|
الاخوان وحماس وادمان الخيانة
رمضان الصباغ
الحوار المتمدن-العدد: 5129 - 2016 / 4 / 10 - 07:04
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
د. رمضان الصباغ
قراءة لصفحات من كتاب " لعبة الشيطان " ل " درفيوس " ( 1 ) فى عام 1935 التقى مفتى فلسطين أمين الحسينى - الذى قام بأنشطة لدعم النازى - التقى بمندوبين عن حسن الساعاتى( المسمى بالبنا ) ، وبعدها تأسست جمعية المكارم فى عام 1943 لتكون النواة لجماعة الاخوان المسلمين . وفى عام 1945 تم فتح أول مكتب للاخوان على يد (سعيد رمضان ) صهر البنا . بعد حرب 1948 كان فرع غزة تابعا للاخوان فى مصر بينما فرع الضفة الغربية كان تابعا للاخوان فى الأردن . وفى عام 1950 توحد فرع الضفة الغربية والاردن لتكوين الاخوان فى الاردن . وقد ارتبط هذا الفرع بالملك حسين بعد توليه الحكم والذى كان على خلاف مع القوميين واليساريين ، فأراد أن يقيم توازنا بتحالفه مع الاخوان ودعمهم . فى عام 1956 صار سليمان النابلسي (1908 - 1976)، رئيسا لوزراء الأردن من 29 اكتوبر 1956 حتى 10ابريل 1957. بعد حصول ( الحزب الوطنى الاشتراكى ) الذى يرأسه على 13 مقعدا فى انتخابات المجلس النيابى وتحالف مع حزب (البعث ) و( الجبهة الوطنية ) . وقد كان من المناهضين لحلف بغداد وكانت حكومته اول حكومة برلمانية فى الأردن وكان متأثرا بجمال عبد الناصر . وقد تحدى الملك وكان على وشك الاطاحة به . وقد وقف الاخوان مع الملك وأنقذوا الملك من السقوط . وقد وفر الجيش الأردنى تدريبا للاخوان فى عام 1958 وعمل على قمع الشيوعيين والبعثيين والناصريين وشجع الاخوان على دخول الانتخابات البرلمانية .
( 2 )
كان أحمد ياسين فى السجن فى غزة لكونه من الاخوان المسلمين المتآمرين على مصر وعبد الناصر عام 1965 ، لكن بعد هزيمة 1967 ودخول العدو الصهيونى غزة افرجت اسرائيل عن احمد ياسين . وقد كانت اسرائيل تسمح بالنشاط الاسلامى فى الستينيات ، كما تأسست " منظمة الاخوان المسلمين المتحدة " التى كانت تمارس نشاطها بدعم من اسرائيل فى غزة والضفة الغربية . وكان أعضاء جماعة الاخوان فى بداية السبعينيات يدخول الى المناطق التى تحكمها الحكومة الصهيونية – اسرائيل - ويقيمون الروابط مع عرب 1948 ويمارسون الدعوة والقاء خطب الجمعة بدعم من اجهزة الدولة الصهيونية . وفى عام 1970 فى سبتمبر " ايلول الاسود " ساعد الاخوان الملك حسين ضد منظمة التحرير الفلسطينية . وقد قدرالحكم الاردني للاخوان هذه المشاركة وانضمم الاخوان الى اول حكومة تشكل بعد مواجهة ايلول، وهي الحكومة التي شارك فيها القيادي الاخواني، ( اسحاق الفرحان ) وزيرا للتربية. وفى عام 1973 قام أحمد ياسين بدعم من اسرائيل بانشاء ( مركز اسلامى وجماعة اسلامية ) . وكان الاعتراف الرسمى ودعم العمل الاسلامى من قبل اسرائيل بمثابة الضغط على منظمة التحرير الفلسطينية . فى اثناء الحرب الأهلية اللبنانية دربت اسرائيل اكثر من الفين من أعضاء الجمعية الاسلامية تدريبا عسكريا كما جندالأمن الداخلى " الشين بيت " الكثير من العملاء بأجر . وتباهى الحاكم العسكرى الاسرائي" اسحق سيجيف " بتمويل اسرائيل للاسلاميين ودعمهم للعمل ضد منظمة التحرير الفلسطينية . كان الفلسطينيون قوميين ويساريين ، ويعملون من اجل تحرير الارض المحتلة ، فى حين كان الاسلاميون لايعنيهم تحرير الارض وكل همهم تطبيق افكار حسن البنا عن أسلمة المجتمع الفلسطينى والعربى ثم تحقيق وهم الخلافة والعمل على السيطرة على العالم . وقد أعلن " سعد لحود " العميل لاسرائيل عن الفخر بتدريب الاخوان المسلمين فى مطلع الثمانينات وجاء فى أحد البيانات " افتتح الرائد سعد لحود قائد قوات التحرير اللبنانية أمس المعسكر التدريبى السابع للاخوان المسلمين ..وقد حضر التدريب نحو 200 شخص غالبيتهم من السوريين وبعض اللبنانيين " فقد كان الاخوان فى سوريا يعملون مع العدو الصهيونى ضد الشعب السورى . وقد كان العداء للنظام السورى على أشده خاصة بعد حرب اكتوبر 1973 ، اذ اعلن الاخوان الجهاد ضد الحكومة السورية ، بعد ان اعلن أن سوريا دولة اشتراكية ديمقراطية شعبية .
( 3 )
كان العداء بين النظامين السورى والأردنى مستحكما ، وقد حارب الاخوان النظام السورى فى الداخل وساعدت ( حماس ) النظام الاردنى فى صراعه مع سوريا . وحتى بداية الانتفاضة الفلسطينية فى عام1987 اتهمت منظمة التحرير الفلسطينية حماس و( احمد ياسين ) بالعمالة لاسرائيل . وقال ياسر عرفات بأن حماس صناعة اسرائيلية وقد أعطت اسرائيل فى عهد رئيس الوزراء " شامير " أموالا وأكثر من 700 مؤسسة منها مدارس وجامعات ومساجد . كما اعترف " اسحق رابين " بتأييد اسرائيل لحماس . وفى خلال الانتفاضة كانت حماس – رغم تاييدها للانتفاضة – تقوم بعمليات ضد منظمة التحرير الفلسطسينية . كما دعمت اسرائيل المتشددين المرتبطين بالاخوان الذين قادوا المجاهدين فى افغانستان وقد كتب " فيكتور اوستروفسكى " : " ان العناصر اليمينية المتطرفة فى الموساد كانت تخشى شعبية " انور السادات " – بعد حرب اكتوبر – التى يمكن ان تجبر اسرائيل على التخلى عن الاراضى التى ترغب فى الاحتفاظ بها ، لذلك دعموا الجماعات الاسلامية فى مصر .. وراى ان اليمين الاسرائيلى هو الذى دعم التشددالاسلامى بين الفلسطسينيين . وقال فى هذا الصدد ان دعم التطرف الاسلامى كان فى الخطة العامة للموساد فى المنطقة . فاذا كان المتشددون هم الذين يديرون العالم العربى فلن يكون هناك طرف للتفاوض ، وبالتالى تصبح اسرائيل هى الدولة الديمقراطية الوحيدة والمتعقلة بالمنطقة . واذا استطاع الموساد اعداد المسرح لحماس ونتزاع السيطرة على الشوارع الفلسطينية من المنظمة فسوف تكتمل الصورة تماما " . وهكذا كان العدو الصهيونى داعما لللاخوان المسلمين ولحماس – فرع الاخوان فى فلسطين – وكان الاخوان دائما فى المعادلة فى صف العدو الصهيونى والرجعية ، بل كانت جماعة الاخوان بمثابة الخنجر الذى يطعن به النضال العربى فى مصر وفلسطين وسوريا وفى اى مكان بالعالم العربى يعمل على النهوض والتخلص من التبعية . كانت الجماعة سفاكة للدماء وتتعامل مع الشيطان مادام ذلك ضد الحرية ، وكانت نصيرا لكل عدو ، وقد أدمنت الخيانة من اجل وهم الخلافة والسلطة .
#رمضان_الصباغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القيمة والوجود
-
غيوم على العلاقة المحتملة بين الرعب والارهاب وبين الجماليات
...
-
التعريف الامبريقى للقيمة
-
قراءات فى وجه امى شعر
-
الفن الحديث سلاح المخابرات المركزية الامريكية
-
شعر : القلب العاشق
-
السياسة والفن - المستقبلية الايطالية والفاشية
-
تعريف القيمة
-
نقد نظرية التسلسل الهرمى الجمالية ونتائجها فيما يتعلق بالفن
...
-
العاشق الجوال
-
اقتراح بخصوص علم الجمال
-
رحلة عااشق شعر
-
الجمايات الصينية القديمة وحداثتها
-
موسيقى المقاعد الباردة تحت الرياح الشتائية مع تداعيات من دفت
...
-
الراحل بين المداخل المزدوجة - شعر
-
مهرة الريح شعر
-
مالفن ؟
-
مأزق الادعياء من النخبة
-
العلاقة بين الصورة والمحتوى ( الشكل والمضمون )فى العمل الفنى
-
انتهاء - شعر
المزيد.....
-
-إف بي آي-: هجوم نيو أورليانز -عمل إرهابي- ولا صلة مؤكدة ترب
...
-
باريس وواشنطن تبحثان الملف السوري
-
لاريجاني: تفاعلنا مع دمشق مرهون بسلوكها
-
لبنان يتسلّم ملفيّ استرداد من مصر والإمارات لنجل القرضاوي
-
وزير الخارجية السعودي يستقبل وفدا من الحكومة السورية الجديدة
...
-
فولكر: قد تضطر أوكرانيا إلى التخلي عن الأراضي التي حررتها رو
...
-
بيدرسون: يجب استعادة وحدة الأراضي السورية ووقف العدوان الإسر
...
-
الأمن المصري يقتل 4 تجار مخدرات في جبال السويس
-
سوريا.. وزير المالية يناقش مع محافظ السويداء الخطط المالية ل
...
-
-بروغل-: روسيا ثاني مورد للغاز إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|