|
مفاجأة صادمة للسلفيين: عن علماء الدولة العباسية ومبدعيها !! – ( 1 من 2 )
عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)
الحوار المتمدن-العدد: 5128 - 2016 / 4 / 9 - 08:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قد يعشق المرء من لا مالَ في يدهِ ويكره القلبُ من في كفه الذهبُ ما قيمة الناس إلا في مبادئهم لا المال يبقى ولا الألقاب والرتبُ
عبد الرحمن العشماوي شاعر سعودي ----------------------------
بداءة، يسعدني أن أعلن للقراء والأصدقاء والمتابعين، بأن مسألة التفكير والاعتقاد وقضايا الناسخ والمنسوخ والتعارض الصارخ بين مرويات البخاري وصحيح القرآن الكريم، وحقيقة وطبيعة الدولة العباسية الأولى، وحقيقة ما حدث من قتل وسلب وحرق ونهب واغتصاب في تاريخ ما يسمى بالفتوحات، ثم تراجع الفكر والفقه الإسلامي في الدولة العباسية الثانية ( وحتى الآن ) – كلها أمور قد شغلت تفكيري منذ سنوات طويلة، ولهذا السبب، بذلت الغالي والنفيس من أجل البحث عن مراجع مفيدة، وقد وجدت أشياء كثيرة يجهلها عامة الناس، وجهل الناس بها أضر بنا كأمة عربية، وأصبحت بلادنا خاصرة رخوة لدعاة الهلوسة والدروشة وتخدير العقول وإرهاب الأنفس دون وجه حق !
حاشية 1: المصدر هو كلمة " بدء " بوجود الهمزة، وأصل الكلمة " بداءة "، والعرب قلبت الهمزة ياءا للتخفيف، فقالوا عن فائز " فايز " وعن مدينة فأس المغربية " فاس " وعن غار حراء غار " حرا ".
بكل تواضع أخبركم أعزائي بأني قد قرأت وبحثت في التاريخ الإسلامي وكتب التراث أكثر من 13 عاماً، وفي ظل استمرار السفلة والجهلة وشذاذ الآفاق والأوغاد في الاعتداء على نصوص القرآن التي تكفل حرية الاعتقاد، كما أوضحت في مقال الأمس، فإن من واجب المفكر والمثقف الحر والمستقل، اللامنتمي للحزبية العمياء والطائفية الساذجة، أن يقول ما يعرف من أجل تنوير الناس، خاصة وأن تقاعس المفكرين والباحثين العرب ( على ندرتهم )، قد مكن قوى الظلام الفاشية من إحباط أي محاولة للنهوض والتقدم واللحاق بباقي الأمم. نحن نشهد انتكاسة فكرية وثقافية منذ انهيار الدولة العباسية الأولى ( دولة الرشيد والمأمون ). في الواقع كانت دولة الازدهار والعلم والإنجاز الحضاري الذي نباهي به الأمم حتى دون أن نطلع عليه أو نعلم عنه شيئاً، ولو اطلعنا عليه لشتمناهم وطالبنا بإقامة الحد عليهم !
في كل التاريخ الإسلامي ( البشري )، تم التحالف بين السلطة الحاكمة والسلفيين وتجار الدين، منذ الحنابلة في عد الخليفة الواثق بالله وحتى التحالف الوثيق بين مملكة آل سعود وفكر الدواعش، الفكر الذي لم يهبط من السماء، بل تم إيقاظه من كتب التراث التي تبرر القتل وسفك الدماء والنهب والسلب واغتصاب السبايا. صحيح أن الغرب والمخابرات البريطانية والأمريكية تدخلت لدعم داعش ومن قبل، الإخوان المسلمين، منذ تكوينهم على يد بريطانيا وشركة قناة السويس عام 1928، لكن كتب التراث نفسها توفر المبررات العقائدية لداعش وغير داعش، فقد ورد مثلاً أن الصحابي الجليل الذي قتل أباه ( لأنه كافر ) هو أبو عبيدة بن الجراح، وما الداعشي المهووس الذي قتل أمه لأنه طالبته بالخروج من تنظيم داعش إلا قاريء مؤدلج ومغسول الدماغ للتراث، تماماً، مثل جند الخليفة المنصور العباسي الذين قاموا بتقطيع أوصال العلامة عبدالله بن المقفع، لأن حاشية السوء الفاسدة نجحت في تأويل كتاب كليلة ودمنة بوصفه كتاب في الأدب السياسي الناقد لحكم الخليفة المنصور، فصدر الحكم بإعدامه وتعذيبه بأبشع ما يمكن تخيله !!
قبل قليل شاهدت ناشطاً بمواقع التواصل يكتب ما نصه " يحتاج أقوى كمبيوتر في العالم لأربعين دقيقة لكي يقوم بالنشاط الذي يقوم به دماغ الإنسان في ثانية واحدة "، وطبعا مع احتفالات التصفيق والتهليل والتسبيح والدروشة. إلى هذا الحد يتم تسخيف العلم ومنجزاته الخارقة ؟؟ إلى هذا الحد نعادي الحضارة الإنسانية ؟؟ إلى هذا الحد يدفعنا جهلنا إلى عقد مقارنات سخيفة وساذجة بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري ؟؟؟ طيب الشخص " الناشط " لم يذكر مصدرا للمعلومة، بمعنى أنها معلومة شخص " جعلّص "، وثانياً كيف نتجاهل أن الكمبيوتر يمكنه القيام بعمليات حسابية معقدة في ثوان معدودة بينما يحتاج الدماغ البشري للقيام بها أياماً وربما شهوراً ؟! ثم كيف لم نسمع ببرنامج The Blue الذي هزم بطل العالم السابق في الشطرنج جاري كاسباروف بست جولات مقابل صفر ؟؟ وكيف لم نشاهد الآلات المبرمجة والذكية وهي تصنع سيارات كاملة دون تدخل البشر ؟؟!ّ
العرب ليسوا ظاهرة صوتية فقط، بل ظاهرة معادية للعلم والتطور والحضارة وبإصرار عجيب غريب ومؤسف، وهو ما لم يجد له علماء الاجتماع وعلم النفس تبريرات علمية مقنعة. ولكن لماذا الغرابة والعجب، فمدارسنا وجامعاتنا لا تعدو دفيئات لاستنساخ التخلف والإرهاب الفكري والأيديولوجي، ذلك أن الدين الذي يتم تقديمه في مدارس " وزارة التعليم " هو دين طائفي عنصري يصور الحياة وكأنها قائمة محرمات، بينما الأصل في الأشياء هو الإباحة والتحريم لا يكون إلا بنص محكم، وحتى في وجود نص محكم، فإنه يجب النظر إلى حراك بشري قوامه 1433 عاماً، وفي عصر الدولة العباسية التي نباهي بها الأمم، قال مفكرو وفقهاء المعتزلة أنه إذا تعارض حكم النص مع حكم العقل نلجأ لحكم العقل، وهم في ذلك إنما استندوا لما فعله الخليفة عمر بن الخطاب عندما أوقف العمل بحد السرقة في عام الرمادة ( عام مجاعة )، وفي موقف آخر أوقف سهم المؤلفة قلوبهم المنصوص عليه في نص محكم وهاكم الآية " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليمٌ حكيم – التوبة: 60 ".، ولكن أن تتخيلوا مدى اختلاف المفسرين واجتهادات الفقهاء عبر العصور في الفرق بين الفقير والمسكين، وهل يجوز اعتبار فقراء المسلمين مساكين أم أن المسكنة مخصصة لوصف أهل الكتاب، وخلافات أخرى حول حصة " العاملين عليها " التي فتحت باباً لم يغلق أمام تجار الدين في عصرنا الحالي لنهب أموال المساعدات والمؤسسات باعتبار أن لهم نصيب رباني منها، واختلافات أيضا حول ضرورة أن تقوم السلطة بالدفع من بيت المال للثمانية الذين أتى عليهم النص أم الدفع يكون بحسب الطاقة والإمكانيات، أما الخليفة عمر فرأى أن سهم المؤلفة قلوبهم بالذات يتوجب إلغاؤه ووقف العمل به لأن مضمون النص قد تعلق بظروف بداية الدعوة وضعف المسلمين، حيث تولدت الحاجة إلى استمالة قلوب الكفار والمنافقين من أجل إغرائهم بدخول الإسلام، أما في عصر الفتوحات وقوة الإسلام وعزته فلم يعد الدين بحاجة للدفع إلى هؤلاء.
والتساؤل الآن موجه إلى سافكي دماء المسلمين والمطالبين بتطبيق الشريعة " قطع الرؤوس والأيدي والأرجل من خلاف والجلد والرجم "، ألم يكن سهم المؤلفة قلوبهم نصاً قرآنياً محكماً وقاطعاً أمام أهل ذلك الزمان ؟؟! لماذا لم يخشى الخليفة عمر اتهامات الناس له بتعطيل أحكام الشريعة ويطالبوه بالاستتابة كما فعلت حماس مع الصبية في مدارس غزة ؟؟؟ طيب يا جماعة هذا حدث في زمن المسلمين الأوائل الذين عاصروا نزول القرآن، فكيف الحال الآن بعد تطور وحراك ونهضة بشرية قوامها 15 قرناً من الزمان ؟؟! لماذا لم يرزق الله الخليفة عمر بأناس يأمرونه بتعطيل ملكة التفكير التي منحه إياها رب العزة بدعوى أن النصوص صالحة " لكل زمان ولكل مكان " ؟؟!
لقد أصبح العرب في عصرنا الحالي أضحوكة الأمم، فلكما اكتشفوا أو ابتكروا أو اخترعوا شيئاً أخرجنا لهم لسان ( أبو الزغاليل )، عفواً أقصد زغلول النجار وجماعة النفط الذين اكتشفوا في النصوص ما لم يكتشفه أجدادنا الذين عاصروا نزول القرآن !
--------------------------------------------- تساؤلات الجزء الثاني:
كيف ناقش العلامة والطبيب الكبير والفيلسوف أبو بكر الرازي إشكالية الانتحار وموقف الدين منها ؟ كيف رأى أبو حيان التوحيدي الذات الإلهية ؟! وكيف تساءل الفيلسوف والطبيب العالم ابن سينا عن أصل الكون ؟! وإلى أي مدى وصلت الرياضيات العربية في العصر العباسي ؟؟ وكذلك سوف نناقش أمروا جوهرية مثل، هل بإمكان السلفيين أن يحرقوا موقع الحوار المتمدن اليوم كما أحرقوا مجلدات العلامة ابن رشد في الأندلس قبل ألف عام، وبذلك يفرضون ظلامهم وتخلفهم على أجيالنا لقرون أخرى قادمة ؟؟! وهل ما زال بإمكانهم ممارسة التعتيم والإقصاء والتكفير وقتل أهل الفكر والعلم والمنطق، كما فعلوا مع فرج فودة ونصر أبو زيد وحسين مروة ومهدي عامل وشكري بلعيد ؟؟! أغلب الظن أن الجهود التنويرية كلها ستبوء بالفشل إن لم ينهض المثقف العربي من سباته وغفوته، فالتنوير لم يعد جهداً يقوم به فرد بل يحتاج إلى جيش من الكتاب والباحثين لمواجهة طوفان الجهل والتخلف والإرهاب الفكري. أخيراً، إذا كان هذا المقال مفيداً لك، وتود متابعة الجزء الثاني، لا تدع المقال يقف عندك، انسخه على صفحتك وأرسل رابطه لأصدقائك، علماً أن موقع الحوار المتمدن محظور ومحجوب في جميع دول الظلام والقمع، أقصد دول النفط وممالك الرمال !
ألقاكم على خير
#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)
Abdallah_M_Abusharekh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الممنوع من النشر في الصحافة الفلسطينية !
-
صمت غزة عن الذل والفقر والفساد .. إلى متى يدوم ؟؟!
-
لهذه الأسباب انهارت الحركة الوطنية أمام التيارات الدينية !
-
الفساد في العالم العربي .. رؤية العقل الجمعي !
-
التعايش مع الفقر والذل .. لماذا وكيف يحدث ؟؟!
-
الأرنب السعيد !
-
بخصوص تدخل كتائب الأقصى في إضراب المعلمين
-
حماس وبائعات الفجل !
-
إلى من يهمه الأمر: لا نريد دولة فلسطينية !!!
-
الفصائل وتزييف وعي الجماهير !
-
ماذا بعد فشل سلطتي فتح وحماس ؟!
-
ما يحدث لنا سببه الأول فساد التعليم !
-
لماذا لا تثور غزة ضد حماس ؟؟!
-
الشذوذ العقلي بين المرض النفسي والإبداع !
-
بلاغ عاجل لمن يهمه أمر غزة !
-
فاطمة ناعوت وزهرة البيلسان !
-
نحو تفكيك أمبراطورية المال والفساد في فلسطين !
-
لا سلام مع العنصريات !
-
لماذا تجبى الضرائب ؟!
-
بين مارك زوكربيرغ والوليد بن طلال !
المزيد.....
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|