أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - سندروم الشيخ جلال الدين الصغير... مالكياً














المزيد.....

سندروم الشيخ جلال الدين الصغير... مالكياً


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 5131 - 2016 / 4 / 12 - 02:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتلازمة عينها, اصيب بها قادة احزاب الاسلام السياسي في العراق. ابرز اعراضها واوضح علاماتها حالة انفصام تامة عن الواقع الصعب الذي يعيشه الوطن والمواطن العراقي, وعدم فهمهم لمعاناته او بالاحرى انهم غير معنيين به أصلاً.
سندروم الشيخ جلال الدين الصغير كان جهله المطبق بظروف معيشة المواطن وبالقيمة الحقيقية للمئة الف دينار عراقي ( وهو مبلغ قليل لتعتاش عليه عائلة عراقية ), حد نصحه العائلة العراقية بصرف ثلاثين الفاً منها, وتوفير السبعين الفاً الباقية دفعاً للاسراف ولمساعدة الحكومة العراقية في تخطي ازمتها الاقتصادية الخانقة بسبب انخفاض اسعار النفط.
وآخر تجليات هذا السندروم ظهرت اعراضه واضحة على رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. فأمام جمع من الحاضرين في حفل تأبين الشهيد محمد باقر الصدر مؤسس حزب الدعوة الاسلامية في العراق, تحدث المالكي بأعتباره رئيساً للحزب, مشيراً الى المطالبة الشعبية بالتخلي عن نهج المحاصصة والاتيان بحكومة تكنوقراط مستقلين بنهج مدني ديمقراطي, بأنها مؤامرة تستهدف التجربة الاسلامية في العراق.
من الواضح بأن اخبار فشل مشروع الاسلام السياسي لم تصله بعد . فلا يحتاج المرأ كثير جهد لأكتشاف ذلك, يكفيه المرور في شوارع بغداد والمدن العراقية الاخرى ليشهد حالة البؤس والفقر المزري الذي تعيشه في بلد يطوف على بحيرة نفط ويرويه نهرين عظيمين وشعب حي. ويمكنه سؤال اي شخص مستطرق في اي مكان من العراق عن واقعه ومن سرق احلامه ؟
فلا أمان ولا عدل ولا خدمات ولا آفاق واعدة.
قد يكون المالكي محقاً في قوله بأن الصراع يدور بين المشروع الاسلامي بما يمثله من اداة لفئة متنفذة من حيتان الفساد تستأثر بثروات البلاد, وتُخضع مواطنيه لأرادات متفردة بالسلطة وبين المشروع المدني الديمقراطي الذي يمثل هدف اغلب العراقيين الساعين للعدالة والديمقراطية.
فأن مظاهر ثرائهم وبذخهم جاءت من مصادرتهم المال العام ومقدرات الوطن واعتبارها ملكاً صرفاً لهم ولمن يتحاصص معهم. وهي لم تخضع حتى لأبسط شروط الاستغلال الاقتصادي المعروفة بين المستغِل والمستغَل او للعلاقة بين ساعات العمل والأجر وفائض القيمة الذي يجنيه المستغِل, التي كان المحتفى بذكرى استشهاده يحاول مناقشتها.
فهم أساساً لم يكونوا اصحاب مشروع نهضوي للبلاد وبناء دولة بل جاؤا بمشروع نهب لاغير, يعتمد التزوير والتلفيق والتدليس والغش والدجل للوصول الى مآربهم الفئوية الانانية ومصادرة حقوق المواطنين.
ولم تكن من حاجة لأي جهة لتتآمر لأفشال المشروع الاسلامي, فقد فعل ذلك الاسلاميون ذاتهم واجادوا. وقد كشفوا عن سجايا الأسلامي ( الأسلامي لاتعني المسلم لمن لايعرف القصد بل السياسي منهم, المستقتل على ملذات الحياة الدنيا من سعي للثراء الفاحش والامتلاك ) امام الشعب الذي يمقتهم ويمقت مواعظهم عن التقوى والثواب والعقاب وهو يراهم يمارسون كل شائنة.
اضفى زعيم حزب الدعوة الاسلامية نوري المالكي في خطابه, طابعاً مقدساً على مشروعه الاسلامي بأعلانه مُؤيداً من المرجعية الدينية العليا والامام علي وابنه الحسين, مؤلباً الحاضرين ضد مشروع الاصلاح الذي يقترحه زميله الحزبي رئيس الوزراء حيدر العبادي بتكليف وزراء تكنوقراط مستقلين لأدارة شؤون البلاد... ولو كانت له اية صفة دينية, لكان حديثه, بنبرته المحرضة, بمثابة فتوى اعلان جهاد على كل من يدعو للاصلاح.
سندروم الانفصام عن الواقع, يظهر جلياً عندما يصل في خطابه, متسائلاً: أليس لنا نحن الاسلاميين, تكنوقراط ؟ لسنا معنيين بالأجابة عن هذا السؤال. ولكن المنطق يستدعي سؤالهم: من منعكم من استغلال امكانيات تكنوقراطكم خلال فترة حكمكم الطويلة في بناء الدولة ؟ ام كان تكنوقراطكم مشغولاً في جني الغنائم وشراء الاعوان.
فليقل لنا المالكي وحزبه والمحتفلون معهم بذكرى استشهاد المفكر الاسلامي محمد باقر الصدر ومؤسس حزبهم, هل ان نتائج السنوات العجاف من حكمهم كانت ثمرة الاسترشاد بكتابي الشهيد الموسومين " فلسفتنا" و" اقتصادنا " ؟
اذا كان جوابهم نعم, فتلك مصيبة !
واذا كان جوابهم لا, فالمصيبة اعظم !



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوى متنفذة ضد التغيير... شعب كامل معه !
- اغتيال - عذراء سنجار - على بوابات اربيل !
- بين المستيقظين والنائمين عوالم
- سرْ فلا كَبا بكَ الفرسُ !
- انتعاش الحراك الشعبي المدني - احتضار المحاصصة !
- ايزيديات لم يمر بهن عيد المرأة العالمي
- هي القشة ذاتها, قشة الغريق والتي تقصم ظهر البعير !
- احتجاج برلماني ليوم... حزن شعبي للدوم !
- جوهر المسألة في حديث - النستلة - !
- شر البلية ما يضحك حد الانكفاء على الظهر !
- في يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط - اختي التي في المقابر الجماعي ...
- أكلوني البراغيث !
- محاربة السعودية لداعش في سوريا... نكتة !
- زوبعة مشعان في فنجان البرلمان
- ملصقات تحريم مغفلة التوقيع !
- الحمد لله على نعمة الألحاد
- هموم عراقية... تساؤلات مشروعة !
- ناديا مراد - البراءة المجروحة !
- الاستخبارات والمواطن
- تبديد حلم الاستقلال الكردستاني... كردياً


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - سندروم الشيخ جلال الدين الصغير... مالكياً