أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح الدين مسلم - الأيوبيّة بين الماضي والحاضر














المزيد.....


الأيوبيّة بين الماضي والحاضر


صلاح الدين مسلم

الحوار المتمدن-العدد: 5125 - 2016 / 4 / 6 - 23:27
المحور: القضية الكردية
    


بعد أن فقدت مكتبتي في الهجمة الداعشية على كوباني، صار منظر الكتاب كقربة ماء تلمع في الصحراء، لكن بعد فتح الطريق بين كوباني والجزيرة بدأت الكتب تتقاطر علينا من قامشلو الحبيبة ومن خلال منشورات مؤسسة العلم والفكر الحر في روج آفا، ومن بين الكتب التي شدّت انتباهي؛ كتاب تاريخ كردستان (إمبراطورية الكرد الأيوبيين) للكاتب الأديب جيكر خوين وترجمة الأستاذ خالص مسور، هذا الكتاب الذي لم أستطع أن أقرأه ﻷ-;-نّه كان مكتوباً بلغتي الأمّ؛ اللغة الكرديّة؛ لغتي التي لم أتقن القراءة والكتابة بها كما اللغة العربية، واستطعت من خلال قراءتي هذا الكتاب ربط الحاضر الكرديّ بالماضي المنصرم، كون الماضي فينا ولم يمت، وكوننا امتداداً لذاك الماضي، فأدركت لماذا هناك كرد في مصر واليمن ودمشق وجبل الأكراد على الساحل السوري، لقد استطعت أن أتلمس الفدائيين والخونة في هذه المرحلة التاريخية التي يجب إلقاء الضوء عليها من زاوية تحليل الذهنية الكردية، لطالما كان التحليل ينصب في خدمة الدولة الإسلامية، أو الدولة العروبية من قبل محلّلي تلك الفترة.
لم يكن الأيوبي رجلا متطلعاً إلى الدولة بقدر ما كان رجل حرب وشهامة، لقد كان الشعار إعلاء راية الإسلام، لكنه كان يدرك أن العرب ظلّوا يرَون أنّ الإسلام خاصٌّ بهم فحسب، وكان الصراع صراعاً على السلطة والمغانم والشهوات، إنّما الصراع عند الكرد - الذين اعتمد عليهم في جيشه - هو البحث عن الخلود، خلود أكيليسي، لإثبات الهوية، فكم من المرات استنجد بالخليفة العربي في بغداد - الذي لا حول له سوى أنه منصب فخري - كي ينادي في الأمة الإسلامية ليحارب الشعب الإسلاميّ معه ضدّ الصليبيين أعداءَ الجميع دون استثناء، لكنه لم يستجب له لئلا يحفر اسم الكردي على صفحات التاريخ.
استطعت أن أدرك لماذا العروبي في مصر يشمئز من كلمة "كردي"؟ فلم أستطع سابقاً أن أفهم عداوة السعودي العروبي للكردي، لقد أدركت لماذا قسّم الأوروبيون كردستان إلى أربعة أجزاء ولا جزء منها يحكمه الكرد؟ أهو انتقام لصلاح الدين الأيوبي؟ فحادثة الجنرال غورو مشهورة؛ وهو يقول فوق قبر صلاح الدين في دمشق: ها قد عدنا. ليس الانتقام فحسب إنه الخوف من هذا الشعب الحيّ الذي يحمل أفكاراً عالمية، فلم يستغربوا من حملهم راية الأمة الديمقراطية حلّا للشعوب في الشرق الأوسط.
كذلك أدركت أنّ القائد آبو وهو في سجنه يحاصر الدولة الخائنة كما حاصر صلاحُ الدين مصرَ التي استنجد وزيرها شاور بالصليبين مرات ومرات، فلتعلم أنّ صلاح الدين الكرديّ لم يقتحم مدينة عربية إلّا واستنجد ملكها العربي بالصليبين (القاهرة، دمشق، حلب، صور.....) لكنه هزمهم كلهم وأعطى الأمان للعرب وحرر قدسهم التي كانت محتلة قرابة قرن من الزمن، فلولا هذا الكردي لما كان عيد وعطا والزعبي.... يتحدثون العربية، ولما كانوا يعرفون عن الإسلام شيئاً.
لم ينجح صلاح الدين في تحرير القدس من خلال اعتماده على القوّات الكرديّة فحسب، بل نجح من خلال التوافق بين الشعوب الكرديّة والعربيّة والتركمانيّة والأرمنيّة وغيرها من الشعوب وكذلك التوافق والاتّفاق المجتمعيّ بين الأثنيّات المختلفة، ومن خلال تأمين معيشتهم ورفع مستوى الدخل لدى أفراد المجتمع، وهنا ازدادت ثقة المجتمع بالقيادة.
لسنا في صدد فكرة الدولة التي كانت الهاجس الوحيد للقادة، والأسر الوحيد الذي لم يبرحوه، وبالتالي كانت هي اللغة الوحيدة السائدة في ذلك الوقت، وقد كانت السلطة هي الدافع الوحيد للقادة؛ للقتال وكذلك الغنائم والنساء والجواري والغلمان، لكن ما فعله صلاح الدين من خلال قراءتي لهذا الكتاب هو أنّه بحث عن حلّ توافقيّ للمجتمعات، وإعادة الصياغة المجتمعيّة للأمم المتضاربة ضمن بوتقة الدولة الإسلاميّة التي فقدت هيبتها، إثر تضعضع الخليفة الذي بات يمتلك السلطة الثقافيّة فحسب، وبات الوزراء والسلاطين يبحثون عن السلطة ضمن هذه الدولة، لذلك استطاع المجتمع أن يتخلّص من الدعوات العدائيّة للقوميّة العروبيّة التي سقطت مع آخر الخلفاء العروبيين؛ أبي جعفر المنصور والسفّاح، وبعد انهيار الدولة الأمويّة.
كانت الأيوبيّة الكرديّة عنوان المرحلة الجديدة للاتّفاق الاجتماعيّ، ولم تطرح كلمة الدولة الكرديّة، وإنّما كان التوافق على أيديولوجيّة الاتّفاق المجتمعيّ الذي أوصل صلاح الدين إلى دفّة القيادة وطرد الغزاة الصليبين من هذه الأرض التي لم يستطيعوا أن يسيطروا عليها بفكرهم الغربيّ الذي لم يدرك مفاتيح إدراك ماهية المجتمع، وهذا ما امتلكه صلاح الدين واستطاع أن يحرّر القدس القبلة التي أنشدها الصليبيّون للهرب من شبح اللاحلّ في مناطقهم الغربيّة.
ليس من السهولة بمكان تحليل هذه القوّة التي طردت جحافل الصليبيّن من هذه الأرض الشرقيّة، هذه الهجمة الصليبيّة التي ألمّت بالشعب الشرق أوسطيّ التي شحذت كلّ قواها لاحتلال الشرق الدامي، ففي ذلك الوقت أيضاً رأى الشرقيّون أنّ تحرير القدس من المعجزات بعد احتلال دام قرناً من الزمان، كما الآن يرى المتثاقفون؛ جنودُ الحداثة الرأسماليّة في استحالة تطبيق الأمّة الديمقراطيّة في الشرق الأوسط.



#صلاح_الدين_مسلم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانهيار الأخلاقي للمجلس الوطني الكرديّ
- الفيدراليّة في سوريا مشروع وحدويّ


المزيد.....




- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح الدين مسلم - الأيوبيّة بين الماضي والحاضر