أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - منظمة العمل الشيوعي - من أجل مؤتمر وطني للمقاومة















المزيد.....

من أجل مؤتمر وطني للمقاومة


منظمة العمل الشيوعي

الحوار المتمدن-العدد: 5131 - 2016 / 4 / 12 - 20:05
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


من أجل مؤتمر وطني للمقاومة
(مقال نشر في العدد الثالث من جريدة الشيوعي الصادرة عن منظمة العمل الشيوعي - تونس)

1 – بصدد الحركة الجماهيرية والمقاومة :

لقد مثلت انتفاضة ديسمبر جانفي 2011 والانتفاضات العربية التي تلتها نقلةً نوعية في الحركة الجماهيرية المناهضة للنظام ساهمت في إسقاط رأسه و زعزعة أسسه و سائر بنيانه دون أن تقدر على إسقاطه وذلك لنقصٍ في مستوى تنظمها وبرنامجها حيث افتقدت للتنظيم الثوري المعبر عن مصالح العمال و الفلاحين الفقراء و جبهتها المعبرة عن مصالح كل الشعب المضطهد وجهازها المنظم للعنف الثوري ضد عنف النظام الرجعي. و قد لعب ذلك النقص دوراً كبيراً في تحديد مآلات الانتفاضة فيما بعد من حيث عدم قدرة صانعيها المحافظة على مكاسبها و تدعيمها أو الإجهاز على نظام والإطاحة به.
إنّ الحركة الجماهيرية معطى مادي يفرزه الصراع الطبقي وهي متأثرة به متفاعلة معه لذلك تمر بحالات من المد والجزر و بالتالي فإن دراسة تطور هذه الحركة في هذا الاتجاه أو ذاك لا يقاس بتفاقم أو تراجع جزئي في مستوى محدد من مستوياتها بل يجب أن يدرس اتجاه نموها أو تراجعها في مرحلةٍ كاملة. ولئن تعتبر إحدى مميزات الإنتفاضات العربية النمو النضالي للحركة الجماهيرية من خلال تجذر شعاراتها و مطامحها وأساليبها النضالية فإن الطابع الأساسي لهذه الحركة بقي يراوح مكانه من ناحية العفوية والتشتت والقطاعية وحتى هيمنة الرجعية والإصلاحية عليها في عديد الفترات مما يطرح على الشيوعيين وسائر المقاومين عملاً كبيراً في دفع نموها في اتجاه الوحدة والتجذر والتنظم وتحصينها بالبرامج مما من شأنه أن يضفي عليها هويةً ذات بعدٍ وطني و طبقي مناهضة لمنظومة الفساد والاستبداد والاستغلال والعمالة وبالتالي فالمقاومة التي نقوم بالدعاية لها داخل الحركة الجماهيرية هي تلك المقاومة التي لا تهدف إلى الاندماج ضمن مؤسسات النظام أو محاورة ممثليه والتوافق معهم كما تطرح و تمارس الإصلاحية بل هي متصادمة بالقوة و بالفعل مع مجمل مؤسساته مستقلةٌ عن خياراته مضادةٌ لتكتيكاته الساعية بصفة مستمرة إلى دمج و إعادة إدماج الرافضين له أفراداً ومنظمات وأحزابا وفئاتٍ اجتماعية. إنّها مقاومة ذات حركة لولبية متصاعدة تنتقل من مرحلة الدفاع إلى الهجوم واعية أقصى درجات الوعي بأهدافها الإستراتيجية المرتبطة بإسقاط النظام وإرساء البديل السياسي والاقتصادي والاجتماعي وقادرة على بلورة تكتيكاتها بمرونة قصوى من أجل انجاز مهام محددة أو كسب معارك أو مواقع.

لانْ حددنا خاصية رؤيتنا للمقاومة التي نروج لها دخل الحركة الجماهيرية مما يضفي عليها عداءها للنظام فإنه من الضروري أيضاً رسم التخوم و الوعي بالصراع و مستوياته مع باقي القوى المشتركة في مستوى بناء الحركة الجماهيرية وفي مستوى إنضاج ممارستها وتصليب أطرها التنظيمية وفي مستوى برامجها وبدائلها. فالمقاومة في فهمنا وبرنامجنا هي إنتظام جماهيريٌ طوعيٌ و واعٍ وليست حركة عفوية أو تسلطاً بيروقراطيًا كما أنها فعل تجذر طبقي وليست انعزالا عن طبقات ذات المصلحة في التغيير وهي أيضاً صراعٌ إيديولوجي وسياسي ضمن الحركة الجماهيرية ذاتها.

2 ــ ما موقع المؤتمر الوطني للمقاومة من الحركة الجماهيرية و من المقاومة وحقول نشاطها و مهماتها؟

إنّ المؤتمر الوطني للمقاومة هو حاضنة أكثر تنظما و وعياً من لحظة وعي الحركة الجماهيرية في عفويتها وتشتتها وفئويتها لذلك هو تتويجٌ لمسار تنظم فاعليها والذين عملوا على بنائها يضم في تركيبته أفراداً ومنظماتٍ سياسية ثورية وأطر فعل وتعبير عن حركة ونضالات المضطهدين في شتى حقول الصراع الوطني والطبقي بالقطر. إنّه إذاً لحظة الوصل بين جزر المقاومة التي لازالت معزولة بعضها عن بعض دون أن تكون تلك اللحظة لحظةً يتحلل فيها تنظم كل فئة أو شريحة في المستويات الاقتصادية والاجتماعية ودون أن يعني العمل على انجازه والاتجاه نحوه إلغاء مسارات بناء أدوات الثورة وهو بهذا المعنى إطار نوعي جامع يربط بين المستويات المختلفة لحقول نشاط الطبقات والفئات الاجتماعية المضطهدة والمعبرين عنها ويعزز حضورهم وحركتهم ويحدد المهام العامة ويضبط التكتيكات المناسبة لمقاومتهم .
تتمخض عن المؤتمر هيئةٌ وطنية يتم اختيارها بكل ديمقراطية وبصفةٍ جماعية ودون تمايزٍ تفاضلي لطرفٍ على حساب الأخر إلا على أسس البرنامج والخطط والتكتيكات الأصلح بالمقاومة و زخمها.
إنّ متابعة تفاصيل واقع الصراع السياسي والاجتماعي في البلاد والتأمل في خصوصيات قطبيه يؤكد أننا لسنا اليوم إزاء حركةٍ جماهيرية كاملة التبلور وممثلين سياسيين لها يكفي أن يتحالفوا لينتصروا بل نحن إزاء مقاومين ثوريين منتظمين بصيغ مختلفة أو غير منتظمين أصلا يحاولون التجذر طبقياً وجماهير شعبية نافرة من التنظم الثوري منتظمة عناصرها الأكثر تقدماً ضمن أطرٍ مؤقتة ولمهامٍ محدد و تناضل بأشكال نضالٍ في أغلب الأحوال فرديةً لا جماعية وعلى أهمية انجاز مؤتمر للمقاومة لتجاوز هذا الواقع فان ذلك لا يعني أنه لحظة تسلط للثوريين على وعي الجماهير الشعبية ومستويات تنظمها ما قبل الحزبية والجبهوية بل هو إطارٌ يعمل على تجاوز فئوية مقاومة هذه الجماهير وصيغ تنظمها المؤقتة وأشكال مقاومتها الفردية نحو صيغةٍ من التنظم أكثر صلابة وديمومة وخططٍ أكثر تماسكٍ وفاعلية.
وكما أن هذا المؤتمر ليس لحظة تسلطٍ على أشكال تنظم محدد فإنه أيضاً لحظةً يتكثف فيها النضال ضد الاقتصادوية وعزلة جزر المقاومة عن بعضها البعض وعفويتها. إنّنا حريصون على جعل هذا المؤتمر مؤتمر يتم من خلاله تدارك مكامن الضعف والقصور والعمل على تطوير أساليب مقاومة الحركة الجماهيرية والرفع من درجة وعيها السياسي وتصحيح أخطائها وبالمثل التعلم من دروس مقاومتها والإنصات إلى تجاربها المختلفة والعميقة، هذه الرؤية نعتبرها جسر عبورٍ نحو وحدة نشاط عموم المقاومين وكفاحهم الموحد مع الإبقاء على اختلافاتهم وتمايزاتهم.
إن السير في طريق المقاومة مضن إلا أنّه ضروري للتقدم نحو النصر لذلك نحن مجبرون على التفكير في البدائل، مجبرون على إبداع آليات للتنظم الجماهيري الواسع دون أن نتخلى و لو لبرهةٍ من الوقت عن مواصلة بناء حزبنا الشيوعي. فليس صحيحاً كما يدعي النظام و أبواق دعايته "أنّه لا يوجد مستقبل" مقفلاً بالتالي أفق التغيير الثوري، إنّه من الواجب فضح تلك الأكاذيب "وفتح فضاءٍ لشيءٍ جديد يأتي" فليكن إذاً هذا المؤتمر لحظةً للقاء شيءٍ جديد يأتي ولرسم خيوط اتصال مع مختلف المقاومين من خلال:
- تتويج لتنظم المقاومين وإطار لوحدتهم.
- إطارٌ لتقيم مجمل فعلهم طوال السنوات الفارطة وخططهم .
- آلية لإنضاج وعي الحركة الجماهيرية.
- إطار للاتفاق على أطر تنظم دائمة لا مؤقتة للمقاومة.
- إطار لضبط رهانات المقاومة مرحليا (اقتصاديًا، اجتماعيًا، سياسيًا، أمنيًا ..)، محاورها وآلياتها.
- إطار لتعميق النقاش وإنضاج الرؤى بصدد آفاق المقاومة.

إنّ تطوير المقاومة الجزئية إلى مقاومة شاملة تبقى الرهان الرئيسي لنضال الشيوعيين فالمسيرة الطويلة للحركة الشيوعية العالمية بانتصاراتها وهزائمها تعلمنا أنّ تحويل المقاومة الجزئية إلى مقاومة شاملة جارفة لأنظمة الاضطهاد والاستغلال كان رهينًا بالارتباط بهذه المقاومة، بصراع التصورات والطروحات الدافعة باتجاه استيعابها وبطرح الآفاق الرحبة لفاعليها، آفاق الإيديولوجيا والبرنامج والتنظيم، مثلما تعلمنا أنّ الانفصال عن نضالات الجماهير مهما كانت جزئية والتعالي عنها و زعم قيادتها من أبراجنا شأنه شأن التذيل لعفويتها يؤبدان الطابع الجزئي للمقاومة ويمهدان مهما تجذرت ألفاظ ممارسيه لاستيعابها ولتأبيد واقع الاضطهاد.



#منظمة_العمل_الشيوعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - منظمة العمل الشيوعي - من أجل مؤتمر وطني للمقاومة