أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - صفحات من تاريخ جهلنا














المزيد.....

صفحات من تاريخ جهلنا


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5125 - 2016 / 4 / 6 - 12:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جميل السلحوت:
صفحات من تاريخ جهلنا
في أكتوبر 1995 طُعن الأديب الكبير نجيب محفوظ في عنقه على يد شابّين قررا اغتياله لاتّهامه بالكفر والخروج عن الملة، بسبب روايته "اولاد حرتنا" التي صدرت طبعتها الأولى عام 1962 عن دار الآداب في بيروت.
فهل كان نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل للآداب كافرا، حتّى يُطعن برقبته وهو في شيخوخته؟ وهل قرأ من طعنوه رواياته؟ ومن حرّضهم على ذلك؟
وفي 8 حزيران 1992 تمّ اغتيال المفكر المصري فرج فودة لأنّه دعا إلى فصل الدّين عن الدّولة، وليس عن المجتمع.
و"في التحقيق مع القاتل سأله المحقق: ليه قتلت فرج فودة؟ فرد المتهم: لأنّه كافر، فسأله المحقق: من انهو كتاب من كتبه عرفت إنه كافر؟ فرد القاتل: أنا ما قريتش كتبه. فسأله: إزّاى ؟ فرد: أنا ما بعرفش لا أقرا و لا أكتب."!
أوليس القاتل الذي تمّ اعدامه بحكم قضائيّ هو الآخر ضحيّة للجهل والتّحريض الأعمى؟
وجرت ثماني محاكمات للشاعر موسى حوامدة بسبب ديوانه "شجري أعلى" الذي صدر في بيروت عام 1999.
وتبيّن في مداولات المحكمة أنّ المدّعين والقضاة لم يفهموا تأويل قصائد الدّيوان الشّعريّة.
وفي السّعوديّة خفّفت محكمة قبل عدّة شهور حكم الاعدام الصّادر بحق الشّاعر الفلسطينيّ أشرف فيّاض، إلى السّجن ثماني سنوات، مع جلده ألف جلدة بسبب ديونه الشّعريّ!
وفي العصور السّابقة تمّ اتّهام الفلاسفة المسلمين بالكفر والزّندقة مثل ابن رشد وهو:
أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد (520 هـ- 595 هـ) يسميه الإفرنج Averroes واشتهر باسم ابن رشد الحفيد (مواليد 14 إبريل 1126م، قرطبة - توفي 10 ديسمبر 1198م، مراكش) هو فيلسوف وطبيب وفقيه وقاضي و فلكي و فيزيائي أندلسي. نشأ في أسرة من أكثر الأسر وجاهة في الأندلس والتي عرفت بالمذهب المالكي، حفظ موطأ مالك، وديوان المتنبي.ودرس الفقه على المذهب المالكي والعقيدة على المذهب الأشعري. يعد ابن رشد من أهم فلاسفة الإسلام. دافع عن الفلسفة وصحح للعلماء وفلاسفة سابقين له كابن سينا والفارابي، فهم بعض نظريات أفلاطون وأرسطو. قدمه ابن طفيل لأبي يعقوب خليفة الموحدين فعينه طبيبا له ثم قاضيا في قرطبة. تولّى ابن رشد منصب القضاء في أشبيلية، وأقبل على تفسير آثار أرسطو، تلبية لرغبة الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف، تعرض ابن رشد في آخر حياته لمحنة حيث اتهمه علماء الأندلس والمعارضون له بالكفر والإلحاد ثم أبعده أبو يوسف يعقوب إلى مراكش وتوفي فيها (1198 م)
وقد قتلوا قبله أبو مُحمّد عبد الله بن المقفع (106 - 142 هـ)(724 م ـ 759 م).
ومن المفارقات بين من يعلم ويفكّر، وبين من يجهل ولا يعلم أنّه يجهل، ما رواه الفيلسوف والناقد المصري الرّاحل محمود أمين العالم: أنّه عند اعتقاله في عهد الرّئيس السّادات كان يتعرّض للتّعذيب الجسدي من قبل شرطيّ في السّجن، بايعاز من بعض الضّباط، وعند المساء كان العالم يعلّم ذاك الشّرطيّ أصول القراءة والكتابة"محو أمّيّة" وعندما سألوه: لماذا تعلّمه في الليل وهو يعذّبك في النّهار؟ فأجاب: لأنّه مصري يحبّ مصر.
وهذا ما يحصل مع شاعرنا الجميل فراس عمر حجّ محمد، فهو يتعرّض هذه الأيّام لاغتيال سمعته، والطّعن بأخلاقه، والمسّ بعمله كموجّه تربويّ بناء على نصّ نثريّ كتبه، ومن الأمور التي لم تعد عجيبة في بلدان "تقديس الجهل" أنّ الغالبيّة العظمى ممّن يهاجمون الأديب الشّاعر لم يقرأوا نصّه المذكور، تماما مثلما لم يقرأوا مؤلفاته التي تثري المكتبة الفلسطينيّة والعربيّة.
فلا تحزن أيّها الشّاعر الجميل فجاهليتنا في القرن الحادي والعشرين، تفوق جهلنا في العصور السّابقة. وهذه وحشيّة عقليّة الصّحراء المعادية للحياة، والتي تحدّث عنها ابن خلدون في "المقدّمة".
فهل سياسة تكميم الأفواه، وقمع حرّيّة الرّأي، ومعاقبة المبدعين ستقودنا إلى هزيمتنا ثقافيّا، كما نحن مهزومون في مختلف الأصعدة؟
6-4-2016



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى الشّاعر فراس عمر حجّ محمد
- ميسون أسدي تصطاد عصفوين بحجر واحد
- بدون مؤاخذة-الحلال بيّن والحرام بيّن
- بدون مؤاخذة- عذرا فراس عمر حج محمد
- نفتقد يوسف دخيل أبو العمل
- بدون مؤاخذة- الجنود الاسرائيليون ضحايا
- خذلان الطفولة في شتاء شهد محمد
- بدون مؤاخذة-عندما نختلق مشاكل لأنفسنا
- الأيّام كلها لا تفي والديّ حقّهما
- بدون مؤاخذة- لمصلحة سوريا وشعبها
- بدون مؤاخذة- جمود العقل العربي الاسلامي
- بدون مؤخذة-حزب الله بين الثورة والطائفية
- بدون مؤاخذة- مبدعونا المتميّزون
- شيطنة حزب الله اللبناني
- بدون مؤاخذة- ثقافة التابو
- يوم المرأة العالمي
- بدون مؤاخذة- الفتنة الدينية
- بدون مؤاخذة- العربان المتصهينون
- بدون مؤاخذة- كي تنهض الأمّة
- بدون مؤاخذة-انتصار القيق له دلالاته


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - صفحات من تاريخ جهلنا