أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.....9















المزيد.....

حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.....9


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1387 - 2005 / 11 / 23 - 10:20
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


و فيما يخص الأحزاب البورجوازية التابعة، التي قامت على أساس التوسط بين الرأسمال العالمي، المتمثل في صندوق النقد الدولي، و البنك الدولي، و بين الرأسمال المحلي. و هو نفس الدور الذي تجسده الطبقة الحاكمة، بواسطة أجهزة الدولة، و بواسطة القوانين المتبعة، انطلاقا من الدستور، و انتهاء بالقوانين الإجرائية، التي تكرس مصادرة جميع الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و حرمان الجماهير الشعبية الكادحة، من تلك الحقوق، و الإصرار على عدم ملاءمة القوانين مع المواثيق الدولية، المتعلقة بحقوق الإنسان العامة، و حقوق الإنسان الخاصة بالعمال، و بالمرأة، و بالطفل، و بالمعوقين، و بالعجزة، و بالعاطلين، و غير ذلك من الحقوق، التي لا تخدم مصلحة المنتمين إلى أحزاب البورجوازية التابعة، لتكون بذلك صانعة الإخلال بالأمن الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و المدني، و السياسي لعموم الكادحين، و مشرعنة لهذا الإخلال حتى يصير جزءا من ممارسة الحياة اليومية لعموم الكادحين، الذين تتحول حياتهم اليومية إلى خوف، و رعب، و حذر مستمر، خاصة بعد انتشار الأمراض الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافيةن و المدنية، و السياسية التي تبرز في الحياة العامة، تعبيرا عن تكريس الإخلال بالأمن العام. و حياة هذه الأحزاب البورجوازية التابعة، تبقى مرتبطة بتكريس الإخلال بالأمن العام، كواقع قائم لا مفر منه. و لذلك نجدها تستقطب حولها الأحزاب البورجوازية، و أحزاب البورجوازية الصغرى، التي تجمعها مصالح معينة، ترشحها باستمرار، للتخلي عن الكادحين، لصالح حفظ مصالحها، التي تدفعها إلى الانحياز إلى جانب البورجوازية التابعة، و تقبل القيام بالإخلال بالأمن العام، و العمل على شرعنته على جميع المستويات، و في جميع المجالات، حتى تصبح تلك المسؤولية جماعية، لتصير أحزاب البورجوازية التابعة، مجرد مشاركة في ذلك الإخلال.

و بالنسبة للأحزاب الإقطاعية، فإننا نجد أنها تتمسك بالنماذج التقليدية: الإيديولوجية، و السياسية، و التنظيمية، و الفكرية، و تبني سياستها على هذا الأساس، و تحرص على الإنتاج الزراعي التقليدي القائم على استغلال الفلاحين المعدمين، كعبيد للأرض. إلا إنها، و بسبب التحول السريع للواقع بكل تجلياته، فإن هذا الأحزاب قبلت أن تتحول إلى طبقة إقطاعية، بورجوازية تبعية، تتمسك بالقديم، و لكنها، في نفس الوقت، تسعى إلى الارتباط بالمشاريع الاقتصادية الرأسمالية، التي لها علاقة بالزراعة، و ذات الربح السريع، لتصير بذلك إقطاعية بورجوازية، و لأنها تستغل الفلاحين، و العمال الزراعيين، و تهضم حقوقهم، فإنها أيضا تستغل العمال، و تهضم حقوقهم المختلفة. و لحماية مصالح المنتمين إليها، تصنف هذه الأحزاب نفسها إلى جانب أحزاب الطبقة الحاكمة. و هي لذلك تساهم في كل أشكال الإخلال بالأمن الاقتصادي، والاجتماعي، و الثقافي، و المدني، و السياسي، التي ترتكبها الطبقة الحاكمة، في حق الكادحين، إلى جانب أشكال الإخلال التي تخصها هي، باعتبارها أحزابا إقطاعية، في حق الفلاحين المحرومين من الأرض، الذين يستغلون أبشع استغلال.

و نظرا لأن أحزاب البورجوازية الصغرى، في مرحلة معينة، و أحزاب البورجوازية التابعة، و الأحزاب الإقطاعية، هي أحزاب يمينية، لا تخرج عن إرادة الطبقة الحاكمة، و لا تعارضها، و لا تمتنع عن تنفيذ مخططاتها، و لا تقاومها، و لا تعمل على تعبئة الكادحين، للنضال ضد إخلالها بالأمن العام في جميع المجالات، فإن أحزاب اليمين المتطرف، تنازعها في الاستبداد بالمجتمع، و تعمل باستماته في سبيل تحقيق أهدافها في ادلجة الدين، و فرض تلك الادلجة بواسطة العنف، و تجييش أفراد المجتمع، لمهاجمة الطبقة الحاكمة، و السعي إلى إرهاب جميع المعارضين، و التخلص منهم.

و الأحزاب اليمينية المتطرفة، هي أحزاب، تحتكر الكلام باسم الدين، و تفرض تأويلها له على جميع أفراد المجتمع، و تسعى إلى استعادة مثال الحكم من الماضي، تعادي الديمقراطية، و لكنها، في نفس الوقت، تستغلها للوصول إلى السلطة، تعادي العلم، و لكنها تستغل نتائجه. و تعتبر أمر الناس، بيد الفقهاء، الذين لهم الحق وحدهم في التقرير، في أمور الناس، باعتبارهم ينوبون عن الله في الأرض، و تعادي حقوق الإنسان الاقتصادية، والاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، باعتبارها إبداعا غربيا كافرا، و يعتبر تأويلها للدين الإسلامي، هو الضامن وحده لحقوق الإنسان، التي ليست إلا حقوق المنتمين إليها، في التصرف المطلق بأمور الناس، و وتكن للمرأة عداء مطلقا لا حدود له، و تختزل أمور الدين في العلاقة بين الرجل، و المرأة، في مسلكية المرأة في المجتمع.

و الأحزاب اليمينية المتطرفة، عندما لا ينساق الناس وراء خطابها، تلجأ إلى معاداة جميع أفراد المجتمع، الذي يصير، في نظرها، كافرا. و هي، في قيامها بأعمال العنف، لا تميز بين الناس. لأن الكل في نظرها يجب أن يقتل، مادام يخالف "شرع الله"، الذي ليس إلا تأويلا، و أدلجة للدين الإسلامي.

و الأحزاب اليمينية بذلك تتميز بشموليتها، في ممارستها للإخلال بالأمن العام، الذي لا يعفي حتى دواخل النفوس، بالإضافة إلى مظاهر الإخلال بالأمن الاقتصادي، والاجتماعي، و الثقافي، و المدني، و السياسي، و في جميع مناحي الحياة، و على جميع المستويات. و يمكن أن نجزم بأن وجود أحزاب التطرف اليميني، في حد ذاته، إخلالا بالأمن العام. لأن الطبقة الحاكمة، و من وراءها النظام الرأسمالي العالمي، بقيادة أمريكا، عندما شجعت على ظهور اليمين المتطرف، و قدمت له الإمكانيات المادية، و المعنوية، إنما كانت تسعى إلى محاربة تجذر اليسار في صفوف الشعب، أنى كان هذا الشعب، حتى لا يقوى على قيادة الجماهير الشعبية الكادحة، في أفق التغيير المؤدي إلى التمتع بالحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية. و لذلك، فوجود أحزاب اليمين المتطرف، يعتبر امتدادا للإخلال بالأمن العام، الذي تمارسه الطبقة الحاكمة، على جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، لأنه في العمق لا يخدم إلا مصالح الطبقة الحاكمة، و مصالح الرأسمالية العالمية، التي ليس من مصلحتها تحرر الشعوب، و ممارستها للديمقراطية الحقة، و تحقيقها للعدالة الاجتماعية بقيادة اليسار.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- إذا لم يستحي الانتهازي، فليفعل ما يشاء .....2
- إذا لم يستحي الانتهازي، فليفعل ما يشاء .....1
- الارتباط العضوي بالشعب الكادح شرطه التخلص من أمراض البورجواز ...
- الارتباط العضوي بالشعب الكادح شرطه التخلص من أمراض البورجواز ...
- الارتباط العضوي بالشعب الكادح شرطه التخلص من أمراض البورجواز ...
- في المجتمع المغربيدور البورجوازية الصغرى في إشاعة الفكر الطا ...
- دور البورجوازية الصغرى في إشاعة الفكر الطائفي في المجتمع الم ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...


المزيد.....




- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.....9