أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد مولود الطيار - ارفع رأسك فأنت سوري رسالة عاجلة إلى مجلس الأمن














المزيد.....

ارفع رأسك فأنت سوري رسالة عاجلة إلى مجلس الأمن


أحمد مولود الطيار

الحوار المتمدن-العدد: 1387 - 2005 / 11 / 23 - 09:14
المحور: حقوق الانسان
    


لا أدري أين سنولّي نحن السوريين وجوهنا ؟
ما علاقتي كمواطن سوري و أتحفظ جدا على كلمة مواطن , اذا كان أصف شوكت متهم بقتل رفيق الحريري؟ وما هو ذنبي اذا كان رستم غزالة قد تأمر مع جنرالات لبنان الأربعة أو الخمسة أو الألف في التخطيط لجريمة سياسية من هذا النوع ؟. (طبعا كما يقول السيد ميليس ).

وهل جلست يوما أنا أو غيري من السوريين الى مائدة ماهر الأسد نتسامر حول شؤون و شجون سورية ؟
ما علاقتي اذا كان السيد رستم غزالة يملك رصيد سائل في بنك المدينة اللبناني عشرين مليون دولار و أنا أتضور جوعا ؟
كذلك سيان عندي ان كان المرحوم غازي كنعان نحر أم انتحر و اذا كان " طريق الحرير" الخط العسكري بين سورية و لبنان قد أغلق أم لا. و ما همني اذا كان تقرير السيد ميليس قد أشار الى السيد فاروق الشرع واتهمه بالكذب. لا على العكس من ذلك سأمدّ لساني الى السيد ميليس و أقول له: صح النوم.
ماذا سيفيدني اذا كان تقرير السيد ميليس قد اشار الى تورط النظام السوري واتهمه بأنه المدبر والمنفذ لجريمة اغتيال السيد الحريري؟
ماذا نابني من المرحوم الحريري عندما كان يوزع هباته و قصوره وهداياه على المسؤولين السوريين في سورية و لبنان؟
تسكعت تسعة أشهر في بيروت هربا من النظام السوري وحاولت جاهدا تأمين أقل عمل يمكن أن أقتات منه لكي لا أمدّ يدي وما فلحت.
رحم الله الحريري وليذهب قتلته الى الحجيم, ولكن لماذا يريدون ذهابنا معهم أيضا الى الجحيم؟
لا أعتقد فيما أفضفض لكم به شؤون شخصية, أنها باعتقادي هموم السواد الأعظم من السوريين عاشوا بين حصار النظام الاقتصادي المستمر منذ عقود والعقوبات الأممية القادمة الينا بسبب جرائم لم نرتكبها نحن السوريين.
لم نعد نفهم حدود الوطن. لم نعد نستطع رسم جفرافية سوريا. ضحكوا علينا وقالوا لنا في كتب التاريخ والجغرافيا والقومية والتربية الإسلامية: سوريا هي القائد و القائد هو سوريا. صدقناهم مرغمين. الآن أيضا يريدون أن نصدقهم: سورية مهددة في هيبتها وكرامتها وعنفوانها.
حاولت منذ عقود أن أرفع رأسي لأني سوري. حاولت جاهدا أن لا أطأطئه وأن لا أخفضه وأن أنظر في عين الشمس. كنت أفشل عند كل محاولة. لم أستطع التحديق في عيني البقال الذي كف عن إقراضي الخيار والبندورة والسمنة والرز والسكر. تركت طفلي ينهش جسده الغض المرض اللعين لأن اجرة المعاينة عند أي طبيب غير مختص لا أقوى على دفعها. كرهت الشتاء ذلك الفصل المغري لأن مصاريفه كثيرة. تشاجرت مرارا مع فواتير الماء والكهرباء وتمنيت لو أن تلك المنجزات العلمية لم تصل الى بلدي. عيني مكسورة أمام طفلي وزوجتي والبقال والطبيب وجباة الماء والكهرباء والهاتف وجاري في الحي الذي استدان ليقرضني. رأسي أخفضه وأقف في وضعية الاستعداد العسكري أمام عناصر الأمن وضباط المخابرات في بلدي وكلما حاولت المحافظة على تلك الوضعية الوضيعة يأتي الخوف ليلخبطها فأرتجف وأهتز فتنهال الصفعات على جسدي الميت من كل الجهات.
في لبنان حاولت مرة أن "أدحش" جسدي الضئيل في حاوية للقمامة مع سوريين اخر كانوا يفلّون مافيها وينثرون محتوياتها بآلية ميكانيكية غريبة وعجيبة. فغر فمي على اتساعه وجحظت عيناي ذاهلة لما ترى. لقد فرزوا ما في الحاوية الى أصناف متعددة وبدأوا باقتسام الثروة. اقتربت منهم, رمقني أصغرهم شزرا. آثرت الابتعاد و السلامة.
كلما يحاول ظهري الانحناء أقومه. متى تحاول جفوني الانسدال أنبهها. متى شعرت أن كفي تحاول أخذ وضعية التسول أقلبها وأخفضها الى جنبي. أنّى شعرت أن قدمي تقوداني إلى طريق الاعوجاج أصححهما. فأنا سوري.
وعندما يحين المساء, أجمع أعضائي كلها ويبدأ لساني الذي لا يكل الخطب والعظات خطبته المعهودة منذ اثنين وأربعين عاما:
أنتم سوريون. قدركم أنكم أبناء هذا البلد الذي يقع على كاهله حماية العروبة. لقد اختارتكم العناية الالهية لكي تكونوا في الخط الدفاعي الاول تذودون به عن العرض والأرض. إن سورية العروبة, سورية القومية, سورية المستهدفة, ستتحطم على أسوارها كل المؤمرات و ستلقن الأمريكان والفرنسيين دروس البطولة ومعنى المقاومة...
...
...
هل في هذ الجسد المنهك ما ينهض ليقول: أنا سوري يا نيالي.



#أحمد_مولود_الطيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !تهافت خطاب وزير خارجية النظام السوري عندما يرتجل الشرع
- حراك - اعلان دمشق-
- رسالة من مواطن سوري إلى من تبقى من بعثيين شرفاء :دعوة الى ال ...
- بعد خطاب الانسحاب
- -أعيرونا - ميليس
- لهذا تخسر سورية كل معاركها الإعلامية: مهدي دخل الله في الرقة
- المصافحة العرض تاريخية
- الحصّاد المرّ للنظام السوري , أخطاء أم نهج ؟
- البرلمان العربي المنتظر في دمشق !!
- افلاس النظام السوري
- سورية ما بعد الحريري و مصيرها بعد الفاجعة
- الأقلية في مواجهة الأغلبية - اللعبة المفضلة لأنظمة الاستبداد
- أي صورة لسوريا المستقبل نريد بعد انسحاب حزب البعث من قيادة ا ...
- دراسة عن حي الحرامية في محافظة الرقة /ملاحق
- المعارضة السورية العربية و الكردية /دعوة الى الخروج من شرنقة ...
- المعارضة السورية العربية و الكردية :تغليب القومي على الوطني ...
- اللقمة السورية و الفم الأمريكي
- أنا الذي أكل الفأر
- وقائع لم ترو في - يوم المعتقل السوري- شاهد عيان
- رياض الترك: بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيات ...


المزيد.....




- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد مولود الطيار - ارفع رأسك فأنت سوري رسالة عاجلة إلى مجلس الأمن