أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نصارعبدالله - يافرحتنا بوزراءإعلامنا














المزيد.....


يافرحتنا بوزراءإعلامنا


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1389 - 2005 / 12 / 4 - 13:57
المحور: الصحافة والاعلام
    


في آن واحد، هو مشهد مستفز ومخجل ومحزن ومثير للغيظ والرثاء، ذلك الذي تكرر فعلا، وربما سيتكرر أيضا أكثر من مرة في أكثر من قناة تليفزيونية عربية، حين يكون المشاهدون مستغرقين في مشاهدة مباراة مثيرة لكرة القدم، أو مشدودين إلي إحدي حلقات مسلسل درامي ناجح، وفجأة ينقطع الإرسال لإذاعة نبأ هام، وتميل الرؤوس وتشرئب الأعناق وترهف الأسماع انتظارا للخبر العاجل الجلل (أوالذي يفترض أن يكون كذلك وإلا لما استوجب الأمر قطع الإرسال المعتاد)، ويبدأ الجبل في التمخض تمهيدا لنزول الوليد المنتظر، ... ثم يهل الوليد، وإذا بالنبأ الذي قطع الإرسال من أجله هو( مع اختلاف يسير في الصياغة تبعا لكل حالة) :ـ اتصل الرئيس الأمريكي جورج بوش هاتفيا بصاحب الجلالة(..) أو بسمو(..)، أو بفخامة(..)، أو بصاحب المعالي(..) ـ تبعا للقب الرسمي للحاكم ـ حيث تباحث مع (جلالته أوسموه أو فخامته أو معاليه) حول آخر المستجدات في المنطقة، وقد دام الاتصال نصف الساعة !!، ثم يعود البث التليفزيوني إلي ما كان عليه بعد أن يكون قد أفلح في تكدير مزاج المشاهدين والعكننة عليهم. ولا تفسير لمثل هذا المسلك من جانب وزراء الإعلام العرب سوي أنهم يفترضون أن حكامهم لم يصدقوا أنفسهم من شدة الفرح عندما تعطف الرئيس بوش ومنحهم نصف ساعة كاملة من وقته الثمين في مكالمة هاتفية!! .. وأنهم لن يستطيعوا أن يكتموا فرحتهم ويستأثروا بها وحدهم إلي أن يحين موعد النشرة الإخبارية القادمة، ومن ثم فهم يؤثرون أن يسارع الإعلام إلي إشراك الشعب في فرحة حكامه (قبل أن ينفجر الحكام أو يموتوا من شدة الفرح إذا ما انتظروا إلي موعد النشرة المعتادة!)، أغلب الظن أن هذا الفريق من وزراء الإعلام العرب لم يدر بخاطره أن مثل هذا المسلك الإعلامي سوف يؤدي إلي عكس النتائج المستهدفة تماما إذ لا يملك أي مشاهد عربي إزاء موقف من هذا النوع سوي أن يلعن أبا بوش الذي أدي اتصاله الهاتفي إلي تعكير مزاجه وإيقاف استمتاعه بما كان يشاهده، كما لايملك أي مشاهد عربي أن يشعر بالفخر ولو في درجاته الدنيا لأن بوش قد اصطفي حاكمه دون سائر الحكام لكي يملي عليه بعض التوجيهات المغلفة بغلاف التباحث وتناول الأمور الراهنة، أوعلي أحسن الفروض لكي يسمعه وعودا فضفاضة، أوكلاما معسولا من فئة (طق الحنك) كما يقول إخواننا السـوريون! وكل ما سيشعر به المواطن العربي في مثل هذه الحالة ـ بالإضافة إلي تكـدير المزاج ـ هو أنه قد أجبر إجبارا علي تذكر المهانة القومية التي حاول أن يتناساها ولو إلي حين من خلال استغراقه في مشاهدة مادة تليفزيونية اختارها بنفسه وبملء حريته (بعد أن عجز عن اختيار الحكام ـ وبالتالي وزراء الإعلام ـ بنفس القدر من الحرية
إن أقل ما سيفعله المواطن العربي المغلوب دائما علي أمره هو أن يضرب كفا بكف (مثلما فعل قبل ذلك آلاف المرات)، ثم يهتف فــي مرارة :ــ يافرحتنا بوزراء إعلامنا، ويا فرحتنا قبل ذلك بحكامنا!!



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون بقاء الجرح
- حكاية المادة 77
- مستقبلنا موز
- المنافقون
- الركسوتالجى!
- محاكمة صدام حسين
- المصريون ينتحرون
- والله زمان ياحنا
- حدث فى القرن الخامس عشر الهجرى
- وقائع تعديل دستور جمهورية متغوريا


المزيد.....




- قاربت سرعتها 140 كيلو مترا في الساعة.. شاهد ما سببته رياح عا ...
- فيديو يثير الغضب يظهر مؤثرة أمريكية تنتزع صغير حيوان -الومبت ...
- رئيس الوزراء العراقي يعلن مقتل -والي العراق وسوريا- الإرهابي ...
- هل يمكن لبولندا وألمانيا امتلاك أسلحة نووية؟- التايمز
- حماس: سنفرج عن رهينة وأربع جثامين ومستعدون لاستئناف المفاوضا ...
- روته: -الناتو- لن يشارك في ضمان وقف إطلاق النار في أوكرانيا ...
- -زلينيسكي بين ضلعين غير متساويين-
- ترامب: تحدثت مع بوتين يوم أمس وطلبت منه الرأفة بقوات كييف ال ...
- فرانس24 في السودان: سلسلة ريبورتاجات ترصد تداعيات الحرب الأه ...
- جدل بشأن وثيقة التفاهم الموقعة بين السويداء ودمشق


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نصارعبدالله - يافرحتنا بوزراءإعلامنا