أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - فيلسوف في HNO3 أتم الله وعد الصدر في 9 نيسان 2003














المزيد.....

فيلسوف في HNO3 أتم الله وعد الصدر في 9 نيسان 2003


عمار طلال

الحوار المتمدن-العدد: 5128 - 2016 / 4 / 9 - 08:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فيلسوف في HNO3
أتم الله وعد الصدر في 9 نيسان 2003

عمار طلال*
لحظة ضاقت خلالها الدنيا بما وسعت، من حول حسين العصر.. الفيلسوف محمد باقر الصدر، وأخته زينب زمانها بنت الهدى.. آمنة الصدر، في حوار غير متكافئ، مع الطاغية المقبور صدام حسين، كان فيها الشقيقان المحطمان جسديا، أقوى!
تلك اللحظة، يملك فيها الطاغية صدام، الدنيا الزائلة، ويملك الفيلسوف الصدر، بقاء الآخرة.. فكان الارجح في حوار، قائم على قوة صدام الظاهرة، نظير ضعفه الباطن، وقوة الصدر الباطنة إزاء ضعفه الواقع.. والتناظر مركب، يصب في مركب كيميائي.
ما يسميه العراقيون "تيزاب" إسمه العلمي: "حامض النتريك – hno3" يتمتع بميزة تفتيت العظم وتبخير الفلسفة العظمى، الكامنة في جمجمة عالم، تخطى الدين الى تنظيم شؤون الحياة المدنية، من منظور ملتزم، يقومه الأيمان من دون ان يقيد الدولة بتعاليم فوقية منزلة، إنما يستثمر التنزيل غيثا هاميا كالمطر؛ لسقي معطيات الواقع، مثل نبت طيب.. "أصله ثابت وفرعه في السماء".

عبقرية في حوض
أجمعت روايات شهود، من منتسبي أمن النجف، ان صدام كان الاوهى في النقاش، بينما الامام.. آية الله محمد باقر الصدر "قدس سره" يتكلم بشدة، ردا على الأسئلة الاستفزازية التي يطرحها عليه الطاغية بطريقة بلهاء.. متلعثمة، بشأن: - لماذا ولاؤكم لإيران وليس للوطن؟ لماذا هاتفت الخميني تقول له أقبل فالعراق مهيء لك؟ لماذا فتيت بان الانتماء الجاد والصوري لحزب البعث كلاهما كفر والحاد؟ واذا وافقت انصبك نائبا لرئيس الجمهورية؟
لم يتخاذل الامام، ولم يغره المنصب، وهو يجيب: ولاؤنا للاسلام، كمنظومة تحتضننا وايران مع سوانا من السياسات المدنية، التي تسير بهدي الدين، وبهذا لخص له "ولاية الفقيه" التأملية، التي لن يفقهها شخص أهوج...
واصل.. قدس سره، الإجابات: أما إقبال الاسلام ممثلا بفكر الخميني، آتٍ مع شخصه او حملة فكره.. لا محالة، وحزب البعث كفر والحاد، سواء أفتيت انا بذلك ام لم أفتِ، وسواء أوقفت من ضعفي بهذا الجبروت، ام وقفنا كلانا.. بين يدي الله.. أتحمل أنا ثواب فتواي، وتتحمل انت عقاب الانتماء للبعث، اما عرضك بان اكون نائبا لمجرم منك فإدنو لتسمع جوابي.
ولما دنا بصق بوجهه، فوجه اليه "دريل – ثاقبة" يستخدمونها في التعذيب من الاطراف، غرزها في رأسه الشريف، وأمرهم بإلقاء الجثة في حوض من التيزاب، جفت فيه آخر نظريات العبقرية النابضة، نسغا يجري في عروق الكون.. متدفقا، وكانت آخر جملة قالها، وهو ينازع للتماسك، قبل سكرة الموت؛ جراء الثقب النافذ من الجبين الى خلفية الجمجمة: "صدام تذَكر هذا اليوم 9 نيسان ولا تنساه" وسلم الروح الى بارئها، مغتسلة بالتيزاب طهرا من آثام دنيا فانية، لوثت الطغاة.

العالم يكسر صمته
برغم التواطئ الدولي، مع صدام في تخبطاته السياسية، لكن دولا عدة ناشدته تسليمها الصدر؛ لتفيد من علمه، ضامنة له الكف عن السياسة، وعدم تكرار تجربة الخميني مع الشاه، الذي تراجع عن اعدام الامام روح الله الخميني، خلال الخمسينيات؛ فكانت نهايته عام 1979 بهذا العفو الذي ألب ايران بأشرطة الكاسيت.. فلم يستجب صدام لتلك المناشدات!

فلسفته وإقتصادنا
يكمن سر عظمة فكر الشهيد الصدر، بكونه لا يقيد الدولة، بما تقيد به جده الامام علي.. عليه السلام: "لولا التقوى لكنت ادهى العرب" فمحمد باقر يؤسس لدولة تتعاطى مع متطلبات الواقع السياسي ميدانيا، وفق الحاجة الموضوعية، وهذا من شنه ان يفيد من فلسافات الادارة السياسية كافة.. الديني منها، مثلما داود وسليمان وموسى ومحمد.. عليهم الصلاة والسلام اجمعين، ومثلما دالت الدنيا للشيوعيين والراسماليين معا.
إذن فلسفة الامام الصدر تنظم شؤون اقتصادنا الانساني.. مباشرة، برؤيا إلهية، ساء المتمسكون بكرسي السلطة، ووجاهتها ان تتحول الى منهج عمل تجري سياقات الدولة بموجبه.
أعدم الصدر شهيدا، في جنات النعيم، لكن فلسفته ما زالت تسير إقتصادات عظمى، تنتشلها من جحيم الارض؛ فما خاب من إتبع الحق وجاهد هواه، معتصما بالله عن الإقبالا المتهافت على مغريات الدنيا، يفرط لأجلها بجنة دائمة ونعيم مقيم.. طبت ثرى واثرا وثريا منيرة.. سيدى أيها الآية الشهيدة والفلسفة الذائبة في تيزاب الطغاة.
*مدير عام مجموعة السومرية



#عمار_طلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخدمة الالزامية نسف للديمقراطية إستأثروا بفيئنا وجعلوه دولة ...
- النزاهة الإمامية.. و... للفساد مهدٍ منتظر يمحوه
- الكل في العراق مستفيد عدا الشعب... لحى صناعية قاتلة.. لحى طب ...
- بميلاد محمد.. حل روح الوحي بيننا
- حسين القارات
- عالم بلا داعش
- يوتوبيا العراق
- قواعد ذهبية للخلاص
- التقسيم حلا.. أعصبوها بلحيتي
- كهنة المشارف
- إصلاحات فضائية تمهيدا لليأس.. العيد يتلاشى في ساحة التحرير
- قرابين الحضارة إنتحار جماعي للحكومة والشعب
- -الحمار مخرجا- دولة البنك الذي إستولى عليه اللصوص
- تهوية سياسية.. -هذا الشعب وحده طلع لا تركب الموجة-
- الذئاب التي تحرسنا أكلت كل شيء
- مياه الحكومة المعدنية تسيل في أنابيب زجاجية شفافة
- شَرِبَ العربُ نفطَهم.. واضعين (الهوز) في الأفواه
- كهرباء مثقفة
- بعد العيد.. بناء أخلاقي وقتالي للجيش!
- عيد بثلاثة بداية الميراث في الشرق الاوسط


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - فيلسوف في HNO3 أتم الله وعد الصدر في 9 نيسان 2003