|
عملاء ايران والحزب الشيوعي العراقي !
سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 1389 - 2005 / 12 / 4 - 13:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الدماء الزكية التي أريقت من جسدي بطلين من أبطال شيوعيي مدينة الكادحين ، مدينة الثورة الباسلة من بغداد أمس ، تؤشر دون أدنى شك على تنامي نفوذ الحزب الشيوعي العراقي بين الجماهير العراقية ، وصعود نجمه من جديد في سماء أراد منها عملاء إيران أن تكون سماء لهم وحدهم ، ينشدون فيه أناشيد خيانتهم للوطن العظيم ، الوطن الذي رأى منهم الكثير من الظلم والجور اللذين فاقا ظلم صدام وجوره على رغم قصر المدة الزمنية التي حكموا فيها تحت ظلال المدفع الأمريكي ، ذلك الحكم الذي صار القتل هو الهواية اليومية ، المفضلة لدى عصاباتهم المتعددة . حين تلقي السمع للشارع العراقي الساعة هذه ، وأنت بعيد عن العراق ، يأتيك صوت العراقيين المحمل بالآهات والأنات ، وعلى هذا البعد يطرحون عليك سؤالا جديرا بالإجابة ، سؤالا ينم عن تصاعد الوعي الاجتماعي لدى العراقيات والعراقيين بما يقع في العراق اليوم من أحداث ، ذلك الوعي الذي حاول صدام المجرم إطفاء جذوته على مدى عقود من السنين ، تماما مثلما يحاول المجرمون اليوم من الذين باعوا أنفسهم بذلة لجهاز المخابرات الإيرانية ( اطلاعات ) من حجب ينابيع الوعي عنهم بما يشيعونه من خرافات ، وشعوذات ، هي ليست من الدين في شيء ، حتى أنهم أساءوا فيها الى عموم الشيعة الذين مثلوا الاتجاه التقدمي عند المسلمين ، وعلى مدى العصور الإسلامية ، وخير دليل على ذلك تلك الحركة الفكرية النشطة التي قامت في البصرة من العراق على يد المعتزلة ، خريجي مدرسة الإمام الصادق عليه السلام . يسأل الشارع العراقي الآن هذا السؤال الوجيه ، وهو يخاطب الحكام في عراق العهد الأمريكي الجديد ، القانطين تحت حكم قوات الاحتلال : علامَ تحاكمون صداما بعد كل الجرائم التي اقترفتموها بحق العراقيين ممن يخالفونكم في الهوى الإيراني ! ؟ فإذا كنتم تحاكمونه لأنه أقام مقابر جماعية للعراقيين تحت الأرض ، فها أنتم تقيمون لهم مقابر في الهواء الطلق ، فما يمر يوم على العراق الساعة إلا وتكتشف فيه العشرات من الجثث المعصوبة العيون ، والمقتول أصحابها بطلقة واحدة في الرأس اقتصادا بأموال الولي الفقيه ! وإذا كان صدام يقتل العراقيين في السجون سابقا ، فها أنتم قد تفوقتم عليه بقتلكم للعراقيين في الشوارع والبيوت ، وإذا كان صدام قد عذب العراقيين بأقبية سرية ، فها أنتم قد سلختم جلودهم بأمر من وزير داخليتكم ، صولاغ الإيراني في ذات الأقبية ، وإذا كان صدام قد أباح لجنده الاعتداء على أعراض العراقيات في معتقلاته ، فأنتم أبحتم لأنفسكم الاعتداء عليهن في بيوتهن ، ( هذا ما قاله لي أكثر من امرأة شيعية ، وعراقي شيعي من خلال التلفون ) ، كما قمتم أنتم كذلك بسرقة أموالهن ، وحليهن من الذهب بحجة أن هؤلاء النسوة يجوز هتك أعراضهن ، وسرقة حليهن ، لأنهن من السنة النواصب بعرفة الدين الإيراني . لقد استنكر أفعالكم الشنيعة هذه العالم كله ، مثلما استنكرها الشيعة قبل السنة من العراقيين الأحرار الذين يريدون للعراقي أن يعيش في ظلال ديمقراطية حقيقة ، بعيدا عن الخوف وإرهاب الحكومات ، لا يخشى الوعيد والتذكير بنار جهنم التي يعيشها العراقيون الآن قبل أن يروها في الآخرة . هاكم اقرؤوا شجب العراقيين الاحرار للجرائم الخسيسة التي قام بها صولاغ ، وشرطته مؤخرا ، وخلافا للقانون العراقي ، وشرعة حقوق الإنسان : ( بيان صحفي صادر عن المكتب الإعلامي للقائمة العراقية الوطنية رقم 731: هذه الممارسات البشعة تعتبر وصمة عار في جبين الحكومة الحالية . تعلن القائمة العراقية الوطنية بقيادة الدكتور أياد علاوي عن كامل شجبها واستنكارها للأعمال والممارسات المنافية لأبسط مفاهيم حقوق الإنسان والتي تم ارتكابها من قبل حكومة الائتلاف في معتقل ملجأ الجادرية وانها في الوقت الذي تدين وبشدة هذه الأعمال الإرهابية التي استهدفت الأبرياء من المواطنين فإنها تعتقد أن مثل هذه الممارسات البشعة تعتبر وصمة عار في جبين الحكومة الحالية لكون أن اجهزتها الأمنية سواء في وزارة الداخلية أو وزارة الأمن الوطني هي التي تقوم بمثل هذه الأعمال الشنيعة واننا في القائمة العراقية الوطنية وبإسم جميع الأحزاب والحركات والشخصيات السياسية المؤتلفة فيها نعلن عن كامل استنكارنا وشجبنا لمثل هذه الأعمال ونطالب بتحقيق دولي مستقل بإشراف الأمم المتحدة والجامعة العربية ونعلن رفضنا لأي تحقيق تقوم به الحكومة وأجهزتها لأنه لا يمثل الحقيقة وندين الحكومة وأجهزتها الأمنية ونطالب باستخدام الوسائل الديمقراطية والإنسانية كافة بالتعامل مع المواطنين والابتعاد عن الممارسات الإرهابية والتي فاقت ما استخدمته الأجهزة الصدامية بحق أبناء شعبنا. عاش العراق حراً أبياً آمناً مزدهراً ) وبعد جريمة وزارة داخلية صولاغ في سلخ جلود العراقيين ، تلك الجريمة التي شاهدها الناس في أرجاء المعمورة كلها من على شاشات التلفزة ، وعلى مدى أيام ، جاءت الآن جريمتهم الجديدة بقتل اثنين من كوادر الحزب الشيوعي العراقي ، وأمام الناس في العلن ، وفي الهواء الطلق ، وهما يؤديان عملهما في مقر الحزب في مدينة الفقراء ، مدينة الثورة ، وهاكم ثانية اقرؤوا نعي المكتب السياسي للحزب المذكور ( المكتب السياسي للجنة المركزية - الحزب الشيوعي العراقي تصريح صحفي هجوم ارهابي جبان على مقر حزبنا في مدينة الثورة - بغداد بينما كانت منظمة حزبنا الشيوعي العراقي في مدينة الثورة تقوم باولى فعالياتها الجماهيرية الواسعة استعداداُ للانتخابات بتنظيم مسيرة آلية انطلقت من مقر الحزب في الثورة في الساعة الرابعة مساء اليوم (22 تشرين الثاني 2005)، وبعد انطلاقها بساعة قامت مجموعة مسلحة، امام انظار المارة بقطع الطريق المؤدي الى بناية المقر من الجانبين، واقتحمته وقتلت الرفيقين اللذين كانا في الاستعلامات، وغطت القوة المسلحة انسحابها بوابل من الرمي العشوائي. ونتج عن هذا العمل الجبان الارهابي، الوحشي والهمجي، استشهاد الرفيقين عبد العزيز جاسم حسن وياس خضير حيدر. ان هذا العمل الجبان الذي يأتي في وقت نستعد فيه للانتخابات القادمة، انما يستهدف العملية السياسية وضمان سير الانتخابات بنزاهة وشفافية بعيداً عن الاكراه والاملاءات. ان قوى الظلام والارهاب التي اقترفت هذه الجريمة يفزعها اسم حزبنا ونضالاته الاثيرة وكفاحه المتواصل من اجل خير الشعب وحرية الوطن. ان الشهيدين اللذين راحا ضحية هذا الهجوم الغادر سينضمان الى قافلة شهداء الحزب الشيوعي ... شهداء العراق. ان القتلة المجرمين، ممن غذى فيهم النظام الدكتاتوري المقبور نزعة العنف والتدمير و”ديمقراطية” الدم، هؤلاء وغيرهم، لن ينالوا من تصميمنا على مواصلة النضال من اجل عراقنا الذي نتطلع ان يكون آمناً، ديمقراطياً يتمتع فيه المواطن بالامان وحرية الرأي والفكر والعقيدة، بعيداً عن الاقصاء وتغييب الآخر، عراق خال من الظلاميين والقتلة ومصادري حق جماهير الشعب في ان تختار طريقها وفقاً لارادتها. اننا نحمل الجهات الحكومية، مسؤولية عدم توفير المستلزمات الضرورية والحماية الكافية لضمان انطلاقة سليمة للعملية الانتخابية في اجواء آمنة ومستقرة، كما نطالب الحكومة بالتحرك السريع للكشف عن الجناة القتلة وتقديمهم لمحاكمة عادلة لينالوا جزاءهم على ما اقترفوه من جريمة نكراء. الخزي والعار للقتلة المجرمين المجد والخلود للشهيدين عبد العزيز وياس النصر لشعبنا وقواه الوطنية والديمقراطية المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بغداد 22 تشرين الثاني 2005 ) وعلى هذا يتوجب على الأطراف المؤتلفة في القائمة 731 أن تبادر الى شجب هذه الجريمة البشعة التي اقترفها عملاء المخابرات الإيرانية بحق الشعب العراقي ، والحزب الشيوعي العراقي ، والفقراء من أهل مدينة الثورة ، فالشهيدان : عبد العزيز جاسم حسن ، وياس خضير حيدر ، ما هما إلا أول الشهداء تلك القائمة التي تسعى الى قيام حكم ديمقراطي حقيقي في العراق ، يحترم فيه الإنسان العراقي ، ويضارع في تكوينه وبنائه الحكم عند الشعوب التي ارتقت ناصية الحضارة والعلم ، وليس حكما يدار من قبل حكام طهران ، ويسير على هدي ولاية الفقيه نحو الماضي السحيق ، المتخلف . على الشيوعيين العراقيين ، بعد ذلك ، أن يضعوا نصب أعينهم حقيقة معروفة هي : كلما اشتد ساعد الحزب ، وتصاعد نفوذه بين الجماهير العراقية الغفيرة زاد حقد القوى الظلامية عليه ، وتصاعد إرهابها وبطشها ، فهؤلاء يفهمون الديمقراطية على أنها حكم ولاية الفقيه ولا غير ، ولو لم يكن الأمريكان على رؤوسهم الآن ، لرأى الناس في العراق نهرانا من الدماء تسيل على أرضه ، وخرابا أسود لكل شيء جميل فيه .
#سهر_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اطلاعات تقتل العراقيين وتعذبهم في عقر دارهم !
-
كوندليزا في الموصل وسترو في البصرة !
-
ما يجمع الجلبي بالطوشي !
-
عملاء إيران والقائمة العراقية الوطنية 731 !
-
أبو نؤاس في مصر 3
-
أبو نؤاس في مصر 2
-
أبو نؤاس في مصر 1
-
محكمة الشعب !
-
عصا علاوي !
-
العشائر العراقية والحوزة الإيرانية !
-
مظاهرة المخابرات الإيرانية في البصرة !
-
فسوة صولاغ !
-
في الجمهورية الخضراء الكشميري يطارد الحلفي !
-
ما وراء الدستور !
-
انتظروا نكبة البرامكة الجدد !
-
دواقنة هذا الزمان !
-
الجريمة والقرن الأفريقي !
-
خطى في الجحيم !
-
الحكمة من تشكيل الائتلاف العراقي الموحد -
-
دستور مشلول لا ولن ينقذ بوش من الورطة !
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|