منير جمال الدين سالم
الحوار المتمدن-العدد: 5129 - 2016 / 4 / 10 - 06:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يمكن للولايات المتحدة انقاذ مصر من نفسها
في 23 مارس 2015 بعث فريق العمل المعني بمصر فى منظمة "مشروع الديمقراطيه للشرق الأوسط" إلى الرئيس أوباما, لحثه على الاعتراض علنا وسرا لحمل الرئيس المصري عبد الفتاح سيسي في المضى قدماَ في مجال حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني.
كانت " تامارا ويتس" العضو البارز فى معهد "بروكينغز" ومديرة مركز دراسات الشرق الأوسط بين الموقعين على الرسالة، وقد نشرت الرسالة مع تعليق لها بنفس عنوان هذه المقاله على صفحة "مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط" (POMED).
كتبت تمارا ويتس:
"في الشرق الأوسط المضطرب، تحتاج أميركا لمراسي من الإستقرار ولشركاء يعتمد عليهم لمساعدتها على تحقيق أهدافها. وللأسف فأمريكا تفتقد كلاهما.
على مدى أكثر من ثلاثين عاما، كانت مصر عامل استقرار وشريك موثوق لأمريكا في الأمن الإقليمي, منذ وقت السادات طرد للمستشارين السوفيت وتحقيق السلام مع إسرائيل، كانت العلاقات مع مصر ركيزة أساسية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط, ولكن كما أشارت ملاحظة زميلي ستيفن كوك في فبراير 2012، تسارعت الثورة المصرية لإطلاق ما يسميه بالوداع الطويل للشراكه السابقه. وناقش في ذلك الوقت إلى أن التحول من "العلاقة الخاصة" إلى صفقة أكبر, سيؤدى إلى أربع فوائد ملموسة لواشنطن:
أولاَ: ان واشنطن لن تكون في موقف غير لائق أمام دافعي الضرائب الأمريكيين، لحكومة لا تزال ترفض الولايات المتحدة بشكل واضح ولا تشاركها قيمها.
ثانيا: أنها ستوفر فرصة للتغيير الضرورى في العلاقات العسكرية والتى تتكفل الولايات المتحدة بدفع ثمن للخدمات التي تحتاجها, مثل العبور المعجل عبر قناة السويس.
ثالثا: وهو يتفق الآن مع التمكين لإستقلال وكرامة للمصريين, وكثير منهم لا يريد مساعدات الولايات المتحدة, إما لأنهم يعتقدون أنها تقف في الواقع في طريق التحول الديمقراطي أو قبول حجة فايزه أبو النجا جنبا إلى جنب مع أولئك الذين لا يهتمون كثيراَ بالمساعدات الأميركية لأنها لا تمس حياتهم.
وأخيرا: فإنه سيتم تحرير أموال الولايات المتحدة لمساعدة آخرين, الذين يحتاجون في الواقع لمساعدة من واشنطن، ربما التونسيين والمغاربة، أو بعض البلدان الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى سيكونون ممتنين للمساعدة الإنمائية".
منذ نشر ملاحظات ستيفن كوك فى عام 2012، شهدت مصر ثلاث حكومات مختلفة وخسرت الولايات المتحده مكانها كقائد سياسي وأمني في المنطقة؛ وفي حين انسحبت الولايات المتحدة من العراق وبدأت بفعل الشيء نفسه في أفغانستان، مع التأكيد على تقاسم الأعباء في معركة جديدة ضد تنظيم الدوله الإسلاميه, كل هذه التحولات تعزز الحاجة للعلاقات أمتن وأوثق بين الولايات المتحدة ومصر.
وعلاوة على ذلك، منذ توليه مقاليد الحكم في يوليو 2013 ثم في انتخابات عام 2014، إتخذ الرئيس عبد الفتاح السيسي من القرارات ما قوض كل من الاستقرار الداخلي في مصر وأهداف السياسة الأمريكية الرئيسية في منطقة.
• وقد ترك فشل السيسي فى المضي قدما في الإصلاحات الاقتصادية الموصى بها من قبل كبار الأصوات المصرية والأنصار الإقليميين، والجهات المانحة الدولية, وأدخل بلاده في دوامة من تقلص السيولة والإحتياطى النقدى الأجنبى، وهروب رأس المال وانخفاض قيمة العملة التي تهدد معا قدرة الحكومة على استيراد الغذاء اللازم والصحه, ولتنفيذ مهام الحكومة الأساسية.
• نجحت حملة سيسي في محاربة الارهاب في سيناء، ولكن يبدو أنها لم تقلص, بل أثارت أكثر من نار التطرف العنيف الذى يهدد كل من مصر وإسرائيل، مع ما أثارته الانتهاكات العسكرية فى التعامل مع المتطرفين والمدنيين.
• الإستقطاب السياسي الشديد والقمع بلا هوادة بعد الانقلاب, أنتج آثاراَ مزعزعة للاستقرار، تأتى مفصلة في رسالة فريق العمل إلى الرئيس أوباما المنشور أدناه.
فوق كل ذلك، تواصل الحكومة المصرية وضع العقبات في طريق التعاون بين الولايات المتحدة ومصر, وجيشها يقاوم التعلم من التجربة الأميركية إلى درجة التمرد. ورفضت قياداتها بحزم السماح لبرامج المعونة الثنائية الأساسية، مثل تلك التي تدعم تطوير التعليم العالي، وفي الوقت نفسه تواصل الحكومة المصرية التغنى بنظريات المؤامرة حول الولايات المتحدة من خلال مسحات وسائل الإعلام والمحاكمات الصورية، والآن على ما يبدو، للبرلمانيين المنتخبين فى مجلس النواب الجديد.
مر وقت أكبر بالنسبة للولايات المتحدة لإجراء مراجعة استراتيجية لنهجها في منطقة الشرق الأوسط، والذى يتطلب بناء مراسي للإستقرار والحفاظ على شركاء موثوق بهم, سعياَ لتحقيق الأولويات الأميركية, ومصر لم تعد مؤهلة لأى من هذه التطلبات. هذا لا يعني أنه لا يمكن للبلدين مواصلة العمل فى حدود ضيقة من التوافق على المصالح والأولويات والتقارب. ولكن اللقاء الودى بين وزير الدوله جون كيري مع وزير الخارجية المصري سامح شكري, لا يمكن أن يخفى حقيقة أنه لا يوجد خيار بالعودة إلى للعمل سوياَ على صعيد العلاقات المصرية الأمريكية، ويبدو واضحا على نحو متزايد أنه حتى التحرك المباشرللبيت الأبيض فى هذا الإتجاه, لن يثنى القياده المصريه عن مسارها نحو التدمير الذاتي, وعدم الاستقرار الذى يلوح في أفق مصر يتطلب أن تتخذ الولايات المتحدة من الآن, خطوات لحماية نفسها من الاعتماد على بلد لا يمكننا إنقاذه من ممارسات وسياسات قيادته المتدنيه".
عضو فريق العمل المعنى بمصر
منظمة مشروع الديمقراطيه للشرق الأوسط
تامارا ويتس
خطاب فريق العمل للرئيس أوباما
23 مارس 2016
عزيزي السيد الرئيس،
نحن نكتب لكي نحثكم على التحدث مباشرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح سيسي والتعبير والإعتراض على حد سواء في السر والعلن عن إنتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك التحركات الأخيرة لملاحقة منظمات المجتمع المدني, لقد كنت واضح وصادق فى إعلانك في سبتمبر 2014 أن : "دعم الولايات المتحدة للمجتمع المدني هو مسألة تتعلق بالأمن القومي"، ولا يصدق هذا في أي مكان أكثر مما يجرى في مصر اليوم.
حملة الرئيس السيسي ضد المجتمع المدني تجري على خلفية انتهاكات غير مسبوقة من قِبَل قوات الأمن المصرية، بما في ذلك عمليات القتل خارج نطاق القضاء، واحتجاز عشرات الآلاف من السجناء السياسيين، واستخدام موثق وواسع النطاق للتعذيب، وحالات الاختفاء القسري لمئات المصريين, ومقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجينى، والذى ظهرت جثته ممثل بها على جانب الطريق بالقرب من القاهرة بعد أسبوع من اختطافه في أواخر يناير وعلى جسده آثار التعذيب.
كل ذلك قد حظى بالاهتمام الدولي، ولكن الكثير من المصريين تلقت نفس مصير روجيبى منذ تولي الرئيس السيسي السلطه.
فى الرابع والعشرين من مارس,تلقت محكمة مصرية طلب سماع لتجميد الحسابات المصرفية والأصول الأخرى لإثنين من المدافعين عن حقوق الإنسان والمعروفين دولياَ، حسام بهجت و جمال عيد، وأيضاّ أفراد من عائلة عيد,
وقد يواجه السيد بهجت والسيد عيد وناشطين آخرين قريبا الإتهام والمحاكمة بتهمة تلقى أموال من الخارج بطريقة غير مشروعة, وهى تهمة جنائية ينتهك بها الحق في حرية تكوين الجمعيات المدنيه والحقوقيه، ويمكن أن تصل عقوبتها تصل الى السجن 25 عاما.
هذه الإجراءات هي خطوة كبرى في حملة السلطات المصرية لسحق ماتبقى من إستقلال المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان فى مصر .
ذكرت وسائل الاعلام المصرية مؤخرا أن العشرات من المنظمات هي قيد التحقيق الجنائي، بسبب عملها السلمي لرصد الانتهاكات ولتحديد مسئوليه الحكومة المصرية وفقاَ للدستور وللإلتزامات الدولية لحقوق الإنسان, وفي الأسابيع الأخيرة أمرت السلطات المصرية بإغلاق ومنع منظمة بارزه مناهضة التعذيب من ممارسة نشاطها "مركز النديم", كما إستدعت السلطات المصريه عدد من العاملين فى منظمات حقوق الإنسان للتحقيق معهم, وأيضاَ منعت نشطاء حقوقين بارزين من السفر خارج مصر في انتهاك للدستور المصري, وقامت بمضايقة وتهديد الناشطين في مجال حقوق الإنسان بالإعتقال والعنف. وتقوم وسائل الإعلام بحمله منظمه لتوجيه النقد اللاذع ضد المدافعين عن حقوق الإنسان وإتهامهم بالخيانه وبالخطوره على الأمن.
إذا ما سمح لهذه الحملة بتحقيق أهدافها، فإنه سيتم إخراس المدافعين عن حقوق الإنسان الذين قاوموا على مدى أكثر من 30 عاما من الحكم الاستبدادي، ولن يبقى أحد للتحقيق في الانتهاكات المتصاعدة من قبل الدولة.
الهجمات الحالية على المدافعين عن الحقوق فى مصر هي استمرار لنفس المحاكمات الجنائية التى واجهها العاملين فى المنظمات المدنيه الحقوقيه الأجنبيه في مصر التي بدأت في عام 2011.
هذه الإتهامات والإدعاءات قد مارسها أعضاء كبار فى الحكومة المصرية لا يزالون يشغلون مراكز رفيعه فى الحكومه المصريه حتى اليوم ، وقد أسفرت فى يونيو 2013 عن إدانات جنائية، في محاكمة معيبة للغاية، على 43 موظفي المنظمات غير الحكومية المصرية والدولية، بما في ذلك 17 مواطنين أمريكيين الرئيس السيسي، الذي كان رئيسا للمخابرات العسكرية منذ عام 2011 عندما بدأت الحكومة العسكرية المصرية التحقيق، ورفضت طلبات متكررة لإسقاط التهم.
في حين أن الحملة الحالية تستهدف في المقام الأول المنظمات المحلية، وهناك دلائل تشير إلى أن المنظمات غير الحكومية الدولية قد تواجه أيضا زيادة الضغط، وفى الوقت الراهن لايوجد رعايا أمريكيين يعملون فى جمعيات مدنيه لحقوق الإنسان في مصر.
في 20 مارس، نشرت صحيفة المصري اليوم عن أسماء أكثر من 150 فردا ومنظمه للمجتمع المدني قيد التحقيق بتهمة تلقي تمويل أجنبي، بما في ذلك منظمات أمريكية وأوروبية بارزة مثل مركز المشروعات الدولية الخاصة, ومركز التضامن, الشفافية الدولية، مؤسسة إنقاذ الطفل، خدمات الإغاثة الكاثوليكية، والمعهد الديمقراطي الوطني، والمعهد الجمهوري الدولي.
السيد الرئيس، في مذكرتكم الرئاسيه المؤرخه فى سبتمبر 2014 عن المجتمع المدنى, والذى تتعهد فيها بأن حكومة الولايات المتحدة ، بما فيها أنت شخصياَ ستقف بحزم مع من هم في المجتمع المدني والذين تواجه ضغوط او مضايقات من حكوماتهم, وفي حين كانت السنوات الخمس الماضية صاخبة وكانت تحديا لسياسة الولايات المتحدة تجاه مصر، فإننا الآن نمر بلحظة أخرى حاسمة بالنسبة للولايات المتحدة، لحظة إختبار لتعهدك بالوقوف مع المجتمع المدني.
بيان الوزير كيري فى 18 مارس والذى عبر فيه عن قلقه, هو موضع ترحيب، ولكن هناك حاجة ملحة لاتخاذ مزيد من الإجراءات, والممارسات السابقة توضح أنه عندما تتحدث حكومة الولايات المتحدة بشكل واضح، في صوت واحد، وباستمرار على حرية المنظمات غير الحكومية وحقوق الإنسان في مصر، فعلى الحكومة في القاهره أن تصغي.
ومن الضروري أن نعمل للدفاع عن حقوق الإنسان، وحرية تكوين الجمعيات، وحقوق كل من منظمات المجتمع المدني المصرية والدولية للعمل معا لتحقيق الأهداف المشتركة, ويجب أن توضح للرئيس السيسي بوضوح الشمس أن إستمرار الإعتداءات على المجتمع المدني، بما في ذلك التحرش بالمنظمات الأمريكية، سيجعل من الصعب على الإدارة الأمريكيه التعاون فى العديد من القضايا، بما في ذلك جهود إدارتكم لتعزيز الاستثمارات الأمريكية في مصر، و توفير المساعدة المالية للحكومة والجيش المصري, وفى حال إستمرت الحكومة المصرية في السير على طريق تدمير مجتمعها المدني, فإن الدعم والمساعدة الأمريكية، من الناحيتين المبدئية والعملية، سيصبحا من المستحيلات.
بإخلاص،
الفريق العمل المعني بمصر
( وإن كانت كل الإتهامات التى وجِهَت للحكومه المصريه فى هذا الخطاب على قدر كبير من الصحه, إلا أنى أنبه القارىء أن فريق العمل المعنى بمصر والتابع لمشروع الديمقراطيه فى الشرق الأوسط, ينتمى وأغلب أعضاءه لعدد من معاهد الدراسات والمنظمات المدنيه المعروفه بولائاتها, والتى تملى على الإداره الأمريكيه سياساتها الخارجيه,حتى لاينخدع القارىء, وفى المرجع الأول ستجد نص الخطاب وأسماء أعضاء فريق العمل والجهات التى ينتمون إليها,وهى أيضاَ مراجع المقال. مع تحياتى.) منير سالم [email protected]
المراجع:
Working Group on Egypt Letter to President Obama
http://pomed.org/media-posts/working-group-on-egypt-letter-to-president-obama/
Egypt and the United States: It’s Not You, It’s Me by Steven A. Cook
http://blogs.cfr.org/cook/2012/02/06/egypt-and-the-united-states-it’s-not-you-it’s-me/
Analysis: Egypt economy entered a vicious circle by: Amr Adly : The writer is a Visiting Scholar at Carnegie Middle East Centre in Beirut
http://www.aljazeera.com/news/2015/12/analysis-egypt-economy-entered-vicious-circle-151203112708562.html
A Dollar Crisis Threatens Egypt s Economy
https://www.stratfor.com/sample/analysis/dollar-crisis-threatens-egypts-economy
The Questionable Legality of Military Aid to Egypt
http://www.nytimes.com/2015/08/19/opinion/the-questionable-legality-of-military-aid-to-egypt.html?_r=1
Egypt angry Talk of Western Conspiracy over Plane crash
http://bigstory.ap.org/article/0f0f11581f314660ae5770b005b61663/egypt-angry-talk-western-conspiracy-over-plane-crash
Egypt sentences American NGO workers to jail
http://edition.cnn.com/2013/06/04/world/africa/egypt-ngos/index.html
Courses for #Egyptian parliamentarians at the Military Academy to include "Western Plans to Divide the ME"
https://twitter.com/MarinaShalabi
Time to Rethink U.S. Relationship With Egypt
http://www.nytimes.com/2016/03/26/opinion/time-to-rethink-us-relationship-with-egypt.html
#منير_جمال_الدين_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟