أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل صارم - حوار مع المجتمع : القرآن - العلم - العلمانية - 9














المزيد.....

حوار مع المجتمع : القرآن - العلم - العلمانية - 9


خليل صارم

الحوار المتمدن-العدد: 1388 - 2005 / 11 / 24 - 20:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل أن نستأنف توضيح مفهوم القرآن الكريم وفق نمط منطقي علمي محايد واستناداً لمعاني اللغة بعيداً عن التأويلات والتفسيرات المختلفة .
ولكي نتمكن من المتابعة يتوجب بين الفينة والأخرى التوقف عند بعض المفاهيم التي ترسخت في أذهان الناس بشكل مغلوط بعيداً عن معانيها الحقيقية , بقصد الحفاظ على النهج الخاطيء الذي جرى دفع المجتمع فيه تسهيلاً لمتابعة السيطرة عليه وتبرير كافة سلوكيات الظلم والإرهاب وسفك دماء البشر على مر العصور بعد أن تم اغتيال الروح السليمة للرسالات السماوية ذات المقاصد النبيلة وآخرها الرسالة المحمدية التي أكملت وكرست مكارم الأخلاق كما رسالة السيد المسيح التي أكملت ولم تنقض.
نعالج اليوم مصطلح ( القضاء والقدر ) الذي حشر فيه فقهاء السلطات الظالمة كل الموبقات والانحرافات وكرسوها على أنها مقدس لايجوز المساس به وبمرور الوقت اعتبرت بديهيات في أذهان العامة من الناس يحرم مجرد مناقشتها وإخضاعها للعقلانية والمنطق وفهمها كما هي حقيقة ً. والعجيب في الأمر أنها كما وردت في النص واضحة بشكل لالبس فيه وهي بعيدة كل البعد عن المفاهيم السائدة .
- لغة ً نقول : قضى بمعنى حكم َ ( القاموس) أصدر حكماً . أصدر قراراً .فصل في الأمر . أبرم الأمر .
- أما في ( القدر) بفتح الدال وتسكين الراء وتعني كما نقول في العامية ( على القد ) أي حسب الحال . حسب الفعل . على القياس .( وقدره ) بتشديد الدال وكسر الراء وتعني المكانة . الموقع مثل * وماقدرو الله حق قدره* أي لم يحسنوا فهم مكانة الله وقدرته .
المهم في الأمر فان العبارة في مجملها ( القضاء والقدر ) تعني ( الحكم حسب الواقعة) أما عندما نقول لمطلق انسان أصيب بحادث أو تعرض لموقف ما . ان هذا قدره .أي أنه محكوم عليه مسبقاً بحدوث ماحدث له دون البحث في الأسباب والمسببات , فهو قول خاطيء ولاصحة له على الاطلاق ومن المنحى الديني والإنساني فاننا نكون قد أسأنا فعلياً الى الله تعالى ونحن نحسب أننا نفعل العكس وينطبق علينا النص * وماقدروا الله حق قدره * . مع أن النص القرآني أوضح المضمون الحقيقي في عديد من المواضع مثل * وماأصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير * 77 النساء . و* ذلك بما قدمت أيديكم وان الله ليس بظلام للعبيد *51 الأنفال كذلك 182آل عمران .
- لقد اعتاد العامة يساندهم الغالبية من المتفقهين وكل فقهاء السلطة الى تكريس مقولة أن كل شيء من الله ( الخير والشر ) وبالتالي فهم ألصقوا الإيمان بالقدر *خيره وشره . فإذا كانت الغاية الدلالة على قدرة الله تعالى فهذه القدرة لاتتجلى في الشر إطلاقا لأن * الخير من الله والشر من أنفسكم .لذلك فان القدر كحكم يجب أن يتجلى القبول به كحكم صادر على جريمة أو مخالفة ارتكبت . وبالتالي يصبح الإيمان بالقضاء والقدر يعني : أن يقبل بما يحصل بنتيجة مخالفاته لقواعد الطبيعة والمجتمع والكون وباستعمال المنطق نرى أن كل مخالفة لقوانين الطبيعة وللنظام الإنساني ولتركيبة المجتمع الطبيعية ستنعكس خللاً في التوازن البيئي والتطور الإنساني والتركيبة الاجتماعية الطبيعية وبالتالي ضرراً على البيئة والمجتمع يحصد آثاره الانسان . وليس كما حشر في أذهان العامة فإذا اشترك انسان في مشاجرة أو اشتباك مسلح يقولون قدره الا اذا كانوا يقصدون بان ماحدث هو نتيجة لاشتراكه بالمشاجرة . أو يقتل بحادث سير بسبب رعونته وطيشه واستهتاره بأنظمة السير وقوانينه . فيقال قدره دون أن ينظروا بتمعن في الأسباب وإلا مافائدة النصائح والإرشادات . بل وقد ذهب البعض مذهباً مغرقاً في الجهل والتخلف , عندما نسبوا مايرتكبه الانسان من جرائم وانحرافات تودي بحياته أو بسمعته أو بحريته الى القدر المكتوب مسبقاً عليه , وكأنه لايد له فيما ارتكب , ومن هنا ذهبوا أيضاً الى تبرير الظلم ومايرتكبه من جرائم بحق الانسانية على أنه مكتوب مسبقاً وأنه قدر في تحريف بعيد كل البعد عن المقصود في القرآن الكريم ولأبسط بديهيات العقل والمنطق ومع وضوح هذا الانحراف لم نرى من رجال الدين من يساهم بتوضيح هذه الحقيقة لأن عدم التوضيح يصب في خانة مصالحهم ويجعل الانسان البسيط ضحية توجيهاتهم وعبداً لهم فيقبل بما يوحون به له وبالتالي يسكت عما يتعرض له من ظلم وهدر حقوق واستهانة بإنسانيته ..
- ولو قارنا مع القوانين الوضعية نرى أن لكل مخالفة أو جريمة عقوبة محددة تتدرج لتصل الى حد الإعدام الذي ألغي في كثير من المجتمعات الانسانية المتحضرة حيث القيمة العليا للإنسان .
- من هنا يمكننا النظر في الوجه الآخر للإيمان بهذه المقولة من الوجهة المقدسة حسب تصوير هؤلاء وضرورة الالتزام بالصورة التي أخرجوها من حيث الاستسلام لكل ماهو خاطىء وظالم وشاذ . فلو كان القضاء مرتبط نماماً بتبيان قدرة الله تعالى , فما الحاجة للعقوبة , لأنه وسنداً لقدرة الله تعالى فان كل مايصدر عنه ينفذ وفقاً لمشيئته ( كن فيكون ) لذلك فإن قواعد وقوانين الطبيعة والكون لايمكن لأحد مخالفتها اذا كانت لازمة , ولما لم تكن كذلك فان النتائج الضارة لآثار المخالفة ستصيب الفاعل سواء كان فرداً أم جماعات وهذا العقاب هو القدر بعينه , لأن القضاء فيها قد أصدر توجب الحكم مسبقاً في حالة المخالفة .
- وعليه فان الرؤية العلمانية للقرآن الكريم هي التي تحفظ نقاء المقدس كونها تفهمه على وجهه الصحيح وتبرز الوجه السليم للعقائد الدينية بعيداً عن الخرافة والانحراف وتمنع تجييره لمصلحة القوى الظالمة المستبدة . ... يتبع .



#خليل_صارم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا أنها سوريا .. لاتقامروا بها .. ولاحل الا بالحرية والد ...
- الموالاة والمعارضة بين الواقع والموروث - 3
- أوصياء على الدين ..؟ وكلاء للإله..؟ حسناً أبرزوا مستنداتكم
- هم يتحدثون عن الديمقراطية طالما أن الكلام مجاني - أيضاً على ...
- حوار مع المجتمع : القرآن - العلم - العلمانية - 8
- -1- في مواجهة المجتمع : نحن وموروثنا - ماهو البديل
- د . جايكل ومستر هايد .
- ليست ثقافة - ليست سياسة - ليست شيئاً *
- الموالاة والمعارضة بين الواقع والموروث -2 -
- حوار مع المجتمع : القرآن - العلم - العلمانية - 7 -
- تابعوا التداعيات .. توقعوا ماسيلي.. المصدر واحد .. ثم راقبوا ...
- سوريا .. حتى لايتكرر المشهد .. بعد أن بدأ النظام .. الخطوة ا ...
- سيادة الرئيس : إنه رأي مواطن من الدرجة ..الثالثة .. الرابعة ...
- البعض يحبونها ديمقراطية هامبرغر وكنتاكي - ونحن نحبها من المط ...
- الموالاة والمعارضة بين الواقع والموروث -1 -
- حوار مع المجتمع : القرآن - العلم - العلمانية -6
- أبا لهب يدعي للإيمان ويكفر العلمانية..!!
- حوار مع المجتمع : القرآن - العلم - العلمانية - 5
- انتبهوا : كل الثيران أصبحت معدة للأكل
- التعصب الديني على حساب الوطن ..؟!!


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل صارم - حوار مع المجتمع : القرآن - العلم - العلمانية - 9