سعدون الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 5131 - 2016 / 4 / 12 - 01:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حرب الخليج ( الملف السري)
تأليف:
- بيير سالينجر
- إريك لاورينت
ترجمة :
سعدون الركابي
الناشر: دار كيوان للطباعة و النشر
دمشق
الطبعة الأولى
2005
الحلقة الحادية عشر
الفصل الرابع
" .... أنا على ثقةٍ, بأنّهُ لا يوجدُ إنسانٌ مُنصِفٌ في هذا العالم لا يتفَهَّمُ مشاعرَنا. لا نطلبُ مِنكم حلَّ مشاكلنا. لقد سبقَ و قلتُ بِأنّ المشاكلَ العربيةَ يجبُ حلّها بين العرب, و لكن لا تُشجّعوا أيَّ أحدٍ أن يقومَ بِمُهمةٍ لا تتناسبُ معَ مُستواهُ الحقيقي. لا أعتقدُ بِأنَّ أحدآ سيكونُ خاسِرآ, عندما يكونُ صديقآ للعراق, حسبَ رأيي. إنَّ الرئيس الأمريكي لم يرتكب أيَّ خطأٍ فيما يتعلَّق بالعرب, رغمَ قراره بتجميدِ المُباحثاتِ معَ مُنظَّمةِ التحريرِ الفلسطينيةِ. و لكن على ما يبدو بِأنَّ هذا القرار كان قد إتُخِذَ لإرضاءِ اللوبي الصهيوني, أو كعاملٍ إستراتيجيٍ لِتهدِأةِ الغضبِ الصهيوني قبلَ مُحاولةِ إعادةِ الإتصالاتِ معَ مُنظَّمةِ التحريرِ الفلسطينية. أتمنّى أن يكونَ المقصودُ هو الإحتمال الأخير. على كُلِّ حالٍ, نحنُ سنستمرُ بالقولِ, بأنَّهُ كان قرارآ خاطئآ. لقد قدَّمتُم خدماتٍ كثيرةً للمُعتدي, إقتصاديةً و سياسيةً و عسكريةً, و كذلكَ في المجالِ الإعلامي. متى سيأتي الوقتُ الذي ستعترِفونَ فيهِ, و لو لِمرةٍ واحدةٍ, بحقوقِ العرب, مُقابِلَ ثلاثةِ إمتيازاتٍ مُقدَّمةٍ للمُعتدي؟ متى ستأتي في نهايةِ المطاف, فرصةٌ للبشريةِ كي تعتمدَ على حلٍّ أمريكيٍ يُنصفُ حقوقَ أُولئكَ المائتي مليونٍ من البشر, مُقابلَ الثلاثةَ ملايينٍ من اليهود؟ نحنُ نُريدُ الصداقةَ و لكن لا نركضُ ورائَها, كما نرفضُ أيَّ عدوانٍ من أيةِ جهةٍ كانت. إذا ما أُريدَ لنا شرٌ, نحنُ نعرفُ كيفَ سنصمد. هذا حقٌ لنا, بغضِّ النظرِ عمّا إذا ما كان هذا الشرُّ سيأتي من الولاياتِ المُتحدةِ أو من الإماراتِ العربيةِ أو من الكويت أو من إسرائيل. رغمَ إنني لا أضعُ هذهِ البُلدان بنفسِ المقام. إسرائيل سرقت أراضي العرب بعونٍ من أمريكا, بينما الإمارات و الكويت لا تدعمُ إسرائيل. و على كُلِّ حالٍ فهما دولتان عربيتان, و لكن عندما تُحاولان إضعافَ العراق فهما تُساعدان إسرائيل بشكلٍ مُباشر. و في هذهِ الحالةِ فللعراقِ كُلِّ الحقِ في الدفاعِ عن نفسهِ ". و في هذهِ النقطةِ من الكلام, و لجعلِ حديثهِ أكثر إقناعآ, يستشهدُ صدّام حُسين بحادثتينِ سابقتينِ, لتأخُذَ أمريكا درسآ منهما: " في سنةِ 1974, إلتقيتُ بإدريس إبن مُلاّ البرزاني, و كان جالسآ على نفسِ المكان الذي تجلسين حضرتكِ عليهِ الآن. طلب مني تأجيلَ تنفيذ الحُكم الذاتي لكردستان العراق, و الذي كان قد إتُفِقَ عليهِ في آذار سنة 1970. فقلتُ لهُ؛ بأنَّنا مُصممونَ على إحترامِ مسؤولياتنا, و عليهِ أيضآ واجبٌ بإحترامِ تعهُّداتهِ. لقد شعرتُ بأنَّهُ كانت لدى إدريس نوايا عدوانية, فأضفتُ قائِلآ: أبلغ والدك إحتراماتي, و قل لهُ بأنَّ صدّام حُسين قال ما يلي, و هُنا أبلغتهُ و بالأرقام عن حالةِ ميزان القوى, تمامآ كما إتَّبعتُ مع الإيرانيين فيما بعد, و من خلالِ رسائلي المفتوحةِ و المُوجَّهةِ لهم في فترةِ الحربِ. و ختمتُ حديثي هذا معهُ, مُختصِرآ في جملةٍ واحدةٍ: إذا ما فُرِض علينا القِتال, فنحنُ سننتصر. أ تعرفُ لماذا؟ ثُمَّ عدَّدت لهُ حينها جميعَ الأسبابِ, إضافةً لسببٍ واحدٍ آخرٍ سياسي, قُلتُ لهُ: مصيركم يعتمدُ على خلافاتِنا معَ شاه إيران. مصدرُ الخلافِ مع إيران ينبعُ من أطماعِ هذا البلد بشطِّ العرب. إذا ما إستطعنا أن نُحافظَ على العراق كاملآ, بما فيهِ شطِّ العرب, سوف لن نُقدِّمَ أيَّ تنازُلٍ. و لكن إذا ما خُيِّرنا بين نُصفِ شطِّ العرب و بين وحدةِ تُراب العراق الحالي, فسوفَ نتنازلُ عن شطِّ العرب من أجلِ المُحافظةِ على العراق, ضِمنَ حدودهِ التي نُريدها. نرجو أن لا تصُبّوا الغازّ على النار, مُخاطرين بتذكيرنا بهذا الإختيار الأخير, الذي بقيَ لنا أمامَ إيران. بعد هذا اللقاء, تركنا نُصفَ شطِّ العرب لإيران, بينما تُوفيَ البرزاني و دُفِنَ خارجَ حدودِ العراق, و قد خسِرَ الحرب ". ثُمَّ, موجِّهآ كلامهُ إلى السفيرةِ الأمريكيةِ مُباشرةً, قال الزعيمُ العراقي: " نرجو أن لا تدفعوننا إلى مثلِ هذهِ الإجراءاتِ المُتطرِّفةِ من جديد. المُشكلةُ الوحيدةُ التي لن يتُمَّ حلَّها مع إيران هي مُشكلةُ شطِّ العرب. فإذا ما وُضِعنا للإختبار بين العراق و كرامتِهِ المشروعةِ من جهةٍ, و بين شطِّ العربِ من جهةٍ أُخرى, سوفِ نتفاوضُ بنفسِ الحِكمةِ التي أثبتناها في سنة 1975*. و هكذا, فمثلُما ضيَّعَ البرزاني الفرصةَ التأريخيةَ سيخسرُ الآخرون ". ** يختَّتمُ صدّام عرضهُ التأريخي هذا بصوتٍ حازمٍ : " أرجو أن يقرأَ الرئيس بوش بنفسهِ ما قُلتهُ هُنا وأن لا يسمحَ لنفسهِ أن يقعَ في أيدي عصابةٍ ما من وزارة الخارجية. أستثني هنا وزيرَ الخارجيةِ جيمس بيكر و كذالك جون كيلي, الذي أعرفهُ و قد كانت لي فرصةُ تبادلِ الآراءِ معهُ ".
و أخيراً, يمكنُ للسفيرةِ الأمريكيةِ أن ترُّد:
" أشكُركم سيادةَ الرئيس, إنهُ لسرورٍ عظيمٍ لأيِّ دبلوماسيٍ أن يلتقيكم و يتكلَّم معكم بصراحةٍ. لقد فهمتُ جيداً فحوى خطابكم. لقد درستُ التأريخَ في المدرسةِ. و لقد كُنّا قد تعلَّمنا أن نقولَ: " الحريةُ أو الموت ". أعتقدُ أنّكم تعرفون بأنَّ شعبنا عاش تجربةَ الإحتلالِ. لقد أشَرتُم – سيادة الرئيس – الى الكثيرِ من النُقاطِ و التـي لا أستطيعُ التعليقَ حولها بإسمِ حكومتي, و لكنَّني و بموافقةِ حضرتكم, أرغبُ في تحليلِ إثنين منها. لقد تكلمتُم عن " الصداقةِ" و أعتقدُ أنَّهُ قد عَبَّرَ عنها و بنفسِ الوضوحِ, في الرسالةِ التي أرسلها رئيسُنا لحضرتكُم, بمناسبةِ العيدِ الوطني لبلدكم ...". يُقاطعُها صدّام حُسين: " رسالتهُ كانت ودِّيةً و تحياتُه المُرسلةِ تتطابقُ تماماً مع تحياتِنا وتقديراتِنا تجاهِ الطرفِ الأمريكي ". و تُتابعُ السفيرةُ: " و كما تعرفون, هو مَن أعطى تعليماتهُ لــلإدارةِ الأمريكيةِ لرفضِ أيِّ إقتراحٍ لتطبيقِ العقوباتِ الإقتصاديةِ على العراق ".
صدّام: " نحنُ لم نعُد نستطيع أن نشتري أيَّ شيءٍ من أمريكا إلا القمح. كُلُّ مرةٍ نُريدُ أن نمتلكَ شيئاً, يُقالُ لنا بأنَّهُ ممنوع. أخشى أن تقولوا لنا قريباً: " إصنعوا البارودَ من القمح إن شئتم "!
فتسرعُ السفيرةُ لتهدأتهِ: " عندي تعليماتٌ شخصيةٌ من الرئيس بوش للعملِ على قيامِ علاقاتٍ أفضلَ مع العراق ".
صدّام: " و لكن كيف؟ و نحنُ نُريدُ أيضآ هذا الشيء, بينما تأتي الوقائعُ دائمآ عكسَ ذلك ".
السفيرة: " و لكن كُلَّما تحادثنا أكثر كُلَّما إبتعدنا عن سوءِ الفَهم. أشرتُم الى المقالِ الذي نشرتهُ المحطةُ الأمريكيةُ للأخبار, و الذي كان مُؤسفاً حقاُ. لذلك, قُدِّمت إعتذراتٌ رسميةٌ حول ذلك ".
يُحني صدّام رأسهُ مسروراً و يقول: " مُلاحظتكُم كريمةٌ, نحنُ العرب حينما يعترفُ لنا شخصٌ ما: أنا آسفٌ, أخطأت, بالنسبةِ لنا هذا كافياً. ولكنَّ الحملةَ الصحفيةَ مُستمرةٌ و تتكاثرُ الحكايات حولنا. و لو كانت صحيحةً فلا أحدٌ سيزعل. لكنَّنا نستنتجُ من هذا الإصرار, بأنّهُ تُوجد رِغبةٌ واضحةٌ للإساءةِ لنا ".
تُكملُ السفيرةُ فكرَتها: " لقد تابعتُ البرنامجَ الذي حقَّقته " ديانة ساوير ", و الذي بثَّتهُ محطةُ A.B.C . إذ كان في مُستوىً رديءٍ و بعيدٍ عن الواقعِ و الحقيقةِ. مثلُ هذا يحدثُ في الصحافةِ الأمريكيةِ و الذي يستهدفُ السياسيين الأمريكيين. أنا سعيدةٌ بأنكم قد أضفتم إحتجاجاتكم إلى إحتجاجاتِ بقيةِ الدبلوماسيين. و الذين يتصدُّون إلى وسائلِ الإعلامِ بشجاعةٍ. إن ظهورَ حضرتِكم في التلفازِ و لو لخمسِ دقائقٍ, قد يُساعدُ الشعبَ الأمريكي أن يفهمَ الموقفَ العراقيَ هذا, و قد يُساعدُ في تحسينِ التفاهُمِ المُشتركِ. و لو كان بإمكانِ الرئيس الأمريكي التَحكُّمَ بالإعلامِ لكانت مُهمتهُ أكثرَ سهولةً. سيادة الرئيس, إنني أُصِرُّ على التأكيدِ بأنَّ الرئيسَ بوش لا يرغبُ ببناءِ علاقاتٍ أحسن و أوسع مع العراق فقط, بل يرغبُ أن يُساهمَ العراق مُساهمةً كاملةً في السلامِ و الرخاءِ في الشرقِ الأوسط. إنَّ الرئيسَ بوش هو إنسانٌ ذكيٌ, و سوفَ لن يُعلنَ الحربَ الإقتصاديةَ ضِدَّ العراق ". ( في الواقع, فإنَّ السفيرةَ تُعطي لصدّام حُسين يدآ طليقةً للحركةِ )***
أنتُم على حقٍ, هكذا و كما أكَّدتُم حضرتكم, فإنَّنا لا نرغبُ في زيادةِ سعرِ البترول. و لكن أودُّ رجاءَ حضرتكم أن تقترحوا سِعراً معقولاً ". بدا الرئيسُ أكثر تفهُّماً: " و حتى نحنُ لا نرغبُ أسعاراً مُرتفعةً كثيراً. أُذكِّركُم بأنَّهُ في سنة 1974, إقترحتُ على طارق عزيز أن يكتُبَ مقالاً ينتقدُ فيهِ سياسةَ الأسعارِ المُرتفعةِ. كان أولُ مقالٍ عربيٍ, تَمَّ التعبيرُ فيهِ عن وجهةِ النظرِ هذهِ ". عندها تدَّخَّلَ طارق عزيز و لأولِ مرةٍ: " إنَّ سياستنا في نطاقِ أوبك تتعارضُ مع التغييراتِ المُفاجئةِ في سعرِ البترول ".
صدّام حُسين: " 25 دولار للبرميلِ ليس سعراً عالياً ".
السفيرة: " الكثيرُ من الأمريكيين في مناطِقِنا النفطيةِ, قد يكونونَ مسرورين إذا ما إرتفعت أسعارُ البترول أكثر من 25 دولار ".
( من جديد, تُقدِّمُ السفيرةُ لهُ ضوءاً أخضراً. إذ يُمكنُ لصدّام حُسين الإعتقاد, بأنَّ السفيرةَ و مِن ورائِها الرئيس بوش و حكومتهِ, يوافقون على المطالبةِ بشأنِ أسعارٍ مُرتفعةٍ للبترول )***
صدّام حُسين: " في لحظةٍ ما, إنخفضَ سعرُ البترول الى 12 دولار للبرميل. في هذه الحالةِ فنحنُ خسرنا من 6 إلى 7 مليار دولار, و هذا معناهُ الإنهيار بالنسبةِ لخزينتِنا المتواضعةِ ". تُحني السفيرةُ رأسَها موافقةً: " من السهلِ عليَّ أن أفهمَ ذلك لأنَّني عشتُ هُنا منذُ سنواتٍ طويلةٍ. و إنَّني أُثمِّنُ جهودكم العظيمة التي تقومونَ بها لإعادةِ بناءِ بلادكم. ليس لدينا نحنُ أيَّ نوعٍ من الآراءِ أو الإعتراضاتِ فيما يخصُّ الخلافات بين العرب. مثلُ الخلافِ الحدودي بينكم وبين الكويت. لقد شغلتُ منصبَ السفيرةِ في الكويت في سنواتِ الستينيّات, و لقد إستلمتُ تعليماتٍ في تلكَ الفترةِ, أن لا أُصرِّح بأيِّ رأيٍ في هذهِ المُشكلةِ, و التي لا تعني الولايات المتحدة بأيِّ شكلٍ. كما إنَّ جميس بيكر أمرَ الناطقَ الرسمي بإسمهِ, أن يُعيدَ التأكيدَ على هذهِ التعليماتِ. نرجو أن تتمكَّنوا من حلِّ هذهِ الأزمةِ مُستعملين كُلِّ الوسائلِ المُلائِمةِ, بوساطةِ القليبي أو بوساطةِ الرئيس مُبارك. كُلِّ ما نرجوهُ نحنُ, إنَّ حضرتكم ستجدونَ حلآ سريعآ للمُشكلةِ. في هذا الإتجاه, بإمكاني أن أُثيرَ إنتباهكم, بأنَّ هذهِ هي الكيفيةِ التي ننظرُ نحنُ فيها الى هذهِ القضية ( ضوء أخضر آخر: الخلاف الحدودي بين العراق و الكويت, أمرٌ لا شأنَّ لنا فيهِ ).*** إنَّ شعوري بعدَ 25 سنة من الخدمةِ في منطقةِ الخليج, هو إنَّ الأهداف التي تنشدونها تُلاقي دعمآ واسعآ من قبلِ أشقائكم العرب. لنعُد الآن الى قضيةِ البترول, حضرتكم - سيادةُ الرئيس - حاربتُم في نزاعٍ رهيبٍ و صعبٍ. و كي نكونُ صريحين, نختصرُ الكلامَ بالتأكيدِ, بأنَّكم قد نشرتم قطعاتٍ كبيرةً في جنوبِ العراق. بالطبع, و كما قُلتُ, فالمشكلةُ هذهِ لا تعنينا, ولكن عندما يأتي هذا الأمر متوازياً مع خطابِ حضرتكم بمناسبةِ العيدِ الوطني لبلادِكم. و الذي ذكرتُم فيهِ, بأنَّ الإجراءات التي تتبنّاها كُلٌّ من الإمارات العربية و الكويت, تعني في نهايةِ المطاف شُبهَ عدوانٍ عسكريٍ ضد العراق. يبدو لي طبيعيآ أن نكونَ قلقين. و في المُحصِّلةِ, فلقد إستلمتُ تعليماتٍ, أن اسألكم, و بروحٍ وديةٍ و بعيدآ عن أيِّ تصادمٍ, عن نوايكم في هذا الأمر؟ أنا لا أُريدُ إلا أن أشرحَ لكم قلقَ حكومتي, بعيدآ عن التصوُّرِ بأنَّ الحالةَ قد تكونُ بسيطةً ".
يُجيبُ الرئيس العراقي: " لا نطلبُ من الناسِ أن لا يشعروا بالقلقِ حيثُ يكون السلامُ مهددآ. إنَّهُ شعورٌ إنسانيٌ نبيلٌ نتقاسمهُ جميعآ. من الطبيعي, أن تشعُر قوةٌ عظمى مثلَ بلدكم, بأنَّها ذاتُ علاقةٍ بالأزمةِ. لكن ما نطلبهُ نحنُ منكم أن لا تعبِّروا عن قلقكم هذا, بشكلٍ قد يُؤّدي الى تشجيعِ المُعتدي. الأمر الذي يجعلهُ يتخيَّل بأنَّهُ رُبَّما قد يتمكَّن من الحصولِ على دعمكم لعدوانهِ الذي يقوم بتنفيذهِ ضدنا. نرغبُ أن نجِدَ حلآ عادِلآ, و الذي سيعترفون – خصومنا - لنا من خلالهِ بحقوقِنا. و لكن نُريدُ أيضآ أن يعرفوا هُم, بأنَّهُ قد نفُذَ صبرُنا. ذلك بأنَّ أعمالَهم قد أصبحت تُؤَّثرُ و بشدةٍ حتى على الحليبِ الذي يشربهُ أطفالُنا و على رواتبِ التقاعدِ للأراملِ اللواتي فقدنَّ أزواجهُنَّ في الحربِ و لليتامى الذين فقدوا آبائهم ".
-----------------------------------------------------------------------------------------------
* إتفاق الجزائر الذي عُقِد سنة 1975 في الجزائر, بين شاه إيران و صدّام حُسين, نائب الرئيس العراقي آنذاك, و الذي تنازلَ العراق بموجبهِ لإيران عن نُصفِ شطِّ العرب- المُترجِم.
** الآخرون هُنا هم الأمريكيون, و هذا التعبير يعكسُ ضحالةَ تفكيرِ الرجُلِ و سذاجتهِ- المُترجِم.
*** المؤلفان.
#سعدون_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟