أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله أبو شرخ - في نقد مسلمات التخلف: هل القناعة كنزٌ لا يفنى ؟!















المزيد.....

في نقد مسلمات التخلف: هل القناعة كنزٌ لا يفنى ؟!


عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)


الحوار المتمدن-العدد: 5129 - 2016 / 4 / 10 - 19:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في نقد مسلمات التخلف: هل القناعة كنزٌ لا يفنى ؟!

نعود أدراجنا مرة جديدة إلى مقولة مشيل فوكو الرائعة، بأن الفكر لا يعني الشتم واللعن والسخط بقدر ما يعني نقد الأمور والمسلمات المألوفة الخاطئة التي يسلم بها عامة الناس، وفي هذا المقال العاجل، في ساعتين لوصل التيار الكهرباء على غزة البائسة، أود تسليط الضوء على مقولة " القناعة كنزٌ لا يفنى " التي يرددها ملايين الناس من المحيط إلى الخليج. في الحقيقة كما سنرى أن هذه المقولة تحديداً هي واحدة من أخطر أسس ودعائم فكر التخلف والتسليم للواقع والرضا بما هو متحقق وهي السبب في تحطيم إرادة الشباب ( والشابات قبلهم ) وعدم التفكير في تغيير الواقع.

الهرب من خلال الهجرة إلى الشمال الأوروبي لم يعد متيسراً، والقوى العظمى التي تدير اقتصادياتها ومنافعها على حساب تخلفنا العلمي والثقافي والاقتصادي ليست صاحبة مصلحة في أي ثورة تنويرية، بل على العكس، لو تأملنا القوة الرهيبة لحركات الإسلام السياسي في العقود الأخير، فسوف نجد أن المخابرات الغربية، وبالذات البريطانية والأمريكية، لم تكن بريئة من الدعم المادي والأيدلوجي والإعلامي للإخوان المسلمين وحتى تنظيم القاعدة وداعش وجبهة النصرة والمؤسسات السلفية. لقد تبلور التحالف التاريخي الرهيب بين الغرب الاستعماري والحركات الدينية أثناء الحرب الباردة، وقد يعجب المرء من معلومة أن المخابرات البريطانية كانت هي المؤسس والداعم الأول لجماعة الإخوان المسلمين عام 1928 في القاهرة، وذلك بهدف الرد على ثورة أكتوبر الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي عام 1917، وما نحن بصدده الآن، هو تعرية وتفكيك هذا المشروع الذي نجح حتى الآن في إغلاق العقول العربية أمام الثقافات الوافدة من الشرق والغرب، على اعتبار أن ما أتى به أسلافنا في فهمهم للنصوص الدينية وطبيعة الحياة هو نهاية المطاف، وبالتالي يعيش المثقف العربي في إرهاب وخوف من مناقشة مسلمات التخلف والفساد والانهيار الأخلاقي للقيم والمباديء والأهداف السامية، فقط من أجل حماية عروش النفط ومصالح الدولة العبرية، وكذلك من أجل تأمين سوق خصبة نشطة للمنتجات الصناعية والغذائية التي أصبحنا نستوردها بنسبة تفوق ال 90 % ..

وعودة إلى المقولة موضوع هذا المقال، وهي " القناعة كنزٌ لا يفني "، ونتساءل، ماذا لو اقتنع الإنسان بالخيل والحمير والبغال ( لتركبوها ) ولم يفكر في اختراع وتطوير وسائل بديلة أكثر توفيراً واقتصاداً للوقت والجهد ؟؟! أين كنا كعرب من اكتشاف طاقة الكهرباء والديزل والذرة والكمبيوتر ؟؟!

سأقول كم أين كنا، وما زلنا، ولكن بطريقة جديدة، وأترك لكم حرية التعليق !

أثناء كتابتي لهذا المقال وردتني رسالة من صديق على موقع التواصل فيسبوك، بها رباط لصفحة دينية من موقع ( الإسلام ويب ) وهو من أضخم مراجع الشبكة العنكبوتية الممولة سعودياً، تخيلوا ماذا وجد الصديق وأحببت أن تشاهدوه معنا ؟؟!
تفضلوا .. بلاش كسل، انسخ الرابط وافتح الصفحة وتمتع معنا بالفكر الديني القادم من صحراء الحجاز القاحلة:

http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=5599&idto=5599&bk_no=15&ID=5492

هل فهمتم شيئاً ؟؟! الإبداع الكبير للفكر الديني جله يتركز في أمرين لا ثالث لهما: النكاح وفتاوى النكاح، ثم التوسع الكبير في مبطلات الوضوء ومبطلات الصوم ومناسك الحج والعمرة وأدعية ما قبل النوم وما بعد الاستيقاظ. طيب يا جماعة الدين نفسه هو أحد عناصر الحضارات البشرية المتعاقبة، وهو سلام ذو حدين، وللأسف فإن ممالك الكاز والبترول، كانت بحاجة إلى فكر لإلهاء العامة وإشغالهم بالطقوس وإغراقهم بالفتاوى، هذا كله حدث ويحدث، فيما اليابان التي هزمت في الحرب العالمية الثانية، تقرر عدم الرد عسكرياً على الولايات المتحدة، فقاموا بدعم التعليم وتأسيس مناهج جديدة بفلسفة إبداعية خلاقة بعيدة عن اجترار مقولات التراث التي توصل إليها بشرٌ مثلنا من قبل ألف عام ويزيد.

كل هذا حدث ويحدث بينما العالم مشغول بفك الشيفرة الجينية وجراحة الليزر وإجراء العمليات الجراحية عن بعد .. أشغلونا بمبطلات الوضوء بينما العالم الآخر مشغول بغزو الفضاء والزراعة المعدلة وراثياً، وليس آخراً، تكنولوجيا النانو التي تتحدث عن سفينة فضاء كاملة بحج كبسولة دواء تقوم بالسباحة في جسم المريض إجراء عمليات جراحية معقدة .. العالم مشغول بالتلوث الإشعاعي والكيميائي والاحتباس الحراري ونحن جل ما يشغلنا هو معرفة القدم التي ندخل بها إلى الحمام !

يقول شاعر العروبة المبدع نزار قباني:

بالحر قانعون .. بالبرد قانعون

بالحرب قانعون .. بالسلم قانعون

بالنسل قانعون .. بالعقم قانعون

بكل ما في لوحنا المحفوظ في السماء قانعون

وكل ما نملك أن نقول إنا إلى الله لراجعون !


يا جماعة لو كانت القناعة ( كنزٌ لا يفنى ) كما يعتقد العرب طوال قرون، لما فكر الإنسان في تحدي حر الطبيعة من خلال اختراع المراوح والمكيفات، ولما فكرت الشعوب الغربية في تحدي برد الطبيعة باختراع التدفئة المركزية .. لو اقتنع الإنسان بالخيل والحمير والبغال كوسائط للنقل، لما شاهدنا السيارات والسفن العملاقة والغواصات وطائرات الشحن. ( الآن يوجد شحن معدات غذائية وتكنولوجية إلى المحطة الفضائية الدولية ) !

ولكي لا أطيل عليكم، سأورد من التراث العربي الإسلامي، مقولات فهقاء ومفكرون كانوا يعتقدون أنهم يسعون إلى صلاح المجتمع .. لنتأملها جيداً وسوف أترك لكم حرية التعليق عليها !!

----------------------------

قال الإمام الشافعي:

رأيت القناعة رأس الغنى --- فصرت بأذيالها متمسك
فلا ذا يراني على بابه --- ولا ذا يراني به منهمك
فصرت غنياً بلا درهم --- أمر على الناس شبه الملك

-----------------------------

قال الله تعالى في الحديث القدسي: ( وإن لم ترض بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا، تركض فيها ركض الوحوش في البرية ثم لا يكون لك منها إلا ما قسمته لك، وكنت عندي مذموماً )

-----------------------------

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت – صحيح الجامع ).

-----------------------------
وفي قصيدة منسوبة للإمام علي بن أبي طالب يقول فيها:

دع الحرص على الدنيا وفي العيش فلا تطمع

ولا تجمع من المال فلا تدري لمن تجمع

ولا تدري أفي أرضك أم في غيرها تصرع

فإن الرزق مقسومٌ وسوء الظن لا ينفع

فقيرٌ كل من يطمع وغنيٌ كل من يقنع !

--------------------------------

إن القناعة وفكرها في الحقيقة هو من أخطر عوامل تجمد الفكر وتعطل التطور وعرقلة النهوض العربي. لقد طرحت وجهة نظري العميقة حول الموضوع، والتي عالجتها بشيء من التفصيل في كتابي قيد التأليف ( مراجعات ضرورية في الثقافة العربية ).

بكل حزن ومرارة أتساءل وتتساءلون معي:

ماذا لو اقتنع بل جيتس صاحب ميكروسوفت بتفكير العرب واقتنع بأول مليون دولار ؟؟!
ماذا لو اقتنعت شركة مرسيدس بموديلاتها القديمة ؟؟!
ماذا لو اقتنعت كوريا الجنوبية بهاتف ذكي واحد ؟؟!
ماذا لو اقتنعت البشرية بالفيزياء الكلاسيكية وقوانين نيوتن ؟!
ماذا لو لم نكتشف كروية الأرض ؟!
ماذا لو لم نكتشف طاقة الكهرباء والديزل ؟؟!
طيب أصحاب هذا الفكر " القناعي " من أمراء وملوك وسلاطين، هل هم أنفسهم لديهم أي " قناعة " ؟؟؟!

رحم الله جمال عبد الناصر عندما توفى كان في حسابه بالبنك 600 جنيه فقط !!

--------------------------------

أخيراً، أتوجه لجميع الأساتذة والكتاب والمثقفين العرب، سواء هنا في موقع الحوار، أم في قائمتي المتميزة بالفيس بوك بكل التحية والتقدير، ويسعدني معرفة هل كان المقال مفيداً بالنسبة لك أم غير مفيد ؟؟!

شاركوني التفكير والحوار .. قوموا بإثراء المقال من خلال تقديم الدعم أو الأفكار ذات العلاقة .. لا يهمني أن يكتب البعض لمعارضة الرأي في هذا المقال، ومعاً نحو نهضة فكرية عربية جديدة !

ألقاكم على خير
غزة
10 / 04 / 2016



#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق صادمة للسلفيين: عن علماء الدولة العباسية ومبدعيها ! ( ...
- مفاجأة صادمة للسلفيين: عن علماء الدولة العباسية ومبدعيها !! ...
- الممنوع من النشر في الصحافة الفلسطينية !
- صمت غزة عن الذل والفقر والفساد .. إلى متى يدوم ؟؟!
- لهذه الأسباب انهارت الحركة الوطنية أمام التيارات الدينية !
- الفساد في العالم العربي .. رؤية العقل الجمعي !
- التعايش مع الفقر والذل .. لماذا وكيف يحدث ؟؟!
- الأرنب السعيد !
- بخصوص تدخل كتائب الأقصى في إضراب المعلمين
- حماس وبائعات الفجل !
- إلى من يهمه الأمر: لا نريد دولة فلسطينية !!!
- الفصائل وتزييف وعي الجماهير !
- ماذا بعد فشل سلطتي فتح وحماس ؟!
- ما يحدث لنا سببه الأول فساد التعليم !
- لماذا لا تثور غزة ضد حماس ؟؟!
- الشذوذ العقلي بين المرض النفسي والإبداع !
- بلاغ عاجل لمن يهمه أمر غزة !
- فاطمة ناعوت وزهرة البيلسان !
- نحو تفكيك أمبراطورية المال والفساد في فلسطين !
- لا سلام مع العنصريات !


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله أبو شرخ - في نقد مسلمات التخلف: هل القناعة كنزٌ لا يفنى ؟!