|
حوار مع فرناندو اريناس الأمين العام للحزب الشيوعي الإسباني (المعاد ) (1977)...الجزء الأول
رفيق عبد الكريم الخطابي
الحوار المتمدن-العدد: 5131 - 2016 / 4 / 12 - 01:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حوار مع فرناندو اريناس ( مانويل بيريز مارتينيز) الأمين العام للحزب الشيوعي الإسباني (المعاد ) (1977)
تمهيد من المترجم: الرفيق مانويل بيريز مارتينيز الإسم الحركي أريناس قائد الحزب الشيوعي الإسباني (المعاد) الحزب الماركسي اللينيني ذو الأصول المغربية ، في هذا الاستجواب يقدم لمحة عامة عن الحزب وخطه السياسي وتكتيكاته وكذلك العلاقة مجموعة المقاومة ضد الفاشية للفاتح من أكتوبر ، وعن ظروف اعتقال كل أعضاء اللجنة المركزية، وغيرها من مواضيع، كما أنه يتحدث عن نفسه عندما سئل عن من هو أريناس لنقرأ أجوبته بتمعن ، الحوار أجري من سجنه بإسبانيا ولنعرف ولنتعرف من جديد عن طينة الماركسيين اللينينيين وتجاربهم ..قراءة ممتعة ودروس حافلة.
كيف ولماذا تمت عملية الاعتقال في ال " بينيدورم" ؟
القبض على اللجنة المركزية للحزب هو تتويج لعملية بوليسية ضخمة كانت قد بدأت منذ وقت طويل والتي شاركت فيها ، إضافة إلى وحدات الشرطة السياسية، مخابرات الجيش. لم يكن هناك أي " واش أو مخبر سري " أو أي اختراق كما تم الترويج له. على عكس ما افترض بعض "العلماء"، إنه ليس من السهل اختراق حزبنا، على الرغم من صحة أن هكذا أمر قد حدث لنا بالفعل. منذ فترة طويلة كنا على علم بخطط الشرطة التي كانت تهدف إلى تفكيك الحزب قبل نهاية الصيف ( لقد سموا هذه العملية ب "عطلة 77"). لذلك، أريد أن أؤكد لكم أننا اتخذنا جميع التدابير اللازمة والمتاحة لتجنب ذلك. ومع ذلك، ألقي علينا القبض. وهذا هو المهم الآن. السبب الأول والرئيسي في هذا الاعتقال، يجب البحث عنه في الجزائر، هذه هي الحقيقة. كان حزبنا يثق بالجزائريين و هؤلاء باعونا مقابل 30 ديناري [ في النص الأصلي ديناري إشارة إلى عملة رومانية قديمة]. منذ بعض الوقت، كانت الحكومة الجزائرية تسعى لكسر الاتفاق الثلاثي حول الصحراء ومدريد استغلت هذا الوضع للحصول من الجزائريين على البيانات التي تحتاجها للعثور علينا. كانت الحكومة الإسبانية بحاجة ملحة لوضع حد نهائي وفي أسرع وقت ممكن للحركة الديمقراطية و الثورية. مع مرور الوقت، سوف تتمكن الشرطة من اعتقالنا، ولكن كان يمكن أن يكون من الصعب القيام بذلك في وقت قصير. الاختراقات التي حاولوا كثيرا القيام بها والاعتقالات التي تمت في الآونة الأخيرة لم تمكنهم سوى من نتائج هزيلة. من ناحية أخرى، عرفنا من خلال الاعتقالات السابقة أن الشرطة كانت متأكدة جدا من تحقيق أهدافها في الوقت المحدد. ليس لدينا أي شك في أن ذاك اليقين كان مرتبطا بالثقة المفرطة التي وضعناها في ال "أصدقاء" بالجزائر. ونحن لم يكن في مقدورنا أن نكون حذرين من قادة دولة تقدمية. نحن وثقنا بهم، لم يكن بمقدورهم أن يخونونا.. وقد خانونا ؟ هذا هو الفخ الذي سقطنا فيه. يمكننا أن نقدم بعض التفاصيل المحددة، ولكننا لا نعتبر ذلك مناسبا أو ضروريا. هذا هو الدرس الذي لن ينساها الشيوعيون باسبانيا أبدا. أما عن الكيفية التي تمت بها عملية الاعتقال، فهي جديرة بالسرد. تخيلوا شقة من حوالي مائة متر مربع، وخمسة عشر شخصا كانوا هناك ينامون مكدسين، انفجرت داخل المنزل العديد من قنابل الغاز والقنابل المسيلة للدموع، كل واحد منهم كانت معه أسلحة أوتوماتيكية ... لم يتبق هناك سنتيمتر مكعب واحد من الأكسجين، لم نتمكن من رؤية أي شيء، و لم نعرف ما إذا كان هناك جرحى أو أموات. كنا نسمع فقط اطلاق النار والسعال نتيجة الاختناق وكلمات القلق من بعض الرفاق. والشرطة كانت على علم بوجود طفل الذي، في ذلك الوقت، أصبح الشغل الشاغل بالنسبة للجميع. بضع ثوان مرت وكما كان من المستحيل البقاء في المنزل، قررنا الخروج، كنا مقتنعين تماما بأننا لن نصل إلى الباب أحياء. هناك تم ضربنا، ولكننا حافظنا على رؤوسنا شامخة مرتفعة، مستعدين لأسوء الأحوال.
هل صحيح أنه كانت في الشقة خرائط لقصر مونكلوا و أنكم كنتم تستعدون لعملية ضد سواريز؟
في المنزل، لم يكن هناك سوى وثائق و تقارير سياسية للحزب، ونحن لم نكن نعد سوى التهيئ لخطة عمل للتحريض على مقاطعة "المحليات" للشركات (انتخابات النقابية)، ولتطوير حركة التضامن اتجاه المعتقلين السياسيين. لا شيء أكثر من هذا. حكاية خرائط مونكلوا وأخرى مماثلة لها تم اختلاقها، بموافقة سواريز، هذا ليس فيه شك، عبر مجلة التي منذ وقت طويل تقوم بادارة حملة افتراء وتضليل على الحزب الشيوعي الإسباني (المعاد) و على GRAPO. نية أو هدف هذه المجلة ليس فقط محاولة خندقتنا ضمن "الإرهابيين" و ال"مجانين"، في حين أن محاولاتهم لجعلنا نظهر بمظهر يافطة التطرف اليميني كانت قد فشلت، ولكن أيضا لتغذية حملة التخويف من "انقلاب عسكري"الوسيلة التي من خلالها يهددون لفرض المزيد من التراجع على اليسار الإصلاحي/المهادن ، والقبول من دون شكوى، لقرارات الحكومة الفائقة الرجعية لسواريز.
وقصة بندقية القنص، وجهاز الأشعة تحت الحمراء والأزياء العسكرية؟
أنا لم أرى شيئا، ما لم يكن قد اختلط عليهم الأمر بين تلك الأشياء وبين المكنسة ! لأنهم لم يجدوا هناك أي "سلاح"، إذا لم تكن البندقية المصنوعة من البلاستيك التي كنا أعطيناها كهدية لدانييل ، إبن سيردان كاليكستو و إنكرناثيون مارتينيز . حكاية الأزياء العسكرية هي كذبة أخرى من الشرطة. سوف تفهمون بسهولة أنه إذا كان يملك الحزب هذه الأزياء وفي حوزته، فلن نبقيها في شقة مستأجرة لعقد هذا اجتماع. في بينيدورم الجميع كان يرتدي الملابس المعتادة "للمصطافين".
ذاك الاجتماع هل كان اجتماعا موسعا للجنة المركزية، للجنة التنفيذية أو كان لل GRAPO؟
الأمر كان متعلقا باجتماع دوري عادي للجنة المركزية. تماما مثل العصور الجميلة السابقة، الصحافة الأسبانية أضحت الناطق الرسمي بملاحظات ومعلومات بإسم البوليس بدون إضافة أي مرجع واحد لذلك من طرفها، بدون أن تظهر أي شك، على الرغم من العديد من التناقضات العميقة التي تحتويها تلك الأخبار. لقد تحدثوا عن إلقاء القبض على "القيادة العامة لل GRAPO " لكنهم لا ينشرون الصور التي ترافق عادة بترسانة تقارير الشرطة ، والأدلة على "الإرهاب" لم تظهر في أي مكان.
ربما أنهم لم يريدوا استغلال بشكل تام و كامل عمل مصالحهم المتفوقة الرائع ؟
الحكومة تعرف جيدا، تماما مثل كل مديري الصحف، بأنه في بيندروم أتوا لإلقاء القبض على اللجنة المركزية ل PCE (المعاد) وهناك، الشرطة لم تعثر على سلاح واحد، ولا أي شيء له علاقة بالعمليات العسكرية التي ينسبونها إلينا. وهذا هو أيضا السبب الذي مكنهم من اعتقالنا بسهولة، لأن ال GRAPO، انطلاقا مما أعتقد معرفته، و التجربة أثبتت هذا، لا تستسلم للاعتقال، بل إنها تواجهه بالمقاومة وهذا لأنهم مسلحون. أظن بأنه عندما يتم تسليح شخص ما، فمن أجل القيام بشيء ما، إنه لن يستخدم سلاحه كنوع من الزينة. هذا دليل آخر من الأدلة يؤكد على ما سبق أن قلته : في بينيدورم، اللجنة المركزية ل PCE (المعاد) هي التي تم اعتقالها وخاطئ تماما القول بأننا كنا "رئاسة الأركان لل GRAPO". ذلك الاجتماع كان الأول الذي خلدته اللجنة المركزية المنتخبة إبان المؤتمر الثاني للحزب ، والتي جرت في يونيو.
منذ الاعتقال، كيف سارت الأحداث؟
جيد. الطريقة التي تم بها القبض علينا، البعض منا استسلم لفكرة أنهم يقومون بعملية مسرحية لكي ينظموا لنا "النزهة". هذا الانطباع أعيد تأكيد نفسه بالترافق مع مرور الوقت، حتى دخولنا إلى سجون د ج س [مديرية الأمن العام في مدريد] . حتى ذلك الوقت، مرت ساعات طويلة استغلتها الشرطة كنوع من تجريب التعذيب النفسي اتجاهنا، من أجل هزمنا فكريا. لقد أبقوا علينا لنا اليوم كله، معصوبي العينين ومن حولنا أقيم جدار سميك من الصمت. لم نكن نسمع سوى ضجيج المحركات، أزيز الأبواب، الضجيج الذي تحدثه تعبئة البنادق الآلية... هذا كان في اليكانتي، حيث أبقوا علينا لمدة 8 ساعات، واقفين، مكبلي اليدين، داخل ما يشبه نوعا ما المرآب. البعض منا أطلق تحديا لهذا النوع من التعذيب، عبر الشجب وتشجيع الرفاق ، وهو ما جذب غضب "الرماديين " [الشرطة] على رؤوسنا وكليَنا [من الكليتين reins]. من اليكانتي، نقلنا إلى DGS الإدارة العامة للأمن ، في عرض كبير للقوة وفي ظروف غير إنسانية. وخلال الاستجوابات، وعلى الرغم من التعذيب السادي الذي تعرض لها البعض من رفاقنا فانهم لم يتمكنوا من الحصول على أي شيء. جميع التصريحات تمت نسجها أو فبركتها على أساس المعلومات التي انتزعت تحت التعذيب أثناء اعتقالات سابقة للمناضلين أو المتعاطفين مع الحزب، وهي بيانات/تصريحات ليست لها أية قيمة لكن القاضي اعتبر ذلك كافيا لسجننا. الموعد عددت لكيف كان هذا المشهد كاذبا: بمجرد مرور المهلة القانونية من 72 ساعة وحيث أن التصريحات التي أدلينا بها وقعها كل واحد منا لا تسمح لهم بمحاكمتنا أو سجننا، فقد أمر القاضي أن نعاد مرة جديدة إلى الإدارة العامة للأمن من أجل القيام ب "تكملة" للتصريحات. نحن ضعفاء، ولكن هذا الضعف لا يخيفنا. النوعية والطابع البروليتاري والثوري لحزبنا ، الروح النضالية السياسية لجميع أعضائه لا يمكن أن يوضع موضع شك من قبل أي شخص جاد وصادق. يجب عليكم أن تضعوا في اعتباركم حقيقة أننا لم نشكل حزبا تحريفيا أو سوسيال ديمقراط حيث الكل لا يفعل سوى التصويت أو حضور الاحتفالات. حزبنا هو قوة ثورية في الطور التطور ، مع برنامج وخطط لاتباعها. وبهذا المعنى نحن متفوقون بكثير على أي "كتلة من المناضلين "الاشتراكيين الديمقراطيين. حاليا قواتنا هي صغيرة، لكنها أيضا منظمة جيدا وتمتد إلى المناطق الصناعية والزراعية الرئيسية في البلاد وداخل كل القوميات. نحن ندرك نقاط ضعفنا مقارنة بضخامة المهام السياسية التي نعتزم تحقيقها، ولكننا نعرف أنه لن يبقى الحال دائما هكذا، نفوذنا يتزايد يوما بعد يوم، ولن تمر فترة طويلة قبل يكسب الحزب الشيوغي الإسباني (المعاد) يكسب الثقة والدعم التي كان يتمتع بهما الحزب الشيوعي لخوسيه دياز في أوقات سابقة وسط العمال. كل هذا هو مسألة وقت كيف نتعلم أن ننتظر ونعمل بجد وصبر، بدون أن نتخلى أبدا عن الخط السياسي والعمل الذي بدأناه. حتى الآن تمكنا من إعطاء الحركة الدفعة الأولى، الذي هو على الدوام الأمر الأصعب.
خلال عام 1977، الاعتقالات في صفوف أعضاء الحزب الشيوعي الإسباني (المعاد) كانت لا تتوقف و ثقيلة جدا، كيف يمكنكم تحليل هذا الواقع؟
هذا هو الوقت المناسب للإجابة على هذا السؤال لكون، حتى داخل الحزب فهذا المشكل ليس واضحا بعد. صحيح أنه خلال 1977 حدثت اعتقالات عديدة ومهمة لمناضلي ولمنظمات الحزب، والتي انتهت باعتقال اللجنة المركزية. يتعلق الأمر هنا بمسألة خطيرة جدا والتي نوليها الاهتمام الذي تستحقه. كل واحدة من هذه الاعتقالات حدثت بطريقة مختلفة ولأسباب مختلفة. لن نخوض في التفاصيل. ما يهمنا هو أن معرفة السبب الأول والأخير لكل هذه الاعتقالات، ومعرفة ما إذا كان، حقا، بالامكان تجنبها أو، كيف وماهية التدابير التي تمكن من تجنبها. كي أكون أكثر وضوحا، سنعطي مثالا: خلال سنة 1975 عرف FRAP أيضا العديد من الاعتقالات. حاليا، على العكس ، ومنذ فترة طويلة، لم تحدث هناك أي عملية اعتقال في صفوفهم يمكن أن اعتبارها مهمة أو ذات دلالة. ما هو سبب هذه الظاهرة؟ لماذا يتم اعتقال المناضلين من حزبنا وليس أولئك المنتمون لل FRAP؟ هل لأن هؤلاء الأخيرين قد تعلموا الطريقة الجيدة للقيام بالأشياء التي يقومون بها ونحن نفعل ذلك وفي كل مرة بأسوأ طريقة [ الحديث هنا باعتقادي حول أساليب الممارسة] ؟ أعتقد بأنه إذا كانت، في الآونة الأخيرة، ال FRAP لم تتعرض لأي اعتقالات كبيرة، فهذا يرجع بدون أدنى شك إلى أن هذه المنظمة قد هجرت المعسكر الثوري. هذا واضح، وأنه يسري على كل الجماعات أو الأحزاب الأخرى التي تعتبر نفسها شيوعية ثورية. وإذا كانت تلك التنظيمات لم تخضع للاعتقال فليس لأنها تقوم بفعل الأشياء كما يجب على كل منظمة ثورية شيوعية أن تفعل. ولكن هذا لا يبرر الاعتقالات التي تعرضنا لها، والتي تجد أسبابها في عملنا أو ممارستنا ذاتها. هل لأننا ننفذ أو ننجز مهامنا بشكل سيء؟ هذا ممكن، ومع ذلك، رغم كل المحاولات التي قمنا بها، فقد عجزنا عن إيجاد أخطاء كبيرة متعلقة بسير عملنا والتي يمكن أن تفسر هذه الاعتقالات ونحن نرحب ونقبل بكل الانقادات أو الاقتراحات التي توجه لنا في هذا الإطار أو حول ما يتوجب علينا القيام به. لذلك فنحن مضطرون إلى أن نخلص إلى القول بان الاعتقالات التي مست مناضلي حزبنا ، مثلها مثل كل الخسائر والمعارك التي يخسرها أي جيش يقاتل هي ، على العموم، لا مفر منها، هي تشكل جزءا من ظاهرة لصيقة بكل صراع وبأي معركة. لقد عملنا وسنستمر في العمل من أجل القضاء على عبادة أو تقديس للعفوية وضيق الأفق، لقد عملنا بدون كلل من أجل خلق منظمة مكافحة ، لمحترفين حقيقيين في خدمة الثورة وقضية البروليتاريا. لا احد يمكنه أن يؤاخذنا بإهمالنا هذا الجانب المهم جدا الذي طبع عملنا، ولا أحد يستطيع القول أننا تسرعنا، عدا هذا فليعطونا مثالا واحدا للإهمال أو التهور. قلت إن الاعتقالات لا مفر منها في أي حزب يشجع ويمارس الصراع الطبقي بحزم ومبدئية، لكننا لا ينبغي أن نستنتج أن هذه الاعتقالات يجب أن تشل أنشطته. إذا كان الأمر كذلك، وإذا كان بعد كل حملة اعتقالات يختفي نشاط الحزب لفترة طويلة، فإنه سوف يكون لأولئك الذين يعتقدون بالجبروت الكلي للشرطة، بعض الحق . في المثال الذي قدمناه سابقا، لم تختفي كل أنشطة ال FRAP ورعاتها أو حماتها فقط بل إنهم عندما عادوا الى الظهور، فعلوا ذلك ضمن " الشرعية" أو الشرعية القانونية وانضموا بالفعل إلى الجلادين. هل هذا هو الحال بالنسبة لحزبنا؟ لا، وهذا لن يحدث أبدا لأنه بعد كل عملية اعتقال تجعل حزبنا يظهر أو يسطع بمزيد من القوة ويؤكد ذلك من جديد في خطه السياسي.
بعد هذه الضربة الموجعة، هل يمكن اعتبار الحزب ش إ (المعاد) قد مات ؟
(الضيف ينفجر بالضحك ويجيب بثقة) كم عدد المرات التي لم قتلوا فيها الحزب الشيوعي الإسباني (المعاد) و تركونا نموت؟ ومع ذلك، كنا نعود للحياة في كل مرة كانوا يقوم بتفكيك مفاصلنا، أكثر قوة من ذي قبل. لهذا السبب عندما نقرأ في الصحافة تصريحات من هذا القبيل، الضحك يهز صفوفنا وفي جميع الأماكن . ليس هناك شك في أن اعتقال اللجنة المركزية كان بالنسبة للحزب ش إ (المعاد) واحد من أقسى الضربات التي وجهت لنا حتى الآن. ولكن، بدون شك، سوف تثبت التجربة إلى أي مدى أثرت علينا. صدقوني، إن اعتقالنا لن سيضر بالحكومة أكثر من الضرر الذي لحقنا. سوف تفاجؤون مما سأقوله لكم. عندما وصلنا إلى السجن، والرفاق الذين كانوا هناك استقبلونا بالعناق الحار، لكنهم لم يستطيعوا إخفاء حزنهم. مثلنا، كانوا بالفعل معتادون على التعرض للاعتقال، على تحسس آثار ونتائج اعتقالات أخرى لمناضلين آخرين من الحزب ، أيضا، لمعرفتهم بالنتائج النهائية لهذه الاعتقالات. ولكن اللجنة المركزية للحزب، لقد بدا الأمر قويا جدا بالنسبة لهم ولا يطاق. ولكن ما كان مفاجئا لهم هو مشاهدتهم لنا ونحن بمعنويات مرتفعة والتفاؤل يغمرنا. "إنه أمر غير الممكن مستحيل!" هذا ما قاله البعض منهم فيما بينهم. "ولكن أنتم لا تعون! "صرخوا وهم يمسكون رؤوسهم بين أيديهم؟ وبسرعة كبيرة، عندماعلموا بأن أنشطة الحزب ستستمر في الشارع، وستشكل لجنة مركزية جديدة مؤقتة ، وستظهر منشوراتنا بشكل عادي وغيرها من أنشطة للحزب، وهذا ما ذكرته الصحافة نفسها خلال أحداث قاديس، لقد أصابتهم العدوى.
ألا يوجد المزيد من الكوادر السياسية داخل السجون كما في خارجها؟
ذلك يعتمد على الموقع الذي ننظر منه. الآن أغلبية "الحرس القديم" للحزب موجودة في السجن إذا كان من الممكن الحديث بهذه الطريقة. وهذا هو في الواقع يشكل رأس مالا ذو قيمة كبيرة. ولكن يجب علينا أن نأخذ في الاعتبار، حقيقة أن هذا الحرس القديم لم ينفق وقته في الجري والتنقل ما بين اليمين واليسار أو في فرك الأصابع، ولكنه عمل جيدا من اجل إعادة بناء الحزب، مع كل ما يعنيه ذلك، لقد أسس بنية عضوية، ورسم خطا سياسيا، لقد عزز علاقاته وصلاته مع الجماهير، لقد أعطى مثالا يحتذى به وكون مدرسة. إذا نظرنا إلى المسألة من هذه الزاوية، أدركنا على الفور أن الغالبية الساحقة من كوادر الحزب كوادر تتمتع بالطاقة على الأقل، هي خارج السجون. ولدينا كامل الثقة فيهم. إذا لم يكن الأمر هكذا فما جدوى كل عملنا؟ ... أنا لست مثل كاريو الذي لا يتوقف على تكرار أنه لا بديل عنه ولا له في حزبه. لما قام به وما يزال مستمرا في القيام به، فإنه من الممكن جدا أنه لا يوجد لديه بديل. حالتنا مختلفة. لدينا وسيكون لدينا على الدوام العديد من البدلاء والخلفاء. وعلى الرغم من الندم البرجوازية الكبيرة، فسنخرج من السجن لأن الطبقة العاملة والجماهير العريضة ستقوم بتحريرنا. نحن متأكدون من هذا أيضا.
الآن، ما يمثل كميا ونوعيا الحزب الشيوعي الإسباني (المعاد)؟
بتحليلنا للخبرة المكتسبة على مدى السنوات الخمس الأخيرة - يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أنه ليس حتى عام 1977 كنا عرضة للاعتقالات - يمكننا أن نأخذ بالحسبان صحة ما قلته أعلاه. وباختصار، فإن ممارسة الصراع الطبقي مع كل عواقبه ونتائجه لا يضعف المنظمة الثورية، على العكس من ذلك، إنه يقويها ويسمح بتراكم تجارب وخبرات أكثر اهمية.
هل يمكنك ان توضح لنا، مرة واحدة وإلى الأبد، من دون اللجوء إلى الصيغ أو الحجج المعتادة، العلاقات الحقيقية بين الحزب الشيوعي الإسباني (المعاد) وال GRAPO وكيف نشأت؟
لا أعرف ماذا تقصد ب "الصيغ المعتادة". الحزب الشيوعي الإسباني ( المعاد) يعلن دائما استقلاله عن ال GRAPO أو أي منظمة أخرى وحتى الآن، على الرغم من كل الجهود التي بذلتها الحكومة والشرطة فإنهم لم يستطيعوا مماثلتنا أو الكشف عن أي ارتباط لنا بأي طريقة من الطرق مع الGRAPO. أكثر من هذا هل توصلوا إلى إيجاد العلاقة بين بعض المناضلين منPCE(r) مع هذه المنظمة، وهذا الأمر من السهل إثباته إذا أخذنا بعين الاعتبار تأكيدنا المتجدد في كل لحظة لهذا الاستقلال ، والذي أصبح بالتأكيد " صيغة أو حجة معتادة topique " ولكن ماذا يمكننا أن نفعل في هذه الحالة! هذه هي الحقيقة ولإثبات العكس، نحن بحاجة إلى أدلة، لأن الاتهامات كثيرة وإطلاقها أمر سهل جدا. الحكومة والشرطة كانت لديها فرصة ممتازة لإثبات ما يتهموننا به إبان القبض على اللجنة المركزية والوثائق العديدة التي وجدت في حوزتنا. وسأقول لكم أكثر من ذلك: لقد استولوا على الوثائق المسجلة على شريط مغناطيسي تخص جميع مناقشاتنا إبان المؤتمر الثاني لحزبنا. هل توافق معي أن هذه المواد هي أكثر من كافية لاتهامنا. وهل تعرف إلى ماذا التجأ أو استند القاضي لكي يرسلنا إلى السجن؟ حسنا، انه أعاد إخراج محفوظات أو أرشيف الشرطة لمخطوطة داخلية لل GRAPO، والتي لا علم لنا عنها تماما أو بوجودها قبل وصولنا إلى مقر الوحدة العامة للأمن DGS ، والتي فيها إشارة إلى علاقات لهذه المنظمة مع الحزب. هذا كل شيئ. وإذا أردتم وجهة نظري، تلك المجموعات ، التي لا تريد الانفصال عن الشعب، تحتاج الى قيادة سياسية ويعتقدون أنهم وجدوها في حزبنا، في توجهاته وتعليماته. من ناحية أخرى، واقع أن الحزب الشيوعي الإسباني ( المعاد) كان الأول وتقريبا الوحيد الذي دعمها، والذي لم ينضم إلى الحملة الديماغوجية التي قادتها الحكومة وكون البعض من مناضلينا حاربوا كتفا لكتف مع هؤلاء المقاتلين ضد الفاشية، مثلما دخل العديد من الأطراف الأخرى في منظمات ذات طابع شعبي، كل هذا سمح لهم بأن يشعروا بالاتحاد الثابت وعن كثب معنا وقبولهم ببعض النصائح التي نقدمها وبعض مقترحاتنا. ولكن القرار والقيادة الحقيقية والفعلية لهذه المنظمات، في هذه الحالة ال GRAPO، فهو أمر لا علاقة لنا به وليس مرتبط بنا. ليس هناك أدنى شك في أننا نمارس بعض التأثير نوعا ما عليهم، إرادتنا وخصوصا إخراج هذه المنظمات من نزعاتها الفوضوية أو العسكرية المحضة، وبطبيعة الحال، نحن متضامنون وسنواصل التضامن ودعم جميع أنشطتهم. الانتقادات التي وجهناها أو التي سيتوجب علينا أن نوجهها لهم هي أشياء لن نبديها أو نبوح بها أمام العدو المشترك. نحن نفهم أن هذه العلاقات هي السبب في العديد من فشل وخيبات أمل بالنسبة للحكومة والرجعية بشكل عام. ولكن ماذا بجعبتهم؟ إنهم يريدون ويتمنون أن تتحول ال GRAPO لتصبح "جماعة يمينية متطرفة" ، لأنهم بذلك سيحصلون على ضمانة القدرة على التحكم بها واستخدامها ضد الحركة العمالية والحركة الشعبية. علينا أن نرحب بكونهم عجزوا عن فعل ذلك ولم يتمكنوا منه – كما أنه بحوزتنا الكثير من الأدلة – وبكون ال GRAPO هي منظمة مستقلة حقا وتخدم الشعب وتقبل بمناضلينا عن طيب خاطر في صفوفها وتقبل بتوجيهات الحزب الشيوعي الإسباني ( المعاد). لكن الرجعية لا تقبل في أي حال من الأحوال حقيقة بسيطة جدا، وغالبا ما تتكرر ويبرهن عنها : ال GRAPO هي ال GRAPO و الحزب الشيوعي الإسباني ( المعاد)هو الحزب الشيوعي الإسباني ( المعاد).
هامش : (1) (les Groupes de Résistance Antifasciste Premier Octobre : (GRAPO : مجموعة المقاومة ضد الفاشية للفاتح من أكتوبر
يتبع
ترجمة رفيق عبد الكريم الخطابي: البيضاء :10/04/2016
#رفيق_عبد_الكريم_الخطابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسائل مارس : رسالة البندقية ( الرسالة الأخيرة).
-
رسائل مارس : ذكرى ستالين ستبقى خالدة ورسالة للبروليتاريا
-
رسائل مارس : الحب والوفاء التضحية البندقية (الجزء الثالث )
...
-
رسائل مارس : الحب والوفاء التضحية البندقية . (الجزء الثاني)
-
رسائل مارس : الحب والوفاء التضحية البندقية .
-
الولايات المتحدة الأمريكية: حكومة للشركات متعددة الجنسيات
-
الشهيدة سعيدة المنبهي .. الشاعرة و المناضلة ..درس في المبدئي
...
-
الإجرام المتنقل ما بين بيروت وباريس ..وجهة نظر (2)
-
تضامنا مع الزميل : معز الراجحي أحد كتاب الحوار المتمدن البار
...
-
الإجرام المتنقل ما بين بيروت وباريس ..وجهة نظر
-
تضامن انتهازي مع حزب انتهازي ..رد على مقال محمد محسن عامر
-
قصة : رديئة ، مملة ومقرفة جدا
-
الحرب السرية ضد روسيا السوفياتية..بعيون أخرى ( الجزء الأخير)
-
الحرب السرية ضد روسيا السوفياتية .. بعيون أخرى (6)
-
انطباعات عن معرض البيضاء للكتاب بنكهته ال -بنكيران - ية
-
الحرب السرية ضد روسيا السوفياتية .. بعيون أخرى (5)
-
الحرب السرية ضد روسيا السوفياتية .. بعيون أخرى (4)
-
الحرب السرية ضد روسيا السوفياتية..بعيون أخرى (3)
-
الحرب السرية ضد روسيا السوفياتية..بعيون أخرى (2)
-
سنة 2014 ..وختامها قتل .
المزيد.....
-
إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
-
مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية
...
-
بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما
...
-
سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا
...
-
مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك
...
-
خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض
...
-
-إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا
...
-
بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ
...
-
وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
-
إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|