ملاحظات هامة على الجولة الثانية من الانتخابات فى مصر

مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1387 - 2005 / 11 / 23 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أثناء متابعتي للمرحلة الأولى من الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية المصرية وبعد المفاجآت التي أسفرت عنها نتائج الجولة الأولى من :
_تقدم كبير للإخوان المسلمون وحصولهم على نسبة 20% من المقاعد في مناطق لا تمثل ثقل كبير للإخوان حيث يتركز ثقلهم في الدلتا والإسكندرية والقناة .
_الغياب شبه الكامل لأحزاب المعارضة .
لاحظت الأتي على هذه الجولة :
1 استخدام البلطجة والبلطجية من قبل جميع المرشحين والتي أسفرت عن مقتل أحد المواطنين واصابة العشرات والقاء القبض على المئات والصور التي شاهدناها عبر الفضائيات المختلفة وعبر الصحف خير دليل على ذلك ولكن الغريب في الأمر أن يلجا مرشحي جماعة الأخوان المسلمون إلى نفس هذه الأساليب الهمجية للحصول على مقعد في مجلس الشعب فبالله عليكم أي قيم روحية ينادوا بها ويحملون لوائها تسمح لهم بمثل هذه الممارسات ؟
2 التغطية الإعلامية المتحيزة للفضائيات العربية مثل العربية والجزيرة والحرة وغيرها والتي استطاعت إن تلمع مرشحي الإخوان المسلمون وتقدمهم للناخب المصري في صورة المرشح المثالي الذي لا يأتيه الباطل من يمينه أومن يساره فهل هناك اتفاقات خفية وتمويلات مختلفة دفعتها الجماعة لمثل هذا التلميع الإعلامي ؟
3 لا اعرف على من تقع مسؤولية نقل الصناديق الزجاجية بعد نهاية الفرز فقد شاهدت على إحدى الفضائيات إحدى سيارات الأجرة (تاكسي) يقوده أحد الملتحين يقوم بنقل إحدى هذه الصناديق فهل تنازلت الشرطة والداخلية عن مسؤليتها وتركتها للإخوان أم أن الإخوان يفعلوا كما قال لهم أحد قياداتهم الذي نصحهم بالارتماء على الصناديق وحمايتها بأجسادهم ام هى مقدمة لاختطاف الحكم والدولة من قبل الإخوان كما تم اختطاف هذا الصندوق ؟
4 اتضح لي من خلال هذه الجولة إن المشاركة الإيجابية بل الكثيفة للمرأة حيث نجح مرشحي الأخوان المسلمون في إخراج السيدات خصوصا المحجبات والمنقبات بمثل هذه الكثافة للتصويت لهم بل لقد نجح مرشحي هؤلاء التيار في جعل السيدات يستخدمون الأحذية والشباشب لضرب رجال الشرطة أو مناصري المنافسين الآخرين( خير مثال لما يمكن أن يفعله مرشحي هذا التيار إذا وصلوا للحكم هم وأنصارهم ) والغريب في الأمر أن النساء قد خرجت بمثل هذه الكثافة للتصويت لمرشحي هذا التيار الذي إن وصل للحكم سينتقص من حقوقهن المنتقصة أصلا فهل السيدة المصرية أصبحت الآن تواقة للعودة إلى عصر الحريم ؟
5 إن اغلب الشكاوى المتبادلة بالتزوير والبلطجة كانت بين مرشحي الحزب الوطني والإخوان المسلمون ولم نجد اثر لأحزاب المعارضة في هذه الانتخابات , لذا على هذه الأحزاب ان تقف وقفة جدية مع نفسها إما إن تحدث عمليات اندماج بين بعضها البعض أو حل للبعض وتكوين أحزاب جديدة قادرة على المنافسة واثراء المجتمع المدني الذي يكاد يختفى في بلادنا .
6 ظاهرة شراء الأصوات استفحلت في هذه الانتخابات كما قال الأستاذ حافظ أبو سعدة الذي وجد أكشاك مخصصة لذلك أمام بعض اللجان في الإسكندرية مهمتها مفاوضة المرشح على بيع صوته واعتقد أنا هنا أن هذه الظاهرة هي امتداد لظاهرة بيع الأعضاء البشرية من كلى وأكباد وغبرها وبيع الأولاد كمظاهر مصاحبة لحالة الفقر المستشرية في بلادنا . وهنا فأننا نقول ما ذا يضير أي مرشح أن يدفع الف جنيه لكل صوت فحتى لو دفع لعشرة آلاف ناخب أي سيدفع عشرة مليون للكرسي وهذا ثمن بسيط لكرسى يسعى الكثيرين إليه ومستعدين لدفع اكثر من ذلك في سبيله لانه يضمن استرجاع هذه الأموال واكثر منها , وكأننا قد رجعنا إلى عصر الالتزام والملتزمة الذين كانوا يعطون للوالى في مصر مبلغ من المال يسمى التزام كل سنة في مقابل ان يترك لهم جباية الأموال من الشعب بدون ضابط أو رابط وان كان الأمر يبدو معكوسا هنا حيث يعطى المرشح هنا للشعب بعض المال ألان في مقابل استغلال معاناتهم فيما بعد إذا نجح في الوصول لمجلس الشعب لحصد هذه الأموال أضعاف مضاعفة .
7 ضريبة الخوف والرعب المفروضة على الأقباط في هذه الانتخابات مازالت مستمرة فقد كان هناك رعب في كنيسة مار جرجس بالإسكندرية نتيجة هذه المنافسات ونتيجة التواجد الكثيف لمؤيدي جماعة الأخوان المسلمون .
كذلك ماهو واقع ألان في مدينه ملوي بالمنيا حيث يدفع الأقباط ثمن موقفهم المؤيد لعضو الحزب الوطني الذي سقط في هذه الانتخابات في مواجهة عضو جماعة الأخوان المسلمون الشيخ بهاء الدين سيد عطية ومنذ ذلك الحين يعانى الأقباط هناك من التحرش بهم في ذهابهم وإيابهم وقد قيل لهم انه حتى لو فشل الشيخ بهاء كنتم ستدفعون ثمن فشله في الانتخابات أي أن الأقباط يدفعون الثمن سواء نجح مرشحي الأخوان أو فشلوا فإلى متى سيستمر هذا الوضع والى متى يعيبون على الأقباط سلبيتهم ولا يقبلون إيجابيتهم إن لم تتفق مع توجهاتهم واختياراتهم ؟
8 لازال الناخب المصري لا يستطيع التفرقة بين وظيفة نائب مجلس الشعب ووظيفة عضو المجلس المحلى المسئول عن توفير الخدمات المباشرة التي يحتاجها الناخب في حين إن وظيفة الأول هي الرقابة والتشريع فإلى متى يستمر هذا الخلط بين الاثنين ؟
9 هناك ملاحظة جديرة بالاهتمام وهى تسرع الصحف فى إعلان بعض النتائج ثم العودة لنفيها من قبل اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات فيما بعد حدث هذا الجولة الأولي في دائرة الدقى حيث أعلن نجاح عضو الإخوان حازم صلاح أبو إسماعيل ثم بعدها تراجعوا وأعلنوا فوز أمال عثمان مرشحة الحزب الوطني وحدث اليوم في الجولة الثانية بدمنهور حيث أعلن فشل د. مصطفى الفقي أمام مرشح الأخوان د.جمال حشمت ثم تم إعلان فوز مصطفى الفقي فيما بعد .
10 لازال سلاح المال واستخدام الدعاية الدينية سلاح مستخدم دون إن نجد أي اثر للجنة المشرفة على الانتخابات أو إي تدخل يوقف هذا .

#مجدي_جورج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات