أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - تصنيع اسطورة عبدالله بن العباس














المزيد.....

تصنيع اسطورة عبدالله بن العباس


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 15 - 12:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لقد خلعت الايديولوجيا الاسلامية ثوب القداسة على عبدالله بن العباس ( ت68 هجرية -687 م ).فالرجل صناعة عباسية بامتياز مثلما تحدث عنه الباحث د .فالح مهدي في كتابه :
(الخضوع السني والاحباط الشيعي : نقدالعقل الدائري ).
ان شرعية حكم العباسيين كانت تتطلب تقديس جدهم ابن عباس . فهو احد الارقام الصعبة في روايات الحديث والقران , وليس مهما ابن عباس ذاته ,بل العقل الايديولوجي الذي صاغه .

لقد انتبه المستشرقون الالمان في القرن التاسع عشر الى التناقضات فيما رواه ابن عباس , فقاموا بفحص احاديثه بصرامة نقدية شديدة .لقد كان ابن عم النبي وكان عمره ثلاث سنوات عندما هاجر محمد الى المدينة . لذا فهو لم يلتقي به وبقي في مكة ولم يسلم الا بعد صلح الحديبية , اي قبل موت محمد بسنوات قليلة .

وقد ورد في بعض الاحاديث اعجاب جبريل بذكائه . وللبرهنة على ذكائه اعتبر الحجر الاسود من الجنة , وقد كان اشد بياضا من الثلج .انما اسود من خطايا اهل الشرك !ولقد تصدى ( النظام ) وهو من كبار شيوخ الاعتزال الى ذلك الحديث بقوله :لو كان كفر اهل الجاهلية سببا في سواد ذلك الحجر , فالاولى ان يعيده اسلام المسلمين , وهم اضعاف الكفرة الى بريقه الاول .

لقد اطلق على عبدالله بن العباس لقب ( حبر الامة الاعظم) , اي عالم العلماء . وهي تسمية ايديولوجية صرف مضادة للشيعة وللعلويين الذين اوردوا الحديث التالي :
( انا مدينة العلم وعلي بابها ) .لقد اتهم عبدالله بن العباس بسرقة بيت المال عندما عينه ابن عمه علي بن ابي طالب واليا على البصرة .وهذا يعني تخليه عن ابن عمه علي بن ابي طالب في احلك لحظات حياته .

يقول الباحث فالح مهدي ان ابن عباس على اكثر الاحتمالات لم يولد عندما هاجر محمد الى المدينة , وحتى لو اخذنا براي المؤرخين الموالين للسلطة العباسية , فنجدان اباه ( عم النبي )لم يتكفل محمدا عندما كان طفلا , بل تكفله اكثر اعمامه فقرا وهو ابوطالب , علما بان العباس كان غنيا .

تلك الصورة الاولية لاتسمح بمنح ابن عباس تلك الهالة الاسطورية التي وضعها وعاظ السلاطين بامر من الخلفاء العباسيين .
لقد ارادت الايديولوجيا العباسية عبر سلسلة طويلة من الاحاديث الملفقة اعتبار ابن عباس اهم شخصية بعد الرسول محمد . وهو الذي يشك حتى بلقائه بالرسول, وعلى افتراض لقائه به فانه لم يتجاوز السنة وكان عمره آنذاك عشر سنوات .

لقد لعبت الاهواء السياسية دورا في صناعة الاحاديث وصياغتها . يرفض الباحث فالح مهدي الاخذ بصيغة ( حدثني )او ( روى لي فلان ).ذلك ان المنهج العقلي والنقدي يرفض الاخذ بوسيلة بعيدة عن التحقق وعن التدقيق والمساءلة . هكذا تمت قراءة التوراة والانجيل في اوربا بعد نقدهما .

تذكر المصادر التاريخية ان ابن جريج كان في ضائقة مالية , فقدم ماجمعه من احاديث منقولة عن ابن عباس الى الخليفة العباسي ابي جعفر المنصور .فقال المنصور عندما قدمت له ( ما احسنها ) .لقد تلقى المنصوردعما هائلا بثمن بخس .

لقد وصف مالك بن انس ( ابن جريج )بانه ( حاطب ليل ), اي انه رجل غير آهل للثقة . وقال عنه ابن حنبل انه ( سيء الحفظ ) .بينما وصف ابن جريج سائر المحدثين بانه ( صدوق ومن اوعبة العلم , وسيد شباب اهل الحجاز ).

لقد اصبح الحديث النبوي اهم من القران وقاضيا عليه , فتمكنت مدرسة النقل في بغداد في القرن الثالث الهجري , اضافة الى جهد الشافعي , من بناء سور لم يكتف بتطويق بغداد , بل بتطويق كل العالم الاسلامي . وكان الضحية الاولى هو العقل.

لقد كان من نتائج النقل تثبيت مفهوم الفتنة والتي تعني القبول بكل شيء عدا الخروج على سلطان الخليفة .
مقالات ذات صلة :
مقالتنا( التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي – ج 3 والاخير ) , والمنشورة على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=512534



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الاجيال والطبقة الوسطى المدينية
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج 3 والاخير
- يسوع من الناموس الى درب الصليب
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج 2
- طائفة قمران : قراءة اضافية
- النسخة البولسية من المسيحية
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج1
- ظهور الاكليروس في الكنيسة المسيحية
- البحث في الحيز الجماعي
- الموقف من المراة والمال :تحول جديد في المسيحية
- الراسخون في الابتذال!
- تشابه القيم والتشريعات في الحيز الدائري
- غسيل الدماغ وصناعة الخضوع للجماهير
- نقد نظرية علي الوردي في البداوة - ج 2
- ازدواج المعايير في الحيز الدائري الاسلامي
- نقد نظرية علي الوردي في البداوة - ج 1
- الايديولوجيا والطوباوية - ج 2
- الذاكرة العراقية في تدمير شامل ومستمر
- تدجين المراة في المجتمعات القديمة
- الايديولوجيا والطوباوية


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - تصنيع اسطورة عبدالله بن العباس