سامر إسلامبولي
الحوار المتمدن-العدد: 5125 - 2016 / 4 / 6 - 23:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قال الملحد: إن مفهوم السببية (لابد لكل فعل من فاعل) لايصلح لإثبات وجود خالق مغاير للكون لأنه سوف ينسحب عليه مفهوم السببية ويقال : من أوجد الخالق ؟ وهكذا نبقى في دوامة ومتاهة لانهاية لها ولاجواب.
وأقول لهذا الملحد ولمن يقول بقوله: فهمك خطأ حينما سحبت مفهوم السببية على الفاعل الأول وذلك لأن مفهوم السببية يطبق على الفعل والوجود الذي يحتاج في وجوده لغيره ، مثلاً لو دخلنا إلى غرفة تركناها فارغة لايوجد فيها شيء وشاهدنا طاولة وكرسي وأدوات كهربائية وشخص جالس ، نسأل عن الأثاث والأدوات من أحضرها لعلمنا أنها لاتحضر بذاتها ولابد لها من فاعل أحضرها، بينما لانسأل الشخص من أحضرك لأنه يملك القدرة على الحضور الذاتي، وهذا يعني أن لابد لكل سبب من مسبب أو لابد لكل حادث من محدث ينطبق على من يفقد القدرة على الحضور الذاتي ولاينطبق على من يملك القدرة بذاته على الحضور، ووجود الخالق هو من هذا القبيل فهو واجب الوجود حاضر دائماً بشكل لزومي ولايصح أن نسأل من خلق الخالق؟ فهذا مغالطة لفظية متناقضة مثل مقولة : من فعل الفاعل، ومثل مقولة : من وصل قبل أول واحد، ، الخالق لايخلق لأنه فاعل أزلي وليس مخلوقاً.
وانطلاقاً من عالم الشهادة الواقع المحسوس المدرك نصل إلى أن الوجود هذا هو محدود وله بداية ولايملك القدرة على الوجود بذاته ولابد له من قوة مغايرة في وجودها عنه تملك الحضور الذاتي الأزلي وهو حي قيوم كلي القدرة و العلم والحكمة .
ويوجد ثلاثة احتمالات
1- يوجد للخالق خالق قبله خلقه.
هذا كلام متناقض لأن الخالق لايحتاج إلى خالق غيره ليخلقه وإلا انتفى عنه بداية اسم الخالق وصار مخلوقاً ووقعنا في فرضية التسلسل وهي باطلة منطقاً وواقعاً وافتراض ذلك يلزم منه الهلاك والفناء للجميع
2- الخالق خلق نفسه.
وهذا تناقض فكري ولفظي لاجتماع العلة و المعلول في نقطة واحدة، وتعلق وجود كل منهما بالآخر ووقعنا بفرضية الدور وهي باطلة منطقاً وواقعاً وهذا يوصل للفناء لكليهما .
3- الخالق واجب الوجود وهو حي قيوم أزلي قائم بنفسه دل على ذلك المنطق والواقع المشاهد والمدرك وبالتالي خرج من مفهوم قاعدة السببية ولاتنطبق عليه
عميت عين لاتراك...وفي كل شيء لك آية
تدل على أنك الواحد الأحد
#سامر_إسلامبولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟