|
نخيل العراق
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 5128 - 2016 / 4 / 9 - 16:14
المحور:
الصناعة والزراعة
يعتقد ان العراق كان الموطن الاول لزراعة النخيل ومنه انتشر الى العالم ،وتشير الدراسات التاريخية الى إن زراعة نخل التمر بدأت في بلاد ما بين النهرين نحو 4000 ق.م. لاغرابة أن إحتل العراق المرتبة الاولى في عدد النخيل وانتاج التمور ، حوالي 30 مليون نخلة ، وينتج آلاف الأطنان من التمر،ووفقا ًلحالة طبيعية فرضتها الظروف البيئية المناسبة وتوفر العوامل الصالحة لتكاثره ،ولم يكن هناك أي مسبب صناعي كتدخل الدولة أو غيرها ، غير ان هذا تعرض لتغييرات كبيرة في السنوات الأخيرة ، أدت الى تراجع هذه الريادة مع أهمال واضح من الحكومات المتعاقبة ،وعدم مبادرتها بأي معالجات لتدارك الواقع ، حاله حال المنتوجات العراقية الأخرى، حتى اصبح العراق احد بلدان النخيل وليس أولها،ويعود السبب الى تغيير الظروف الطبيعية السائدة وخاصة انخفاض منسوب نهري دجلة والفرات الى مستويات قياسية وارتفاع الملوحة في اراضي الجنوب . تعمّر النخلة عشرات السنين فقد يصل عمرها الى اكثر من مائة عام استنادا ً الى قوة النخلة والاهتمام بها .وأعتبرت البصرة اكبر بقعة لزراعة النخيل في العالم ، أيام العراق الزاهية ، وتزداد زراعته على ضفتي شط العرب وصولا ً الى الحدود الايرانية شرقا وتمتد جنوبا حتى البحر . تكاثر النخيل : 1- التكاثر الجنسي ( بالنوى ) . 2- التكاثر الخضري بالفسائل أو بالزراعة النسيجية . ولاتستخدم حاليا ً طريقة التكاثر بالنوى والتي استخدمت سابقا ً على نطاق واسع ،وخاصة التكاثر العشوائي الذي ينتج عند رمي النوى ،بسبب ان النخيل الناتج يظهر نصفه فحول وماتبقى لايظهر مشابه لصنف النخلة الأم ،وعادة مايكون من النوع الردئ المسمى (الدكل ) وذلك بسبب التلقيح الخلطي . وتعد طريقة الإكثار بالفسائل هي الطريقة المثلى لكن الأعداد التي يمكن الحصول عليها من الفسائل قليلة، وخاصة في الأصناف المرغوبة والنادرة، ولذلك تم اللجوء إلى استخدام زراعة الأنسجة النباتية في الإكثار الخضري للنخيل لغرض توفير أعداد كبيرة من الفسائل وبمدة قصير نسبياً، وتستعمل معظم أجزاء النخله في زراعة الأنسجة، فقد تستعمل النواة والسويقة المنفصلة من النبات، والأجزاء الزهرية والورقة والجذور، وكذلك البراعم الإبطيه والقمه النامية، إلا أن الجزء النباتي المستعمل في الاكثار بمعظم الحالات هو قلب الفسيلة . النخلة والتمر : تنتج النخلة الرطب ، مثل اصناف البرحي والخستاوي والبريم والمكتوم ، والساير والحلاوي والشكّر ,والشويثي وغيرها ، كما يستهلك الجزء الاخر كتمور ناضجة او يصنع الى الدبس او الخل او العلف . والتمر ذو قيمة غذائية عالية ويمكن اعتباره غذاءا ً كاملا ً، حيث يحتوي على السكريات والبروتين وأملاح مثل أملاح البوتاسيوم وفيتامينات، وهو غذاء يمكن تخزينه بسهولة، وينتج النخيل ثماره في منتصف الصيف وبعض أنواع النخيل قد يتقدم في نضج ثماره أو قد يتأخر، وذلك مرتبط بصنف النخلة ومكان تواجدها. وعلى العموم فالمناطق الأكثر ارتفاعا ً بدرجات الحرارة تثمر فيها النخلة قبل غيرها . النخلة هي صديقة البيئة لأن جميع مخلفاتها يستفيد منها الإنسان فللنخلة فوائد كثيرة عدى عن ثمارها، حيث يصنع من أليافها الحبال ومواد حشوة الأثاث، ومن أوراقها الزنابيل والقفف والقبعات الشعبية، ومن جريدها تصنع السلال وأوعية نقل الفواكة والخضراوات والأثاث الخفيف مثل الكراسي والأسرة، ومن نوى التمر تستخرج زيوت وتستخدم البواقي كعلف للحيوانات، وجذع النخلة المقطوعة يستخدم لتسقيف المنازل الريفية وكدعامات. النخل يتحمل العطش وملوحة الأرض، وتزرع بساتين النخيل على شكل خطوط مستقيمة يستفاد منها في توفير الظل لفسحة الأرض تحتها لزراعة الحمضيات والخضراوات مثل البقدونس وغيره من الخضراوات. وقد انحسرت زراعة النخيل ،وتدنى عدده وتدنت انتاجية النخلة الواحدة حتى وصلت الى 14 كيلو غرام في حين وصلت في مصر والسعودية الى 30 كغم .واصبحنا نستورد التمر المصنع من بلاد الصحراء ! انواع النخيل : توجد انواع من النخيل لا تثمر التمر وانما تنتج الزيت وهو نخيل الزيت كما ان منه النوع الوحشي )كما في الهند( الذي لا ينتج اي ثمر ،غير ان مثل هذه الأنواع لايوجد منها في العراق سوى القليل ، ورغم تعدد اصناف التمور في العراق الا ان التجارية منها هي :أنواع محددة مثل الزهدي والحلاوي والخضراوي والساير ، ويكون انتاج الزهدي أعلى من الاصناف الاخرى وتنمو اشجار النخيل في اجواء مرتفعة الحرارة، قليلة الامطار خلال عملية النضج ،ويتحمل النخيل تقلبات درجات الحرارة ، ان سقوط الامطار خلال فترة تكوين الرطب يؤدي في أحيان كثيرة الى اسوداد الثمر ،وتتركز غالبية أشجار النخيل في مناطق معينة من العراق دون غيرها إذ تشتهر مناطق جنوب العراق ووسطه بزراعة النخيل . تسمية النخل : تسمى النخلة نسبة الى صفة معينة من صفات التمر كالاتي : أ / اللون فيسمى : الخضراوي، الاشقر . ب/ الشكل والحجم فيسمى : اصابع العروس ، ظلف الغزال ، ليلوي . ت/ اسم المكتشف او المسمي الاول : ابراهيمي ، دكل منصور ، دكل موسى . ث/ اسم المنطقة ، نجدي ، بهرزي ، بصراوي ، حجازي . ج النوعية : ام الدهن ، سكري . وغيرها ،وهناك تسميات محلية تختص بها بعض المناطق دون غيرها . بعض اصناف التمور العراقية المهمة : 1- الحلاوي والخضراوي والساير )اسطة عمران( وهي من تمور البصرة التجارية المهمة ، وكذلك صنف الديري، اما الزهدي فتكثر زراعته في المنطقة الوسطى اضافة الى منطقة شط العرب . 2- البريم والجبجاب : فهي من الاصناف التي تصدر على شكل خلال مطبوخ مجفف . 3- الخستاوي والاشرسي فتزرع بالمنطقة الوسطى . 4- البرحي : وهو من الاصناف الممتازة واصله منطقة ابي الخصيب واشتهر على المستوى العالمي كونه فائق الجودة . 5- ليلوي وام الدهن والخصاب فمشهورة بالبصرة . استهلاك وتصدير التمور : يعتبر التمر ثروة وطنية مهمة فهو وان كان يستهلك في الداخل كغذاء ومواد مصنعة أخرى ،فهو مادة غذائية مطلوبة على شكل رطب، مثل اصناف البرحي والخستاوي والبريم والمكتوم والساير والحلاوي .. كما يستهلك الجزء الاخر كتمور ناضجة او تصنع الى الدبس او خل او علف ، ومازاد عن الحاجة فأنه يصدر الى الخارج كغذاء بشري مباشر ، وقامت بعض الدول باستيراد التمور لتصنيعها في داخل بلادها .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التطرف الديني أسبابه وعلاجه (6)
-
نتائج الفوضى الخلاقة
-
عيد الأم وعرفان الجميل
-
عيد الربيع عيد الجميع
-
الدولار والدينار مرة أخرى
-
التطرف الديني أسبابه وعلاجه (5)
-
الأنسحاب الروسي ..للأمام أم للخلف
-
التطرف الديني أسبابه وعلاجه (4)
-
عيد المرأة وعيد الأم
-
التطرف الديني أسبابه وعلاجه (3)
-
التطرف الديني أسبابه وعلاجه (2)
-
التطرف الديني أسبابه وعلاجه (1)
-
العبادي يذكرنا بغورباتشوف
-
المحاصصة : صراع من اجل البقاء
-
سيناريوهات التكنوقراط
-
حروب السعودية وحجمها الحقيقي
-
لعبة الكبار هل تتحول الى حرب كبرى
-
المرجعية بين التدخل في السياسة وعدمه
-
هل تصلح أمريكا ماأفسدته؟
-
انسحاب المرجعية والقرار العراقي
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
-
كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو
...
/ سناء عبد القادر مصطفى
-
مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس)
/ صديق عبد الهادي
-
الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي.
/ فخرالدين القاسمي
-
التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل
...
/ فخرالدين القاسمي
-
الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا
...
/ محمد مدحت مصطفى
-
الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال
...
/ محمد مدحت مصطفى
-
مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق
/ منتصر الحسناوي
-
حتمية التصنيع في مصر
/ إلهامي الميرغني
-
تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام
...
/ عبدالله بنسعد
-
تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا
...
/ احمد موكرياني
المزيد.....
|