أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام تيمور - المغاربة: أذكى شعب, أم أغبى شعب؟













المزيد.....

المغاربة: أذكى شعب, أم أغبى شعب؟


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 5127 - 2016 / 4 / 8 - 23:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مصيبة الكائن الشّمال افريقي المغربي أنه مُنتهك و مُستباح على جميع الأصعدة, و لا يعلم ذلك في ضرب من ضروب الجهل المركّب في مرحلة متقدّمة. لكنّه يصرّ على أنه نابغة و استثناء, و من هنا جائت خرافات من قبيل الاستثناء المغربي و ثورة الملك و الشعب و أذكى شعب في العالم... و غيرها من المضحكات المُبكيات. و دائما ما تُسعفه مآسي الشّعوب التواقة للكرامة و التحرر في تبرير العبودية و الاستعباد, و الظهور بمظهر الحكيم الرزين الذي يحسب ألف حساب قبل خوض المغامرة و الارتماء في أتون ما يُسمّيه "العبيد" بالمجهول و الفتنة و الخراب. فمن رضع من ثدي الذل و العبودية دهرا لن يرى الحريّة و الكرامة و الثورة إلا بهذا المنظور. و كفى بعطف ولي الأمر أمير المؤمنين إن شاء و تفضّل, و خطب في رعاياه الأوفياء واعدا إياهم بأنه هو من سيقوم بالثورة نيابة عنهم, و سينزّل اصلاحاته الممنوحة بهواه و مزاجه و إرادته الحكيمة التي ستجنب البلد الفوضى و الخراب الذي يهدد به الشعب ضمنيا في كل ما يتهجّاه بصعوبة بالغة...
المغاربة يعملون بمبدأ "كم حاجة قضيناها بتركها", فهم يرفضون "المواطنة" لأنها سَتُنهي سيّدهم على حبل مشنقة في ميدان عام - و معه الريع و الصدقات و الامتيازات... و ينتفضون في وجهك عندما تصفهم بالعبيد أو الرّعايا. المغاربة لا يَدينون بدين الحقّ, و لا يقبلون بالمقابل الدولة العلمانية, و يرفضون أيضا الدولة الدينية الحقيقيّة !! لا هم لادينيون ولا هم اشتراكيون, و لا شيوعيون, و لا ماركسيون... إنهم مخزنيّون يا سادة!! ليس بالمعنى القدحي للكلمة الذي يُحيل على موالاة السلطة المباشرة, بل بحمولتها الفلسفيّة و حتى العقديّة...هذه "المخزنية" أو "التامخزنيت" بالدارجة المغربية, تتجلى بوضوح في الحياة اليومية عند الرّعايا حتى في غياب "رجل السلطة". فمثلا عندما تصدم أحدهم في الشارع بسيّارتك, يتجمّع العوام حول الضحيّة قبل حضور رجال السلطة "المخزن", و يشرعون في شحنه ضدك و تحريضه على التظاهر بالألم و عدم النهوض إلا بحضور رجال الأمن أو ابتزاز مبلغ من المال...بمعنى أن "المخزن" لم يعد فقط سُلطة قاهرة و إنما تغلغل في وجدان الرعيّة ليبرمج العقول و السلوكيات و الممارسات اليومية بشكل يُحيل على التلقائية (Automatisation).
الكائن السعودي مثلا لا يعيش تناقضا, فهو وفيّ لبداوته و تخلّفه و تُراثه, يأكل كالبهيمة و ينكح "بهيمته" كما أُمر, و يُصلّي جماعة. و كترويح عن النفس يذهب بعد صلاة العصر لميدان تنفيذ الحدود الشرعية, ليُمتّع ناظريه بمشاهد قطع الأيادي و الرّؤوس (الدين الحقّ). أما المغربي, فيصلّي الجمعة في المسجد ليسكر السّبت في الحانة, و يخرج من صلاة التراويح في رمضان بعد حصة من النواح و البكاء وراء الشيخ "القزابري", لكي يدخل الكاباريه أو العلبة الليلية التي تقترح عروضا خاصة بمناسبة الشهر الفضيل. و يمكن أن نقف عند هذه الشيزوفرينيا في العاصمة الاقتصادية المغربية, حيث يلتصق أكبر مسجد بالبلد (مسجد الحسن الثاني), بأكبر معاقل الفساد و الدّعارة و المخدرات في البلد (كورنيش عين الدياب).
هذا مأزق هُويّاتي بكل ما تحمله الكلمة من معنى, فالإشكال هنا ليس في كون هذا النّموذج المجتمعي نتاجا لعملية "تلاقح" حضارات, و هي مسألة صحيّة. و إنما في "غزو" ديني ثقافي دخيل, دخل بالسّيف و استوطن بالاديولوجيا و ترسّخ بالتّدجين و التّجهيل. و شتّان بين التلاقح و الغزو..
الإسلام لم ينتشر إلا بالسيف, و خصوصا في منطقة شمال افريقيا و هذه حقيقة تاريخية. و لكي لا يُطرد بالسّيف, تم تنقيحه و تزيينه و تزييفه لكي يُحافظ الغزاة على سُلطتهم بالقوّة الناعمة. وهذه صناعة سُلطوية و ليست إرادة شعبية كما روّجت و تُروّج أبواق السّلطة عبر عقود و قرون, على أن سكان شمال افريقيا أخضعوا الاسلام للثقافة المحليّة كشكل من أشكال رفض الخلافة في الشرق. بل إن الحقيقة التاريخية هي أن الاسلام الشمال افريقي, هو امتداد للخلافة في الشرق, مع تعديلات تضمن عدم نفور الرعايا منه و ثورتهم عليه, و بالتالي الثورة على الحاكم السياسي الدّخيل القادم من نفس هذا الشرق !! و الذي لا يكف عن التغنّي بانتمائه المزيّف لآل البيت و كبيرهم, رافضا دينه كما أقرّه و طبّقه و مارسه... و كم يشعر أحرار البلد بالخزي و العار عندما يقوم رئيس الحكومة في المغرب, بإيعاز من "قوّاد" البدو و الأعراب محمد السادس, بالانحناء و تقبيل كتف سلمان آل سعود ملك السعودية بطريقة مُذلّة, و يأتي بعده ضمن طابور المستقبِلين مدير الجمارك بمنطقة الشمال الغربي "حسن حلو", لكي يُقبل يديه بطريقة أبشع و أذل !!!
الناس أحرار في اعتقاد ما يريدون و هذا مبدأ لا جدال فيه, لكن هذه ليست حريّة كما يُريد المتنفّعون من اللاّدين و اللاّدولة و اللاّنظام إقناعنا, بل استعبادا جديدا يقوم على اللعب على وتر الغرائز و النزعات الإنسانية (الحاجة الى الدين, الجنس, العصرنة, قشور التمدّن و الحداثة), و في نهاية المطاف لا شيء من هذا نبلغُ إلا الوهم و السراب... لا تديّن, لا حداثة, و الأهم من كل هذا لا مواطنة !!!



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبرير التسوّل و تسوّل التبرير, غلمان و جواري حزب الأصالة و ا ...
- مهزلة البدويّ و عبيده في أمستردام
- إدارة التوحّش و توحّش الإدارة
- المخابرات المغربية لا تنام, وهم أم حقيقة؟
- المخابرات المغربية التي لا تنام, وهم أم حقيقة؟
- قضية الصحراء الغربية جزء من مشروع التحرر الوطني الحقيقي الشا ...
- استعمالات الإرهاب في المغرب
- الارهاب و الكباب, أو المفاضلة بين الإرهاب و الاستبداد!!
- في زمن التهافت النضالي
- مظفر النواب و مكر التاريخ!!
- الاقتصاد المغربي, بين الهيمنة المَلكية و التبعية للإمبريالية
- حول دعوة السيسي لزيارة المغرب
- سأحتفل بعيد الحب!!
- حول قضية الأساتذة المتدربين بالمغرب
- في زمن الدعارة السياسية المغربية
- فصل المقال, فيما بين المغرب و الكيان الصهيوني من اتصال
- في ذكرى رحيل عبد الكريم الخطابي
- المغرب.., ملكية تزدهر و شعب يضمحل!!
- لماذا لا يكفر الأزهر -داعش-؟
- وهم الاستقرار في المغرب


المزيد.....




- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...
- المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوجه رسالة تحذير إلى 103 من ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام تيمور - المغاربة: أذكى شعب, أم أغبى شعب؟