موسى راكان موسى
الحوار المتمدن-العدد: 5132 - 2016 / 4 / 13 - 22:54
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كيف لإنسان يكتب و يتكلم من خلال لغة ما ، بل و يفكر من خلالها [ نوعا ما ] ، ألا يطالها هي [ اللغة ] كموضوع ليعالجه ــ ليس القصد معالجة كمعالجة شبيح لغوي [*] أو كأحد وثنيّ الهوية ، إنما معالجة مرتبطة بالحضور الراهني و المعاصر .
و على النقيض من بعض الفلاسفة اللغويين ، من ذهب مذهبا إختزاليا [ قمعيا ] للوجود و الفكر في اللغة [ يقول أحدهم ( لا وجود لحقيقة خارج اللغة ) ! ] ، بالتالي يكون التطوّر اللغوي هو تطوّر من داخل اللغة [ أي تطوّر منبثق من داخل البناء اللغوي ، أو الكل اللغوي ؛ فما دمنا نختزل الوجود و الفكر في اللغة ، إذا لا وجود و لا فكر دون اللغة ، فاللغة مطلق المطلق و فكر الأفكار و وجود الموجودات ، لذلك فهي التي تُحيي و تُميت (ألم يقل نيتشه أن الله مات ، لكن اللغة هي التي بعثته من قبره ؟!) ، و هي التي تجعل العدم وجودا و حاضرا يلهو و يعبث ، بل و يكتب و يتفلسف ] ــ فالتطوّر اللغوي [ مذهبنا ] منبثق من (ذات البناء اللغوي) و (ما بين البناء اللغوي و باقي البناءات) ضمن الكل البنائي .
و اللغة العربية بذاتها هي كأي لغة أخرى بذاتها ، قابلة لما تقبله اللغات الأخرى ، و تتطوّر كما تتطوّر اللغات الأخرى ، فلا يوجد ما يعيقها أو يحطها من ذاتها ــ بالتالي فإن اللغة العربية كما اللغات الأخرى ما يميزها عن غيرها ليس ذاتها إنما ما يعتمل مع هذه الذات [ البناء اللغوي ؛ اللغة العربية ] ؛ فلو إقتصر التطوّر على البناء اللغوي ذاته لما كان هناك من تفاوت بين لغة و أخرى ، لكن ما يُوجِدْ التفاوت هي علاقة البناء اللغوي مع البناءات الأخرى ضمن الكل الإجتماعي .
هذه السلسلة [ التي هي أقرب لأن تكون مجرد مسودة بدائية لمعالجة اللغة العربية راهنيا ] محاولة لتقديم فهم لما يعتري اللغة العربية ، فهل هي (( تحتضر )) أم هو مجرد (( مخاض )) أم (( أمر آخر )) ؟! ــ و المعالجة ستنحصر في تناول اللغة العربية :
* أبستمولوجيا .
* سيكولوجيا .
* سيسيولوجيا .
و مرة أخرى ــ فإن المعالجة هذه ليست معالجة شبيح لغوي أو أحد وثنيّ الهوية ، بالتالي فإن المناهج التشبيحية و المدارس الوثنية ستتخذ المعالجة منهم موقف الرفض و القمع ؛ و ينسحب ذلك على الفلاسفة اللغويين المنتصرين للتشبيح اللغوي و التوثين الهووي .
==========================
[*] كتب الأستاذ نبيل عودة مقالا يتناول فيه جانبا من التشبيح اللغوي ، و هذا المقال موجود بالحوار المتمدن تحت عنوان ( فلسفة مبسطة : الشبيحة ) .
#موسى_راكان_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟