إبراهيم شمعون
الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 15 - 03:06
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
مع إعلان حزبُ العمالِ الكردستاني الفيدراليّة في شمالِ سوريا ، يخطرُ على بالنِا ما حَصَلَ في شمالِ العراق من تَطوّراتٍ مُشابِهة لما يَحصلُ في الشمالِ السوري ، فمصطفى البرزاني وجماعتُه آنذاك كانوا يطالبون بحقوقٍ ثقافيّة تَصون خصوصيّتَهم القوميّة سواء من خلالِ الدستور أو المدراس أو ..الخ.
وطبعاً ودون أدّنى شك هي حقوقٌ مَشروعة ولكن بعدَ تلك المَطالب استطاعَ البرزانيون ومن خلالِ دعمٍ خارجيّ أنْ يحصلوا على حكمٍ فيدرالي ، وبعدَها بعدّة سنوات بدأنا نسمعُ أصواتاً تدعو للانفصال ، وحالياً العملُ جارٍ على ذاك المشروع ، وفي سوريا أيضاً سيحصلُ الأمر ذاته ، فبعدَ الإدارة والفيدرالية سنسمعُ أصواتاً تدعو للانفصال خصوصاً أنَّ الآمرَ والناهي والمُسيطر على مركزِ القوة في الإدارة هو PKK ، أما وجود بعض العشائرِ العربيّة والتركمانيّة والآشوريّة هو تلميعٌ للصورة التي يريدُ PKK خلقَها لإظهارِ مدى حرصِهم على إرساء الديمقراطيّة ، مُتناسين أنَّ تلك الأمور تبدأ من العقلِ فتنمو لاحقاً وتظهرُ مستقبلاً على أرضِ الواقع .
فلو افترضْنا أن ما يفعلُوه هو مشروعٌ ديمقراطي يصونُ حقوقَ جميع القوميات الموجودة في تلك الإدارة ، لكان أول شيءٍ فعلَه هولاء وضعُ منهاجٍ دراسي يشمُلُ كلَّ تلك القوميات ، أما فرّض منهاجٍ كردي وتغيير أسماءَ المدن والقرى وتهجيّر سكّانِها وتصرفات أخرى سيكونُ لها نتائجٌ وخيمةُ العواقبِ وردّاتُ فعّلٍ أكبر وأولُها رفضُ بعض السياسين المشاركين في الإدارة الذاتيّة للفدراليّة ، وثانيها تشكيّلُ جبهةَ العشائرِ الشرقيّة للوقوفِ في وجهِها ،ٍ وثالثها بيان المنظمة الآثورية الداعي لرفض الفيدرالية ....ومازال الحبل على الجرار.
#إبراهيم_شمعون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟