أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فراس عبد المجيد - بين وزارة الداخلية وقوى الأرهاب.. الخطاب والممارسة














المزيد.....

بين وزارة الداخلية وقوى الأرهاب.. الخطاب والممارسة


فراس عبد المجيد

الحوار المتمدن-العدد: 1387 - 2005 / 11 / 23 - 09:20
المحور: حقوق الانسان
    


لو تتبعنا المخزون اللفظي في معاجم الأطراف السياسيةالعراقيةنجده يشير بوضوح الى "ترسانة"من المفردات والعبارات التي تترجم توجهات كل منها. ولنبدأ منالتاسع من نيسان ، ونستعرض ما أطلقته الحركات السياسية على هذا التاربخ الفاصل في الحياة السياسية العراقية .فالحركات الدينية المرحبة بهذا التغيير أسمته "يوم سقوط الصنم" والحركات الليبرالية التي راهنت على الحرب كحل وحيد لأسقاط النظام أطلقت عليه "يوم تحرير العراق". والحركات السياسية التي تحفظت على الحرب، ورحبت بسقوط النظام أسمته" يوم سقوط الدكتاتورية". أما القوى السياسية التي تصطف في الطرف الآخر، ، فنجدها تتفق على "سواد" هذا اليوم.. فهو "يوم الأحتلال البغيض " و "يوم دخول القوات الكافرة بغداد " وغيرذلك من عبارات الندب
من هذه الفوارق اللفظية يمكن للمتتبع أن يتلمس ارتفاع وخفوت نبرة هذا الصوت أو ذاك .. تبعا للمتغيرلت السياسية على أرض الواقع، وتبعا للممارسلت المرافقة لهذه المتغيرات سواء على الصعيد السياسي أو الأجتماعي
ومما يؤسف له ، حقا ، أن استقطابا دينيا ، طائفيا ، بدأ يطغى على تلك الأصوات ، بما يشكل خطابا " اسلامويا"ذا شقين متباعدين في الأهداف ، متقاربين في التوجهلت
.. ولم يكن هذا الخطاب مفاجئا لمن يرصد بدقة تحولات الوضع السياسي منذ انتخابات المجلس الوطني وتشكيل حكومة الجعفري التي تعطلت كثيرا حتى رأت النور.. وحتى كتابة مسودة الدستوروالأستفتاء عليه، وما رافق كل ذلك من تعثرات ونواقص . بل ان تصاعده ، ومشاركة اطراف حكومية فاعلة فيه ، بدأ يدق أجراس الخطر . فأذا كانت عمليات القوى الظلامية من اعتداء على السفرات الجامعية وتحريم الموسيقى ومهاجمة صالونات الحلاقة ومحلات بيع المشروبات ااكحولية وفرض الحجاب على النساء.. اذا كانت كل هذه الممارسات يمكن أن تحسب على قوى وميليشيات " منفلتة " يمكن للحكومة أن تتبرأ منها ، فأن السجون السرية لوزارة الداخلية التي كشفت مؤخرا .. والتعذيب وعمليات التصفيات التي تجريها الميليشيات الدينية التي تشهد العديد من الدلائل على ضلوع جهات حكومية نافذة فيها ، برغم النفي المتكرر ، يؤكد الدور الحكومي والحزبي الديني في هذه الممارسات .. وهو ما يجعل المواطن ضحية ارهابين طائفيين متناقضين ومتشابهين في آن.. أحدهما تحالف القوى التكفيرية (الأفغانية) ومخابرات النظام السابق ، ومن يصطف معهم من قوى رجعية مختلفة ، والثاني يمثل الميليشيات الدينية التي انضوت تحت جناح وزارة الداخلية أو التي تبتعد عنها بهذا القدر أو ذاك .. وأخذت تمارس سلطتها في اقامة السجون السرية وحفلات التعذيب السيئة الصيت، والتي أفاد منها المعسكر الآخر افادة قصوى حين ارتكب( تحت ضجيج الدعوات الموجهة للهيئات الدولية للتدخل) أبشع الجرائم ومررها بصمت مريب.. وهذا ما حدث بالضبط في مجزرة الجمعة بخانقين حين فجر انتحاريان نفسيهما في وسط حشود من المواطنين العراقيين من الكرد الفيلية تؤدي صلاة الجمعة
ان هذا الأستقطاب المتطرف في الجانبين لم يأت نتيجة فراغ ، ولا هو ثمرة عداء مسبق بين الشعب العراقي الذي عاش متسامحا ومتآخيا على مر العصور.انه ، بالضبط ، نتيجة طبيعية لسياسة المحاصصة البغيضة التي تلت سياسة التوافق التي بني على أساسها مجلس الحكم.والمؤسف ان نتيجة انتخابات 30 كانون الأول التي أفرزت حكومة الجعفري دفعت في البلاد الى الهاوية الطائفية بدلا من ان تطور سياسة التوافق الى حكومة وحدة وطنية حقيقية تشعر المواطن بانتمائها اليه ، وتسعى الى توفير الخدمات الأساسية التي افتقدها ، وتوسع من المشاركة الشعبية في السلطة التنفيذية . ان الفوز " الساحق " الذي تغنى به رئيس قائمة الأئتلاف ترجم الى خطاب متعالي النبرة تشحذ على صداه سكاكين القتل وآلات التعذيب
أين الحل؟
الحل في خطاب معتدل يترجم ممارسة تنطلق من مبادئ الحق والقانون ، خطاب علماني ديمقراطي يرسخ قيم المواطنة ، ويعيد تشكيل مؤسسات الدولة المنهارة على اساس الكفاءة والنزاهة والوطنية.. يحارب المذنبين القدامى والجدد، بعد أن يقتص من مهندسي المقابر الجماعية وأركان النظام الدكتاتوري السابق على جرائمه في حق شعبنا



#فراس_عبد_المجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختطاف المواطنين المغربيين في العراق.. الارهاب والدكتاتورية ...


المزيد.....




- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فراس عبد المجيد - بين وزارة الداخلية وقوى الأرهاب.. الخطاب والممارسة