أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - فاضل عزيز - أضربه على التبن، ينسى الشعير..














المزيد.....

أضربه على التبن، ينسى الشعير..


فاضل عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5126 - 2016 / 4 / 7 - 19:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ينطبق المثل الشعبي الليبي "أضربه على التبن ينسى الشعير" ، والذي يعني مجازا استخدام أشد العقوبات جزاء لأبسط التجاوزات كرادع للمتمرد المتجرئ يمنعه من مجرد التفكير في التجرؤ على الإقدام على أعمال أخطر، ينطبق هذا المثل اليوم على حال الليبيين الذين نالوا أشد العقوبات وأفدحها على مدى خمس سنوات بسب تجرؤهم على الحلم ؛ مجرد الحلم بدخول المرحلة التمهيدية لمدرسة الديمقراطية..

بعيدا عما يقال ويُسطّر عن نظرية المؤامرة بخصوص ما تشهده المنطقة العربية، والتي هي بكل تأكيد موجودة وستظل موجودة الى أن يرث الله الأرض ومن عليها كنزعة إنسانية طبيعية تفرضها الحياة، بعيدا عن هذه النظرية ، فإن الليبيين عندما خرجوا يوم 17 فبراير من عام 2011م للمطالبة بالعدالة والحرية واللحاق بركب الحضارة الإنسانية، لم يكن لهم أي ارتباط بأي قوة خارجية باستثناء تلك الجماعات المعارضة التي كانت تعيش خارج البلاد والتي بكل تأكيد وبسبب التضييق عليها في الداخل اضطرت للجوء الى الخارج الذي عمل على تسخيرها لخدمة أهدافه، باستثناء هذه الجماعات المحدودة، لم يكن لليبيين الا هدف واحد وهو ضرورة الانتقال من وضع الجمود والفوضى وانعدام مؤسسات الدولة ، الى بناء دولة حقيقية واللحاق بركب الحضارة الإنسانية، وهو ما يعني الخروج من دائرة التخلف، والإفلات من هيمنة شركات الاحتكار وشق الطريق نحو استقلال حقيقي وتحقيق السيادة الحقيقية على الموارد والأرض.

إلا أن صانعي المآسي الإنسانية ورعاة إدارتها عبر التاريخ من مرابين ومصاصي دماء الشعوب لم يسمحوا لهذا الشعب بالخروج من هذا السجن المظلم.. فبعد ان تحقق لهم إطاحة النظام السابق، الذي كان ينازع وإن بشكل معيب للإفلات من هذه الهيمنة المقيتة، توجهوا للتغلغل في مفاصل المؤسسة الحاكمة الجديدة قبل تبلورها للوجود واستطاعوا في وقت مبكر زراعة عملائهم في مفاصل ومؤسسات البلاد، وإعدادهم للقيام بدور المعرقل لأي توجه او تحرك يرمي للتأسيس لدولة مؤسسات مدنية حقيقية تشكل الرافعة القوية للخروج من سجن الهيمنة والاحتكار الغربي، وهذا ما جرى تحديدا منذ أن ظهرت بوادر وعي شعبي مؤثر يرمي لتحقيق هذا الهدف والذي عكسته نتائج انتخابات مجلس النواب الذي حقق فيه تحالف القوى الوطنية الذي يظم طيفا واسعا ومؤثرا يؤمن أفراده بضرورة قيام دولة مدنية كشرط اساسي لمغادرة التخلف والارتهان للأجنبي..

عمدت أمريكا وفرنسا وحلفائهم الأتراك وعملائهم شيوخ الزيت في خليج العهر الى وأد نتائج هذه الانتخابات وتحويلها من فرح وحلم ، الى مآسي وذلك من خلال تفعيل عملائهم المزروعين في المؤتمر الوطني المنتهية ولايته والممثلين بقيادات جماعات التيار الإسلامي بكل تنوعاته والإيعاز لهم بعرقلة تسليم السلطة التشريعية الى الجسم النيابي المنتخب، وافتعال إشكاليات وهمية واتخاذها كلافتة لتصعيد الموقف من نزاع قانوني الى مواجهات مسلحة، وفتحت الدول الغربية المفترض بها أن تكون راعية لمشروع إعادة بناء ليبيا، المجال أمام كل الجماعات الإرهابية للتسلل الى كبريات المدن الليبية والسيطرة على مفاصل البلاد، ولعبت تركيا دور الداعم اللوجستي لهذه الجماعات، فيما لعبت مشيخات الزيت في خليج العهر دور الممول المالي لمؤامرة اغتيال مشروع إقامة الدولة المدنية في ليبيا، حيث تحولت ليبيا الى وجهة مفضلة لكل جماعات الإرهاب المأجورة ، ولعب الأعور الدجال (صادق الغرياني) مفتي البلاد دور المشرعن للإرهاب من خلال فتاويه الإجرامية وتحريضه على الاقتتال بين الليبيين.. كما ساهم البرلمان الذي تم نفيه الى شرق البلاد ، مع سبق الاصرار أو بدون قصد، دورا محوريا في إفشال مشروع الدولة المدنية والانتقال الى مرحلة التداول السلمي على السلطة، وذلك من خلال الدور المشبوه لرئيسه عقيلة صالح الذي يدير البرلمان بعقلية شيخ قبيلة وعقيدة المغالبة وتكريس النظرة الجهوية ، وهو ما عرقل البرلمان عن التوجه الى حل القضايا الجوهرية ومواجهة الأخطار الحقيقية التي تتفاقم كل يوم بفعل التحالف غير المعلن بين عصابات فجر ليبيا وجماعات الضغط القبلية التي يقودها عقيلة في هذا البرلمان المشلول.

وعلى مدى ثلاثة أعوام من التبديد الممنهج لكل موارد البلاد الاقتصادية والبشرية، والزج بها في أتون مواجهات دموية ، وإفقار اقتصادها واختلاق أزمات على كل المستويات حتى وصل التأزم الى اختفاء السيولة من المصارف والدقيق من الأسواق وارتفاع جنوني في الأسعار ، وذلك بفعل تحالف كبار التجار ورجال الأعمال الليبيين الذي فقدوا ضمائرهم مع هذه العصابات الدولية ومع أطراف الصراع العبثي في الداخل، تراجع حلم الليبيين بشكل مدوي وأصبحوا بعد أن كانوا يحلمون ببناء دولة مؤسسات مدنية ديمقراطية ، أصبحوا يحلمون برغيف خبز لسد جوع أطفالهم وبالحصول على أموالهم المودعة في المصارف والتي سرقها المجرمون من كبار التجار ورجال الأعمال وخزنوها في خزائنهم الخاصة..

وهكذا تحققت نظرية "اضربه على التبن ينسى الشعير"، فاليوم لم يعد المواطن الليبي يتذكر ذلك الحلم الجميل الذي دغدغت به الدعاية الغربية عواطفه ودفعته للمغامرة بالدخول في معركة دامية لتحقيقه معتقدا في صدق هذه الدعاية المزورة،وأصبح يحلم برغيف خبز لسد جوع أسرته ودينار في جيبه يحفظ كرامته، وتحول الارتفاع الجنوني اليومي للأسعار إلى لازمة تفكيره.. وها نحن اليوم ندفع فاتورة باهظة من دمائنا ومواردنا البشرية والاقتصادية لثقتنا العمياء في جلادي العالم وسيرنا وراء أحلام تحرص الدول الغربية على وأد كل محاولة لتحقيقها خارج نطاق نفوذها في العالم من شرق آسيا وحتى أمريكا اللاتينية مرورا بإفريقيا معتمدة على خلايا العملاء من أفراد وجماعات وأحزاب رجعية متخلفة وأنظمة حكم مرتهنة في وجودها بالكامل للغرب والشركات الاحتكارية ..



#فاضل_عزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيان عبر الهايكو
- بل عشيق!
- (4) بل أقول..
- (3) نعم تستطعين
- (2) احلمي عشق زاد
- غردي عشق زاد..
- الجشع يجتاح قطاع الطبابة في ليبيا
- أمريكا والغرب كمناهض للديمقراطية في المنطقة العربية
- -ثوار- الآفة التي تهدد بزوال ليبيا
- الأصولية العدو الأخطر على الدين ..
- الهراطقة يغتصبون المنابر في ليبيا
- رُهاب ما بعد الإرهاب..
- الشريك المغيب في جرائم داعش..
- تفجير البرلمان الليبي من عين المكان.. وقائع ودروس..
- الدفاع عن الشرعية باهض التكاليف عالي القيمة.
- حتى يكون لحربكم على الارهاب معنى..
- رئيسة اتحاد نساء ليبيا تزور الوقائع
- داعش ليبية برعاية امريكية
- ليبيا..فجر كاذب وكرامة مهدورة
- كلنا -ن- ..


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - فاضل عزيز - أضربه على التبن، ينسى الشعير..