أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - كنتي سيبيه يمسكها يا فوزية!














المزيد.....


كنتي سيبيه يمسكها يا فوزية!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5130 - 2016 / 4 / 11 - 18:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كل احترامنا لأحكام القضاء التي لا تعقيب عليها، وبعد. قال المحامي الشابُّ في لقائه بالإعلامي وائل الأبراشي: “أنا بعت لها رسالة في فيس بوك من سنتين وهي مردتش عليا! فرحت تاني يوم رافع عليها قضية ازدراء أديان واتحكم عليها بتلات سنين سجن. وهادبح خروف يوم ما تتسجن إن شاء الله.” قبل عامين، ما سمع أحدٌ عن هذا المحامي الصغير، وما كان يأمل أن يصير حديث المدينة ويحلَّ ضيفًا دائمًا على الفضائيات وتُكتب عنه المقالات ويُذكر اسمه على مدار الساعة في مانشيتات الصحف والمواقع الخبرية ووكالات الأنباء، دون منجز ولا جهد، اللهم إلا نجاحه في أن يُلقي في ظلمة السجون بأديبة لها رصيد من الكتب والجوائز العالمية والأعمدة الصحفية ونضال مشهود في مناهضة الطائفية والتمييز العنصري والاتجار بالدين وامتهان المرأة وتعذيب الحيوان. ثم يعترف المحامي: “لو كانت ردت عليا واعتذرت؛ كان الموضوع خلص!” يا إلهي! تذكرتُ الآن عادل إمام في فيلم "كركون في الشارع"، وهو يسمك بكيس البلح ويقول لزوجته: “أغلى كيس بلح في العالم يا سعاد". وبدوري أقول: “أغلى رسالة فيس بوك في العالم يا سعاد"! ثلاث سنوات سجن مقابل عدم ردي على رسالة؟! المشكلة أنني بهذا المنطق لن يكفي عمري مضروبًا في ألف لأسدد ديوني. لأن مئات الرسائل تصلني يوميًّا من القراء الكرام على فيس بوك وتويتر والإيميل وواتس آب، وبالطبع يمنعني ضيق الوقت من الرد. لكن القراء الكرام الحمد لله يقدرون أن الجسر بين الكاتب وقرائه هو المقال والكتاب والدراسة والقصيدة، فيسامحونه إن قصّر أحيانًا في التواصل المباشر معهم.
حين اعترف خصمي على الهواء بأن عدم ردي على رسالته هو الذي أثار حنقَه فقرر مقاضاتي (مقابل بوست أدبي مجازي كتبته على صفحتي عن القسوة في ذبح الحيوان) قاصدًا حبسي وحرماني من أطفالي ودفء بيتي، انهالت التعليقات على صفحتي، غاضبة من المحامي بعدما أدركوا باعترافه أن الحكاية ليست غَيرة على الدين كما يزعم إنما ثأر شخصي! لكن غضب القراء لم يخلُ من مزاح لطيف على منوال: “خدي بالك انك مش بتردي عليا وهارفع قضية انا كمان" الخ. لكن ألطف تعليق جاء من الأستاذ "أحمد شيتوس" حين قال: [فكرني بفؤاد المهندس لما قال لبنته في المسرحية: “كنتي سيبيه يمسكها يا فوزية!” ما كنتي تردي على رسالته وتخلصي يا أستاذة.]
وفي نفس اللقاء التليفزيوني هتف خصمي قائلا: "القرآن هايحبسك!" كان البرنامجُ قد أجرى معي مداخلة بالهاتف وأنا في تورونتو الكندية للمشاركة في المؤتمر المصري الكندي ضد التمييز العنصري، وتكريمي على هامش المؤتمر. وأقول له هنا: لا يا عزيزي، القرآنُ لا يسجن، بل يُحرّر. كلام الله في رسالاته السماوية نزل لكي يحرّر الإنسانَ من عبودية الأصنام وعبودية البشر. لكنكم تُزايدون على الله بما لم يُنزل به عليكم من سلطان وتجعلون من أنفسكم سلاطينَ بغير حق لكي تحصدوا مغانم رخيصة لن تجعل منكم إلا غلاظًا تنفّرون الناس من الدين. أليس هذا ازدراء للقرآن، أن تزعم أنه يحبس الناس؟ القرآنُ لا يسجننا يا "فتى الفيس بوك"، بل يحررنا من عبادة البشر أمثالك، ويحرركم من عبادتكم شهواتكم. هل أرفعُ ضدك الآن دعوى ازدراء أديان لقولك إن القرآن يسجن الناس؟



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توب الفرح يا توب
- لماذا اسمها -آنجيل-؟
- لماذا هرب الجمل؟
- دولة الأوبرا تزدري الطبيعة!
- لابد من الموسيقى
- أمهاتُ الشهداء وأمهات الدواعش
- عبقريةُ البسيط وعبطُ الفيلسوف
- سوطٌ لكل امرأة
- كُن مرآةً ولا تكن عكازًا
- البيض الأرجنتيني
- الست فضة والست ماري
- لقاء الرئيس الذي لم أحضره
- هل نلغي الدستور؟
- الكود الإنساني للأطفال
- تيمور السبكي... ونحن والدستور
- اسجنوا بورخيس مع أطفال المنيا
- أيها الشعراء غنّوا وأُسجنوا!
- الحريةُ مناطُ التكليف | أخرسونا لتدخلوا الجنة!
- لماذا لم يعصفِ اللهُ بالملائكة؟
- ازدراءُ الأديان ازدراءٌ للأديان!!


المزيد.....




- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...
- المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوجه رسالة تحذير إلى 103 من ...
- ترامب سيرحل الأجانب المناهضين لليهود
- الكنيست يصدق بالقراءة الأولى على مشروع قانون يسمح لليهود بتس ...
- عاجل| يديعوت أحرونوت: الكنيست يصدق بقراءة تمهيدية على مشروع ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب الديمقراطي المسيحي عن رفضه حزب البدي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - كنتي سيبيه يمسكها يا فوزية!