جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5126 - 2016 / 4 / 7 - 14:54
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
بين المباشر و غير المباشر
المباشر مغري: قال لي تمتع بيومك كانك تموت غدا carpe diem
ذهبت الى البيت و كانما انا سكران من شرب الكحول بكثرة و انا لا افكر الا باللحظة الانية و بانانيتي طالما الحياة قصيرة تتحول الى الصفر بعد الموت حالا و يذهب ما انجزته الى سلة المهملات و النسيان و اترك كل شيء مستقبلي يشوب سعادة لحظتي الانية. فكرت في ترك الدراسة الجامعية و الذهاب الى المقهي و التحرش ببنت الجيران بدلا عنها و اتوقف عن تنظيف اسناني و البيت و دفع الفواتير و الاداب و الاخلاق و الكرامة و بما اني لا اؤمن بالاديان و انسانية الانسان فالي الجحيم بها جميعها.
هل الحياة توظيف 1000 دولار لاجل فائدة مستقبلة تبلغ 10% و انتظر؟ أليست فائدة الان اكثر لانها بالتاكيد اكثر من 10% كنوع من Hyperbolic Discounting؟ تفضل خيّر الاطفال باكل علبة شكولاتة الان او الانتظار ليوم آخر للحصول على علبتين كما جربه W. Mischel في الستينات لترى كيف يقرر الاطفال و تتاكد من حبهم للمباشر.
و لكن و رغم شوقي و حنيني للحظة الانية و المباشر والكسل كصفات حيوانية في الانسان وقعت مرة اخرى فريسة التفكير المستقبلي. كيف؟ هل تريدني اتمرض و اسجن و افقد كرامتي؟ الا تقوم بعض الحيوانات بالاستعداد لليوم الاسود؟ دعني اختار الحل الوسط اذن لاتحول مرة بالاسبوع على الاقل الى المباشر و اتبع غريزتي الحيوانية و اتخلص من الواجبات و الانتظار و اختار غير المباشر في بقية ايام الاسبوع…… و لكني لا اعتقد ان هذا هو الحل المناسب في الحياة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟