيف يرد المثقفون الدين ؟
و ما هو الفرق بين منهج ادلجة الدين، و منهج رد الدين ؟
و من هم المثقفون المعنيون برد الدين ؟
لأن الإحالة على هذه التساؤلات تصير ضرورية، من أجل تعميق النظر في مسألة رد الدين، حتى نتبين السبل الممكنة لإنضاج شروط السير بالدين في اتجاه الحياد الإيديولوجي، و السياسي، باعتبار ذلك الحياد، ردا للدين، و القضاء النهائي على ما يمكن أن نسميه ب : " الفلتان الديني".
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟