أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عيسى مسعود بغني - الهجرة: من قوافل إلى قوارب الموت














المزيد.....

الهجرة: من قوافل إلى قوارب الموت


عيسى مسعود بغني
(Issa Baghni)


الحوار المتمدن-العدد: 5135 - 2016 / 4 / 17 - 12:46
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


الهجرة عبر الأراضي الليبية قديمة قدم التاريخ، فليبيا بلد العبور للرومان والعرب وحتى الأتراك، وآخر موجات الهجرة الجماعية كانت في العهد القره مانلي، حيث إنتعشت تجارة الرقيق القادمة من أواسط أفريقيا والمتجهه إلى أوروبا، ويكفي أن تعرف أن العبد الواحد في ذلك الوقت كان يباع بقيمة 80 إلى 150 دولار إسباني، وكان حاكم فزان محمد المكني أيام يوسف باشا (1811م) قد بلغ إيراده ما بين 4000 إلى خمسة ألاف عبد سنويا، وكانت تجارة العبيد والعاج وريش النعام تأتي من أفريقيا وتصدر إلى أوروبا. في سنة 1815م عقد مؤتمر فينا وتم منع تجارة الرقيق، وحيث أن هذه التجارة تمر بصحراء قاحلة وبوسائل تنقل بدائية فقد راح ضحيتها الألاف من البشر في ذلك الحين. إصدار قانون منع تجارة الرقيق رغم أنه إنساني إلى حد كبير إلا أن دوافعة لم تكون سوى إقتصادية وإجتماعية. أما الهجرة الفردية للكثير من الأعراق فلم تتوقف شرقا وجنوبا.
الهجرة البشرية بأنواعها تتكون من دول المنبع، وهي الدول الافريقية ودول العبور ومنها ليبيا ودول الإستطان أو الإستقبال وهي أوروبا وأمريكا، ولم تكن الهجرة لها مسمى غير شرعية إلى عهد قريب، فأوروبا إستقبلت الملايين بعد الحرب العالمية الثانية من مستعماراتها لأجل القيام بالأعمال الشاقة مثل حفر الأنفاق وبناء الجسور والطرق والعمل في المناجم بمهايا زهيدة، وعندما إكتفت من هؤلاء، وإرتفع عدد العاطلين بها، أصبح الضغط الداخلي من الأحزاب اليمينية يشجع على وقف الهجرة أوتقنينها.
خلال فترة الحكم السابق تدفق الملايين من الأفارقة والعرب من العمالة العارضة إلى مدن ليبيا للعمل فيها لسنوات عديدة، ولم يتخذها معظمهم موطناَ (سوي بعض قبائل الصحراء الشرقية والطوارق الرحل) بل استفادوا من توفر فرص العمل وعدم وجود تأشيرات دخول ولا تسجيل ولا ضرائب تدفع عن تحويلاتهم الرسمية وغير الرسمية بالمليارات دون وجود عمل تنموي حقيقي، إضافة إلى تهريب البضائع المدعومة إلى بلدانهم (بمساعدة الليبيين) مثل الوقود والمواد الغذائية المدعومة، بل وتهريب الكثير من الممنوعات إلى الداخل.
الجديد في حركة عبور الهجرة من أفريقيا إلى أوروبا عبر ليبيا بعد ثورة 17 فبراير، أن القذافي قد هدد الغرب بغرق أوربا بالمهاجرين، وصدق في ذلك، مما يثير شبهات بأن عملية التهجير الجماعي المنظم وراءة رجالات من العهد السابق، ويلاحظ أن دول المنبع للهجرة حاليا بما يقارب 60% هم من غانا ونيجيريا، ومعظمهم من الطبقة المتعلمة ممن لهم مستوى تعليمي، ويجيدون إحدى اللغات الأوروبية، بمعنى أن الهجرة لآسباب إقتصادية بإمتياز، وأن محطات الهجرة منظمة كما أدلى الكثير منهم، فمقابل السفر قد يدفع في بلد المنبع، فيؤمن له وسائل النقل البري، وأماكن الإختفاء بالقرب من ساحل البحر المتوسط وموعد الإبحار على القارب، أي أن هناك شبكة عابرة للحدود تقوم بالتنسيق وتحصيل أموال طائلة مقابل ذلك، بالمقابل رغم تسفير قرابة المليون من أكثر من 60 دولة لم يكن هناك ليبي واحد ضمن المهاجرين إلى أوروبا على قوارب الموت، وهو ما يؤكد أن أتعس الليبيين لم يصل إلى مرحلة الهروب بهذه الطريقة إلى أوروبا.
للأسف لم يفكر الغرب (وقد لا يفكر) في كيفية وصول مئات الألاف من الأفارقة إلى ليبيا، ولا كيف يعيشون، ولم يخطر ببالهم مساعدة الدولة الليبية لضبط حدودها، أو مساعدة إرجاع المهاجرين إلى دولهم (وهم من يملك القواعد الجوية بالقرب من الحدود الليبية الجنوبية، ولهم طائراتهم بطيارين وبلا ذلك)، ولكن جل إهتمامهم في منع سفر المهاجرين شمالاً إلى شواطئهم، وهو ما أدى إلى غرق أكثر من 3000 مهاجر قبالة الساحل الليبي خلال سنة 2015م، وسيكون العدد أكبر من ذلك هذا العام بسبب غلق الممر القادم من تركيا إلى أوروبا.
الهجرة إلى أوروبا كما لها مكاسب للمهاجرين ورجال الأعمال الأوروبيين، يجب أن يكون لها مآثر للشعب الليبي وكجزء من التعاون المشترك بين ليبيا والدول الأوروبية، والتي يمكن أن تتضمن المساعدة فيما يأتي:
1. المساعدة على هيكلة المنظومة الأمنية لشؤون الأجانب والوافدين.
2. المشاركة في المعلومات بين الأجهزة الأمنية الليبية والأوروبية، من أجل مكافحة الجريمة المنظمة، والجماعات الخارجة عن القانون.
3. المساعدة الفنية في مراقبة حدود الدولة الليبية، ومنها توفير منظومات المراقبة .
4. توفير معدات وأليات لحراسة الحدود وتدريب وتأهيل فرق ليبية على إستعمالها.



#عيسى_مسعود_بغني (هاشتاغ)       Issa__Baghni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للوطن ربا يحميه
- الفيدرالية وأزمة نظام الحكم في ليبيا
- إتفاق الصخيرات تحت الإنعاش
- ظاهرة التكفير والتفجير
- داعش والحكومة الثالثة
- المحاصصة الجهوية والفساد
- الدستور الليبي وتعدد العواصم
- ليبيا- صراع الحواضر والتخوم
- العنف وإشكالية نظام الحُكم في الإسلام
- أبولهب وحمالة الحطب
- شاهد على الجيش الليبي
- حوار صنوان الشرعية
- نهم النواب وفساد الرعية
- صناعة الدواعش
- تخريجات الإعلام المضاد
- الجامعة العربية دمية للحكومات المصرية
- غياب النخبة: نكسة لمفاهيم الحداثة
- ترنح الحوار الليبي
- الإرهاب أم الطاغوت


المزيد.....




- -المشي على الماء-.. مسابقة سنوية لطلاب جامعة فلوريدا.. من ال ...
- ما هي استراتيجية إسرائيل في استهداف الشبكة المدنية لحزب الله ...
- أنباء عن طلب واشنطن من قطر طرد قادة حماس من أراضيها
- ماسك يجني ثمار دعم ترامب ويصف شولتس بـ-الأحمق-
- السيطرة على حريق شارع الحمرا في بيروت بعد تسببه بأضرار كبيرة ...
- حزب الله يقصف قاعدة عسكرية بحيفا وغارات إسرائيلية عنيفة على ...
- برنامج -شات جي بي تي- يعود للعمل بعد انقطاع قصير
- هجمات إسرائيلية مستمرة على مدينة بعلبك ومواقعها التاريخية
- تداعيات المواجهات بين مشجعين إسرائيليين وداعمين للقضية الفلس ...
- ريتشارد غرينيل سفير سابق يتطلع لمناصب أكبر في السياسة الأمير ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عيسى مسعود بغني - الهجرة: من قوافل إلى قوارب الموت