أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبد الكريم العامري - صحافة البصرة.. عصر ما بعد الديكتاتورية















المزيد.....

صحافة البصرة.. عصر ما بعد الديكتاتورية


عبد الكريم العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1387 - 2005 / 11 / 23 - 09:21
المحور: الصحافة والاعلام
    


قد تبدو الصحافة لمن لم يزاولها مهنة سهلة ولا تحتاج الا الى صياغة سؤال بعد مقدمة كالتي كنا نقرأها في الأزمنة السابقة ومن ثم يقوم الصحفي بالتقاط صورة أو صورتين للمسؤول وهو يؤشر بيديه (الكريمتين) جاحظ العينين، مؤدياً دوراً مسرحياً ليشعر القارئ الكريم بتعبه وسهره الليلي على راحة المواطن الذي لم يجد حتى وقت قريب لقمة لعياله.. هذا التصور للصحافة قد نفنده في تحقيقنا هذا ليس لأننا نمارسها كل يوم ونعيش لحظاتها اولاً بأول.. أنما لكي نقنع القارئ بمدى خطورة هذه المهنة ومسؤوليتها.. فالصحافة هي ليست بالسؤال الهامشي ولا بالجواب الرنان ولا بالصورة البراقة ولا بـ(الصدرية) المكتوب عليها صحافة ولا بالباج الكبير الملون المزدان بصورة (الأخ) المبتسم دوماً في الصورة ، الضاحك دوماً على الذقون!!.. اننا نشير الى خطوطنا العريضة المتشابكة التي تبدأ بنهار يوم السبت ولا تنتهي بمساء الجمعة، فالصحافة لدى الصحفيين حياة دائمة فهي تدور في رأسه ليلاً ونهاراً، يبصر بعينيه الراصدتين كل حركة ويسمع كل همسه (ليس على طريقة مخبري العهد البائد!!) ولا على طريقة الزيتونيين الذين أساءوا الى الزيتون على حد قول صديقي الشاعر تومان غازي في وردة قرفصائه، هي مهنة المتاعب كما يسميها بعض المتمرسين، وهي السلطة الرابعة في البلاد التي تسير فيها السلطات الثلاث كما يراد لها، والسلطة الأولى في البلاد التي ودعت سلطاتها الثلاث!! رغم أنها تعاني من بعض الذين لم يروا ما تحت أقدامهم بعدما تهدلت كروشهم من سحت حرام (علسوه) بأسم الوطن والوطنية والحرص على المواطن.. وشربوه مرددين مقولة طيب الذكر (غوار الطوشي) كاسك يا وطن (هذا اذا بقي للوطن كأس عامر!!)..
الصحافة مغامرة ومقامرة في بلد يأكل أهله أكثر مما يقرأون (هكذا صاروا بعدما كان همهم الأول والأخير القراءة)..والحق لهم في هذا بعدما عصفت بهم رياح نظام الديكتاتورية وجعلتهم أشتاتاً يهيمون في بقاع الأرض باحثين عن لقمة حلال تمنحهم القوة ليردوا كيد العابثين بوطنهم الى نحورهم وبعدما انتشر الآباء والأبناء في مدن الصقيع والضباب مقتفين اثر حياة مجهولة تاركين امهاتهم وكتبهم وأحلامهم في أقبية حُرمت من أحلامها.. المهم، ما كان كان.. وولّى الطاغية وبقي الناس وعاد من عاد وبقي في المنافي من بقي، ورجع المهجّرون والمهاجرون والباحثون عن الأمن الى بلد السلام دون أن يسألوا عن السلام، وانتشرت الأقلام مثل انتشار النار في الهشيم فالكل عطشان لأن يدلي بدلوه، ويقول قوله، ويعطي رأيه بصراحة وجرأة بعدما ولّت الخطوط الحمراء ومقص الرقيب و(أصحاب الميم خط مائل!!)، فبدأ عصر جديد، وضاع علينا الحساب في عدد ما صدر من صحف ويصدر بعدما كان الواحد منا لم يجد في السوق الا صحيفة واحدة استنسخت الى أربع أخرى كانت تسمى (الثورة والجمهورية والقادسية والعراق وبابل)، كل تلك الصحف تبدأ بصورة (القائد) مثلما التلفزيون يبدأ بأقوال القائد حتى نهاية البث و(وشة القائد!)، فإن عطس كتبت الصحف الخمس تلك عطاسه وأشارت الى قوته وجبروته وصموده وتضحيته وصبره وحبه الكبير للعراقيين، وإن ضحك كتبت عنه (ضحك العراق) وكنا نقرأها في المقهى الذي جمع حطام أحلامنا (الضحك على العراق!!)، فصورة له وهو واقف بمحاذاة الكرسي المرصع بالذهب ماسكاً السيف بيد والكرسي باليد الأخرى موحياً للعراقيين: أن هذا الكرسي الذي انتزعته منكم لن تأخذوه مني الا بالسيف، وهذا ما حدث فعلاً حين انتزعت منه سلطته وهو قابع في جحر حقير خال من السيف وغمده!! فأين منه تلك (الفخفخات) و (العنتريات) و(الفيكات) وكتابات صحافته التي جعلت منه ما جعلت؟ وأين منه تلك الأقوال التي سمعناها ترن في الإذاعة والتلفزيون والصحف (لا تجعل عدوك خلف ظهرك.....)؟هنا تكمن خطورة الصحافة حين تكون صحافة حرة ونزيهة لا صحافة مقولبة ومسيّسة وموجهة ومروجة لعبادة الفرد.. هنا وبعد هذه المقدمة البسيطة نستطيع ان ندل القارئ الكريم على صحافتنا في البصرة على أمل أن نعرج في تحقيق آخر على الصحافة العراقية بشموليتها وعددها الكبير الذي قد يصل الى أكثر من 200 صحيفة!!
• رحلة في عالم صحافة البصرة:
في يوم 25/آذار من عام 2003 زارني زميل صحفي، وكانت حينها البصرة تغلي على موقد الحرب، والقوات الأجنبية قد وصلت الى جسر الزبير.. والطائرات القاصفة تدمر المقرات المهمة في المدينة، مبنى المحافظة ودار الضيافة ودائرة المخابرات السيئة الصيت ومقر (الحزب) الذي لم تحمه مقاومة الطائرات المنصوبة فوق سطحه.. وكان حينها الزيتونيون بمختلف أسلحتهم الرشاشة الخفيفة والثقيلة يخفون وجوههم في الحفر التي انتشرت في الساحات ويوزعون مخبريهم في شوارع المدينة مجسات أمن خشية ان يشتعل الشارع عليهم، زارني هذا الصديق بعد ان اجتاز مفرزتين من أمن النظام ومعه كيس كبير وضع فيه أوراقه.. نشرها على الطاولة أمامي واستغربت وأنا أرى تصميم جريدة بصفحاتها الأربعة..
قال: هذه صحيفتنا الجديدة.. صحيفة العراق الحر الجديد.. !!
قلت: هل جننت يا أخي.. البعثيون في الشوارع تترصد البيوت وأنت تريد إصدار جريدة؟
قال: لا بد من هذه الجريدة...
قلت: أراك مغرماً بالجرائد.. أترك الموضوع ليومين ربما ينجلي الموقف ويرحل الزيتونيون الى غير رجعة وعندها نستطيع ان نحقق أمنيتك..
قال وهو يطوي أوراقه: حسناً.. سأنتظر.
وانتظرنا أكثر من خمسة عشر يوماً، وحين سقط تمثال الفردوس عاد زميلي لفكرته وأصدر جريدته!!
هذه الحكاية تذكرتها في اللحظة التي بدأت فيها كتابة هذا التحقيق، واذا كان زميلي ذاك تواقاً للحرية التي سيمنحها الواقع العراقي الجديد فقد كان جميع الزملاء الصحفيين بانتظار لحظة الخلاص ليعبروا عن حلمهم بكتابة عذراء لم يغتصبها أحد بعد ذلك!!
والزائر لأية مكتبة سيرى ما لم يره من قبل بعدما بدأت الصحف بالتدفق الى السوق، في البدء كانت الزمان هي الصحيفة الوحيدة التي انتشرت في الشارع ذاك لأنها كانت توزع مجاناً وتأتي عن طريق القوات البريطانية المتواجدة في البصرة.. ثم بدأت صحف البصرة في الظهور، ولكي نثبت للتاريخ صحفنا التي صدرت لنأخذكم معنا في هذه الجولة وهذا الجرد يشمل الصحف التي صدرت لغاية نهاية عام2004فقط:
1- جريدة المنارة رئيس تحريرها الدكتور خلف المنشدي
2- جريدة الأضواء رئيس تحريرها محمد جواد الدخيلي
3- جريدة الأفق رئيس تحريرها عبد الكريم العامري
4- جريدة العشار رئيس تحريرها المحامي منصور الكنعان
5- جريدة الأخبار رئيس تحريرها الدكتورة جوليانا يوسف
6- جريدة حوار رئيس تحريها الدكتور حامد الظالمي
7- جريدة سنام رئيس تحريرها عادل علي عبيد
8- جريدة البصرة الجديدة رئيس تحريرها الدكتور حامد الظالمي
9- جريدة الحقيقة رئيس تحريرها عباس الجوراني
10- جريدة شط العرب رئيس تحريرها عبد المنعم الديراوي
11- جريدة النهضة رئيس تحريرها هاشم حسن
12- جريدة مداد رئيس تحريرها خلف عبد الصمد خلف
14- جريدة نفطنا رئيس تحريرها سمير جاسم المكصوصي
15- جريدة الوحدة رئيس تحريرها هادي عاشور الحلفي
16- جريدة الفيحاء رئيس تحريرها عبد الحسين عبد الرزاق
17- جريدة 14 تموز رئيس تحريرها يوسف الجبوري
18- جريدة الدليل رئيس تحريرها هاشم حسن
19- جريدة الرأي العام رئيس تحريرها حاتم البجاري
20- جريدة ملتقى النهرين رئيس تحريرها علي الإمارة
21- جريدة صدى الجنوب رئيس تحريرها حيدر علي المنصوري
22- جريدة الطف رئيس تحريرها سلام راضي عوفي
23- جريدة البصرة رئيس تحريرها عبد الحسين خزعل
24- جريدة الفتح حركة سيد الشهداء
25- جريدة اولمبي البصرة رئيس تحريرها علي حنون
26- جريدة بصرة سبورت رئيس تحريرها عباس الفياض
27- جريدة الحرة رئيس تحريرها فاضل الحسيني
28- السندباد (أعلانات) رئيس تحريرها طعمة البسام
• هبوط اضطراري:
ها نحن نختم جولتنا بهبوط اضطراري خشية ان نكون قد نسينا صحيفة صدرت هنا أو هناك ففي كل يوم يطلع علينا النهار بصحيفة جديدة وهي ظاهرة نشعر أنها صحية خاصة وأن أغلب هذه الصحف قد قدمت أقلاماً مبدعة ثبتت أقدامها في بلاط صاحبة الجلالة وأصبحت معروفة للملأ بجرأتها واقتحامها اليومي لموضوعة تخص المواطن الذي لم يجد لساناً غير الأقلام الشريفة البعيدة عن الربح المادي والحصول على مكاسب معينة من هذا المسؤول أو ذاك.. كفانا الله شر التستر على أخطاء دولتنا وساستنا وجعلنا صادقين أمام أنفسنا وأهلنا من أبناء العراق وهو غاية ما نصبو إليه في زمن يفر المرء فيه من أخيه وصاحبته وبنيه!!



#عبد_الكريم_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطابع البصرة ما بين شانكرلآل والريزوغراف
- حقوق الإنسان في العراق هل تحتاج الى وزارة؟
- الطفل العراقي ميمون المالكي ما زال مفقوداً
- الدستور العراقي والمال العام


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبد الكريم العامري - صحافة البصرة.. عصر ما بعد الديكتاتورية