أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - الثقافة الجديدة للراي والراي الآخر الاعتداء على فعالية الشيوعيين في مدينة الثورة ثقافة ظلامية ارهابية















المزيد.....

الثقافة الجديدة للراي والراي الآخر الاعتداء على فعالية الشيوعيين في مدينة الثورة ثقافة ظلامية ارهابية


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1388 - 2005 / 11 / 24 - 21:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في خضم التحضير للانتخابات القادمة التي ستكون محطة اخرى للسير بالعملية السياسية الى امام تتبلور مفاهيم عديدة حول الممارسات والاعمال والتجاوزات والانتهاكات ضد القوى التي تحمل الرأي الآخر المعارض ولا تكتفي تلك القوى التي تريد ان تستمر على النهج القديم بحجة الجديد أي الغاء لاخر وبالتالي ترسيخ مفهوم الارهاب باشكاله واساليبه المتباينة وحسب موقعها من السلطة، او الموقع الذي يضم الارهاب السلفي والاصولي واقطاب النظام الشمولي المعادين للعملية السياسية.

لقد كانت جريمة الاعتداء على مقر والفعالية الانتخابية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة واغتيال رفقين في مقرهم دلالة ان الهدف من خلفه يسعى الى عدم ضمان سير الانتخابات بنزاهة وديمقراطية وشفافية وفرض حالة من ثقافة الرعب والتهديد الذي تنتج الاكراه والاملاءات بطريقة العصابات التي تحاول استغلال الوضع المضطرب ، هذه الثقافة التي جربت خلال 35 عاماً وما قبلها وفشلت فشلاً ذريعاً حاول البعض من الاطراف العودة لها لاسباب عديدة ولكن في مقدمتها ثقافة ارهاب الآخرين وعدم القبول بالراي الآخر، ومهما كانت انتماءات منفذي هذا الاعتداء الوحشي اللاانساني فهو عبارة عن صراع قديم ما بين القوى الظلامية المتخلفة وبين القوى التي تحاول ان تؤسس ثقافية تحاورية جديدة مبنية على احترام الراي والرأي الآخر اساسها الديمقراطية وحريات المجتمع المدني لكننا في الوقت نفسه نحمل الحكومة الحالية مسؤولية عدم حماية جميع الاطراف في العملية السياسية وسعيها تأمين هذه الحماية فقط لقائمتها الانتخابية والمتعطفين معها والفعاليات التي تقوم بها بواسطة الشرطة والجيش ومؤسسات امنية اخرى من بينها المليشيات المسلحة.

وعليه تبدو ان الاهمية لهذه الموضوعة ومفرداتها ضرورية في الوقت الراهن مع العلم ان ظروريتها تكاد ان تكون ملازمة للسعي من اجل استكمال المهمات لنجاح العملية السياسية وبناء الدولة القانونية المتعددة والتي تنتهج الديمقراطية كمنهج دائم يراعي حرية الرأي والفكرة والعقيدة والانتماءات السياسية، ولاهميتها الاستثنائية الثانية هي ان الانتخابات في 15 / 12 / 2005 على الابواب ولهذا نحن بحاجة الى تفحص ثاقب لمعالجة الشعارات والبرامج المقدمة من قبل القوائم الانتخابية ومن خلفها القوى الساعية لكسب اصوات الناخبين ومن هذا المجال نعتقد ان قضية وضع القاعدة الصحيحة لثقافة جديدة لا تتجاوز الراي والراي الآخر وتحترم حقوق الانسان وحرياته المدنية ذات اهمية بمكان لأنها ستكون مضماراً للمستقبل وآليات تحقيق قدر اوسع لنجاحها وتعميمها بشكل كبير مما يؤدي الى وعي انتخابي وسياسي تستفيد منه البلاد مستقبلاً.

طوال الحقب التاريخية الطويلة نسبياً من تاريخ الدولة العراقية المعاصرة وعلى امتداد الحكومات المتعاقبة في النظام الملكي او في الجمهورية بعد ثورة 14 تموز حدد الخطاب السياسي الرسمي على الرغم من تغيير الوجوه وكأنه من المقدسات التي لا يمكن المساس بها وبخاصة اذا وجدنا استغلال الشعارات الوطنية الضيقة والقومية والدينية كمفردات ملازمة لهذا الخطاب السياسي الحكومي الرسمي الذي ينطلق من تمجيد الحاكم المطلق وعدم الاعتراف بالرأي الاخر الذي يعتبره معارضاً لتوجهاته وجوهر سياسته المعادية للديمقراطية، من هذا المنطلق اضطر الرأي الاخر المعارض الى اتباع اساليباً متنوعة في نشر خطابه ومعارضته للهيمنة السياسية وبرز في هذا المجال احزاب ومنظمات واتحادات ععمالية ومهنية كانت تستغل اي ظرف كان لتعارض ذلك الخطاب وتفضح دوره في عملية استلاب الآخرين حقهم في الانتماء الفكري والسياسي اي عدم احترام الرأي الاخر.. وبهذا فقد شنت حملات ليس اعلامية فحسب عن طريق الاجهزة الاعلامية التي تتحكم بها الدولة بل عن طريق فتح السجون والمعتقلات وممارسة التعذيب الجسدي والنفسي واقامة المحاكمات الصورية عن طريق سن قوانين تحدد من حرية الفرد والجماعة وصولاً الى قوانين الطوائ السيء الصيت.. لقد انتج الخطاب الرسمي واقعاً شاذاً في الحياة السياسية في العراق ولهذا يحتاج في الوقت الحاضر الى نقلة نوعية لتأسيس ثقافة جديدة مبنية على احترام الراي والراي الآخر وعدم تغيب الحقوق المدنية والتجاوز على حقوق الانسان الذي دعت اليه دائماً القوى الوطنية الديمقراطية العراقية ونبذ سياسة الهيمنة والتسلط وبالتالي عدم العودة الى سياسة ارهاب الدولة والفرد المطلق..

القضايا الاخرى المرتبطة بهذه الموضوعة قضية الانقسامات داخل المجتمع وهي نتيجة طبيعية لمهمات وتصورات الطبقات والفئات الاجتماعية والقوى السياسية التي تمثلها وبخاصة ان هذه الانقسامات تتعايش في وحدة موضوعة الشعب ذو الاطياف الفسيفسائية المتنوعة وينتج عن ذلك وجود مصالح ثابتة لكل طبقة او فئة اجتماعية اما المتغيرات في السياسة والبرامج الآنية والمستقبلية فهي مرحلية لخدمة تلك المصالح الثابتة ومن هنا تصاغ الشعارات الملازمة لكل مرحلة من المراحل مرتبطة بالاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والوعي الاجتماعي للفئات المراد كسبها من خلال الدفاع عن مصالحها، الشعارات الطنانة غير الواقعية المراد منها خداع وعي الجماهير لا تزكيها الحياة هي شعارات زائفة تنتهي لمجرد وضعها على المحك أي بالمعنى الواسع " التطبيق العملي " لأنها لا تتوافق مع الواقع وتكمن لا واقعيتها في صعوبة تنفيذها ومن هنا تنفض عنها الجماهير وعن مطليقها من القوى السياسية فتصاب الأخيرة بالافلاس او الضعف بسبب عدم تقديرها وخطأ استنتاجاتها.. ولهذا نقول ان الشعارات يجب ان تثبت مصداقيتها وتفاعلها وامكانيات تقبلها من قبل الناس الذين يثقون بامكانيات تحقيقها من قبل مطلقيها.. انطلاقاً من هذه الوقائع فان العراق يحتاج الى تجذير ثقافته الجديدة وتحويلها الى مواقع تختلف عما كانت عليه في السابق ، ثقافة واسعة تتداخل مع الوعي الاجتماعي وترسيخ مفاهيم الديمقراطية والحريات المدنية وفي مقدمتها احترام الراي الاخر وحقوق الانسان والافكار والمعتقدات المختلفة في المجتمع وانطلاقنا منها يجري تحقيق المجتمع المدني ، وعندما نقول ان العراق يحتاج الى مثل هكذا ثقافة تقبل بالراي والراي الاخر فذلك يعني عدم تهميش اي فرد او اقلية سياسية او قومية او دينية او مذهبية من خلال فسح المجال للجميع للمشاركة في العملية الانتخابية وعدم فرض عليهم اتوات من الفتاوى او الضغوط والتهديدات والرشاوي مثلما يتناقل البعض عن معممين في الجنوب وبعض مناطق اخرى يتوجهون الى رؤوساء العشائر ويلقون عماماتهم على الارض مطالبين التصويت لقائمة 555 الائتلاف العراقي لأنها ضد الكفر وهي لسادة اهل البيت وبعد الموافقة فرض قسم اليمين بالحسين والعباس "ع" للالتزام والتصويت يجري دفع المقسوم المال لشراء باقي افراد العشيرة او الجماعة.. الخ.. هكذا ثقافة غير تنويرية تضر الانتخابات الحرة النزيهة وعلى قول القائل من يريد بناء دولة الحريات والديمقراطية والقانون والعدل والمساواة عليه ان لا يكون جلاداً كالجلاد السابق ويفكر بديمقراطية على قياساته او عدالة حسبما تراها مصالحه لا مصالح الشعب او حقيقة يعتبرها له فقط دون غيره.

على من يريد بناء هذه الدولة بشكل جديد وبثقافة جديدة ديمقراطية وشفافية يجب ان يؤمن بالعراق بستان يحتوى مختلف الازهار والورود الفكرية التي تهدف صالحه ومستقبله القادم لا ان يتعبر نفسه زهرة والباقي اشواك لا فائدة منها ولهذا يجب حشها بوسائله الجديدة التي تقوم على قاعدة الوسائل القديمة.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصرنا.. لا قسمة ضيزى تفرقنا
- مسلخ يضاهي مسلخ قصر النهاية وابو غريب
- الارهاب الدموي لا حدود لهُ بسبب الفقر والقهر الاجتماعي والسي ...
- التحالفات وفق البرامج الانتخابية ومصالح الطبقات والفئات الاج ...
- أهمية الأجهزة الاعلامية في الدعاية الانتخابية أو غيرها
- الجامعة العربية ما بين رؤيا الحوار الوطني والمصالحة الوطنية ...
- المليشيات المسلحة والمؤسسات الأمنية ومشكلة الولاءات الحزبية ...
- سوسة معاداة القوى الوطنية الديمقراطية وقوى اليسار العراقي
- الدستور والعراق وطن للجميع.. يتنافى مع عقلية الهيمنة بأي شكل ...
- البعثصدامي العراقي والنفخ في اوردته المنخوبة
- حقوق المرأة والطبقات والعلاقة مع المادية التاريخية - التلقائ ...
- القوى الوطنية الديمقراطية والاستفتاء الشعبي في القبول او رفض ...
- مسؤولية القوى الوطنية الديمقراطية - اليسار العراقي - في الظر ...
- ثورة السيد بيان باقر صولاغ والدفاع عن ايران بحجة العراق
- هل الحرب الأهلية على الأبواب؟
- الانفراد بالحكم والقرارات الفردية سياسة غير صائبة.. مثال مذك ...
- قانون الخدمة المدنية لسنة 1939 وتقرير لجنة النزاهة عن التجاو ...
- ماذا يريد حكام ايران من العراق؟
- آه.. يا أموال العراق أواه يا أموال الشعب العراقي
- ستسمع لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - الثقافة الجديدة للراي والراي الآخر الاعتداء على فعالية الشيوعيين في مدينة الثورة ثقافة ظلامية ارهابية