أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - فرصة الأخوان التاريخية














المزيد.....

فرصة الأخوان التاريخية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1387 - 2005 / 11 / 23 - 10:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يستطيع عاقل، أو متتبع للشأن العام، أو قارئ فهيم للساحة السياسية، ومتبصر بأحوال الشارع العربي البائس والمحبط من المحيط إلى الخليج، أن ينكر مدى الانتشار الأفقي، والتأثير الكبير الذي يحظى به الفكر الديني على الجميع، وليس الإسلامي التقليدي كما يفهم في هذا السياق، على الحلبة التي تدور فيها شتى المعارك والصراعات، بشكل عام ويوجه سلوك الناس ويتحكم بطرائق معيشتهم. هذا الأمر حدا ببعض جماعات الإسلام السياسي (هنا)، وعلى رأسهم الأخوان المسلمين للتسلل من هذه الفجوة العقائدية، التي لم تستطع أنظمة الاستبداد والإفساد من سدها على مدى عقود من تسلطها على رقاب العباد، وتوجيه طاقات وعقول وعواطف هذه المجموعات البشرية خدمة لأغراض سياسية بعيدة تتطلع إليها على شاكلة إقامة الدولة الدينية، والخلافة الإسلامية في مراحل لاحقة. وطبعا هكذا شعارات بما هو موجود من موروث فكري "رومانسي" يصل حد القداسة يداعب خيال الجميع ويجعل معارضته ضربا من الكفر والإلحاد،وهذا بالطبع ليس بخاف على أحد، ولا سرا يذاع لأول مرة، وهو معلن على رؤوس الأشهاد، ويفاخر به بالخطاب الرسمي لهذه الجماعات. ولهذا عدة مسببات لن ندخل في تفاصيلها الكثيرة الآن ولكن يمكن القول بشكل عام أن ممارسات الأنظمة ساهمت إلى درجة كبيرة بترجيح كفة الجماعات السياسية، ووقفت تتفرج عاجزة عن الإتيان بأية حركة وهي ترى هذا النمو المفرط الفوضوي واللامضبوط لفكر الإسلام السياسي، وفشلها في تقديم أي بديل موضوعي على الساحة السياسية المقفرة من أي فكر أو تيار حداثوي، لا بل عمدت إلى محاربة وإقصاء كل تلك التيارات التي كان من الممكن أن تسد الفجوة، وتملأ الفراغ. وكانت من حيث تدري، او لاتدري تقدم لهم هدية لاتقدر بثمن استطاع هؤلاء استثمارها بذكاء عبر خطاب حماسي يلهب مشاعر الكبار والصغار، مع العلم المسبق للخلفية الدينية الطاغية التي يتمتع بها الشارع بشكل عام وتسيطر على عقول الغالبية العظمى من أبنائه. وتأتي جماعة الأخوان المسلمين في طليعة جماعات الإسلام السياسي التي فهمت اللعبة، وأدركت المغزى من خلو الشارع من القوى السياسية الأخرى الذي كان لنفس الأنظمة التي تحاربها الباع الطولى فيه، واستغلت سلوك الأنظمة السيء, ورداءة أدائها السياسي الوطني العام في تجييش الشارع لمصلحتها، وتوجيهه بالشكل الذي يخدم أهدافها العامة.

ولقد أظهر حجم التأييد العارم لها في صفوف المصريين، رغبة جامحة في الانتقام من الحزب الوطني الحاكم، ربما أكثر من العلم اليقين بالسبب السياسي الجوهري في التصويت لصالحها. ومع نظرة سريعة إلى ما آلت إليه الانتخابات المصرية من تقدم لجماعة الإخوان المسلمين، والفوز الكاسح لبعض مرشحيها، الذين أظهرتهم الدعاية العامة على أنهم المخلصين المنتظرين لمجمل القضايا والمشاكل التي يعاني منها الشارع المصري، في ظل غياب برنامج علمي، موضوعي دقيق، اللهم سوى رفع شعارات براقة من مثل الإسلام هو الحل، والقرآن هو دستورنا، والنبي هو زعيمنا، ولسنا هنا بصدد النيل من هذه الشعارات من الناحية الدينية البحتة التي نحترمها، ونجلها، ولكن على المستوى الواقعي والعملياتي، قد لا تستطيع أن تفعل شيئا، وإن مئات الخطب والدعوات على إسرائيل، مثلا، لم تحُل في أن يهزم العرب والمسلمين هزائم نكراء في كل مرة، كما لم تستطع سد أفوا ملايين الأفواه الجائعة، وتوظيف ملايين آخرين عاطلين عن العمل.وكما لم تستطع خطب الجمعة المكرسة لتمجيد القادة والزعماء من جعلهم قديسين وأتقياء في نظر العباد.

الحقيقة الآن أن الأخوان المسلمين هم قوة ضاغطة وفاعلة، وموجودين بفعالية تحت قبة البرلمان المصري، وهذا ما يجب من الناحية العملية، والمنطقية أن يسلم به الجميع، بغض النظر عن المستقبل الغامض الذي قد يتربص بها إذا لم تحسن التعامل مع الواقع الجديد، والوجود في السلطة، إذا اعتبرنا دخول البرلمان بداية للمارسة نوع من السلطة التشريعية والرقابية، بالطيع يختلف عن الوجود في وجود المعارضة والمتطلبات كثيرة، والمهام جسام وأكبر مما يتخيله الكثيرون، وما يطلبه الشارع أكبر بكثير من مجرد شعارات حماسية فضفاضة تلهب خيال الكثيرين، والناس في نهاية المطاف تريد الخبز، والطعام الشراب، والصحة والتعليم والأمان، والشعارات لوحدها قد لاتوفر الكثير من هذا. وقد يتطلب الأمر تغيير الخطاب كليا والتعامل مع الواقع بروح عصرية حيث أن التفكير بالعودة للوراء هو نوع من الانتحار السياسي للجميع.

تلوح الآن لهذه الجماعة، إن أرادت فعلا إثبات حسن النية الوطنية، والطوية السياسية، والتي ظلت خارج اللعبة السياسية طويلا فرصة ذهبية للخروج من ذاك الشكل، والإطار القديم الذي يربطها بالتحجر والتزمت والعيش في قوالب من الفولاذ والحديد، لتنخرط عمليا، وجديا كأي حزب وطني في الجهد العام غايته تنفيذ برنامج سياسي طموح, وشامل يأخذ بالاعتبار احتياجات الناس والمجتمع وما يلزمه من متطلبات تنهض به وتضعه في مصافي الدول القوية وإثبات ولائها الوطني ونزعتها الحضارية إذا ما أرادت البقاء في المشهد السياسي, واكتساب شرعية سياسية، لا قداسة دينية والنموذج التركي، حاضر، وماثل للعيان, وكما ما تفعله مختلف الأحزاب المسيحية والدينية في شتى أنحاء العالم. أما البقاء أسيرة الماضي وأحلامه المستحيلة فسيعني ببساطة الخروج ونهائيا، ومرة واحدة، وإلى الأبد، من اللعبة السياسية التي استطاعت حتى الآن أن تكسب فيها الكثير من النقاط. وأما الالتفات للشكليات، والممارسات التي يدرك عقمها، ولاجدواها، وعبثيتها الجميع، فهو بداية لوضع الرجل العرجاء في الفراغ الكبير.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستبداد هو الاستبداد
- نجوم خلف القضبان
- شدّوا الحزام
- كلاب أمريكا
- جنازة وطن
- الرسالة
- عرس الدم
- فرنسا الشمولية
- دعاء الجنرالات
- عصافير لا تطير
- ربيع سوريا الواعد
- أيه حكايةالأمراض النفسيةالماشية في البلد اليومين دول؟
- ديبلوماسية الكوارث
- كل عام وأنتم بلجنة للتحقيق
- الملاليس
- فليُسعدِ النَطْقُ إنْ لم تُسعدِ الحالُ
- إنهم يورطون الرؤساء
- سوريا العلمانية
- الغائب الأكبر
- دراويش الفضائيات


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - فرصة الأخوان التاريخية