أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف أحمد إسماعيل - وطن بلا حرافيش














المزيد.....

وطن بلا حرافيش


يوسف أحمد إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 5127 - 2016 / 4 / 8 - 02:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سألت نفسي هذا السؤال، هل يوجد وطن بلا حرافيش " الشطار والعيارين"؟! وقد دفعني إلى ذلك ما ورد في تاريخ العرب من أن الحرافيش هم الذين دافعوا عن بغداد حين دخلها هولاكو سنة 656هـ .وهرب منها القادة والأمراء والتجار ..
وإذا اعتبرنا أنّ الحرافيش تسمية جامعة، تشمل كل فقراء بغداد على اختلاف مستويات فقرهم وحاجتهم ومهنتهم ، فإنّ الإجابة عن السؤال تصبح أكثر تعقيداً، ليس لوجود ذلك المكوّن الاجتماعي/ الاقتصادي أو عدم وجوده في الواقع الموضوعي اليوم، بل للدور الذي لعبه في الأزمة الراهنة في ظل الاختلاف والجدل في مفهوم الوطن، و الوطنية أيضاً.
انطلاقاً من ذلك التأطير سنجيب على السؤال السابق. فحين يهاجم عدو خارجي محدد الهوية والوجود الوطن السوري لا يختلف سوريان على مفهوم الوطن، وأنّ الوطنية هي انخراط في مواجهة العدو بسبيل من السبل المتاحة والممكنة ... ويمكن القول أيضا: إن العدو الخارجي قد يلبس لبوساً تنكرية ويهاجم الوطن من داخله، عبر عناصر داخلية تنتمي إليه ، ولكنها تخونه لأسباب مادية أو تربوية أو مرضية ، وغير ذلك ..ولكن ما حدث ويحدث في الداخل السوري يخالف تلك التوطئة ، فالدولة السورية لم تهاجَم من قبل عدو خارجي محدد الهوية والوجود، ولم تُحشد قواتٌ ما استعدادا لاقتحام الجغرافية السورية ، ولذلك لا يمكن القول : لقد هرب القادة والأمراء و التجار وصمد الحرافيش، للدفاع عن الوطن السوري ! أو لم يصمدوا!
أما الافتراض الثاني، وهو أنّ العدو يهاجم الوطن من داخله عبر عناصر غير مخلصة، فهو على صوابيته ، جزئياً في كل صور التاريخ ، إلا أنه لا يمكن أن يكون من الاتساع والشمولية والخطورة إلى حد دمار البلاد، وتهجير أغلبية السكان، وقتل مئات الآلاف ؟!
إن تناقض ذلك الخطاب هو الذي لم يشتغل في بلاغة الإقناع ، كما رغب مروجوه ، ولأنه كان قاصراً في ذلك تشتّت مفهوم الوطن والواجب الوطني، وهرب الحرافيش، كما هرب القادة والساسة والتجار من الوطن ، ليس كرهاً أو خيانة وإنما نجاة من مستنقعٍ، الصراع فيه لا يشبه الحرب على الوطن، أو الحرب مع عدو الوطن ... !
فالمعارضة السلفية لا تعترف بغير المفاهيم الدينية للانتماء، ولذلك فإنّ الانخراط فيها من قبل البعض يعني، إمّا الدفاع عن انتماء أوسع من الجغرافية السورية أو انتماء مرَضيّ ّقهري تربوي وبيئيّ له أبعاد أخرى غير مفهوم الوطن والوطنية ...
والمعارضة غير السلفية ـ تعتبر أن الوطن سُرق من قبل السلطة القائمة، وبالتالي لا بد من تحريره وتحرير المواطن من قيدها وسطوتها ... ولكنّ ذلك الموقف أو التوجه يحمل في طياته بوادر تفتته أو عدم الإجماع عليه، وذلك وفقا لمصالح كل فئة إن كانت تنتمي للحرافيش أو الأمراء أو التجار .. ؟!
أما السلطة الرسمية الممثّلة للوطن، بغضّ النظر عن تفسير ذلك وتناقضه واختلافه وملابساته، تجعل الاعتداء عليها اعتداء على الوطن، و الواجب الوطني يقتضي الدفاع عنها، أي الدفاع عن الوطن .
ولكنه في ظل المواقف المتباينة، فلم يظهر عدوان خارجي محدّد الماهيّة والوجود، ولا يمكن، كما ذكرنا، اعتبار أن العناصر الداخلية الفاسدة قادرة، من حيث الشمولية والفاعلية ،على تدمير البلاد، وتهجير الشعب، وقتل مئات الآلاف، ولذلك هو هروب جماعي للقادة و التجار والحرافيش، فمع احتكار مفهوم الوطن و الوطنية من قِبل الأطراف المتصارعة، كلّ وفق أجندته، بغاية اكتساب الشرعية الوطنية وضياع مفهوم الوطن في الأجندات، لم يستطع طرف ما من إقناع مجموع الشعب للوقوف إلى جانبه، كما هي الحالة في مفهوم الحرب على الوطن، وتضحية الحرافيش في الدفاع عنه ،وهروب التجار والساسة والأمراء؛ ولذلك نحن في وطن بلا حرافيش .



#يوسف_أحمد_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرود قصرة (10 )
- سرود قصيرة (9)
- سرود قصيرة(8)
- سرود قصيرة (7 )
- مفارقات
- سرود قصيرة (6)
- سرود قصيرة (5)
- سرود قصيرة (4)
- المعارضة السلمية (3)
- المعارضة السلمية (2)
- المعارضة السلمية(1)
- الشارع السوري - توصيف في الحالة السورية -
- سرود قصيرة (3)
- من راية الانتداب إلى راية الاستبداد
- الإعلام المحرِّض - توصيف في الحالة السورية -
- سرود قصيرة
- العنف والوعي الاجتماعي - توصيف في الحالة السورية -
- مفاوضون بلا حقيبة - توصيف في الحالة السورية -
- أنا من هنا . أنا من هناك - توصيف في الحالة السورية
- مضايا والفوعة - توصيف في الحالة السورية -


المزيد.....




- مراوح قارب تسحق ذراع شاب أثناء غطسه في البحر.. والسائق معتذر ...
- ترامب يعلن مواصلته عقد تجمعات بأماكن مفتوحة بعد محاولة اغتيا ...
- ألمانيا.. ازدياد شعبية الحزب المعارض لإمدادات الأسلحة إلى ال ...
- -سرايا القدس- تعلن السيطرة على طائرة استطلاع إسرائيلية في خا ...
- فرنسا لا تستبعد ضلوع طرف أجنبي في أعمال تخريب شبكة القطارات ...
- أستراليا تحظر استخراج اليورانيوم من أحد أكبر المناجم في العا ...
- صحيفة أمريكية: نتنياهو بين نارين بعد طلب واضح من قادة الديمق ...
- إسرائيل تقدم للإدارة الأمريكية مقترحا معدلا لصفقة التبادل وو ...
- نعيم قاسم: أعيش أفضل حياة لن أتخلى عنها وحسن نصر الله أسعد إ ...
- سلسلة انفجارات تدوي في مدينة دنيبر الأوكرانية


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف أحمد إسماعيل - وطن بلا حرافيش