أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - بين صلاح الدين وصدام والزرقاوي.. لم نتعلم الدرس














المزيد.....

بين صلاح الدين وصدام والزرقاوي.. لم نتعلم الدرس


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 1389 - 2005 / 12 / 4 - 13:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المتأمل لسيرة حياة القيادات الإسلامية عبر التاريخ سعيا إلى تقديس البعض لممارساتها، يجد بأنها لعبت دورا مؤثرا في تجليات الرؤى المرسومة للجماعات الإسلامية الأصولية الراهنة وبالذات تلك التي تخوض في أمور السياسة بفرعيها العنيف وغير العنيف، حيث أن الماضي بالنسبة لتلك الجماعات وجمهورها يجب أن يكون المؤثر الأقوى ولابد أن يلعب الدور الأعظم في حياة الحاضر، لذا فإن حياة الغالبية الكبيرة من تلك القيادات وممارساتها وأدوارها عبر التاريخ لم تجلب لنا إلا التخلف والتدهور، ولم نحصد منها سوى التراجع عن السير في طريق التقدم في حياتنا الجديدة المختلفة كليا عن حياة الماضي، وما على الذين حرصوا على تمجيدهم ليل نهار إلا أن يجعلوا سيرهم تعيش وقتها، ولا يتم حشر أدوارهم غصبا في حاضرنا إلا بمقدار ما يوافق الحاضر عليه لا بمقدار ما تحدده تلك الجماعات، وذلك لأن تلك القيادات لم تنل أقساطها الكبيرة من التمجيد إلا بسبب أنها عاشت حياتها المتوافقة مع ثقافتها، وليس بالضرورة أن تتعايش تلك التجربة والثقافة مع الحاضر، بل لابد أن ننظر لها وللتاريخ الذي أوجدها من منظار النقد، وليس فحسب من منظار التجليل والتمجيد وبالتالي التقديس، وهو موضوع من شأنه أن يشمل جميع القيادات التاريخية ولا حصر في ذلك، ومن ضمنها حياة صلاح الدين الأيوبي المثيرة للجدل والواقعة باستمرار بين ألسنة الممجدين له والمنتقدين.
فنقد التاريخ الإسلامي وشخصياته وبالذات الممجدة منها والمقدسة، يعتبر بالنسبة للإسلاميين بجميع أطيافهم ومسمياتهم ومذاهبهم، نوعا من الهرطقة وخروجا عن المألوف الأخلاقي والديني ومسعى لاحتقار تلك الشخصيات، ولابد من ممارسة نوع واحد من ردود الفعل تجاهها ألا وهو السعي لمزيد من التجليل تجاهها، وهو التجليل الصادر عادة بدواعي الأدلجة، وإلغاء المنتقدين بشتى سبل الإلغاء.
وعلى أن العديد من المؤرخين والمتابعين للتاريخ الإسلامي ولحياة القيادات الإسلامية يعتقدون بأن صلاح الدين الأيوبي غدر بالدولة الفاطمية، إلا أنه بالنسبة للممجدين الذين ينظرون للتاريخ من منظار واحد وهو التجليل ويرفضون منهج النقد الذي من شأنه أن يهدد أحلامهم التوسعية ويضرب رؤاهم المؤدلجة، لم يغدر إلا بـدولة "نجسة" وصفت بـ"الدولة العبيدية" التي هي "من أخبث الدول التي ظهرت في الاسلام" حيث أن "القرامطة الأنذال هم من تلامذتهم ومن طوائف هذه الدولة الفاطمية العبيدية الاسماعيلية الحشاشون وهم من أنجس الناس عقيدة واكثرهم افساداً واجراماً في الارض"، كما أن "الامة الاسلامية قاطبة تدين بالشكر العظيم للقائد صلاح الدين، ليس لانه ارجع بيت المقدس الى حياض الامة الاسلامية فقط ولكن لانه انقذ الارض والاسلام من الفاطميين الاسماعيليين الحشاشين القرامطة".
هل يعقل طرح مثل هذه النظرة ومثل هذا هذا النوع من التحليل غير الإنساني من قبل أناس ادعوا باستمرار بأنهم ضد العنف والاستبداد والترهيب والتنكيل لكنهم استندوا إلى قراءة التاريخ من دون تفعيل النقد فيه، حيث لم يتفننوا سوى في تمجيد القمع وقياداته والتنكيل بالشعوب في سبيل تحرير أراض من الاحتلال؟ وهل يختلف منطق هؤلاء الممجدين مع منطق الطاغية صدام حسين حين احتل ونكل بالشعب الكويتي بزعم أن ذلك هو طريق تحرير فلسطين؟ وهل بتحرير الكويت استطاعت الشعوب، ومنهم هؤلاء الممجدين، أن يتعلموا الدرس ويعوا بأن استبداد وقمع الشعوب لا يمكن أن يكون مقدمة لتحرير أراض؟ وهل استطاعت تلك التجربة أن تثبت بأن "القائد" صلاح الدين لا يختلف في طرحه ومشروعه عن "القائد" صدام حسين؟ بل هل هذا المنطق يختلف عن منطق جماعة الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي في تكفير الشيعة في العراق ووصفهم بالمرتدين وتنفيذ التصفيات ضدهم بزعم أنهم تحالفوا مع "الصليبي الكافر" الأمريكي البريطاني ووقفوا ضد المشروع الديني في العراق؟ وعليه هل يصلح صلاح الدين لكي يكون أنموذجا لعزة وكرامة المسلمين في الوقت الحاضر؟.
إن هؤلاء الممجدين وأسيادهم وقياداتهم التاريخية لا يستطيعون إلا أن يقتاتوا على القمع والاستبداد والتنكيل والترهيب والتفجير في سبيل تحقيق مآربهم التوسعية. والتاريخ الإسلامي يعجز عن ذكر "مآثر" التنكيل والترهيب منذ أن توفى الرسول الأكرم، حيث كل متعسف ومنكل بالآخرين رفع شعار عزة وكرامة المسلمين لتحقيق أهدافه. والغريب أن هؤلاء الممجدين لصلاح الدين ولمثله من القيادات التاريخية الاسلامية يتعمدون القفز على كثير من الأحداث الارهابية في التاريخ الاسلامي بسبب تناقض ذلك مع منطقهم ونهجهم في الدفاع عن الأيوبي وممارساته الغادرة.
فمن غير اللائق وعين اللامنطق أن يوصف صلاح الدين بأنه "القائد الرحيم العادل" أو أنه يملك "قلبا عطوفا" تجاه "أعدائه الصليبيين من الأسرى" في حين أنه لم يكن يملك ذرة من هذا العطف لا هو ولا أصحابه ولا المدافعين عنه سابقا وراهنا تجاه مسلمين يختلفون معهم في الدين والعقيدة، وخاصة حينما نقارن العطف بممارساته التنكيلية تجاه الإسماعيليين، وهي الجماعة التي تتحدث منظمات حقوقية دولية بأنها لا تزال تتعرض لمضايقات عديدة في الدول العربية والإسلامية من قبل أنصار منهج أهل السنة والجماعة ومن قبل مدرسة صلاح الدين من الممجدين، الذين ينسبون للأيوبي إرساءه لمنهج أهل السنة، رغم أن غالبية كبيرة من أعمال الارهاب والتفجير وقتل المدنيين وترويع الآمنين وإلغاء المختلفين في العراق والكويت والسعودية ومصر والجزائر واندونيسيا والفلبين وغيرها يقوم بها راهنا أطراف تنتمي إلى مدرسة أهل السنة والجماعة.



#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادعاءات.. وافتراءات ضد الديموقراطية
- الاسلام هو الحل
- إلغاء حكم الإعدام.. وحق الاختلاف


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - بين صلاح الدين وصدام والزرقاوي.. لم نتعلم الدرس